يقول تقرير نشرته صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية إن "كارثة" هجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في السابع من أكتوبر/تشرين الأول أحدثت تحولا جذريا في المشهد السياسي لإسرائيل.

وأوضح كاتب التقرير هيرب كينون أن الفطرة السليمة تملي هذا الاستنتاج، وتؤكده سابقة تاريخية، وتظهر استطلاعات الرأي حتميته.

وأضاف أن إسرائيل في 20 ديسمبر/كانون الأول الجاري ليست إسرائيل في السادس من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، والجميع يدرك ذلك.

فقد تضررت ثقة إسرائيل بنفسها وفي قادتها السياسيين والعسكريين، وتراجع إحساسها بالأمن.

وأكد أن إسرائيل يجتاحها حاليا القلق والغضب، وهناك كراهية مشتعلة تجاه (حماس)، وهناك غضب شديد تجاه الحكومة، وتساءل: كيف يمكن لإسرائيل أن تفشل فشلا ذريعا؟

مؤشرات على الغضب

وأشار إلى أن أحد المؤشرات على الغضب هو إحجام وزراء الحكومة وأعضاء (الكنيست) البرلمان عن الظهور علنا، وقلة عدد السياسيين البارزين الذين يزورون الجرحى في المستشفيات أو حتى يحضرون الجنازات هذه الأيام، وهي المجاملات الشائعة في الماضي، بسبب القلق بشأن ردود الفعل التي ستعترضهم.

واستدعى الكاتب سابقة قال إن من شأنها أن تساعد في ترجيح حدوث زلزال في المشهد السياسي بعد الحرب، قائلا إنه وفي أكتوبر/تشرين الأول 1973، واجهت إسرائيل كارثة مماثلة، حرب أكتوبر "حرب يوم الغفران"، التي قلبت المجتمع والمشهد السياسي رأسا على عقب، مما تسبب في غضب شديد وإحباط وآلاف الضحايا، وفي فقدان اليسار هيمنته على السياسة منذ تأسيس إسرائيل، وجاءت باليمين (ابتداء من مناحيم بيغن) ليسود معظم السنوات الـ 50 التالية.

وأضاف أنه من المؤكد أن هجوم السابع من أكتوبر لن يدفع إسرائيل إلى اليسار، بأي شكل من الأشكال على غرار حرب أكتوبر 1973، لكنه سيؤدي إلى شيء مختلف، ستتغير الكوكبة السياسية في البلاد، حتى لو كان من غير المرجح أن يتغير التوازن بين اليمين واليسار بشكل كبير. وستكون هناك تحولات دراماتيكية داخل الكتل (يمين ويسار ووسط)، رغم القليل من التغييرات المهمة بينها.

الخارطة السياسية المتوقعة

وأوضح أن المحتمل هو تقدم "كتلة الوحدة الوطنية"، بزعامة بيني غانتس بفارق كبير على أي من الأحزاب الحالية في الكنيست، وسقوط الليكود ويش عتيد بشكل حاد، وكذلك الحزب الصهيوني الديني، بينما يضيف إسرائيل بيتنا مقاعد، وسيبقى حزب "العظمة اليهودية" والأحزاب العربية والأحزاب الحريدية مستقرة إلى حد ما.

وقال أيضا ستكون هناك أحزاب أخرى، فقد يقود رئيس الموساد السابق يوسي كوهين حزبا، وكذلك قد يقود يائير غولان حزب ميرتس، الذي ارتفع مخزونه بشكل كبير بعد أفعاله "الشجاعة" خلال هجوم حماس، حزبا يساريا موحدا. وهناك أيضا حديث عن تشكيل حزب من قادة حركة الاحتجاج المناهضة للإصلاح القضائي.

وعموما ستكون الأحزاب المتنافسة في الانتخابات القادمة مختلفة تماما عن التشكيلة في المرة الأخيرة.

وختم الكاتب تقريره بالقول إن استطلاعات الرأي تشير إلى أن الكثير من الجمهور لن يسمح، بعد الحرب، للمشهد السياسي الإسرائيلي بالعودة إلى ما كان عليه من قبل.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

رئيس الوزراء: الفترة الحالية فارقة للبشرية وهناك تغير جوهري يحدث في العالم

قال مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، إن الكل يعاني بصورة أو بأخرى من المشاكل، والفترة الحالية فارقة للبشرية وهناك تغير جوهري يحدث في العالم.

ولفت مدبولي خلال مؤتمر صحفي اليوم الثلاثاء إلى أن مصر تمكنت من تجاوز الفترة الأصعب، وحان الوقت أن نفكر في مرحلة الانطلاق الحقيقي لدعم الدولة والمواطن المصري.

وأضاف أن المواطن المصري تحمل خلال الفترة الماضية الكثير، وتحمل العديد من الضغوط بصبر، ولذلك يجب علينا أن نوفر الدعم المعيشي للمواطن وتحسين مستوى المعيشة بشكل واضح وسريع.

وأكمل: حددنا 6 لجان استشارية متخصصة، منهم لجنة الاقتصاد الكلي، الخاصة بالحد من التضخم وتحقيق معدلات نمو مرتفعة ووضع الدين العام في مسار النزول.

مقالات مشابهة

  • «جيروزاليم بوست» العبرية: كيف ترى إسرائيل المقاومة الفلسطينية بعد طوفان الأقصى؟.. المروجون الفلسطينيون: سكان غزة أمة من الأسود بعد نجاتهم من الإبادة الكاملة
  • الحكيم: الحكومات المحلية تمثل خط الصد الأول للنظام السياسي
  • عاجل. جيروزاليم بوست: مصر والأردن أبلغا مقربين لترامب أن تنفيذ خطته لتهجير الفلسطينيين قد يضر بالتطبيع
  • موقع عبري يكشف شروط إسرائيل لسحب قواتها من الأراضي السورية بشكل نهائي
  • رئيس الوزراء: الفترة الحالية فارقة للبشرية وهناك تغير جوهري يحدث في العالم
  • إسرائيل تعلن إصابة أكثر من 15 ألف جندي منذ 7 أكتوبر 2023
  • إبراهيم عيسى: عملية 7 أكتوبر "ملعونة" وحماس نفذتها بتواطؤ من إسرائيل
  • جيروزاليم بوست: نوايا نتنياهو الخفية في صفقة الرهائن مثيرة للقلق
  • “جيروزاليم بوست”: حزب الله لم يُهزم ويستعيد نشاطه
  • نصف العالم يكرهوننا.. جيروزاليم بوست: هذا الأمر يثير رعبنا