اللغة العربية واللوحات التجارية
تاريخ النشر: 20th, December 2023 GMT
راشد بن حميد الراشدي **
احتفلت سلطنة عُمان أسوة بالدول العربية بيوم اللغة العربية الصامدة منذ قرون لأنها لغة القرآن، وهي لغة البيان والحديث والشعر والفصاحة التي لا تجاريها لغات العالم أجمع، وقد تكفل الله- جل جلاله- بحفظها منذ قرون وحتى قيام الساعة.
لغة القرآن اليوم تعاني من هجر أهلها ومن عدم الاعتداد والاعتزاز بها في حياتهم اليومية مع وجود لغات دخيلة وُصِفَتْ بـ"العالمية"، فهجر أصحابها لغتهم، فأصبحوا غرباء تائهين لا يستطيعون نطق لغتهم ولا كتابتها كتابة صحيحة، حتى وقعت الأخطاء والمآسي، بدءًا من عدم قراءتهم لكتاب الله قراءةً صحيحةً، وصولًا لكتابتها على نحو خاطئ مُحرَّف في بعض الكلمات، حتى صارت لغة غريبة صعبة على البعض، خاصةً أبناؤنا الطلبة والطالبات، فهُجِرَتْ اللغة بسبب غياب التنشئة السليمة والتعليم المتقدم وغيرها من العوامل.
وفي مجال حديثي عن اللغة، أُعرِّجُ على أمر مهم جدًا، وهو لوحات المحال والأنشطة التجارية والإعلانات التي نجد بعضها مكتوبة كتابة خاطئة؛ لأن الكاتب ليس عربيًا، وكذلك تغافل الكثير من اللوحات التجارية الموجودة حاليًا عن الكتابة باللغة العربية واقتصارها على اللغة الإنجليزية؛ مما يفقد اللغة العربية سرَّ المحافظة عليها والاهتمام بها على الوجه الأكرم للغة الضاد وأهميتها والاعتزاز بها.
نحن اليوم أمام تحدٍ صريح لنصرة لغتنا العربية والالتزام والتقيد بها أمام الله وأبنائنا وأجيالنا القادمة، فما يحدث من حولنا من استهتار بلغتنا لا نرضاه أبدًا، وكلما حافظنا عليها، ارتفعت مكانتنا عاليًا؛ فالاعتزاز باللغة واجب مقدس.
ومن هنا أناشد المسؤولين في الجهات المعنية ضرورة إلزام المؤسسات والشركات، بكتابة لوحاتها باللغة العربية ودون أخطاء، وكذلك الجهات المسؤولة عن التعليم بضرورة إيلاء جُلَّ اهتمامها بتعليم النشء اللغة العربية على أكمل وجه، وأهمية المحافظة عليها وتأصيلها في نفوسهم. كما أناشد أولياء الأمور الاهتمام باللغة العربية وتعليمها لأبنائهم منذ الصغر؛ فهي لغة القرآن الكريم، وتاج العزة والشرف لنا جميعًا.
أتمنى من الجميع أفرادًا ومؤسسات، التكاتف من أجل لغتنا العربية الجميلة، وحمايتها من اللغات الدخيلة، ويحدوني الأمل في أن تتولى الجهات المسؤولة متابعة اللوحات في المحال التجارية ومخالفة غير الملتزمين بشروط كتابتها، كما توردها قوانين السلطنة.
حفظ الله لغتنا العربية من كل تشويش وأخطاء، وأدام نعمة الأمن والأمان على هذا الوطن الغالي العزيز وسلطانه الكريم وشعبه الأبيّ.
** عضو مجلس إدارة جمعية الصحفيين العُمانية
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
الجامعة القاسمية تطلق برنامجي الماجستير في اللغة العربية والفقه وأصوله
اعتمد مجلس أمناء الجامعة القاسمية، إطلاق برنامجي الماجستير في الفقه وأصوله واللغة العربية وآدابها في ضوء حصول الجامعة على موافقة مفوضية الاعتماد الأكاديمي بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي في الدولة، بما يتماشى مع احتياجات سوق العمل.
جاء ذلك خلال الاجتماع الدوري الـ 13 لمجلس الأمناء للعام الأكاديمي 2024-2025 ، الذي عقد أمس برئاسة سعادة جمال سالم الطريفي، رئيس مجلس أمناء الجامعة القاسمية ورئيس الجامعة، بمقر الجامعة في مدينة الشارقة.
كما تم اعتماد تخريج الفوج الثامن من طلبة الجامعة الذين أنهوا متطلبات التخرج لبرامج البكالوريوس، بكليات الجامعة الخمس.
وناقش المجلس الخطة السنوية للجامعة للعام الأكاديمي 2024_ 2025م ، ومنهجية الخطة الإستراتيجية الجديدة 2025-2030 .
واستهل المجلس الاجتماع بتقديم أسمى آيات الشكر والتقدير إلى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، مؤسس الجامعة، مشيداً برؤية سموه الرائدة ودعمه المستمر للجامعة القاسمية، والتي أسهمت في تعزيز مكانتها مركزا أكاديميا عالميا يستقطب الطلبة من أكثر 128 جنسية بمختلف دول العالم .
وعرض الأستاذ الدكتور عواد الخلف، مدير الجامعة القاسمية، خلال الاجتماع ، تقارير تفصيلية عن أداء الجامعة خلال العام الأكاديمي السابق وخطة العمل للعام الأكاديمي 2024 – 2025 ، وإنجازات الجامعة في مجالات التعليم والبحث العلمي، وخدمة المجتمع واتفاقيات التعاون المشترك مع عدد من المؤسسات والجامعات الدولية، وتعزيز جودة البرامج الأكاديمية المعتمدة بالجامعة .
كما استعرض المجلس تقارير اللجان المختلفة والمتعلقة بتنمية الموارد، والشؤون الأكاديمية والالتزام والتدقيق، والاستقطاب والعلاقات الدولية ، فضلا عن المبادرات التي تهدف إلى تعزيز تجربة الطلبة الأكاديمية والأنشطة المتنوعة التي تصقل مهاراتهم وقدراتهم، بما يجعلهم قادرين على مواجهة تحديات المستقبل والمساهمة في خدمة مجتمعاتهم.
وثمن الطريفي ، جهود أعضاء المجلس وإسهاماتهم القيمة لتحقيق رسالة الجامعة القاسمية ، وذلك ترجمة لرؤية مؤسسها صاحب السمو حاكم الشارقة في أن تكون منارة للتميز في التعليم العالي والبحث العلمي عمادها القرآن الكريم واللغة العربية، مؤكدا أهمية التخطيط الإستراتيجي للجامعة الذي يسهم في تطوير البحث العلمي وخدمة المجتمع .وام