ماذا حدث في مدني؟ وكيف سيطر الدعم السريع على ثاني مدن السودان؟
تاريخ النشر: 20th, December 2023 GMT
ماذا حدث في مدينة ود مدني السودانية؟ وهل هناك خيانة؟ وأين الجيش السوداني ولماذا سمح لقوات الدعم السريع بدخول المدينة؟ هذه الأسئلة وغيرها ما فتئ يطرحها السودانيون على منصات التواصل الاجتماعي منذ يوم الاثنين الماضي، فلماذا كل هذه الضجة؟
مدينة ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة التي تتميز بموقعها الإستراتيجي، وهي تعد أكبر مصدر غذائي واقتصادي في البلاد، وتتميز بتوسطها للعديد من الولايات، وتبعد عن العاصمة السودانية الخرطوم حوالي 200 كيلومتر.
ومنذ يوم السبت الماضي بدأت قوات الدعم السريع بمهاجمة مدينة ود مدني، التي توجد فيها الفرقة الأولى مشاة في الجيش السوداني والتي كانت بقيادة اللواء أحمد الطيب، وبعد يومين تقريبا من المعارك تفاجأ أهالي المدينة بانسحاب الفرقة الأولى مشاة من مقرها، ودخول قوات الدعم السريع إلى المدينة.
وأعلنت قوات حميدتي سيطرتها على الفرقة، ونشرت مقاطع فيديو لتجول مقاتليها داخلها، وقالت عبر حسابها على منصة إكس "قوات الدعم السريع تحرر اللواء الأول مشاة مدني ورئاسة الاحتياطي المركزي، وتسيطر على مدخل كوبري (جسر) حنتوب من الشرق".
قوات الدعم السريع تحرر اللواء الأول مشاة مدني ورئاسة الاحتياطي المركزي ويسيطر على مدخل كوبري حنتوب من الشرق#معركة_الديمقراطية #حراس_الثورة_المجيدة pic.twitter.com/lHvKvxnZX7
— RSF Live (@RSFLiveSD) December 18, 2023
ومن ثم أعلن الجيش السوداني عن انسحاب قوات رئاسة الفرقة الأولى من مدينة مدني، وقال "يجري التحقيق في الأسباب والملابسات التي أدت لانسحاب القوات من مواقعها شأن بقية المناطق العسكرية، وسيتم رفع نتائج التحقيق فور الانتهاء منها لجهات الاختصاص، ومن ثم نشر الحقائق للرأي العام".
بسم الله الرحمن الرحيم
القيادة العامة للقوات المسلحة
الثلاثاء ١٩ ديسمبر ٢٠٢٣م
تعميم صحفي
إنسحبت يوم أمس الإثنين الموافق ١٨ ديسمبر ٢٠٢٣ قوات رئاسة الفرقة الأولى من مدينة مدني.
يجري التحقيق في الأسباب والملابسات التي أدت لإنسحاب القوات من مواقعها شأن بقية المناطق… pic.twitter.com/XCwXcTrFgl
— القوات المسلحة السودانية (@SudaneseAF) December 19, 2023
ومع إعلان الدعم السريع سيطرته على المدينة، وبيان الجيش بانسحاب قواته، بدت حالة من الصدمة والاستنكار في الشارع السوداني انعكست على منصات التواصل، وتساءل الناس كيف تم الأمر؟ ولماذا يسمح بدخول قوات الدعم السريع للمدينة؟ مع العلم أن جميع تحركات هذه القوات معلومة للجيش، فلماذا لم يتم استهدافهم بالطيران الحربي؟
وتساءل مدونون عن سبب انسحاب قائد الفرقة وضباطه دون مقاومة، وهل تم انسحابهم بتعليمات من القيادة العسكرية أم أن قائد الفرقة خالف التعليمات وانسحب؟ واتهم بعض المتابعين قائد الفرقة وضباطه بالخيانة العظمى، وطالبوا بمحاكمة علنية للواء ومعرفة أسباب انسحابه بدون مقاومة.
انسحاب قائد الفرقة الأولى مشاة وضباطه من مدني، دون قتال مع ترك السلاح والذخيرة في مخازن الفرقة، خيانة عظمى وطعنة نجلاء في خاصرة الشعب قبل الجيش.
هذا عارٌ لن يغسله سوى تحرير مدني وطرد الجنجويد وقائدهم المجرم كيكل عاجلاً غير آجل.#السودان#مدني_لازم_ترجع
— الهندي عز الدين (@elhindiizz) December 19, 2023
وبدأ الناشطون بنشر فيديوهات تظهر دخول قوات الدعم السريع إلى المدينة وتخريبهم للممتلكات، واتهمهم البعض بالقيام بعمليات اغتصاب بحق نساء في المدينة.
مدني ???? الله يعوض التجار .#السودان#sudan pic.twitter.com/W6wIKX7hqi
— Hilal Nouri (@HelalNori) December 20, 2023
مليشيا الجنجويد تغتصب فتاة عمرها 19 سنة من مدني وتم رميها خارج مدني وجدوها نازحين متجهين الي مدينة الفاو تنزف في الطريق وفي حالة يرثى لها تم نقلها واسعافها #انتهاكات_الدعم_السريع #مدن_السودان_تواجه_الجنجويد
— Salma | سلمى ???? (@salma1siddig) December 20, 2023
ياخ انا الجنجويد ديل كنا بنسمع بيهم وبعمايلهم في الخرطوم لكن البسمع ما زي البشوف الناس ديل غريبين شديد من الصباح الليلة حايمين بي المواتر يفتشو للبنزين والجاز والعربات أقسم بالله بوكس بي عفشو أهلو طالعين شفشفو بي عفشو قالو ليهم ما تنزلو ولا شي وشالو تلفون الراجل وقالو لي يلا كبر
— | المجهول (@anonymous_FPJ) December 20, 2023
وتداول ناشطون مقاطع فيديو لنزوح أهالي المدينة هربا من الانتهاكات التي تمارسها قوات الدعم السريع بحق أهالي المدينة بحسب قولهم.
وتفاعل رواد شبكات التواصل في العالم العربي، مع الأحداث التي تجري في السودان، وعبر وسم "#أنقذوا_السودان" قال مغردون إن أهل السودان يعانون من ظروف مأساوية، العالم أجمع يركز على أحداث غزة، ولكن هناك إخوة لنا في السودان يحتاجون إلى دعائنا وتضامننا، نتمنى من العرب والعالم النظر لما يحدث في السودان والاهتمام بالأوضاع الإنسانية والسياسية. الأوضاع في السودان ليست حربا داخلية، بل الوضع أكبر من ذلك حسب قولهم.
"إخواننا في السودان يعانون من ظروف مأساوية، بيوت تحتل، أعراض تنتهك، دماء تسيل، أموال تسرق، والأمن منعدم.
العالم أجمع يركز على أحداث غزة، ولكن هناك إخوة لنا في السودان يحتاجون إلى دعائنا وتضامننا.
نتمني من العرب والعالم النظر لما يحدث في السودان والإهتمام بالأوضاع الإنسانية… pic.twitter.com/bWxfWzPTcP
— خليل البلوشي (@khalilalbalush1) December 19, 2023
وبعد الجدل الذي أثير حول انسحاب الجيش بدون أي مقاومة، تداول مغردون مقطعا صوتيا للفريق أول ياسر العطا، يعلق فيه على ما حصل في مدني وقال العطا "الجيش لن يخون ولن يبيع، ومعركة مدني ليست آخر المطاف، والحرب سينتصر فيها الجيش عاجلا غير آجل".
وأكد أن القوات المسلحة لا تعرف الخيانة، وأن المعركة الحقيقية التي يواجهها السودان هي معركة مع العالم والعملاء والمتآمرين الذين يريدون تغيير هوية السودان وشعبه، مضيفا أن الجيش السوداني ظل يقاتل منذ الخمسينيات، ولم يعرف طريق الخيانة أو العمالة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: قوات الدعم السریع الجیش السودانی الفرقة الأولى قائد الفرقة فی السودان pic twitter com
إقرأ أيضاً:
عودة 9 مصريين احتجزتهم قوات الدعم السريع بالسودان 19 شهرا
أعلنت مصر اليوم عودة عدد من مواطنيها من مناطق الاشتباكات بالسودان قالت إنهم "كانوا مختطفين من قبل قوات الدعم السريع".
وقالت "وكالة أنباء الشرق الأوسط" المصرية إن الأجهزة المعنية في مصر بالتنسيق مع نظيرتها بجمهورية السودان تمكنت من تحرير المصريين المختطفين ونقلهم من مناطق الاشتباكات بوسط الخرطوم إلى مدينة بورتسودان وإعادتهم سالمين إلى أرض الوطن".
وبينما لم توضح الوكالة المصرية الرسمية عدد المواطنين العائدين ذكرت وكالة "رويترز" أن 9 مواطنين مصريين، تم إطلاق سراحهم بعد أن احتجزتهم قوات الدعم السريع في السودان لمدة 19 شهرا، عادوا إلى محافظة الفيوم في مصر.
والتقت "رويترز" بعض العائدين منهم أحمد عزيز مصري الذي قال وهو محاط بالعشرات من الأهل والأقارب والأصدقاء الذين جاءوا لتهنئته بالعودة لقريته أبو شنب "الحمد لله. بدأنا عمرا جديدا اليوم.. و يعني بداية حياتنا اعتبارا من اليوم فقط".
وذكرت الوكالة أن شوارع قرية "أبو شنب" التي تقع على بعد نحو 110 كيلومترات جنوب غربي القاهرة وهي محل إقامة سبعة من المفرج عنهم اكتظت بالمهنئين الذين حرصوا على استقبال العائدين.
كما أفادت بأن المصريين الذين تم إطلاق سراحهم كانوا يعملون في الخرطوم لسنوات في استيراد البضائع المنزلية والأجهزة الكهربائية الصغيرة.
إعلان ملابسات الاحتجازوقال عماد معوض أحد المفرج عنهم إنه حجز تذكرة طيران للعودة لمصر إثر اندلاع القتال لكن المطار أغلق.
وأضاف "بعد مرور 65 يوم من الحرب جاءت قوات من الدعم السريع هاجمت المكان الذي كنت أقيم فيه وأخدتنا أنا وأخي و وآخرين كانوا موجودين معنا حيث احتجزونا عندهم من أكتر من 19 شهر".
اتهامات ووعودكما نقلت الوكالة عن أحمد عزيز مصري قوله إن قوات الدعم السريع "اتهمتهم زورا بالتجسس لصالح المخابرات المصرية". مضيفا أنهم كانوا يقولون لهم كل عدة أشهر إنهم سيطلقون سراحهم لكن بعدها ينقلونهم معصوبي الأعين لموقع احتجاز آخر.
وأضاف "في خامس موقع احتجاز، تم استدعائي لمكتب قائد السجن ليستقبل مكالمة تلقى فيها نبأ حل مشكلتهم". وأضاف أنهم قبل أسابيع قليلة "وصلونا إلى آخرنقطة لهم قرب الجيش السوداني وكان هناك تنسيق مع الجيش السوداني، حرسونا ووصلونا إلى السفارة المصرية في بورتسودان" ثم عاد مع الباقين إلى القاهرة.
على الصعيد الميداني، بث جنود الجيش السوداني تسجيلا مصورا لقوات الجيش وهي متمركزة في مواقع قريبة من مبنى وزارة الخارجية في الخرطوم. وتعد هذه المواقع أحد المراكز الحصينة لقناصة الدعم السريع.
وتبعد المواقع التي ظهر فيها جنود الجيش نحوَ كيلومتر عن القصر الجمهوري الذي تسيطر عليه قوات الدعم السريع.
استقطابيذكر أن الحرب في السودان اجتذبت عدة قوى أجنبية، واتهمت قوات الدعم السريع مصر بمساعدة الجيش بينما اتهم الجيش الإمارات بتسليح قوات الدعم السريع.
وهذه ليست المرة الأولى التي تعلن فيها القاهرة عودة مصريين من السودان حيث كانت قوات الدعم السريق سبق وأن احتجزت جنودا كان يشاركون في تدريبات عسكرية مع الجيش السوداني.
وفي أبريل/نيسان 2023، أعلنت الخارجية المصرية نجاح الجهود التي قامت بها بالتنسيق والتعاون مع دولة الإمارات، لتأمين سلامة الجنود المصريين المتواجدين في السودان لدى قوات الدعم السريع وتسليمهم إلى سفارة مصر في الخرطوم.
إعلانومنذ إبريل / نيسان 2023 يشهد السودان حربا متواصلة بين الجيش وقوات الدعم السريع تسببت في كارثة إنسانية عبر قتلى ومصابين ونازحين.
وتقول وكالة الأناضول إن الحرب خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 15 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدر بحث لجامعات أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألفا.