محللون: الحرب على غزة مرهونة باعتبارات نتنياهو السياسية
تاريخ النشر: 20th, December 2023 GMT
القدس المحتلة- بينما أفادت وسائل الإعلام العالمية أن إسرائيل تبدي استعدادها لوقف إطلاق النار لفترة قد تصل إلى أسبوعين مقابل تحرير العديد من المحتجزين الإسرائيليين، أجمعت تقديرات المحللين العسكريين والسياسيين أن تطورات وسير الحرب على غزة رهينة للاعتبارات السياسية لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
يأتي ذلك في حين تستعد المؤسسة الأمنية الإسرائيلية وتحت ضغوطات إدارة الرئيس الأميركي جو بادين، لوضع خطة عملياتية لتغيير طبيعة القتال في غزة، وتحديد ملامح جديدة لشكل الحرب لتجنب الصدام مع واشنطن التي تصر على موقفها الداعم لإسرائيل، لكنها تطالب بتخفيف حدة القتال، والحد من الغارات المكثفة، والتوجه إلى هدنة وصفقة تبادل جديدة.
ووسط التعقيدات العسكرية المتعلقة بالمرحلة الثالثة من التوغل البري نحو رفح، وتباين المواقف حول حكومة الطوارئ الإسرائيلية لاعتبارات سياسية بشأن سير وشكل الحرب والتوغل البري، صعّدت عائلات المحتجزين الإسرائيليين لدى المقاومة الفلسطينية من الخطوات الاحتجاجية، وطالبت حكومة نتنياهو بطرح مبادرة لتحريرهم.
خطة المرحلة الثالثةتحت عنوان "تستعد المؤسسة الأمنية لتغيير طبيعة القتال في غزة خلال شهر تقريبا، لكن نتنياهو قد يكون لديه خطط أخرى.."، كتب المحلل العسكري لصحيفة "هآرتس" عاموس هرئيل، مقالا استعرض من خلاله معالم خطة الجيش الإسرائيلي لتغيير شكل القتال في غزة، وفقا لتوصيات الإدارة الأميركية.
وقال هرئيل خطة بدأت تتبلور حول شكل الحرب على غزة على المستوى السياسي وفي المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، ويقول "من المتوقع أن تنتقل إلى المرحلة الثالثة خلال الشهر المقبل، وذلك بعد المرحلة الجوية ومرحلة المناورة".
وينقل المحلل العسكري أنه وبحسب توصية الولايات المتحدة، فإن التغيير في طريقة القتال يجب أن يشمل الانتقال إلى إقامة منطقة عازلة على حدود قطاع غزة، وربما أيضا بين شمال القطاع والجنوب، وسحب جزء من قوات الاحتياط المتوغلة التي تحافظ على مناورات برية بطيئة وخطيرة، وسيتحول القتال إلى شكل هجمات وعمليات نوعية ومحددة.
ولفت هرئيل إلى أن النقاش بإسرائيل بشأن هذه الخطة يتمحور بالأساس حول مسألة التوقيت الأفضل للعمل على البدء في تغيير شكل القتال والحرب، وتتباين المواقف بشأن موعد ذلك في منتصف يناير/كانون الثاني المقبل أو في نهايته.
ولكنه يقول إن "هناك عقبة رئيسية واحدة أمام العملية الانتقالية في طبيعة وملامح القتال والحرب، هي الوضع السياسي لنتنياهو، الذي يخشى انهيار ائتلاف حكومته تحت ضغوطات أحزاب اليمين، فالهمّ الرئيسي له -على ما يبدو- البقاء في السلطة، ولذلك قد يختار خوض صراع مصطنع مع الأميركيين".
مطالب بايدنوفي قراءة للموقف الأميركي بشأن سير وتطورات الحرب على غزة، كتب المحلل السياسي ألون بينكس مقالا في "هآرتس"، استعرض ما وصفه بـ"لعبة الضغط التي يمارسها بايدن"، قائلا إن "الرئيس الأميركي يدعم إسرائيل بلا تحفظ، ويدفعها في الوقت نفسه إلى خفض حدة الصراع".
واستعرض بينكس سؤالا وُجّه إلى الرئيس بايدن قبل أيام في حدث خاص ومحدود للداعمين والمانحين لحملته الانتخابية، "هل أنت على علم بحقيقة أن نتنياهو يحاول قلب الطاولة وإلقاء اللوم عليك، ويعمل على الصراع معك ومع الولايات المتحدة لاعتباراته السياسية؟" ابتسم بايدن وأجاب بحزم "أعرف".
يقول المحلل السياسي "هناك أشياء أخرى تثير شكوك بايدن وحاشيته السياسية والأمنية بشأن نتنياهو، وهو أنه يحاول جر الولايات المتحدة إلى مواجهة مع إيران، من خلال تحويل الحوثيين في اليمن إلى دليل على أن هذه ليست حربا ضد حماس وحدها، بل هو صراع بين الحضارات يتجنبه بايدن، الذي يعي نوايا نتنياهو الهادفة إلى تأجيج صراع إقليمي في الشرق الأوسط".
وأوضح بينكس أن الرئيس الأميركي -لأسباب عاطفية وسياسية- غير معني بمواجهة علنية مع إسرائيل، لذلك يشكك المحلل في إمكانية ممارسة بايدن في الأسابيع المقبلة ضغوطا على حكومة نتنياهو، أو يحدد إنذارا نهائيا لوقف الحرب.
وبسبب هذه الاعتبارات، يستبعد المحلل السياسي إمكانية أن يحدد بايدن مطالب صارمة من أجل إجبار إسرائيل على إحداث تغيير في طبيعة الحرب وشكل القتال في غزة، مشيرا إلى أن الهدف الذي تركز عليه واشنطن هو إحداث تحول سريع من حرب عنيفة إلى حرب أقل حدة، وليس وقف الحرب بشكل نهائي.
احتدام الخلافوحول تأثير موازين القوى السياسية ومواقف الأحزاب بشأن سير وتطورات وطبيعة الحرب على غزة، كتبت محررة الشؤون السياسية والحزبية في صحيفة "هآرتس" رفيت هيخت، مقالا ملخصه أن "الوزراء متأكدون من أن أغلبية الجمهور تؤيد الحرب، لكنهم سيواجهون قريبا خيبة الأمل من نتائجها".
وأوضحت هيخت أن الغضب والصدمة اللذين يرافقا الجمهور الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ليسا كافيين للحفاظ على الدعم الشعبي لمعركة طويلة ودموية. في إشارة إلى بوادر لتصدع الدعم الشعبي للحرب، وسط رفض أحزاب الائتلاف الحكومي تغيير طبيعة القتال، وإصرارها على مواصلة الحرب حتى إسقاط حكم حماس.
ولفتت محررة الشؤون السياسية والحزبية إلى أن "حكومة الحرب تحاول أن تبث رسائل وكأنها ماضية قدما بالقتال، على خلفية ثمن الدم المستمر الذي تفرضه الحرب على الجيش الإسرائيلي، فضلا عن احتدام الخلاف بين معسكر المختطفين ومعسكر إبادة حماس في المجتمع الإسرائيلي" حسب وصفها.
وأشارت إلى أن ادعاءات "معسكر المختطفين" تتلخص بوضع ملف المحتجزين كهدف أول للحرب، والعمل على تحريرهم ضمن صفقة تبادل شاملة، حيث يأخذ هذا المعسكر ومطلبه زخما في المجتمع الإسرائيلي على حساب الطرح المقابل الداعي إلى مواصلة الحرب والعمليات العسكرية حتى إسقاط حكم حماس، "وهذا الطرح آخذ بالتراجع بعد أن ثبت أن تقويض حماس يستغرق وقتا طويلا" تقول هيخت.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: القتال فی غزة الحرب على غزة إلى أن
إقرأ أيضاً:
قصف إسرائيلي وقضية نتنياهو وثغرات أمريكية.. وخبير: العالم أمام أحداث كبيرة
شهدت الساعات الماضية، سلسلة من الأحداث الساخنة التي أثرت بشكل كبير على المنطقة وألقت بظلالها على العديد من القضايا السياسية والعسكرية، بين قصف الاحتلال الإسرائيلي على مدينة طرطوس السورية، الذي أسفر عن وقوع هزة أرضية خفيفة في شمال لبنان.
تصعيد مستمر في التوترات الإقليمية والعالميةوأيضا التحركات السياسية الإسرائيلية ضد قرار المحكمة الجنائية الدولية بشأن مذكرة الاعتقال بحق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، إضافة إلى قصف مستشفى كمال عدوان في غزة، وتعزيز المخاوف بشأن الثغرات في المجال الجوي الأمريكي، فكل هذه التطورات جاءت وسط تصعيد مستمر في التوترات الإقليمية والعالمية.
وقال الدكتور جهاد أبولحية أستاذ القانون والنظم السياسية الفلسطينى، إن إسرائيل لا تلتزم بأي حدود أو اتفاقيات، وتستمر في تنفيذ ما يخدم مصالحها حتى لو كان ذلك مخالفًا للاتفاقات أو القوانين الدولية.
وأضاف أبولحية- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن هذا يعكس سياسة إسرائيل المستمرة في خرق اتفاقات وقف إطلاق النار في لبنان، مستفيدة من عجز المجتمع الدولي عن ردعها ووقف تصرفاتها غير المسؤولة، وهذه التصرفات قد تؤدي إلى تجدد الصراع بين حزب الله وإسرائيل، لذا من الضروري أن يتخذ الوسطاء في الاتفاق خطوات حاسمة لمنع انهيار الاتفاق.
أما بشأن ما حدث في ولاية أوهايو الأمريكية، أشار أبو لحية، إلى أن مصدر الطائرات المسيرة التي اخترقت الأجواء الأمريكية غير معروف، فإننا أمام احتمالين، فالاحتمال الأول هو أن تكون الطائرات المسيرة من داخل الأراضي الأمريكية لأغراض غير عسكرية، أو قد تكون قد أتت من خارج البلاد، مما يمثل تطورا بالغ الأهمية في ظل الأحداث الكبرى التي يشهدها العالم.
وتابع: "وإذا كان الاحتمال الثاني هو الصحيح، فقد يؤدي ذلك إلى تبعات خطيرة، حيث ستكون هذه هي المرة الأولى منذ أحداث 11 سبتمبر التي يتم فيها اختراق الأجواء الأمريكية، وبالتالي سوف يكون العالم أمام أحداث كبيرة قد تصل إلى مرحلة تصادم عسكري مباشر ما بين الولايات المتحدة الأمريكية والجهة المطلقة لهذه المسيرات".
الدفاع المدني في غزة: الاحتلال يغتال أكثر من 50 شهيدا خلال 24 ساعةمحلل سياسي: ما يجري في غزة استمرار لمخطط إسرائيلي لإبادة الشعب الفلسطينيغارات مكثفة على مدينة طرطوس الساحليةوفي خطوة تصعيدية، شن الاحتلال الإسرائيلي غارات مكثفة على مدينة طرطوس الساحلية في سوريا، ما أدى إلى وقوع هزة أرضية خفيفة في شمال لبنان، حيث شعرت بعض قرى عكا بهذه الهزة في فجر يوم الاثنين، وفقا لما ذكرته وسائل إعلام لبنانية، وقد أشارت وسائل إعلام روسية إلى أن الغارات استهدفت مواقع عسكرية في المدينة باستخدام صواريخ أُطلقت من بوارج حربية إسرائيلية، وهي خطوة تُعد الأولى من نوعها في استهداف مواقع سورية عسكرية في هذه المنطقة.
وذكرت التقارير أن الهزة الأرضية التي شعر بها سكان بعض المناطق في شمال لبنان، كانت نتيجة مباشرة للغارات الإسرائيلية على طرطوس، ما أثار مخاوف بشأن استقرار الوضع الأمني في المنطقة، وهذا القصف يأتي في وقت حساس، وسط تصاعد الاحتجاجات والتحركات الإقليمية والدولية بشأن الوضع في سوريا.
اعتقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهووعلى صعيد آخر، أعلنت إسرائيل عن تحرك ضد قرار المحكمة الجنائية الدولية الذي أصدر مذكرة اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وهذه الخطوة تأتي في وقت حساس سياسيًا، وسط ضغوط دولية على إسرائيل فيما يخص مواقفها من القضايا الإقليمية والعالمية.
وفي تطور مقلق آخر، استهدفت الغارات الإسرائيلية مستشفى كمال عدوان في قطاع غزة، مما أسفر عن سقوط ضحايا وجرحى في صفوف المدنيين، وسط احتجاجات من منظمات حقوق الإنسان ضد تصعيد الأعمال العسكرية في القطاع.
استشهاد فلسطيني برصاص الاحتلال في منطقة المشروع جنوبي قطاع غزةمسؤولون إسرائيليون: من الممكن التوصل لاتفاق غزة خلال أسبوعينوفي تطور آخر، برزت المخاوف من وجود ثغرات في الدفاعات الجوية الأمريكية، وسط تصريحات رسمية في الولايات المتحدة تشير إلى القلق المتزايد بشأن أمن المجال الجوي الأمريكي، وهذه المخاوف تأتي على خلفية التطورات العسكرية العالمية، وتزايد التهديدات من دول مثل الصين وروسيا.
والجدير بالذكر، أن تتسارع الأحداث في المنطقة والعالم، من غارات إسرائيلية على سوريا ولبنان، إلى تهديدات ضد النظام السياسي الإسرائيلي، وصولا إلى التوترات العسكرية في غزة وأمريكا. هذه التطورات تخلق بيئة من عدم الاستقرار، تثير القلق في الأوساط السياسية والعسكرية حول العالم، مع تصاعد الدعوات إلى التهدئة والبحث عن حلول سلمية لهذه القضايا.