جريدة الرؤية العمانية:
2025-01-30@13:10:16 GMT

اللغة العربية واللوحات التجارية

تاريخ النشر: 20th, December 2023 GMT

اللغة العربية واللوحات التجارية

 

‏راشد بن حميد الراشدي **

احتفلت سلطنة عُمان أسوة بالدول العربية بيوم اللغة العربية الصامدة منذ قرون لأنها لغة القرآن، وهي لغة البيان والحديث والشعر والفصاحة التي لا تجاريها لغات العالم أجمع، وقد تكفل الله- جل جلاله- بحفظها منذ قرون وحتى قيام الساعة.

لغة القرآن اليوم تعاني من هجر أهلها ومن عدم الاعتداد والاعتزاز بها في حياتهم اليومية مع وجود لغات دخيلة وُصِفَتْ بـ"العالمية"، فهجر أصحابها لغتهم، فأصبحوا غرباء تائهين لا يستطيعون نطق لغتهم ولا كتابتها كتابة صحيحة، حتى وقعت الأخطاء والمآسي، بدءًا من عدم قراءتهم لكتاب الله قراءةً صحيحةً، وصولًا لكتابتها على نحو خاطئ مُحرَّف في بعض الكلمات، حتى صارت لغة غريبة صعبة على البعض، خاصةً أبناؤنا الطلبة والطالبات، فهُجِرَتْ اللغة بسبب غياب التنشئة السليمة والتعليم المتقدم وغيرها من العوامل.

وفي مجال حديثي عن اللغة، أُعرِّجُ على أمر مهم جدًا، وهو لوحات المحال والأنشطة التجارية والإعلانات التي نجد بعضها مكتوبة كتابة خاطئة؛ لأن الكاتب ليس عربيًا، وكذلك تغافل الكثير من اللوحات التجارية الموجودة حاليًا عن الكتابة باللغة العربية واقتصارها على اللغة الإنجليزية؛ مما يفقد اللغة العربية سرَّ المحافظة عليها والاهتمام بها على الوجه الأكرم للغة الضاد وأهميتها والاعتزاز بها.

نحن اليوم أمام تحدٍ صريح لنصرة لغتنا العربية والالتزام والتقيد بها أمام الله وأبنائنا وأجيالنا القادمة، فما يحدث من حولنا من استهتار بلغتنا لا نرضاه أبدًا، وكلما حافظنا عليها، ارتفعت مكانتنا عاليًا؛ فالاعتزاز باللغة واجب مقدس.

ومن هنا أناشد المسؤولين في الجهات المعنية ضرورة إلزام المؤسسات والشركات، بكتابة لوحاتها باللغة العربية ودون أخطاء، وكذلك الجهات المسؤولة عن التعليم بضرورة إيلاء جُلَّ اهتمامها بتعليم النشء اللغة العربية على أكمل وجه، وأهمية المحافظة عليها وتأصيلها في نفوسهم. كما أناشد أولياء الأمور الاهتمام باللغة العربية وتعليمها لأبنائهم منذ الصغر؛ فهي لغة القرآن الكريم، وتاج العزة والشرف لنا جميعًا.

أتمنى من الجميع أفرادًا ومؤسسات، التكاتف من أجل لغتنا العربية الجميلة، وحمايتها من اللغات الدخيلة، ويحدوني الأمل في أن تتولى الجهات المسؤولة متابعة اللوحات في المحال التجارية ومخالفة غير الملتزمين بشروط كتابتها، كما توردها قوانين السلطنة.

‏حفظ الله لغتنا العربية من كل تشويش وأخطاء، وأدام نعمة الأمن والأمان على هذا الوطن الغالي العزيز وسلطانه الكريم وشعبه الأبيّ.

** عضو مجلس إدارة جمعية الصحفيين العُمانية

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

“أبوظبي للغة العربية” يبدأ تلقي طلبات المشاركة في برنامجه للمنح البحثية

 

بدأ مركز أبوظبي للغة العربية استقبال طلبات المشاركة في برنامج المنح البحثية بدورته الخامسة 2025.
ويتوجب على الباحثين الراغبين في المشاركة تعبئة استمارة التقدم للمنح البحثية عبر الموقع الإلكتروني للمركز www.alc.ae.
يدعم البرنامج تأليف الكتب العلمية ويهدف إلى تحفيز الباحثين في مجال اللغة العربية وعلومها، وتشجيعهم على تقديم مشروعات بحثية نوعية تسهم في تعزيز مكانتها، وتنهض بوعي القرّاء وفكرهم، وترتقي بمجالات البحث العلمي، وبناء قاعدة بحثية راسخة في مجال باللغة العربية، ودعم تطور إصدار البحوث والدراسات العربية.
ويقدّم البرنامج سنوياً ما بين ست وثماني منح تصل قيمتها الإجمالية إلى 600 ألف درهم في مجالات عدة تضمّ المعجم العربي، والمناهج الدراسية، والأدب والنقد، وتعليم العربية للناطقين بغيرها، واللسانيات التطبيقية والحاسوبية، وتحقيق المخطوطات في مجال علوم اللغة العربية ومنذ إطلاق البرنامج، بلغ عدد المنح المقدمة للباحثين 28 منحة بحثية في مختلف المجالات.
وقال سعادة الدكتور علي بن تميم رئيس مركز أبوظبي للغة العربية إن برنامج المنح البحثية يعزز توجه المركز نحو بناء قاعدة بحوث ودراسات عربية منضبطة، وتطوير البحث العلمي باللغة العربية وتوسيع آفاقه مع التركيز على عناصر الجدة والابتكار والتفرد.
وأعرب عن ثقته في أن هذه الدورة ستنجح في استقطاب مشاركات ذات طبيعة فريدة لأن برنامج المنح البحثية خلال دوراته الأربع السابقة أرسى معايير مهمة في عملية الكتابة والبحث العلمي باللغة العربية وصار نقطة جذب للباحثين الجادين الذين يعملون بدأب وصمت ليضيفوا ما يرونه جديداً إلى حقل الدراسات العربية.
وتوفّر المنح البحثية فرصة للباحثين للمشاركة في تطوير اللغة العربية، وتدعم مركز أبوظبي للغة العربية في تعزيز تأثيره الثقافي الريادي.
وتشمل شروط التقديم أن يكون البحث باللغة العربية حصراً، وألا يقل عن 50 ألف كلمة، مع الالتزام بالمعايير الأكاديمية وأن يتسم البحث بالجدة والمنهجية، وألا يكون منشوراً أو مقدماً لأي جهة أخرى إلى جانب شروط آخرى.وام


مقالات مشابهة

  • كاراسكو يتحدث العربية مع زميله في الشباب.. فيديو
  • عضو «كبار العلماء»: اللغة العربية تهيأت على مدى قرون لتحمل أنوار القرآن
  • “أبوظبي للغة العربية” يبدأ تلقي طلبات المشاركة في برنامجه للمنح البحثية
  • أستاذ مسالك بولية: التعريب في التعليم والطب ضرورة لتحسين الواقع اللغوي
  • أستاذ الجينات الوراثية بجامعة الأزهر: اللغة الإنجليزية تفتح أبواب العلم الحديث في الطب
  • أستاذ جينات وراثية بجامعة الأزهر: أهمية إتقان اللغة الإنجليزية للطلاب في المجال الطبي
  • هل رأى النبي الله في رحلة الإسراء والمعراج.. وهل كان الحوار باللغة العربية؟
  • بلدية في كوسوفو تعتمد التركية لغة رسمية
  • عاجل | «جامعة الأزهر»: لا صحة لاتخاذ قرار تدريس علوم الطب باللغة العربية
  • جامعة الأزهر تنفي إصدار قرار بتدريس علوم الطب باللغة العربية