20 ديسمبر، 2023
بغداد/المسلة الحدث:
حيدر الموسوي
طلبت من بعض الأطراف السياسية قبل اشهر بترك الاصرار على اجراء انتخابات مجالس المحافظات وتأجيل الامر لفترة اطول لريثما يتمكن السوداني وحكومته من ترميم العلاقة بين الشارع والنظام السياسي ككل واعادة الثقة لانه من اولويات البرنامج الحكومي هو ارجاع الوضع كما كان عليه قبل حراك تشرين وتقييم الوضع بشكل عام ودراسة الاسباب الموجبة التي وصلت اليها الأمور خاصة في جغرافية الوسط والجنوب.
وبالفعل اختلفت تلك الحكومة عن سابقاتها في محاولة تعتبر جيدة مقارنة بالآخرين في الاستجابة لتقديم الخدمات واكمال المشاريع المتلكئة وتوفير فرص العمل وإنعاش العلاقات الخارجية خاصة مع المحور العربي والغربي ، غير ان اراء اصرت على اجراء تلك الانتخابات كوجهة نظر تقول بأن العودة اليها يعني الحصول على السلطات المحلية ومحاولة تقديم أشياء تشعر الجماهير بأن ثمة بارقة امل جديدة ترطب الاجواء بين القوى التقليدية والقواعد الشعبية المخاصمة لهم تمهيدا لعودتهم من اجل الاستعداد المبكر للانتخابات التشريعية القادمة في ظل تهديد وجودي منافس وهو التيار الصدري صاحب الجمهور الثابت.
واهم المعوقات كانت فيها هي عملية التثقيف إلى المقاطعة ومحاولة إقناع اكبر عدد ممكن بعدم جدوى تلك الانتخابات كون مجالس المحافظات هي حلقة زائدة وهذه اتفق عليها جهد كبير خاصة من قبل المحافظين الذين يخشون عودتها لانها ستقيد اوضاعهم وتحد من نفوذهم.
جرت الانتخابات في موعدها وكان هذا يعتبر انتصار لكسر ارادة الآخرين وإجراءها بانسيابية عالية على الرغم من معرفة العزوف مسبقا لكن المفاجاة ان لا يكون بهذا الحجم الكبير فضلا عن حصول حزب الحلبوسي على المركز الاول في العاصمة بغداد رغم انها من حيث عدد المقاعد لا قيمة لهذا الفوز لكنه استثمر اعلاميا ومؤثر معنويا بلا شك وهذا طبعا له عدة أسباب يطول سردها هنا ، اللافت هذه المرة هو حصول محافظين لثلاثة محافظات البصرة وكربلاء وواسط على الاغلبية التي قد تمكنهم من تشكيل الحكومة المحلية وربما بعض منها لا يتمكن بسبب طبيعة التحالفات التي ستحدث ما بعد إعلان النتائج النهائية والمصادقة عليها هذه المفاجاة تعني تراجع التصويت لرمزية شخصيات كبيرة ومهمة جدا في المشهد السياسي لما بعد عام 2003 حينما نتحدث عن الدعوة وبدر والمجلس والحكمة في تلك الجغرافية.
الاسباب هي عزوف كبير مع تصويت الفئات الاجتماعية من الاجيال الجديدة إلى المحافظين الذين سخروا كل مقدرات محافظاتهم مع الهالة الإعلامية الضخمة التي تشبه إلى حد ما قصة الخلبوسي والأنبار كدعاية انتخابية لاستقطاب اكبر عدد ممكن من الناخبين ، فورقة التاريخ الجهادي واحزاب الشهداء وورقة المقاومة والدماء ممكن لها ان تكتسح كل شيء في ظروف الحرب والقتال لانه هنا ستكون ورقة الحصول على الامن هي الاهم بالنسبة للناخب وينسى شيء اسمه الخدمات، لكن في ظروف الاستقرار السياسي والأمني هنا ستكون الغلبة والعلوية لمن يقدم خدمة افضل حتى وإن كان هناك نهب لجزء من الاموال وانفاق المتبقي على الخدمات والجيوش الإلكترونية الاعلامية التي تجعل من تلك الأمور صورة نمطية تشعر القواعد الجماهيرية بانها انجازات لا مثيل لها حتى في امريكا واوربا وبحكم وجود مجتمعات متعددة الثقافات والعقل الجمعي تتجه تلك المعادلة إلى ذلك، زمن الرمزيات والعمامة والتاريخ العائلي لم يعد كافية لاقناع الناس اطلاقا بل التبليط والجسر والنافورة وبعض فرص العمل هنا وهناك واستغلال المقدرات المالية والحكومية هي من تتفوق في نهاية الأمر.
التحدي الحقيقي سيكون في الانتخابات النيابية بقاء الحرس القديم بهذه الادوات الكلاسيكية في التعاطي مع القواعد الشعبية او محاولة تقليد الآخرين في الشعبوية ايضا لن يغير شيء، لان بعد عشرة سنوات من الان ستنتهي تلك الاحزاب وتحل غيرها ان بقت الامور على هذه الوتيرة وهنا سينتهي كل اثر مع زوال الحرس القديم المعالجات.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
المصدر: المسلة
إقرأ أيضاً:
رئيس جامعة سوهاج يتفقد عمليات التصويت والاقتراع فى الجولة الأولى لإنتخابات اتحاد الطلاب
أجرى الدكتور حسان النعماني رئيس جامعة سوهاج، جولة تفقدية لمتابعة سير عمليات التصويت والاقتراع للجولة الأولى من انتخابات اتحاد الطلاب للعام الجامعي 2024 /2025، داخل عدد من اللجان بكليتي التربية الرياضية والحقوق، وذلك بمقر الجامعة الجديد، يرافقه الدكتور شعبان حلمي والدكتور ممدوح السيد وكلاء كلية التربية الرياضية، الدكتور سمير ابو المجد والدكتور زين العابدين محمد بكلية الحقوق، الدكتور علاء غالب رئيس أسرة طلاب من اجل مصر، الدكتور محمد كمال منسق عام الأنشطة الطلابية، والدكتور أحمد عاطف مدير عام الإدارة العامة لرعاية الشباب المركزية.
وخلال جولته، أوضح رئيس الجامعة، أن انتخابات اتحاد الطلاب، تعد تجربة حيوية وتدريب حقيقي للحياة الانتخابية بالدولة، وتساهم فى تنمية روح القيادة والمشاركة الفعالة بين الطلاب، فهي بمثابة تنظيمات تشريعية تعبر عن آراء وطموحات الطلاب، وترجمة للديمقراطية وحرية الرأي، وإتاحة الفرصة أمام الطلبة لاختيار من يجدون فيهم المقدرة والكفاءة لتمثيلهم بكل شفافية ونزاهة، مشيرًا إلى أن عمليات التصويت والاقتراع شهدت اقبالًا كثيفًا وصورة حضارية من جانب الطلاب، مع مراعاة الالتزام بالقواعد والتعليمات المنظمة للعملية الانتخابية، متمنيًا النجاح والتوفيق لجميع الطلبة واختيار مجلس اتحاد طلاب متميز على قدر الثقة والمسئولية.
وقال الدكتور عبد الناصر يس نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب، ورئيس اللجنة المشرفة على الانتخابات، أن اليوم انطلقت انتخابات الجولة الأولى لاتحاد الطلاب، وتم فتح لجان التصويت أمام الطلاب لانتخابات أعضاء اللجان الطلابية فى الكليات، من خلال صناديق زجاجة لضمان المصداقية، مع إشراف لجنة على كل صندوق مكونة من عضو هيئة تدريس وطالبين من غير المرشحين، وفي حال عدم اكتمال النصاب ستجري غدًا الاثنين انتخابات الإعادة، ويوم الثلاثاء ستجري انتخابات أمناء اللجان ومساعديهم بالكليات، على أن تنتهي الانتخابات بانتخاب رئيس الاتحاد ونائبه يوم الأربعاء الموافق 27 من نوفمبر الجاري.
وأضاف الدكتور أحمد عاطف، أنه عقب تلقي طلبات الطعون على المتقدمين للإنتخابات، وصل عدد المرشحين لانتخابات الاتحادات الطلابية هذا العام 768 مترشح، منهم 479 طالب، و289 طالبة، موضحًا أنه سيتم اليوم اعلان نتائج الجولة الأولى بعد الانتهاء من عمليات التصويت وفرز الأصوات.