رأي اليوم:
2025-04-17@16:06:26 GMT

السودان.. أزمة إنسانية بلا حدود

تاريخ النشر: 14th, July 2023 GMT

السودان.. أزمة إنسانية بلا حدود

الخرطوم/ الأناضول تتضخم الأزمة الإنسانية في السودان بسرعة ككرة ثلج متدحرجة، بعد أن تجاوز عدد النازحين 3.1 مليون نازح، منهم نحو 740 ألف لجؤوا إلى دول الجوار، في أقل من ثلاثة أشهر، وفق أحدث تقرير للمنظمة الدولية للهجرة. فالحرب التي اندلعت في 15 أبريل/نيسان الماضي، بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع (شبه عسكرية)، تلقي بظلال قاتمة على الوضع الإنساني في البلاد، التي أصلا كانت تحصي3.

2 مليون نازح في إقليم دارفور العام الماضي، فضلا عن 1.1 مليون لاجئ من دول الجوار. وجاء النزاع الأخير ليلقي عبئا إضافيا على المعاناة الإنسانية السودانية، وهذا ما تضمنه التقرير الأخير للمنظمة الدولية للهجرة، التابعة للأمم المتحدة. وكشف التقرير، الصادر في 11 يوليو/تموز الجاري، أن عدد النازحين داخليا منذ بداية الصراع الأخير بلغ مليونين و414 ألفا و625، بالإضافة إلى 737 ألفا و801 لاجئا فارا خارج البلاد، أي ما مجموعه 3 ملايين و152 ألفا و426. ومقارنة بإجمالي عدد النازحين قبل نحو شهر فإن العدد ارتفع بقرابة مليون نازح، إذ تم تسجيل في 13 يونيو/حزيران الماضي، نحو 2.2 مليون نازح. وتعكس هذه الأرقام تسارع الأزمة الإنسانية في البلاد، واستمرارها لأشهر أخرى من شأنه أن يضيف ملايين أخرى لعدد النازحين. إذ أن 24.7 ملايين سوداني بحاجة إلى مساعدة إنسانية، وهو رقم يعادل أكثر من نصف عدد سكان البلاد البالغ أكثر من 45 مليون نسمة. ـ خريطة النزوح تتركز الاشتباكات حاليا في ولاية الخرطوم، وإقليم دارفور بولاياته الخمسة، وبولايتين من إقليم كردوفان المكون من ثلاث ولايات. لكن وفق خريطة للمنظمة الدولية للهجرة فإنه لم ينجو من هذه الاشتباكات سوى عدد قليل من الولايات من إجمالي 18 ولاية، وهي: سنار، الجزيرة، وغرب كردوفان. وبناء على خريطة الاشتباكات، فإن ولاية الخرطوم شهدت أكبر نسبة نزوح، يليها إقليم دارفور وبالأخص ولاية غرب دارفور وعاصمتها الجنينة الحدودية مع تشاد، والتي شهدت عدة مجازر، فالولاية الشمالية الحدودية مع مصر، والتي انطلقت منها الأحداث، بعد اقتحام قاعدة مروي الجوية. ووفق مركز الخبراء العرب للخدمات الصحفية ودراسات الرأي العام (مستقل) فإن العمق الاجتماعي في القرى والولايات وفر حاضنة اجتماعية للنازحين، حيث تم استضافة الكثير من النازحين لدى أقاربهم، بينهم اتجهت مجموعات أخرى لاستئجار مساكن منفصلة، وهو ما يفسر عدم إقامة مخيمات للنازحين خارج الخرطوم. وكانت أكثر المدن استضافة للنازحين بورت سودان (ولاية البحر الأحمر)، وحلفا، ودنقلا (الولاية الشمالية) وعطبرة (ولاية نهر النيل)، وفق مركز الخبراء العرب. أما حركة اللجوء فتركزت نحو مصر بأكثر من 255 ألف لاجئ، تليها تشاد بنحو 240 ألف لاجئ، ثم دولة جنوب السودان بأكثر من160 ألف لاجئ، فإثيوبيا بأزيد من 62 ألف لاجي، وجمهورية إفريقيا بنحو 17 ألف لاجئ، وأخيرا ليبيا بقرابة 3 آلاف لاجئ، بينما لم يسجل أي لاجي في إريتريا. ـ مستشفيات منهوبة ودراسة معطلة الأزمة الإنسانية في السودان لا تقتصر مظاهرها على النزوح واللجوء فرارا من نيران الحرب، إذ إن اقتحام المستشفيات ونهب المحلات التجارية وتوقيف الدراسة وحرق السجلات الإدارية والقضائية أصبحت هي الأخرى جزء من المأساة السودانية. ووفق آخر الإحصائيات المتوفرة عن مركز الخبراء العرب، فإن المستشفيات العامة والخاصة العاملة بالخرطوم انخفضت إلى 58 بالمئة في يونيو/حزيران الماضي، نزولا من 63 بالمئة في مايو/ أيار الماضي. فمن إجمالي 134 مستشفى في الخرطوم قبل اندلاع الاشتباكات، لم يبق سوى 79 مستشفى يقدم خدماته للمرضى، في الشهر الماضي، بعد اعتداء قوات الدعم السريع على 24 مستشفى، وفق مركز الخبراء العرب. ولأول مرة في تاريخ السودان يتم إيقاف إجراء امتحانات الشهادة العامة (البكالوريا) منذ انطلاقها في عام 1838، أي حتى قبل استقلال البلاد في 1956، إذ بات مصير نحو 560 ألف طالب مجهولا في ظل هذا الوضع، بحسب مركز الخبراء العرب. وحتى الجامعات توقفت الدراسة، بها وطال النهب والحرق أكثر من 45 مؤسسة جامعية في عموم البلاد، خاصة بعدما تم إتلاف الوثائق الرسمية للطلبة، البالغ عددهم نحو 600 ألف طالب. ما يجعل مستقبل الطلبة الجامعيين مهددا بالضياع، خاصة بالنسبة للطلبة العرب والأفارقة الذين يرغبون في إكمال دراستهم في بلدانهم أو بالخارج، على غرار الطلبة الصوماليين. أما على الصعيد التجاري والغذائي الذي يمس حياة كل سوداني، فإن نحو 118 ألف محل تجاري، و21 سوقا بينهم 6 أسواق مركزية تعرضت محتوياتهم للسرقة. ووفق تقدير مركز الخبراء العرب، فإن 70 بالمئة من المصانع والمؤسسات الإنتاجية بولاية الخرطوم في حالة شلل. ناهيك عن انتشار سرقة السيارات ونقلها إلى دارفور وبيعها في ليبيا وتشاد وجمهورية إفريقيا الوسطى، وفق ذات المصدر، حيث تم تسجيل 47 ألف بلاغ لسيارات مسروقة. فتواصل الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بالأسلحة الثقيلة وسط أحياء مكتظة بالسكان، يضاعف الضحايا من المدنيين، ناهيك عن الجرائم ضد الإنسانية التي ترتكب في حق العزل منهم على غرار التهجير القسري والاستيلاء على المنازل وانتهاك الحرمات وسرقة المحتويات الثمينة، والنقص الحاد في المواد الغذائية والأدوية يضاعف المعاناة الإنسانية للشعب السوداني، في ظل نقص للمساعدات الإنسانية المحلية والدولية.

المصدر: رأي اليوم

كلمات دلالية: أکثر من

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تواصل قصف غزة.. ارتفاع عدد القتلى والجرحى وسط أزمة إنسانية حادة

واصل الجيش الإسرائيلي، فجر اليوم الثلاثاء، هجماته الجوية والمدفعية على مناطق متفرقة في قطاع غزة، مما أسفر عن مقتل وإصابة عدد من الفلسطينيين، بالإضافة إلى تدمير عشرات المنازل.

ووفقًا للمصادر المحلية، “تم تسجيل 7 قتلى في غزة منذ الليلة الماضية حتى صباح اليوم، بينهم: 4 قتلى ومصابين نتيجة قصف خيمة تأوي نازحين غرب مدينة خان يونس جنوب القطاع، 2 قتيلين إثر قصف استهدف خيمة في مشروع بيت لاهيا شمال القطاع، قتيل ومصابون جراء قصف جوي استهدف منزلًا في شارع الجلاء بحي الشيخ رضوان شمال مدينة غزة”.

وبحسب المصادر، “أصيب عدد من الأشخاص في قصف استهدف خيمة نازحين بالقرب من روضة “الهدى” وملعب “بي سبورت” في شمال القطاع”، كما أصيب آخرين جراء قصف جوي استهدف منزلًا في منطقة جورة اللوت شرق مدينة خان يونس”.

وفي تطور مروع، تعرض مستشفى “الكويت التخصصي” في مدينة رفح لاستهداف إسرائيلي عبر الطائرات المسيّرة، مما أسفر عن إصابة عدد من الطواقم الطبية. كذلك، استهدفت القوات الإسرائيلية ثلاث مبانٍ سكنية شمال مدينة رفح. كما شن الجيش الإسرائيلي قصفًا مدفعيًا على حي الشجاعية شرق مدينة غزة.

بدوره، قال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، “إن نحو 70% من سكان غزة يخضعون حاليًا لأوامر تهجير إسرائيلية، ما يجعل المدنيين بلا أماكن آمنة للجوء إليها”. وأشار إلى أن “إسرائيل لم تسمح بدخول مساعدات إنسانية أو إمدادات أساسية إلى القطاع منذ أكثر من 7 أسابيع، مطالبًا بضرورة احترام حماية المدنيين واستئناف وقف إطلاق النار بشكل عاجل”.

من جانبها، أعلنت وزارة الصحة في غزة أن “الوضع الصحي في المستشفيات يزداد تدهورًا بسبب نقص حاد في الأدوية والموارد الطبية”. وذكرت الوزارة أن “مئات المرضى، وخاصة مرضى السرطان والفشل الكلوي، يعانون من نقص الأدوية الأساسية”. وأضافت الوزارة أن “العجز في بعض الأدوية وصل إلى 37%، في حين أن نقص المهام الطبية بلغ 59%. كما دعت الوزارة المؤسسات الدولية إلى الضغط على إسرائيل للسماح بإدخال الإمدادات الطبية إلى غزة”.

مصر وقطر تسلمان حماس مقترحًا إسرائيليًا لوقف مؤقت لإطلاق النار وتنتظران ردها قريبًا

أعلنت مصر، الاثنين، “أنها ودولة قطر تسلمتا مقترحًا إسرائيليًا بشأن وقف مؤقت لإطلاق النار في قطاع غزة، على أن يتم بعدها بدء مفاوضات تؤدي إلى وقف دائم لإطلاق النار. وقالت مصادر مصرية لقناة “القاهرة” الإخبارية، إن مصر وقطر سلمتا المقترح الإسرائيلي لحركة حماس، في انتظار ردها في أقرب فرصة”.

وأضافت المصادر أن “مصر وقطر قد سلمتا المقترح لحركة حماس وتنتظران ردها في أقرب وقت ممكن”. ومع ذلك، أشارت تقارير إعلامية إلى أن “المقترح الإسرائيلي يختلف بشكل كبير عن المقترح المصري الذي تم طرحه سابقًا”.

الاقتراح الإسرائيلي: نزع السلاح مقابل هدنة قصيرة

وفقًا لمصادر فلسطينية مطلعة على الاجتماعات التي جرت في القاهرة، “فإن المقترح الإسرائيلي يتضمن عدة نقاط مثيرة للجدل”. أبرز ما جاء فيه “ه”و شرط نزع سلاح حركة حماس، وهو ما يعد نقطة خلافية كبيرة، بالإضافة إلى تقليص مدة الهدنة إلى 45 يومًا فقط، بدلاً من 70 يومًا كما كان في المقترح المصري”.

كما يشير المقترح إلى “ضرورة إعادة تموضع القوات الإسرائيلية في القطاع بدلًا من انسحابها، وهو ما اعتبرته حماس بمثابة تجاوز لخطوطها الحمر”.

حماس”: “المقترح الإسرائيلي يتجاوز خطوطنا الحمر”

في تعقيب على المقترح الإسرائيلي، قال أحد قياديي حركة “حماس” إن “إسرائيل اقترحت تمديد الهدنة لمدة 45 يومًا على الأقل مقابل إطلاق سراح نصف الرهائن”. ورأى المسؤول في “حماس” أن المقترح الإسرائيلي يتجاوز بشكل واضح “الخطوط الحمر” التي تم تحديدها مسبقًا.

من جانبها، أصدرت حركة حماس بيانًا قالت فيه إنها “تدرس بمسؤولية وطنية عالية المقترح الذي تسلمته من الوسطاء وستقدم ردها عليه في أقرب وقت”. وأكدت الحركة في بيانها على “ضرورة أن يحقق أي اتفاق قادم وقفًا دائمًا لإطلاق النار، إلى جانب انسحاب كامل للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة”.

نتنياهو: عمليات تفاوض مكثفة لإعادة الرهائن

وفي سياق متصل، أفاد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو “أنه أبلغ عائلات الرهائن في غزة بأن “عمليات تفاوض مكثفة تجري حاليا لإعادة أبنائهم”.

وصرح نتنياهو “بأنه أصدر تعليماته للجيش باتخاذ “إجراء قوي” ضد حركة حماس ردًا على رفضها إطلاق سراح الرهائن ورفض جميع مقترحات وقف إطلاق النار”. كما أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس “توسيع نطاق العملية العسكرية في غزة، مع خطط للسيطرة على مساحات واسعة من القطاع وضمها إلى ما وصفه بـ”منطقة التأمين الدفاعية” في جنوب غزة”.

من جانبها، حمّلت حركة “حماس” رئيس الوزراء الإسرائيلي وحكومته المسؤولية الكاملة عن “الانقلاب على اتفاق وقف إطلاق النار”، معتبرة أن ذلك “يعرض حياة الأسرى في غزة إلى مصير مجهول”.

مقالات مشابهة

  • أزمة إنسانية تدخل عامها الثالث في السودان
  • معركة الفاشر تقترب وسط تحذيرات من تفاقم الكارثة الإنسانية.. الجيش يتقدم ميدانيا وحكومة حميدتي الموازية تواجه العزلة
  • دولة محطمة.. الحرب في السودان تدخل عامها الثالث
  • الأمم المتحدة: نزوح 12 مليون لاجئ من السودان و30 مليون يفتقدون الدعم الإنساني
  • إسرائيل تواصل قصف غزة.. ارتفاع عدد القتلى والجرحى وسط أزمة إنسانية حادة
  • الحرب في السودان تدخل عامها الثالث على وقع أسوأ أزمة إنسانية في العالم
  • عام ثالث من حرب السودان والجبهات تشتعل غربا
  • غزة: المقاومة درس مقترح الوسطاء والأمم المتحدة تحذر من أزمة إنسانية
  • «أطباء بلا حدود»: السودان يشهد تفشياً لأمراض الحصبة والكوليرا والدفتيريا
  • الأمم المتحدة: عامان على كابوس الحرب – أزمة إنسانية غير مسبوقة تهدد جيلا بأكمله في السودان