موقفٌ حازم للبنان ضدّ إسرائيل في الأمم المتحدة.. هذه تفاصيله
تاريخ النشر: 20th, December 2023 GMT
ألقى القائم بأعمال البعثة اللبنانية في الامم المتحدة في نيويورك هادي هاشم كلمة لبنان في الجلسة الطارئة الخاصة العاشرة للجمعية العامة حول فلسطين، وقال فيها: "يرحب وفد بلادي بالقرار الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة والذي يدعو الى وقف فوري لإطلاق النار والذي صوتت لصالحه مئة وثلاثة وخمسون دولة، وإسمحوا لي بالتوجه بالشكر الخاص لجمهورية مصر العربية بصفتها رئيسة المجموعة العربية لهذا الشهر، وجمهورية مورتانيا الإسلامية بصفتها رئيسة منظمة التعاون الإسلامي، ودولة الإمارات العربية المتحدة ممثلة المجموعة العربية في مجلس الأمن، على جهودهم المشكورة وسعيهم لوقف إطلاق النار في قطاع غزة والحدّ من مأساة الشعب الفلسطيني الشقيق".
اضاف: "السيد الرئيس، بعد أكثر من سبعين يوماً على بدء العدوان على غزة، لم يستطع مجلس الأمن إصدار أي قرار لوقف إطلاق النار، على الرغم من كل الجهود التي بُذلت من قبل كافة أعضاء المجلس. وإذ نؤكد أن هذه الأزمة لن تنتهي، ولن يُحل الصراع العربي - الإسرائيلي إلا إذا حُلت القضية الفلسطينية، هذه القضية التي صدر بشأنها قرارات مُتعددة لم تُنفذها إسرائيل. فالحلّ بسيط وواضح ومعروف: تنفيذ القرارات الدولية، واحترام الشرعية المنبثقة عن الأمم المتحدة، وإلا فإن هذا الصراع لن ينتهي، ومسلسل الحرب سوف ينتقل من جيل إلى جيل، وما شاهدناه في غزة خلال الشهرين الماضيين سنشاهده بعد خمس أو عشر سنوات، لكن بأسماء مختلفة وجهات أخرى. فلا الشعب الفلسطيني سوف يتوقف عن مقاومته للإحتلال ولا إسرائيل ستتوقف عن جرائمها واحتلالها. وللأسف سوف نعود إلى هنا بأشخاص جدد، ولكن بالمضمون نفسه. فما معنى أن نصدر قرارات دولية لا تستطيعون تنفيذها؟ وما معنى وجودنا في هذه القاعة اليوم إذا بقيت إسرائيل خارجة عن القانون؟ كلنا هنا نعرف الحل وندرك طريقه".
وتابع: "السيد الرئيس، وقف العالم مناصرا للقضية الفلسطينية، وقد شهدت عواصم مثل باريس، لندن، وواشنطن، مظاهرات إحتجاجية على ما تقوم به إسرائيل، ومناصرة للشعب الفلسطيني. ووسائل الإعلام مشكورة لعبت دورا في نقل الحقيقة وعدم طمسها. لذلك قامت إسرائيل باستهداف الصحافيين بشكل متعمد ومباشر، مما أدى إلى قتل أكثر من 50 صحافي فلسطيني و3 صحافيين لبنانيين هم عصام عبدالله وفرح عمر وربيع المعماري وجرح العديد منهم. وما حصل يوم الجمعة الفائت من استهداف طاقم قناة الجزيرة القطرية في غزة ما هو إلا دليل إضافي على نية إسرائيل إسكات صوت الصحافة الحرة، فتحية إلى وائل دحدوح وروح سامر أبو دقة. فشباب العالم اليوم ميالون للحقيقة ومتعاطفون مع القضية المحقة، ولم يعد أحد يستطيع أن يزوّر التاريخ، ويُحرّف الحاضر، ويُسمّم المستقبل".
وقال: "السيد الرئيس، ما هي نتيجة العدوان حتى الآن؟ النتيجة هي: مزيدٌ من القتل مزيدٌ من القهر ومزيدٌ من التدمير. أهذا ما نريده؟ أهذا ما نسعى إليه؟ فهنيئا لبائعي السلاح لأننا بتنا نعيش في عصر بائعي الأوهام. بعد سبعين يوما، لم تحقق إسرائيل أي هدف من أهدافها المعلنة للحرب، فالمقاومة مستمرة من جهة، والقتل مستمر من جهة أخرى، أما الهدف غير المعلن لإطالة أمد الحرب فهو إطالة عمر الحكومة المتطرفة الإسرائيلية وتدمير فرص حل الدولتين. وإذا لم نتعلم من دروس الماضي فلن نستطيع تغيير المستقبل. فحذار أن قوى التطرف أصبحت أكثر قوة، ولغة العنف أصبحت سائدة، ومفهوم القتل أصبح مسيطرا. وفي المقابل، محبو السلام أصبحوا أكثر ضعفا، والمؤمنون بالحوار أصبحوا غير عقلانيين، والساعون لحلّ الأزمات أصبحوا خونة".
اضاف: "السيد الرئيس، سبعون يوما مرت على العدوان الإسرائيلي ضد لبنان وعلى التهديدات المستمرة بحقنا. فتارةً يهددون بتدميرِ بيروت وطوراً بإعادة لبنان إلى العصر الحجري، ناهيك عن تصريح وزير التراث الإسرائيلي بإستعمال السلاح النووي ضد غزة. كل هذه التهديدات وجهت بقدر عال من المسؤولية وضبط النفس من قبل لبنان وحكومته، على الرغم من التضحيات الكبيرة التي قدّمها الشعب اللبناني خلال الفترة الأخيرة، حيث استمرت إسرائيل بقصف المدنيين الآمنين، وتهجير السكان، وحرق الغابات، وإستعمال الفوسفور الأبيض، وقصف دور العبادة والمستشفيات، والإعتداء على قوات ومقرات اليونيفيل، إضافة الى إستهداف الجيش اللبناني وإستشهاد أحد عناصره، وذلك بخرقٍ فاضحٍ ومتواصلٍ للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني وقرارات مجلس الأمن، لا سيما القرار 1701".
وتابع: "السيد الرئيس، ما حدث في 7 تشرين الأول هو جرس إنذار للجميع بأن الوضع لا يمكن أن يستمر على ما هو عليه. نحن اليوم بحاجة إلى حلّ مُرضٍ للجميع، بحيث يحصل الفلسطينيون على دولتهم المستقلة ذات السيادة على حدود العام 1967. ويتعين على المجتمع الدولي أن يتحرك الآن ويدفع بإتجاه حل الدولتين وأن يحول هذه المأساة إلى فرصة. ومن هنا الحاجة الملحة إلى أن يَصدُر عن مجلس الأمن قرارا قادرا على حلّ الصراع بشكل عادل وشامل. ومن الحتمي أن تستفيد جميع شعوب المنطقة بشكل كبير من هذه النتيجة، وخاصةً لبنان، إذ أن التحرك بهذا الاتجاه اليوم سيجلب بالتأكيد الإستقرار والإزدهار لمنطقتنا والعالم".
وختم: "السيدُ الرئيس، يؤكد لبنان إلتزامه بالقرار 1701 بكافة مندرجاته، والحكومة اللبنانية ورئيسها لم يُوفرا جهدا لمنع تمدد الحرب بإتجاه لبنان. لكن اللبنانيين كالفلسطينيين لن يتخلوا عن شبر واحد من أرضهم المحتلة. فعلى إسرائيل وقف عدوانها على لبنان، والانسحاب فورا من كافة الأراضي اللبنانية التي ما زالت محتلة. فخراج بلدة الماري لنا وتلال كفرشوبا لنا ومزارع شبعا أيضا لنا. والتاريخ معنا والحقيقة معنا والحق أيضا معنا".
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة: حل أزمة اليمن بات ضرورة عاجلة
شمسان بوست / متابعات:
قال المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ إن الحاجة إلى معالجة أزمة اليمن أصبحت أكثر إلحاحا من أي وقت مضى حيث يتطلب الاستقرار الإقليمي، جزئيا، تحقيق السلام في اليمن.
وفي إحاطته أمام مجلس الأمن عبر الفيديو امس الأربعاء، قال إن رسالته لجميع الأطراف أثناء لقاءاته مع أصحاب المصلحة اليمنيين والإقليميين والدوليين في جميع أنحاء المنطقة، “هي نفسها: نحن بحاجة إلى خفض التصعيد الفوري والمشاركة الحقيقية من أجل السلام. لقد انتظر ما يقرب من أربعين مليون يمني وقتا طويلا للغاية”.
وأشار إلى أنه رغم أنه أمضى معظم العام الماضي في محاولة حماية اليمن من التصعيد الإقليمي وتركيز الانتباه على الفرصة الحقيقية لحل الصراع اليمني، أصبح السياق دوليا بشكل متزايد، مع تكثيف أنصار الله ضرباتها في إسرائيل واستمرار الهجمات في البحر الأحمر، مما أدى إلى غارات انتقامية على اليمن من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وإسرائيل.
وقال غروندبرغ: “حتى اليوم، أعاقت الدورة المتصاعدة من الضربات والضربات المضادة آفاق السلام وحولت الانتباه والموارد الحاسمة بعيدا عن اليمن”.
وأكد كذلك أنه خلال اجتماعاته مع كبار المسؤولين السياسيين والعسكريين في صنعاء، كرر الدعوات التي سبق أن وجهها المدير العام لمنظمة الصحة العالمية الدكتور تيدروس غيبريسوس خلال زيارته الأخيرة إلى صنعاء والتي حث فيها أنصار الله بقوة على الإفراج فورا ودون قيد أو شرط عن جميع الموظفين المحتجزين تعسفيا من الأمم المتحدة والمنظمات الوطنية والدولية والبعثات الدبلوماسية والقطاع الخاص.
تصعيد على الخطوط الأمامية..
وأشار المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن إلى بعض التصعيد على العديد من الخطوط الأمامية، “مما يذكرنا بأن الاستقرار النسبي وتحسن الظروف الأمنية للمدنيين الذي كان موجودا منذ هدنة عام 2022 قد يضيع”.
وحذر من أن أي تصعيد إضافي يهدد بتقويض الالتزامات القائمة وستكون له عواقب إنسانية مدمرة على الشعب اليمني، الذي عانى بالفعل مما يقرب من عقد من الصعوبات التي لا يمكن تصورها. وحث جميع الأطراف على الامتناع عن الإجراءات التي تعمق المعاناة أو قد تؤدي إلى التراجع عن التقدم المحرز حتى الآن.
وتطرق غروندبرغ كذلك إلى التدهور الاقتصادي المستمر في جميع أنحاء اليمن الذي يؤثر على الجميع، وخاصة الأكثر ضعفا، مشيرا إلى أنه في حين اتخذت كل من حكومة اليمن وأنصار الله خطوات لمعالجة الأزمة، فإنه “يجب معالجة هذه التحديات البنيوية الأوسع نطاقا من خلال التعاون”.
حسابات خاطئة..
وأكد المسؤول الأممي أن مكتبه مستمر في تيسير سلسلة من الحوارات السياسية التي تشمل الأحزاب السياسية اليمنية، والجهات الفاعلة في المجتمع المدني، وأصحاب المصلحة الرئيسيين، والخبراء البارزين. وأضاف أن هذه المبادرات تعطي الأولوية للمشاركة الهادفة للنساء والشباب، وضمان أن تكون أصواتهم محورية لتشكيل رؤية شاملة لمستقبل اليمن.
وأشار كذلك إلى عمل مكتبه مع ممثلي لجنة التنسيق العسكرية لدفع الخطوات نحو تحقيق وقف إطلاق النار على الصعيد الوطني. وقال إنه في ظل التصعيد وعدم اليقين في المنطقة والمجتمع الدولي، “أشعر بالقلق من أن الأطراف قد تعيد تقييم خياراتها للسلام وتقوم بحسابات خاطئة بناء على افتراضات خاطئة”.
وشدد على أن وحدة مجلس الأمن الدولي ورسائله المتسقة للأطراف حول أهمية التسوية التفاوضية ستكون محورية في الأشهر المقبلة. وقال غروندبرغ: “إن اليمن المستقر والمسالم يعود بالنفع على الجميع، ويجب أن تتوافق الجهود مع تطلعات شعبه إلى السلام والكرامة ومستقبل خالٍ من ظلال الحرب”.
زيادة الهجمات على البنية التحتية..
مساعدة الأمين العام للشؤون الإنسانية ونائبة منسق الإغاثة في حالات الطوارئ، جويس مسويا قدمت إحاطة لأعضاء مجلس الأمن في نفس الجلسة أوضحت فيها أن الشهر الماضي شهد زيادة مقلقة في الهجمات ضد البنية التحتية المدنية الحيوية التي يعتمد عليها ملايين الأشخاص في الكهرباء والحركة الآمنة واستيراد المواد الغذائية الأساسية والإمدادات الطبية.
وأشارت إلى الغارات الجوية التي استهدفت ميناءي الحديدة ورأس عيسى في 10 كانون الثاني/يناير، فضلا عن الهجوم على مطار صنعاء الدولي في 26 كانون الأول/يناير.
وكررت طلب الأمين العام بأن تحترم جميع الأطراف القانون الدولي الإنساني لحماية المدنيين وتفعل كل ما في وسعها لتجنب استهداف البنية التحتية التي يعتمد عليها المدنيون.
أزمة إنسانية حادة..
وقالت مسويا إن الناس في اليمن لا يزالون يواجهون “أزمة حادة في مجالي الحماية والوضع الإنساني”. وأفادت بأن ما يقرب من نصف سكان اليمن – أي أكثر من 17 مليون شخص – غير قادرين على تلبية احتياجاتهم الغذائية الأساسية، وإن الأكثر تهميشا، بما في ذلك النساء والفتيات والنازحون والمجتمعات المهمشة، هم الأكثر تضررا.
ونبهت إلى أن ما يقرب من نصف الأطفال دون سن الخامسة يعانون من التقزم المتوسط إلى الشديد الناجم عن سوء التغذية، فيما بلغ انتشار الكوليرا مستويات مروعة.
وقالت إنه وفقا للنداء الإنساني الموحد لعام 2025، والذي سيتم إصداره قريبا، فإن الأزمة تزداد سوءا، وإن ما لا يقل عن 19.5 مليون شخص في اليمن يحتاجون إلى المساعدة الإنسانية والحماية هذا العام، وهو ما يعني 1.3 مليون شخص أكثر من عام 2024.
وأشارت إلى أنها تشعر بالتفاؤل للإبلاغ عن تحقيق تقدم متواضع، ولكن مستدام فيما يتعلق بتسهيل الوصول الإنساني في اليمن.
طريق أفضل للمضي قدما…
وكررت المسؤولة الأممية دعوة وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية فيما يتعلق بدعم مجلس الأمن بشأن ثلاث نقاط ملموسة وهي النفوذ الجماعي للمجلس لضمان الاحترام الكامل للقانون الدولي الإنساني، ودعم التمويل الإنساني الكامل لضمان حصول شعب اليمن المحاصر في هذه الأزمة التي استمرت عقدا من الزمان على بعض الأمل، والدعم المستمر والثابت لجهود المبعوث الخاص لليمن لتمكين استئناف عملية انتقال سياسي سلمية وشاملة ومنظمة بقيادة يمنية.
وختمت كلمتها أمام أعضاء المجلس بالقول: “آمل أن نتمكن من إيجاد طريق أفضل للمضي قدما لإيجاد حل لهذه الأزمة وأن نكون على استعداد للعمل معكم في هذا المسعى”.