حسان الناصر: في بريد الأحرار!
تاريخ النشر: 20th, December 2023 GMT
كنا نرفع الهمة ونحن على جهل، في سنوات سابقة. أما بعد أن إستبان الحال و المآل واجب علينا أن نعطي هذه الرسائل، فإن من الواجب في هذه اللحظات التماسك، وإني لأرى الواقعة أحلك، فقد أعادتنا هذه الهزيمة، إلى 15 أبريل، خسر الناس المسكن و الأمن، و حياة نزوحهم، التي فرضت عليهم.
ولي أصدقاء ورفاق لا أعلم عنهم حتى الآن شيء وماهو مصيرهم، فأستودعهم الله كما أستودع آخرين على ثغور المواجهة، فثبت اللهم قلوبهم و أفئدتهم.
يبحث الناس عن التفسير ونبحث نحن عن الدرس، الدرس الذي يلينا ويجب أن نعي به، الحرب أكبر منا نعم، ولكن المجتمع له دوره وله سلطته التي من خلالها تتشكل الظروف، و شروط الحل.
لن أرد على بعض الذين أرسلوا يرقصون على مصائب الناس، ولن أرد على أولئك الذين كان سببا فيها، ولكني أكتب إليكم أنتم أيها الأحرار.
أولا: هذه حرب! ضد الدولة و المجتمع ضد أن نكون أصحاب سيادة على مصائرنا و قراراتنا، وعلى أنفسنا و مستقبلنا، هذه الحرب لا تستهدف الجيش، وإنما هي جزء من سياق كامل يسعى لإعادة إنتاج السودان، تحت حكم بوكالة، هدفه تحطيم السودان للعبث بموارده. سخرت لها سنوات وتحولت فيها مجموعات في أيدي خارجية تحركهم كيف شاءت.
ثانيا! الجيش مؤسسة تُبقى السودان واحداً متحد، غير ممزق، و واجب علينا أن نحافظ على هذه التماسك سواء كان لدينا موقف سياسي من قيادته أو لم يكن، و المهم تغيير الشروط السياسية التي صنعت هذا الواقع، وهذا لن يأتي إلا بتشكيل الكتلة الوطنية السياسية الحديثة الفاعلة.
ثالثا! هذه الحرب مفتوحة السيناريوهات، لا خيار فيها إلا بالتعامل الجاد معها، شعور منصة الإعتصام الذي خلقته ديسمبر وزيف التفاعل في الأسافير هذا لن يجدي، الإتجاه يتحرك من خلال الفعل المباشر على أرض الواقع، و الفعل من حيث الموقع.
تجاربنا الشخصية، تقول أن التعامل الشخصي الجاد مع الحدث يقلل وما إن تعامل الجميع بشكل جاد معها ستتشكل منصة صلبة تقي هذا المأزق وتماسكنا جميعا. حتى إن ذهبنا في معسكرات وخيام سنشكل أنوية المقاومة، وحتى في المعتقلات والسجون إن جاءت سنشكل أيضا خلايا مقاومة وطنية قومية واضحة الاتجاه ونبدأ بالزحف نحو سودان مستقل حر.
شاهدنا عبث الناس في الخارج بينما يموت الأطفال من الجوع يرقص الجميع على أنغام الطرب بدل أن يتكاتفوا و يوفروا لبعضهم البعض المأكل على أقل تقدير و يسيروا قوافل التكافل الإجتماعي.
نشاهد توهان الشباب وعدم جديتهم مع الواقع، حيث يجلسون بالساعات في التحليل من غير أن ينظموا أنفسهم أو يبنوا منصات الفعل السياسي و الإجتماعي الذي يجعل المجتمع يتماسك يواجه المصير وأيضا يساهم في إسناد الدولة.
نشاهد خرافة المجتمع المدني الذي نسي دوره ولم يكن بحجم الكارثة أو أعاد التفكير في حساباته و رؤيته، وكذلك القوة السياسية الوطنية التي أدمنت مرابع المشاهدة ونسيت دورها. في الأخذ بزمام المبادرة.
ألقي قولي هذا في بريد الوطنيين من الشعب الذين يحملون هم الأمة السودانية واحدة متحدة، يرجون المستقبل، وسنعمل ونقاتل حتى آخر سوداني حر، مهما تآمر المرجفون أو تكالب علينا الآعداء، وسنواجه مصيرنا وكما قلتها يوم ١٤ أبريل ” يفضل النخل الباقوم في السقوط نخل الفقارى”
حسان الناصر
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
استخدموا مواردكم لتخفيف معاناة السودان وليس تعميقها.. بلينكن يعلن هذا الإجراء الذي ستتخذه الولايات المتحدة حيال الأمر
وجه وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، تحذيرًا واضحًا بشأن استمرار الحرب في السودان، مشددًا على ضرورة وقف المعاناة الإنسانية. في جلسة لمجلس الأمن خصصت لمناقشة الوضع السوداني، طالب بلينكن جميع الأطراف الفاعلة باستخدام نفوذها لإنهاء الصراع وليس تأجيجه. وأضاف:
"استخدموا مواردكم لتخفيف معاناة السودانيين وليس لتعميقها. أظهروا التزامكم بمستقبل السودان بأفعال ملموسة لا بالأقوال فقط."
أنتوني بلينكنالولايات المتحدة تتخذ إجراءات عقابيةأعلن بلينكن أن بلاده ستواصل استخدام كل الوسائل المتاحة، بما في ذلك فرض عقوبات جديدة، لمحاسبة مرتكبي الانتهاكات في السودان. ودعا الدول الأخرى إلى اتخاذ إجراءات مماثلة لزيادة الضغط على الأطراف التي تؤجج الصراع. تأتي هذه الخطوة في إطار الجهود الدولية الرامية للحد من التصعيد وحماية المدنيين.
دعم مالي أمريكي إضافي للسودانخلال كلمته في مجلس الأمن، كشف بلينكن عن تخصيص 200 مليون دولار إضافية لمواجهة الأزمة الإنسانية في السودان، مما يرفع إجمالي المساعدات الأمريكية إلى 2.3 مليار دولار. وأكد أن الولايات المتحدة تعمل بشكل وثيق مع شركائها لضمان إيصال المساعدات بشكل فعال للمتضررين في السودان.
الموقف الإماراتي ودعوات لوقف إطلاق النارمن جهته، أكد محمد أبو شهاب، سفير الإمارات ومندوبها الدائم لدى الأمم المتحدة، أن تنفيذ وقف إطلاق نار شامل ودائم هو الحل الأفضل لحماية المدنيين السودانيين. ودعا خلال جلسة مجلس الأمن إلى الضغط على الأطراف المتحاربة للجلوس إلى طاولة التفاوض ومعالجة الوضع الإنساني المتدهور. كما شدد على أهمية تسهيل وصول المساعدات الإنسانية بشكل منتظم.
الإمارات تؤكد وقوفها مع السودانأوضح المندوب الإماراتي أن دولة الإمارات لديها روابط تاريخية وثيقة مع السودان، مشيرًا إلى التزام بلاده بدعم الشعب السوداني في ظل الظروف الحالية. وأضاف أن الإمارات ستواصل العمل على تعزيز الاستقرار ودعم الجهود الدولية الرامية لإنهاء النزاع.
معاناة متفاقمة تستدعي تحركًا دوليًاتتزامن هذه الدعوات الدولية مع تفاقم الأزمة الإنسانية في السودان، حيث يواجه ملايين السودانيين أوضاعًا كارثية بسبب استمرار القتال وتعطيل الخدمات الأساسية. وأكدت المنظمات الإنسانية أن الوصول إلى المحتاجين لا يزال تحديًا كبيرًا، مما يجعل التحرك الدولي ضرورة ملحة.