الاتحاد الأوروبي يتوصل إلى اتفاق حول إصلاح واسع لنظام الهجرة
تاريخ النشر: 20th, December 2023 GMT
بروكسل "أ.ف.ب": بعد مناقشات دامت سنوات طويلة ومفاوضات في اللحظة الأخيرة استمرت طوال الليل الماضي، توصّل النواب الأوروبيون والدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي اليوم الأربعاء إلى اتفاق بشأن مسألة شائكة تثير قلق الحقوقيين وهي إصلاح نظام الهجرة.
وأشادت المفوضة الأوروبية للشؤون الداخلية إيلفا يوهانسون بما وصفته بأنه "لحظة تاريخية"، فيما أعلن وزير الداخلية الإيطالي ماتيو بيانتيدوسي في بيان إن الاتفاق سيجعل إيطاليا تشعر بأنها "أقل وحدة" في مواجهة حركة الهجرة معتبرا أنه يوفر "حلا متوازنا" للدول الواقعة على حدود الاتحاد.
وكتبت الرئاسة الإسبانية لمجلس الاتحاد الأوروبي على "اكس" إنه "تم التوصّل إلى اتفاق سياسي بشأن الملفّات الخمسة من الميثاق الجديد للهجرة واللجوء".
ويشكّل هذا الميثاق الذي قدّمته المفوضية الأوروبية في سبتمبر 2020 محاولة جديدة لإعادة صياغة اللوائح الأوروبية، بعد أن فشلت محاولة سابقة في 2016 في أعقاب أزمة اللاجئين.
والهدف هو إقرار مجمل النصوص بشكل نهائي قبل الانتخابات الأوروبية المقرّر تنظيمها في يونيو 2024، علما أن مسألة الهجرة تتصدّر النقاش السياسي في عدّة بلدان أوروبية، على خلفية تصاعد الأحزاب اليمينية المتطرّفة والشعبوية.
وينصّ الإصلاح الذي يتضمن سلسلة من النصوص، على مراقبة معزّزة لعمليات وفود المهاجرين إلى الاتحاد الأوروبي وإقامة مراكز مغلقة بالقرب من الحدود لإعادة الذين تُرفض طلباتهم للجوء بسرعة أكبر، فضلا عن آلية تضامن إلزامية بين البلدان الأعضاء لمساعدة الدول التي تواجه ضغوطا كبيرة.
وما زال ينبغي أن يحصل هذا الاتفاق السياسي رسميا على موافقة كلّ من المجلس (الدول الأعضاء) والبرلمان الأوروبي.
وللمصادفة، تمّ التوصّل إلى هذا الاتفاق بعد إقرار البرلمان الفرنسي ليل الثلاثاء قانونا مثيرا للجدل حول الهجرة أحدث شرخا في معسكر الرئيس إيمانويل ماكرون بسبب تأييد اليمين المتطرّف للمبادرة.
ويثير إصلاح نظام الهجرة في الاتحاد الأوروبي انتقادات منظمات للدفاع عن حقوق الإنسان.
ووجّهت نحو خمسين منظمة غير حكومية، من بينها "العفو الدولية" و"أوكسفام" و"كاريتاس" و"أنقذوا الأطفال"، رسالة مفتوحة إلى المفاوضين لتحذيرهم من تحوّل هذا الميثاق إلى "نظام سيء التصميم ومكلف وقاسٍ".
وندّد النائب الأوروبي داميان كاريم على "اكس" بميثاق "معيب لأجمل قيم أوروبا"، وكتب "خرجنا بنص هو أسوأ من الوضع الحالي... سنموّل جدرانا وأسلاكا شائكة وأنظمة حماية في كل أنحاء أوروبا".
يُبقي الإصلاح على القاعدة المعمول بها حاليا ومفادها أن أول بلد يدخله طالب اللجوء في الاتحاد الأوروبي هو الذي يتولّى متابعة ملفّه، مع بعض التعديلات. لكن، بغية مساعدة البلدان المتوسطية التي تصل إليها أعداد كبيرة من المهاجرين، يُعتمد نظام تضامن إلزامي في حال اشتدّت الضغوط عليها.
وينبغي للدول الأعضاء الأخرى تقديم المساعدة، إما من خلال تولّي طلبات اللجوء (نقل أصحاب الطلبات إلى أراضيها) أو من خلال تقديم دعم مالي أو مادي.
وينصّ الإصلاح أيضا على "فرز" المهاجرين عند وصولهم وعلى مسار معجّل عبر "آلية على الحدود" للمهاجرين الأقل أهلية مبدئيا للحصول على حقّ اللجوء، تسمح بإعادتهم في أسرع وقت إلى بلد المنشأ أو العبور.
وسوف تطبّق هذه الآلية على الوافدين من بلدان تقل نسبة منح حقّ اللجوء لمواطنيها عن متوسط 20 % في الاتحاد الأوروبي.
وشدّد المجلس على أن يشكل هذا الإجراء أيضا العائلات مع أطفال دون الثانية عشرة، ما يقتضي وضع هؤلاء في مراكز احتجاز بالقرب من الحدود أو المطارات.
وحصل البرلمان الأوروبي بهذا الصدد على ضمانات بشأن آلية لمراقبة الحقوق الأساسية في سياق هذه الآلية على الحدود، وظروف إيواء العائلات التي لديها أطفال صغار، وحصول المهاجرين على مشورة قانونية مجانية، وفق ما أوضحت النائبة الأوروبية الفرنسية فابيان كيلير (رينيو يوروب)، وهي المقرّرة المعنية بأحد هذه النصوص.
ومن النصوص الأخرى التي تمّ التوافق عليها، تسوية بشأن حالات الأزمات والقوّة القاهرة بغية تنظيم الردّ في وجه تدفّق كثيف للمهاجرين إلى دولة في الاتحاد، كما حصل وقت أزمة اللجوء في 2015-2016.
وينصّ الميثاق أيضا في هذا السياق على مبدأ التضامن الإلزامي بين الدول الأعضاء واعتماد نظام استثنائي أقلّ حماية لطالبي اللجوء من الإجراءات الاعتيادية، مع احتمال تمديد فترة الاستبقاء عند الحدود الخارجية للتكتّل الأوروبي.
في هذه الاثناء، وصفت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك الاتفاق على إصلاح نظام اللجوء الأوروبي بأنه "ضروري للغاية وطال انتظاره".
وقالت بيربوك في برلين اليوم الأربعاء إن الجميع في حاجة إلى قواعد موثوقة في هذا المجال نظرا لحرية التنقل في أوروبا.
في الوقت نفسه، اعترفت الوزيرة المنتمية إلى حزب الخضر بأن ألمانيا لم تستطع أن تبدد كل مخاوفها من خلال هذا الاتفاق.
وفي وقت سابق على هذه التصريحات، كان ممثلو دول الاتحاد الأوروبي اتفقوا بعد مناقشات استمرت على مدار سنوات على إصلاح نظام اللجوء الأوروبي؛ وينص هذا الإصلاح على تشديد القواعد الحالية.
ورأت بيربوك أن دول الاتحاد الأوروبي أصبحت لأول مرة ملتزمة بالتضامن مشيرة إلى أن من المنتظر أن يتم توزيع المهاجرين مستقبلا على دول التكتل " لأنه لا يجوز للأوضاع غير الإنسانية على الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي أن تظل هي الوجه الذي تظهره أوروبا للعالم".
تجدر الإشارة إلى أن حزب الخضر وحزب اليسار في ألمانيا كانا في طليعة الأطراف التي أعربت خلال المفاوضات عن مخاوفها حيال تداعيات تعديل نظام اللجوء على معايير حقوق الإنسان.
وأعربت بيربوك عن اعتقادها بتحقيق تحسينات في هذا الشأن مشيرة إلى الإبقاء على المعايير الإنسانية في حال الأزمات.
واعترفت بيربوك بأن كل اتفاق في الاتحاد الأوروبي دائما ما يكون حلا وسطا وقالت:" لم نتمكن كألمانيا أن نفرض إعفاء شاملا بالنسبة للأطفال والعائلات من الخضوع لإجراءات اللجوء الحدودية، ومن ثم فإننا سنراعي في تنفيذ نظام اللجوء الجديد أن يكون عادلا ومنظما وتضامنيا".
يشهد الاتحاد الأوروبي راهنا ارتفاعا في حالات الوصول غير النظامية إلى أراضيه، فضلا عن ازدياد طلبات اللجوء.
وخلال الأشهر الأحد عشر الأولى من سنة 2023، رصدت وكالة "فرونتكس" أكثر من 355 ألف محاولة عبور للحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي، في ارتفاع نسبته 17 %.
وقد تتخطّى طلبات اللجوء مليون طلب بحلول نهاية 2023، بحسب وكالة اللجوء التابعة للاتحاد الأوروبي.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: فی الاتحاد الأوروبی نظام اللجوء إصلاح نظام
إقرأ أيضاً:
حرس الحدود بمنطقة جازان يقبض على 6 مخالفين لنظام أمن الحدود لتهريبهم 120 كيلوجرامًا من نبات القات المخدر
المناطق_واس
قبضت الدوريات البرية لحرس الحدود في قطاع العارضة بمنطقة جازان على (6) مخالفين لنظام أمن الحدود من الجنسية اليمنية، لتهريبهم (120) كيلوجرامًا من نبات القات، وجرى استكمال الإجراءات النظامية الأولية بحقهم، وتسليمهم والمضبوطات لجهة الاختصاص.
أخبار قد تهمك حرس الحدود بمنطقة جازان يقبض على 4 مخالفين لنظام أمن الحدود لتهريبهم 144 كيلوجرامًا من نبات القات المخدر 21 ديسمبر 2024 - 6:47 مساءً حرس الحدود بمنطقة عسير يحبط تهريب 100 كيلوجرام من نبات القات المخدر 21 ديسمبر 2024 - 6:44 مساءً
وتهيب الجهات الأمنية بالإبلاغ عن كل ما يتوافر من معلومات لدى المواطنين والمقيمين عن أي نشاطات ذات صلة بتهريب أو ترويج المخدرات، وذلك من خلال الاتصال بالأرقام (911) في مناطق مكة المكرمة والرياض والشرقية و(999) في بقية مناطق المملكة، ورقم بلاغات المديرية العامة لمكافحة المخدرات (995)، وعبر البريد الإلكتروني [email protected]، وستعالج جميع البلاغات بسرية تامة.