صنعاء.عواصم.وكالات": هدد زعيم جماعة "أنصار الله" في اليمن عبد الملك الحوثي بقصف السفن الحربية الأمريكية بالصواريخ إذا تدخلت واشنطن بشكل أكبر في شؤونها أو استهدفت اليمن.

كما حذر عبد الملك الحوثي الدول الأخرى من المشاركة في عملية متعددة الجنسيات أطلقتها الولايات المتحدة الثلاثاء لحماية التجارة في البحر الأحمر بعد تصاعد هجمات "أنصار الله" على السفن.

وقال الحوثي في كلمة بثها التلفزيون "سنجعل البوارج الأمريكية هدفا لصواريخنا ولا يمكن أن نخاف من التهديد".

وتوعد زعيم جماعة "أنصار الله" في اليمن باستهداف "المصالح" الأمريكية في حال هاجمت الولايات المتحدة بلاده،وقال: "اذا كان لدى الأمريكي توجّه لأن يصعّد أكثر وأن يورط نفسه أكثر أو أن يرتكب حماقة باستهداف بلدنا وبالحرب على بلدنا، فلن نقف مكتوفي الأيدي وسنستهدفه هو وسنجعل البارجات الأمريكية والمصالح الأمريكية والحركة الملاحية الأمركية هدفا لصواريخنا وطائراتنا المسيَّرة وعملياتنا العسكرية".

وقال "لسنا ممن يقف مكتوفي الايدي والعدو يضرب.. لا يمكن أن نخاف من التهديد الأمريكي".

ونفّذ جماعة أنصار الله في الآونة الأخيرة سلسلة هجمات طالت سفنا مرتبطة بإسرائيل أو متجهة الى الدولة العبرية في البحر الأحمر، وذلك "نصرة للشعب الفلسطيني" في ظل استمرار العدوان الاسرائيلي في قطاع غزة.

ودفعت هذه الهجمات العديد من شركات النقل البحري الى تعليق حركة سفنها في الممر الحيوي للتجارة الدولية.

ويضم التحالف الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والبحرين وكندا وفرنسا وإيطاليا وهولندا والنروج والسيشيل وإسبانيا.

وفي أعقاب الإعلان عن التحالف، توعّد جماعة "أنصارالله" بأن عملياتهم لن تتوقف، وحذّروا بأن "أي دولة" ستتحرك ضدهم سيتمّ استهداف سفنها في البحر الأحمر.

وأكد زعيم "أنصار الله" اليوم أن "أنصار الله" يستهدفون "بشكل حصري العدو الاسرائيلي.. نستهدف السفن التي إما ملكيتها للإسرائيليين أو يملكون جزءًا منها أو تذهب إلى موانئ فلسطين المحتلة جالبة المؤن للعدو الصهيوني".

واتهم الولايات المتحدة "بالسعي إلى عسكرة" البحر الأحمر، محذرًا الدول الأخرى من "التورط" معها.

وقال "نقول للدول الأوروبية، ليس على سفنكم أي خطورة، تلك التي لا تذهب الى كيان العدو يمكنها العبور بأمان، ولكن عندما تورّطون أنفسكم مع الأمريكيين خدمة لإسرائيل فأنتم تورطون شعوبكم بكل معنى الكلمة".

ومنذ بدء الهجمات بالصواريخ والمسيرات من اليمن على السفن التجارية، علقت عدة شركات كبرى للنقل البحري المرور عبر مضيق باب المندب إلى حين ضمان سلامة الملاحة فيه، منها الدنماركية ميرسك والألمانية هاباغ-ليود والفرنسية سي ام إيه سي جي إم والإيطالية السويسرية إم أس سي، وعملاق النفط البريطاني "بريتيش بتروليوم" (بي بي).

ونصحت اليونان اليوم السفن التجارية المبحرة في البحر الأحمر وخليج عدن بتجنب المياه اليمنية والاحتفاظ بالأطقم الضرورية فقط في غرف القيادة واتباع التحذيرات التي تصدرها السلطات البحرية لتجنب الهجمات في المنطقة.

ويسيطر ملاك سفن يونانيون على حوالي 20 بالمئة من السفن التجارية حول العالم من حيث القدرة الاستيعابية.

وصدرت التحذيرات عن وزارة الشحن بعدما أجبرت هجمات شنتها جماعة "أنصار الله"خلال الفترة الماضية شركات شحن رائدة على تغيير مسار سفنها إلى رأس الرجاء الصالح لتجنب قناة السويس، أقصر طريق للشحن بين أوروبا وآسيا.

ووفقا لوثيقة اطلعت عليها رويترز، يتعين على السفن أيضا إجراء تدريبات على الحرائق والفحص الدوري لمعدات السلامة الخاصة بها قبل وصولها إلى الشواطئ اليمنية، كما نصحت بالإبحار عبر جنوب البحر الأحمر ومضيق باب المندب ليلا.

ويقول "أنصار الله" الذين يسيطرون على مناطق شاسعة من اليمن إن الهجمات على السفن هي رد على الحملة العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة، وأكدوا أنهم سيستمرون حتى توقف إسرائيل الهجوم.

وبدأت الهجمات تؤثر سلبا على التجارة العالمية ودفعت الولايات المتحدة إلى إطلاق عملية متعددة الجنسيات لحماية التجارة في البحر الأحمر.

ونقل مسؤولون حكوميون اليوم عن وزير الشحن اليوناني كريستوس ستيليانيدس القول إن اليونان تجري محادثات مع مسؤولين من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ومستعدة للمشاركة في أي مبادرة دولية للأمن البحري.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الولایات المتحدة فی البحر الأحمر أنصار الله على السفن

إقرأ أيضاً:

«حاطم 2» يقلب المعادلة .. اليمن إلى نادي «الفرط صوتي»

يمانيون – متابعات
دخل اليمن، رسمياً، نادي الدول القليلة المصنّعة للصواريخ الفرط صوتية، ليصبح أول دولة عربية منتجة لهذا السلاح الاستراتيجي.

وكشفت القوات المسلحة اليمنية عن إمكانات الصاروخ الباليستي الفرط صوتي الجديد «حاطم 2» الذي يعمل بالوقود الصلب، كما نشرت لقطات لاستخدامه للمرة الأولى ضد سفينة إسرائيلية.

ومن شأن ما تقدّم، أن يفرض تغييراً في المعادلة العسكرية براً وبحراً، ويدفع نحو توازن ردع مختلف في الحروب التي تشنها واشنطن وحلفاؤها في المنطقة، نظراً إلى قدرة هذا الصاروخ الذي يجمع بين «السرعة والقدرة على الطيران على ارتفاعات منخفضة والمناورة أثناء الطيران، ما يزيد من صعوبة اكتشافه بواسطة الرادار أو الأقمار الصناعية. وذلك يجعل من المستحيل تقريباً اعتراضه بواسطة الأنظمة الحالية»، بحسب ما تؤكده «وول ستريت جورنال» الأمريكية.

والسلاح الفرط صوتي هو عبارة عن صاروخ يمكنه الانطلاق بسرعة 5 ماخ – أي أسرع خمس مرات من الصوت على الأقل – وهو ما يعني أن بإمكانه اجتياز ميل في الثانية الواحدة.

ونقلت وسائل إعلام أمريكية عن مسؤولين في البحرية قولهم إن اليمن استخدم أكثر من مرة صواريخ بسرعة 3 ماخ، وفي حالة واحدة على الأقل بسرعة 5 ماخ، فيما يجري حالياً تطوير نوعين من الأسلحة الفرط صوتية، الأول الصواريخ الجوالة المزودة بمحركات نفّاثة تدفعها لاجتياز سرعات الصوت، وهذا ما شوهد في الإطلاق اليمني المعلن؛ والآخر الرؤوس الحربية الفرط صوتية التي يمكن إطلاقها من مقاتلات.

ويأتي الإعلان عن إطلاق «حاطم 2»، في سياق الرسائل التي تطلقها صنعاء لتأكيد إصرارها على المضي في نصرة القضية الفلسطينية، بأي وسيلة ومهما تطلبت المواجهات.

رغم أن الجيش الأمريكي، الذي يخوض مواجهة مع «أنصار الله» في سياق هذه الحرب، لا يزال الأقوى عالمياً، فإن الصواريخ التي تفوق سرعتها سرعة الصوت، يمكن أن تساعد اليمن في تحدي هذا التفوق عبر التهرّب من أنظمة الإنذار المبكر الأمريكية، المصمّمة لاكتشاف الهجمات أو التعامل معها.

ومن هنا، تشخص أنظار صنعاء نحو استهداف الأصول البحرية الأميركية في البحرين الأحمر والعربي، بما في ذلك حاملات الطائرات، والقواعد الرئيسية في المنطقة في حال تمادي واشنطن في العدوان على أراضيه.

وفي السياق، تشير المراكز البحثية في واشنطن إلى أن حركة «أنصار الله» التي تقرن الأقوال بالأفعال، سوف تحاول توسيع أهدافها إلى ما وراء البحر الأحمر والمحيط الهندي والبحر الأبيض المتوسط، باعتبار أنه كلما اتسعت المنطقة المستهدفة، كلما كان تأثيرها أكبر، وأنها هدفت عبر زيادة الضربات على الأصول الأميركية، إلى إظهار هشاشة القدرة الأمريكية أمام محور المقاومة، ولا سيما اليمن.

رسالة «حاطم 2» الإقليمية هي أن صنعاء لن تقبل بأن يهدّد التطبيع، الأمن القومي اليمني

وحقّقت المفاجآت الاستراتيجية التي تطلقها صنعاء، وخصوصاً في مجال التسليح، من خطوط إنتاج محلية، تحوّلاً في الصراع القائم في البحر الأحمر، رفع اليمن إلى مستوى التحدي مع واشنطن، وأفشل مبكراً أهداف الأخيرة القائمة على «ضرب القدرات العسكرية اليمنية»، باعتبارها تشكل تهديداً من وجهة نظر واشنطن، ليس فقط للكيان الإسرائيلي، بل للتواجد الأمريكي في المنطقة.

وفي سياق تنامي هذا «التهديد»، يستعد اليمن للانتقال إلى «المرحلة الخامسة» من العمليات، والتي يفترض أن تشمل تصعيداً نوعياً رداً على المجازر الإسرائيلية بحق أهل غزة، وهو ما لمسته وسائل إعلام إسرائيلية، معتبرة دخول منظومات صاروخية سرعتها تفوق سرعة الصوت تهديداً مباشراً لتل أبيب.

ولا يمكن فصل الحدث عن التطورات المحلية اليمنية، إذ تحاول واشنطن الضغط على صنعاء بواسطة الورقة الاقتصادية، عبر الإيعاز إلى الحكومة الموالية لها بنقل فروع البنوك وشركة الطيران الوطنية والشركات الكبرى إلى عدن. وفي هذا الإطار، تحمّل القيادة اليمنية، السعودية، المسؤولية الكاملة عن الخطوات التصعيدية والأحادية، وقد أشعرت الرياض بالأمر، ما دفع بالأخيرة إلى طلب مهلة إلى ما بعد الأعياد للمعالجة.

وفي حال التلكؤ، سيلجأ اليمن إلى خطوات يمكن أن تطال دول «التحالف العربي». وفي هذا الإطار، استغل نشطاء يمنيون فرصة إطلاق الصاروخ، وطالبوا على وسائل التواصل الاجتماعي القيادة السياسية في صنعاء بالرد بالمثل على عواصم دول «التحالف»، فيما رأى كتاب يمنيون أن السعودية لم تتوقّف عن عدوانها السابق، وهي حاضرة في قلب العدوان الراهن إلى جانب العدو الإسرائيلي، مع فارق أن قواعد الاشتباك حالياً تقتضي منها أن تحتجب عن الواجهة، حيث تتقدّم واشنطن الصفوف.

وفي الاتجاه نفسه، نزع نائب وزير الخارجية في صنعاء، حسين العزي، في منشور على «إكس»، الصفة المحلية عن الإجراءات الأخيرة، واصفاً إياها بـ«التصرف العربي» بحق اليمن، في إشارة واضحة إلى الدور السعودي، معتبراً أن «من المؤسف جداً» أن ذلك يأتي «في ظل الحرب مع العدو الإسرائيلي».

غير أن الأهم في رسالة «حاطم 2» الإقليمية إلى الدول المطبّعة أو التي على وشك التطبيع مع العدو، هو أن اليمن ألقى الحجّة على هذه الدول بالرسائل التي بعث بها قائد «أنصار الله»، عبد الملك الحوثي، في الأسابيع الأخيرة، ويقرنها اليوم بالتجارب العسكرية الاستراتيجية، ومفادها أن صنعاء لن تقبل بأن يهدّد التطبيع الأمن القومي اليمني، أو أن تهدّد إسرائيل الحدود الشمالية لليمن.

والجدير ذكره، هنا، أن «أنصار الله» تكشف تدريجياً، منذ بداية الحرب على غزة، عن سلسلة مفاجآت جديدة، في سياق جهدها المستمر لأخذ زمام المبادرة وتركيز قوتها العسكرية المتفوّقة في الزمان والمكان اللذين تختارهما، بشكل لا تتوقّعه التحالفات البحرية وكذلك «التحالف العربي».

وفي هذا السياق، نشر «الإعلام الحربي اليمني» مشاهد تعرض للمرّة الأولى لزورق «طوفان1» المسيّر محلي الصنع، والذي أغرق السفينة اليونانية «توتور» في البحر الأحمر في 12 حزيران الجاري.

– الاخبار اللبنانية – لقمان عبدالله

مقالات مشابهة

  • إعلام العدو: قلق صهيوني من وصول الهجمات اليمنية إلى البحر المتوسط
  • لم نخض مثلها منذ الحرب العالمية.. قبطان أمريكي يكشف خطورة الوضع بالبحر الأحمر
  • ضربات أميركية في البحر الأحمر تنهي تفاخر الحوثي بزوارقه المسيرة
  • «حاطم 2» يقلب المعادلة .. اليمن إلى نادي «الفرط صوتي»
  • تحذير أمريكي من استخدام الحوثي لنفوذه الجديد حتى بعد انتهاء حرب غزة
  • الحوثيون يعرضون سلاحهم الجديد الذي يستهدف السفن في البحر الأحمر ” صور”
  • اليمن.. حادث على بعد 13 ميلا بحريا من ميناء المخا
  • البحرية البريطانية تتلقى بلاغًا حول حادث على 13 ميلا من ميناء باليمن
  • كيف يتم مطاردة اليمنيين بالبارجة “أيزنهاور”؟
  • القيادة المركزية الأمريكية تعلن تدمير 7 طائرات مسيرة في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين في اليمن