على مدار أكثر من 20 عاما، ولا تزال إسرائيل تسعى للقضاء على شخص محمد الضيف، القائد الحالي لكتائب القسم الجناح العسكري لحركة حماس، والذي يعد المطلوب الأول لتل أبيب، ولكن الفشل كان دائما حليف إسرائيل في التخلص منه، ورغم مرور أكثر من شهرين، لم يحقق الجيش هدفه بالقضاء على الضيف، وكان أكبر إنجازها في هذا الأمر، هو العثور على مقاطع فيديو داخل القطاع، كشف حجم الأكاذيب التي تم ترويجها من قادة الأجهزة الاستخباراتية الإسرائيلية على مدار السنوات الماضية، والتي كانت تتحدث عن الحالة الصحية للضيف.

وبحسب تقرير نشرته صباح اليوم صحيفة تايمز أوف إسرائيل العبرية، فقد كشفت معلومات استخباراتية جديدة تدحض الاعتقاد بأن القائد الأعلى لحركة حماس محمد ضيف شبه مشلول، وبحسب ما ورد تظهر مقاطع الفيديو التي عثر عليها الجيش الإسرائيلي في غزة قائد الحركة المراوغ وهو يمشي وهو يعرج، مستخدما كلتا يديه، مما يدحض التقييم الطويل الأمد بأنه فقد ساقيه ويده في محاولات الضرب.

الضيف في حالة جسدية أفضل

وقد ذكر تقرير صباح الأربعاء أن قائد الجناح العسكري لحركة حماس، محمد ضيف، في حالة جسدية أفضل بكثير مما كان يعتقد في السابق، مستشهدا بنتائج استخباراتية جديدة للجيش الإسرائيلي تشير إلى أن الاعتقاد السائد بأنه مصاب بشلل نصفي وشبه مشلول هو اعتقاد خاطئ.

واستشهد التقرير الذي نشرته صحيفة معاريف اليومية بدليل فيديو للضيف الذي عثرت عليه القوات في قطاع غزة مؤخرا على ما يبدو، ويظهر القيادي الكبير وهو يمشي، وإن كان يعرج قليلا، وذكر التقرير أن الضيف كان يمشي على ساقيه، مما يعني أنه لم يكن يستخدم أطرافا صناعية، وقيل إنه شوهد جالسا في مقطع آخر، ولا يُعرف سوى القليل عن الضيف، ولكن التقارير المتكررة في إسرائيل منذ أكثر من عقد من الزمن وصفته بأنه فقد ساقيه وذراعه، نتيجة غارة جوية إسرائيلية، وهي واحدة من سبع محاولات إسرائيلية فاشلة لاغتياله.

مازال يمتلك خيوط القيادة في غزة

ويبدو أن اللقطات الجديدة التي تم الكشف عنها أظهرت الضيف وهو يحمل ذراعين عاملين، ولم يذكر التقرير ما إذا كانت التقارير التي تفيد بفقدان إحدى عينيه في إحدى محاولات الاغتيال مبالغ فيها أيضًا، ومع ذلك، قال موقع “واينت” العبري إنه وفقا للأدلة التي عثر عليها جنود الجيش الإسرائيلي في غزة في الأسابيع الأخيرة، فإن الضيف لا يزال يستخدم أحيانا كرسيا متحركا.

وذكر التقرير أن الضيف كان يلعب دورا نشطا في قيادة القتال في غزة، وعلى عكس كثيرين آخرين في الحركة الفلسطينية، عاش الضيف حياته في الظل، والصور أو مقاطع الفيديو له نادرة للغاية، فيما قال الصحفي الاستقصائي الإسرائيلي شلومي إلدار لصحيفة الإيكونوميست مؤخرًا إن جهاز الأمن الشاباك "لن يتعرف عليه إذا مروا به في الشارع".

الجيش يدعى أنه لم يتفاجأ 

ولم يكن هناك تأكيد رسمي لتقرير معاريف، الذي نشرته بسرعة وسائل الإعلام العبرية الكبرى، فيما ذكرت إذاعة الجيش أن الجيش يدعى أنه لم يتفاجأ بهذا الاكتشاف، وقالت نقلاً عن مصدرين إسرائيليين لم تذكر اسمائهما، إن قوات الدفاع الإسرائيلية كانت على علم بحالة الضيف منذ عدة سنوات.

بحسب إذاعة الجيش، أفاد الوزير آفي ديختر قبل حوالي 20 عاما أن الضيف أصيب بشلل جزئي. أدلى ديختر بهذا التعليق عند مغادرته جهاز الشاباك، الذي قاده حتى عام 2005، ووقعت الغارة التي قيل إنها أدت إلى بتر ساقي الضيف بعد عام، لكن تصريح ديختر كان آخر تعليق إسرائيلي رسمي على حالته.

7 محاولات اغتيال على مدار 20 عاما 

على مر السنين، ذكرت التقارير أن ما مجموعه سبع محاولات اغتيال إسرائيلية فشلت في القضاء على الضيف، على الرغم من أن بعضها أصابه بجروح خطيرة. آخر محاولتين معروفتين، وفقا للجيش، حدثتا في مايو 2021 عندما اشتبكت إسرائيل والفصائل الفلسطينية في غزة في تصعيد استمر 11 يوما يعرف باسم عملية حارس الجدران.

ولقد تم وضع الجيش الإسرائيلي في حالة تأهب فيما يتعلق بمعرفته بما يحدث داخل غزة بعد أن تم الكشف عن إخفاقات استخباراتية كبيرة من خلال هجوم حماس الصادم بعملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر على جنوب إسرائيل، حيث قام حوالي 3000 مقاتل باختراق الحدود المحصنة وقتلوا حوالي 1200 شخص واستولوا من إسرائيل على أكثر من 240 رهينة، معظمهم من المدنيين، في أكبر هجوم منفرد منذ إنشاء دولة إسرائيل.

جندى ومحارب ومجاهد صلب

ويعد الضيف، جندي ومحارب ومجاهد صلب تعتقد من الوهلة الأولى بأنك أمام جنرال حاد الملامح لا تعرف الابتسامة طريقها إليه، لكنه عكس ذلك تماما فهو رجل وديع، رقيق، حنون للغاية، وصاحب دعابة وخفة ظل، وفقا لروايات مؤكدة من مقربين عرفوه عن قرب، وهذا ما رصده تقرير لصحيفة قدس برس عن زعيم كتائب القسام، فهو شخصية بسيطة بشكل لافت، يتحلى بالهدوء والاتزان، والميل إلى الانطوائية، ويقولون إن له قلبا نقيا لا يعرف الحقد، ولا يحمل غلا، ولا إثما، ولا حسدا، يعرف بأنه صبور جدا، لدرجة تثير الدهشة، حيث يستطيع مثلا الاختباء في غرفة واحدة لمدة عام كامل، دون أن يخرج منها، أو يشعر بالملل أو الضجر.

وربما يكون أكثر شخص مطلوب في هذا الكوكب للكيان الصهيوني لذلك تنطبق عليه مقولة، رجل لا يرى ولا يعرف مكانه، بينما ترى أفعاله، ولا يستخدم التقنية، ذكي وسريع البديهة، وليس محبا للظهور، يخاطب أنباء شعبه وأمته عبر رسائل صوتية، وبحسب الصحيفة الفلسطينية، ولد محمد دياب إبراهيم المصري، الشهير باسم محمد الضيف عام 1965، لأسرة فلسطينية لاجئة من بلدة القبيبة داخل فلسطين المحتلة عام 1948، عاش حياة التشرد في مخيمات اللاجئين قبل أن تستقر أسرته في مخيم خان يونس جنوب قطاع غزة.

من أسرة فقرة إلى قادة المقاومة

نشأ الضيف في أسرة فقيرة، واضطر إلى العمل في عدة مهن لمساعدة أسرته، بالإضافة إلى العمل مع والده في محل "الغزل والتنجيد" الذي كان يعمل به، واضطرته هذه الظروف الصعبة خلال دراسته إلى محاولة إقامة مشاريع كي ينفق على نفسه، حيث أنشأ مزرعة صغيرة لتربية الدجاج، ثم قام باستصدار رخصة قيادة سيارة، إلا أن مطاردته من قبل قوات الاحتلال لم تسمح له بالعمل في مهن أخرى، وفي أثناء دراسته في الجامعة الإسلامية بغزة كان من أبرز الناشطين في الكتلة الإسلامية في الجامعة الإسلامية بغزة، حيث انضم لحركة حماس في فلسطين التي كانت وقتها تركز عملها على الدعوة الإسلامية والتربية، ولم تكن قد قررت بعد الانخراط في المقاومة المسلحة ضد الاحتلال.

وكان الضيف مسؤولا عن اللجنة الفنية خلال نشاطه في مجلس طلاب الجامعة الإسلامية التي تخرج فيها عام 1988 بعد أن حصل على درجة البكالوريوس في العلوم، وحين أعلن عن تأسيس "حماس" انخرط في صفوفها دون تردد، فاعتقلته سلطات الاحتلال عام 1989 بعد حملة الاعتقالات الكبرى في صفوف الحركة التي اعتقل فيها أيضا الشيخ الشهيد أحمد ياسين، وقضى 16 شهرا في سجون الاحتلال موقوفا دون محاكمة بتهمة العمل في الجهاز العسكري لـ"حماس"، الذي أسسه الشيخ الشهيد صلاح شحادة، وكان اسمه وقتها "المجاهدون الفلسطينيون".

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: لحرکة حماس أکثر من فی غزة

إقرأ أيضاً:

بعد تعرضها لإصابة بالغة في رأسها جراء القصف الإسرائيلي... ما تطورات الحالة الصحية للاعبة سيلين حيدر؟

كادت سيلين حيدر، بطلة كرة القدم، أن تشارك لأول مرة في اللعب مع منتخب لبنان في المحافل الدولية، لكن ابنة التاسعة عشرة لم تتوقع اقتران اسمها بخبر رقودها في العناية المركزة، بعد تعرضها لإصابة بالغة في رأسها إثر غارة إسرائيلية السبت قرب بيروت.

وفي تحقيق لوكالة "فرانس برس"، ان حيدر قبل أسابيع عدة، نزحت مع عائلتها من منطقة الشياح في ضاحية بيروت الجنوبية الى بلدة بعقلين في جبل لبنان على وقع اشتداد الغارات الإسرائيلية على المنطقة.

لكنها "اضطرت للنزول الى بيروت لمتابعة تمارينها ودراستها"، كما قال والدها عباس حيدر لوكالة "فرانس برس"، مضيفاً أنها "كانت عند بدء القصف والتهديدات تخرج من البيت، ثم تعود مساء للنوم فيه".

وأضاف والدها: "اتصلت بها صباحاً وقلت لها إن أفيخاي (أدرعي المتحدث بلسان الجيش الإسرائيلي باللغة العربية) أصدر إنذاراً بالإخلاء، فهَرَبت من المنزل. اتصلت بي زوجتي لاحقاً وقالت لي أن سيلين في المستشفى بعدما أصيبت برأسها جراء غارة استهدفت مبنى مجاوراً".

وانتشر فيديو مؤثر على مواقع التواصل الاجتماعي يظهر سيلين وهي ممددة أرضاً مضرجة بدمائها وبجانبها يصرخ شاب مفجوع.

وتعرضت الضاحية الجنوبية لبيروت وأطرافها يوم السبت الماضي لسلسلة غارات إسرائيلية طالت عشرة مواقع على الأقل، ضمنها أبنية في الشياح، حيث منزل عائلة سيلين.

وقالت سناء شحرور، والدة سيلين وهي تبكي لوكالة "فرانس برس" من أمام مستشفى القديس جاورجيوس (في الأشرفية) حيث تتلقى ابنتها العلاج: "حصلت غارة قريبة وأصيبت في رأسها، لديها نزيف في رأسها وكسر في الجمجمة".

بتأثر شديد، تروي الوالدة كيف كانت ابنتها قد أرسلت لها ليلاً رسالة عبر الهاتف تطلب منها أن تعد طبقاً تحبه. وتقول إنها بعد وقت قصير تلقت اتصالاً من أحد أصدقائها أبلغها بإصابة سيلين ونقلها الى المستشفى.

"مقاتلة في الملعب"

كانت سيلين إحدى أبرز اللاعبات خلال مشوار فريقها بي أف ي ايه BFA نحو إحراز لقب الدوري اللبناني للسيدات الموسم الماضي، وساهمت بإحراز منتخب لبنان بطولة غرب آسيا تحت 18 سنك في 2022.

وكانت الفتاة الطموحة تقترب من أن تمثل لبنان في منتخبه الوطني وتخوض أولى مبارياتها بمواجهة منتخب إيران الشهر الماضي، قبل أن تعرقل الحرب خططها.

لا تتمكن الوالدة المفجوعة من حبس دموعها. وتقول وهي تجهش بالبكاء "أدعو الله أن تعودي لنا بالسلامة... وأن تمسكي يدي ولو لمرة واحدة وتردي علي".

تسهب الوالدة في الحديث عن أحلام ابنتها، التي يتجمع أصدقاؤها في المستشفى يوميا آملين أن تعود الى صفوفهم.

وتكرر بانفعال "دفعت ابنتي ضريبة حرب لا علاقة لها بها.. إنها لاعبة كرة قدم وكان لديها أحلام كثيرة، وقد قتلوا أحلامها".

وتنتظر العائلة معجزة تعيد ابنتها النابضة بالحياة اليها.

ويشرح والدها باكياً "الأطباء يتابعونها باهتمام لافت. لكن الضرر كبير، نأمل بأن يخف تدريجاً.. ندفع فاتورة لا ذنب لنا فيها".

بدوره، يقول رئيس نادي بي اف ايه زياد سعادة "أدخلت سيلين في غيبوبة اصطناعية ونطلب من الجميع الصلاة لها كي تعود بيننا".

الى المستشفى، اصطحب مدرب سيلين سامر بربري زميلاتها في الفريق لتقديم الدعم لها. وتحد ل"فرانس برس" بحرقة عن مزاياها كلاعبة وسط دفاعية. وقال: "هي مقاتلة في الملعب. حلقة الوصل بين الدفاع والهجوم. هي فتاة رائعة ولاعبة رائعة".

وأوضح "كانت ستتواجد مع المنتخب الأول في مشاركاته المقبلة وتحمل شارة القائدة في فريقنا الموسم المقبل".

على وقع جولة التصعيد الأخيرة بين إسرائيل و"حزب الله"، أرجأ الاتحاد اللبناني لكرة القدم في 24 أيلول الماضي كل نشاطاته بما فيها بطولة الدوري العام للدرجة الأولى.

وقالت والدة سيلين بتأثر شديد: "كانت تحب الحياة كثيراً.. وحلمها أن تصبح بطلة وتتحدث الدنيا كلها عنها، لكن اليوم الدنيا كلها تتحدث عنها لأنها أصيبت في حرب لا علاقة لها بها".

مقالات مشابهة

  • أستاذ جامعي يهدد بكشف فضائح مدوية عن الحوثي: تقارير مفصلة تكشف أسراراً خطيرة
  • رشقات صاروخية من جنوب لبنان ترعب إسرائيل
  • تطورات الحالة الصحية لـ محمد طارق عضو مجلس إدارة الزمالك
  • مصطفى كامل يكشف آخر تطورت الحالة الصحية لـ عاد الفار
  • تفاصيل الحالة الصحية للفنان عادل الفار بعد تدهورها بشكل مفاجئ
  • تقارير: أستراليا تمنع دخول وزيرة إسرائيلية سابقة
  • تقارير تكشف موعد انتهاء الحرب في لبنان
  • تقارير تكشف عن إصابة ديفيد بيكهام بالتهاب الجلد التأتبي
  • مازال بالعناية المركزة.. تطورات الحالة الصحية للسيناريست بشير الديك
  • بعد تعرضها لإصابة بالغة في رأسها جراء القصف الإسرائيلي... ما تطورات الحالة الصحية للاعبة سيلين حيدر؟