أبوظبي- وام

بحضور سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية؛ كرم الشيخ سالم بن خالد القاسمي وزير الثقافة، خلال حفل استضافه متحف اللوفر في أبوظبي، مساء الثلاثاء، 24 فائزاً بالنسخة السابعة عشرة لجائزة البُردة التي تحتفي بالفن الإسلامي، وتسلط الضوء على المواهب الاستثنائية التي أثرت تراث الجائزة بإبداعها وتفانيها في الفنون التقليدية.

حضر حفل التكريم.. زكي أنور نسيبة، المستشار الثقافي لصاحب السمو رئيس الدولة، الرئيس الأعلى لجامعة الإمارات العربية المتحدة، والدكتور أحمد بن عبدالله بالهول الفلاسي، وزير التربية والتعليم، ونورة بنت محمد الكعبي، وزيرة دولة، وأحمد علي الصايغ، وزير دولة، ومحمد أحمد المر، رئيس مجلس إدارة مؤسسة مكتبة محمد بن راشد آل مكتوم، وعليو سو وزير الثقافة السنغالي، وهيناتو هانيا، وزيرة الثقافة النيجيرية، وعدد من السفراء، والمدراء ورؤساء الدوائر المحلية.

وبهذه المناسبة، أكد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان أن جائزة البردة تجسد تنوع وثراء الفنون الإسلامية وجمالياتها، كما رسخت مكانتها كمنصة عالمية مرموقة للإبداع الذي يعرّف بحضارتنا العربية والإسلامية، مشيراً إلى أن تواجد جمهورية السنغال كضيف شرف لدورة هذا العام أضاف بعداً ثقافياً فريداً يعكس مدى الترابط الذي يجمع الدول حول جماليات وأصالة الفنون الإسلامية.

وأشار سموه إلى أن جائزة البردة تجسد حرص دولة الإمارات على ترسيخ مكانة الفنون الإسلامية عالمياً، متوجها بالشكر إلى أعضاء لجنة التحكيم على جهودهم لاختيار الأعمال الفنية الفائزة التي عكست جوهر الفنون والحضارة الإسلامية، كما تقدم بالتهنئة لجميع الفائزين بجائزة البردة التي باتت منصة ملهمة للمبدعين حول العالم.

الصورة

وكرم الشيخ سالم بن خالد القاسمي الفائزين بالجائزة ضمن فئات «الشعر، والخط، والزخرفة»، حيث تم تقليد الشاعر أحمد حافظ الجائزة الأولى عن فئة «الشعر الفصيح»، فيما حصل على المركز الثاني الشاعرة مريم قوش، وحلّ ثالثاً الشاعر أحمد الجهمي، وذهب المركز الرابع من نصيب الشاعر محمد أب، أما الشاعر قيس قوقزة فحلّ خامساً، وعن فئة «الشعر النبطي» نال الشاعر عوض العود المركز الأول، تلته الشاعرة بدرية البدري ثانياً، والشاعر عبد العزيز المحمد ثالثاً، وحلّ رابعاً الشاعر محمد الزعبي، وكان المركز الخامس من نصيب الشاعر صالح النبع.

وضمن فئة «الخطّ العربي التقليدي» حصل الخطّاط عارف أوزديم على المركز الثاني في فئة الخط العربي التقليدي، خلفه الدكتور بلال مختار صلاح عطية ثالثاً، ومريم نوروزي رابعاً، وأحمد علي نمازي خامساً، أما فئة «الخط العربي الحديث» فقد ضمت خمسة فائزين، تصدّر المركز الأول الخطاط زيد أحمد أمين الأعظمي حاصداً الجائزة الأولى، تلاه ثانياً الخطاط محمود الشيخ، وثالثاً محمد رضا علي بشيري، أما المركز الرابع فكان من نصيب الخطاط محمد رضا شفيعي، والمركز الخامس ذهب للخطاط إبراهيم إيبكلي.

وعن فئة الزخرفة توّجت الفنانة الإيرانية افسانه مهدوى بالمركز الأول، في حين ذهبت جائزة المركز الثاني من نصيب الفنانة زهرة أسدي، وحلّ ثالثاً الفنان علي رضا أباصلت، وجاءت رابعاً الفنانة ليلى نائيني، وخامساً الفنانة سلجان بلجين بالكجي.

كما أعلن الشيخ سالم بن خالد القاسمي خلال الحفل؛ إطلاق «منحة البردة» المبادرة الرائدة والأولى من نوعها الهادفة إلى إثراء مجالات الفنون الإسلامية والارتقاء بممارساتها على نطاق عالمي، بما يسهم في تعزيز استدامة الفنون الإسلامية، واستشراف مستقبلها بالتعاون مع أبرز المنظمات الدولية والمؤسسات الثقافية الشهيرة مثل مؤسسة الآغا خان، الوكالة التنموية الدولية الخاصة غير الربحية الهادفة إلى التصدي للتحديات التي تواجهها المجتمعات الأكثر فقراً وتهميشاً في العالم.

وستقدم المبادرة 20 منحة مصممة لتعزيز المواهب والابتكار في مجال الفنون الإسلامية، كما وستلتزم ببناء القدرات وتعزيز البحث في ميادين الفنون الثقافية والإسلامية، وتطوير قواعد بيانات شاملة لإثراء هذا القطاع، كما تهدف المنحة إلى تمكين الجيل القادم من الفنانين والمفكرين من تقديم مشاريع تسهم في التعريف بأهمية وعراقة هذا النوع من الفنون، إذ تنسجم المبادرة مع رؤية الوزارة المتمثلة في إبراز الفنون الإسلامية كمحفّز رئيسي للحوار الثقافي، وعنصر حضاري أساسي في التراث الإنساني.

وقال الشيخ سالم بن خالد القاسمي: «تستمر جائزة البردة عبر دوراتها المتلاحقة، في تقديم نفسها باعتبارها منصة إماراتية عالمية للاحتفاء بأرقى الفنون الإسلامية، واستقطاب وتقدير أبرز المواهب العالمية، وقد اخترنا أن نُطلق وخلال دورة هذا العام منحة البردة التي تمثّل شهادة على تفاني دولة الإمارات في تنمية النسيج الغني للفنون الإسلامية وضمان مكانتها البارزة على الساحة العالمية».

الصورة

وأضاف: «تسعى الجائزة إلى تمكين الفنانين الناشئين ودعم سبل البحث والتطوير في مجال الفنون الإسلامية العريقة، حيث تعد منحة البردة امتداداً مهمًا لإرث الجائزة، مما يعزز دورها كمنصّة ثقافية مهمّة تسهم في تعريف العالم وحضاراته على جماليات وعراقة الفنون الإسلامية».

وكانت الجائزة قد استضافت هذا العام جمهورية السنغال كضيف شرف ممثلةً بمعهد الخط العربي الإفريقي الذي أنشأه الفنان الراحل يليماني فال في عام 2012، ليجسد مزيجاً من المهارات الفنية والتمكين الاجتماعي، حيث تفانى القائمون على المعهد في رعاية تنمية المجتمع من خلال ممارسات الخط العربي في غرب إفريقيا انعكاساً لتنوع وعمق الفنون الإسلامية.

وجلبت مشاركة السنغال والمعهد منظورًا متميزًا وواسعًا للجائزة، حيث عرضت الإبداع الأصيل للفنون الإسلامية على مستوى العالم.

واستكمالاً للإنجازات الفنية التي تم الاحتفاء بها خلال الحفل، شهدت الأمسية عروضاً ثقافية وفنيّة متنوّعة حيث استُهِلّت بعرض لفرقة المالد الإماراتية التي قدّمت أداءاً لفن المالد الإماراتي، تلتها أنشودة «بونان (باي فال)» الإيقاعية السينغالية التي قدّمها الفنان لساديبو سامب، وعزفت فاتح كوجا وفرقة الكورال التركية على أنشودتي «اسم النبي» و«بسم الله»، في حين قدمت فرقة «سِماع للإنشاد الديني» من مصر وسوريا مقطوعة موسيقية متنوعة شملت «المسك فاح».

وكان ختام الأمسية عبارة عن مزيج من الألحان الأندلسية والمعاصرة من تأليف أوركسترا أمستردام الأندلسية مع أحمد المي وصلاح مصباح ونبيلة معن، تسليطاً للضوء على الثراء الثقافي والإبداعي للفنون الإسلامية الذي تحتفي به جائزة البردة.

السابق التالي

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان الإمارات الفنون الإسلامیة الخط العربی من نصیب

إقرأ أيضاً:

حسن المطروشي يتوج بلقب شاعر المعلقة

- حسن المطروشي:

- إذا كان لي من فرح وسعادة على المستويين العام والشخصي، فهو أنني حملت صوت بلادي

- المسابقة هي التي حرضتني على المشاركة لأنها تنحاز للشعر الخالص فقط

- وصفت نفسي بأنني مثل الناجين من أحد الحروب أو الكوارث الكونية لأن هذه مجازر شعرية

حقق الشاعر العماني حسن المطروشي لقب "شاعر المعلقة"، وذلك عن فئة الشعر الفصيح، ببرنامج المعلقة التي تقيمها القناة الثقافية بالمملكة العربية السعودية، وعن ذات الفئة حقق الشاعر السعودي إياد الحكمي المركز الثاني، فيما جاء ثالثا الشاعر السعودي فايز ذياب.

وتمنح المسابقة -التي تخضع لقرار لجنة التحكيم فقط دون الاحتكام لتصويت الجمهور- جائزة نقدية للمركز الأول قيمتها مليون ريال سعودي إضافة إلى اللقب، فيما تمنح المركز الثاني جائزة نقدية بقيمة 500 ألف ريال سعودي، والمركز الثالث 250 ألف ريال سعودي.

وفي فئة الشعر النبطي حقق الشاعر السعودي ناصر الحمادين لقب شاعر المعلقة وجائزة نقدية مليون ريال سعودي، وفي المركز الثاني عن نفس الفئة الشاعر السعودي فارس السميري ونال جائزة نقدية قدرها 500 ألف ريال سعودي.

أما في فئة الشعر الحر فقد حقق لقب شاعر المعلقة الشاعر العراقي ميثم راضي ونال مليون ريال سعودي، وجاءت في المركز الثاني عن ذات الفئة الشاعرة المغربية سكينة حبيب الله ونالت جائزة نقدية قدرها 500 ألف ريال سعودي.

صوت بلادي شعريا

وفي تصريح خاص لـ "عمان" تحدث الشاعر حسن المطروشي عن شعوره بالفوز والمشاركة بالمسابقة ومواضيع أخرى، وحول شعوره بالفوز قال: "بكل تأكيد، شعوري بالفوز بهذه الجائزة الشعرية والثقافية الأدبية المرموقة التي ترعاها وزارة الثقافة السعودية، ممثلة بهيئة الأدب والنشر والترجمة، وهي جائزة المعلقة. شعورٌ بالاعتزاز والغبطة والسعادة البالغة أنني حملت صوت بلادي شعريًا، وهي الرسالة التي عملت من أجلها منذ بداية مشواري في الكتابة قبل عشرات السنين، كانت رسالتي هي أن أحمل اسم عُمان، وشعر عُمان، وصوت عُمان إلى العالم، بكل تأكيد، لدى عُمان شعراء وإرث عظيم أفخر بالانتماء إليه، لكن هذه مساهمة بسيطة وقطرة في بحر الثقافة العمانية، فإذا كان لي من فرح وسعادة على المستوى العام والمستوى الشخصي، فهو أنني حملت صوت بلادي في هذه المسابقة التي رعاها بلد شقيق هو عمقنا الحضاري والثقافي، المملكة العربية السعودية".

وتابع:" الجائزة تشكل إضافة كبيرة لي ولمشواري الشعري، لأنها ليست جائزة بسيطة على كافة المستويات، وقد واجهت فيها شعراء كبار، أعتز وأفتخر أنني وقفت إلى جانبهم على المنصة، بدءًا من الشاعرة الكبيرة تهاني الصبيح، ثم الشاعرين الكبيرين، العراقي هزبر محمود، والسعودي فايز الذياب، وأخيرًا الدكتور إياد الحكمي، كلهم يمتلكون تجارب ناضجة، وهم صائد جوائز معروفون على المستوى العربي، إحساسي هو أنني نجوت من مجازر لم تكن مجرد عبور، سلسلة الانتقال لم تكن سهلة، وإنما وصفت نفسي بأنني مثل الناجين من أحد الحروب أو الكوارث الكونية، لأن هذه مجازر شعرية، أن تتجاوز كل هذه الأسماء الكبيرة، وهي ربما من أكبر وأخطر الأسماء التي شاركت في هذا الموسم من المعلقة".

الشعر الخالص فقط

وفي سياق حديثه عرَّفنا الشاعر حسن المطروشي بماهية المسابقة، قائلا: "المسابقة هي التي حرضتني على المشاركة، لأنها تنحاز للشعر، والشعر الخالص فقط، فأولاً هي تستوعب كافة أنواع الشعر، وللمرة الأولى، أُدخلت قصيدة النثر في مسارها الخاص في مسابقة تلفزيونية في دول الخليج أو حتى ربما على مستوى العالم العربي، إلى جانب القصيدة الموزونة بشقيها المقفى والحر، وهناك أيضًا مسار للشعر الشعبي، عن كل هذه الأجناس والأشكال، تستوعب في برنامج تلفزيوني هو الأضخم على مستوى العالم العربي، هذا بكل تأكيد يحرر أي شاعر للدخول في المنافسة، ولا ننسى أن في الدورة الأولى شارك كبار الشعراء المعروفين، والتي فاز فيها في النهاية بمجال الشعر الفصيح الشاعر الكبير جاسم الصحيح في المركز الأولى، وأيضًا الشاعر الكويتي دخيل الخليفة في المركز الثاني، إلى جانب شعراء كبار آخرين من مختلف دول العالم العربي، هذه كلها محفزات، من خلال قراءتي للمشهد، جعلتني أخطط للدخول في هذه المسابقة، كذلك، هي لا تخضع سوى للشعر، ليست لمقاييس أخرى أو اعتبارات، مثل التصويت أو دخول الجماهير أو غيرها، وإنما هناك لجنة مستقلة، حيادية، تقيم الشعر للشعر فقط، هذا عنصر آخر يُضاف إليها، لأن الشعراء، على سبيل المثال، في مرحلتي العمرية ليس لديهم القدرة على أشياء كثيرة يتطلبها البرامج الأخرى، وإنما هنا مطلوب نصك فقط، نصك الشعري لا أكثر، وحقيقةً هنا تنظيم دقيق واهتمام عالٍ وشغل احترافي بالمعنى الحقيقي، هي صناعة نجوم، ولولا ذلك، لما كنت غامرت، أنا شخصيًا، بقراءة قصائد نخبوية مثل قصيدة (النسل المطرود)، ثم قصيدة (السرير)، ثم قصيدة (عابران على حافة الليل) هذه قصائد لا يمكن قراءتها في برامج جماهيرية، وإنما قصائد في برامج تنحاز إلى الشعر وإلى الشعر ذاته، يعني ليس لديك سوى أن تقدم نصك وتختار وتخطط بالشيء الذي يمثل تجربتك".

واختتم المطروشي حديثه قائلا: "أعتبر البرنامج إعادة لبناء الذائقة، ولتشكيل الوعي الشعري، بجانب كونه تكريمًا للشعر والشعراء من المملكة العربية السعودية، وهي أرض الشعر والحضارات وأرض المعلقات، أما المنافسة، فكما قلت سابقًا، كانت محتدمة وعالية جدًا، والشعراء الذين مروا في الحلقات الماضية، شاهدهم المشاهد والمتابع، وهم من الأسماء الكبيرة والمعروفة على مستوى العالم العربي، وكانت المنافسة ساخنة جدًا، وعلى مستوى مساري الشخصي، كما قلت، واجهت تجارب كبيرة جدًا".

مقالات مشابهة

  • برعاية محمد بن زايد.. الإمارات تستضيف 20 عالماً وتطلق جائزة «الإمارات الدولية للقرآن الكريم» في رمضان
  • حسن المطروشي يتوج بلقب شاعر المعلقة
  • "جامع الشيخ زايد" يحتفي بالفائزين في جائزة "فضاءات من نور"
  • وول ستريت جورنال: طحنون بن زايد يعمل على تحويل الإمارات مركزاً عالمياً للذكاء الاصطناعي
  • جائزة الشيخ منصور بن زايد للتميز الزراعي.. احتفاء برواد الابتكار والاستدامة
  • «صندوق المعرفة»: نعمل على تعزيز مكانة دبي مركزاً تعليمياً رائداً عالمياً
  • خالد بن محمد بن زايد يوجه بتنفيذ مشاريع تعزز مكانة أبوظبي عالمياً في البحث والتطوير
  • فيديو | خالد بن محمد بن زايد يوجه بتنفيذ مشاريع نوعية تعزز مكانة أبوظبي في البحث والتطوير
  • خالد بن محمد بن زايد يوجه بتنفيذ مشاريع نوعية تعزز مكانة أبوظبي في البحث والتطوير
  • مكتوم بن محمد: الإمارات تواصل ترسيخ مكانتها شريكاً استراتيجياً في المنطقة