بوابة الوفد:
2025-02-16@13:19:50 GMT

التعدين غير القانوني يهدد صناعة الكاكاو في غانا

تاريخ النشر: 20th, December 2023 GMT

تواجه غانا، ثاني أكبر منتج للكاكاو في العالم، مخاطر متزايدة على محصولها من الفول من عمال المناجم والمهربين غير الشرعيين، وفقًا لمسؤولي الصناعة والمزارعين ونشطاء البيئة.

وفي الوقت الذي تمر فيه غانا بواحدة من أسوأ الأزمات الاقتصادية في تاريخها، حيث وصل معدل التضخم إلى 26.4% في نوفمبر، يشكل التعدين غير القانوني، المعروف محليا باسم "جالامسي"، مشكلة كبيرة لزراعة الكاكاو، وهي إحدى ركائز الدولة.

الاقتصاد الوطني إلى جانب الذهب والنفط.

وقال مايكل كوارتنغ، مدير أنشطة مكافحة التعدين غير القانوني في مجلس الكاكاو الغاني (COCOBOD)، لوكالة فرانس برس: "على مدى السنوات الخمس الماضية، شهدنا تدميرا خطيرا لمزارع الكاكاو بسبب أنشطة عمال المناجم غير القانونيين".

وأصر على أن "هذا وصل إلى نسبة مثيرة للقلق".

في مواجهة الأزمة الاقتصادية، يبيع عدد متزايد من المزارعين أراضيهم لعمال المناجم غير القانونيين، مثل ريتا أبينا كورانتينج، 45 عامًا، وهي مزارعة كاكاو في سوهوم، في المنطقة الشرقية من غانا، والتي باعت اثنتين من قطع أراضيها لعمها أنه يستطيع استخراج باطن الأرض.

وتشرح قائلة: "يدفع لي كل شهر 500 دولار وأنا سعيدة، لأنه لم يكن من الممكن أن أكسب هذا القدر من المال من عملي في زراعة الكاكاو".

وتؤكد: "أعلم أن بعض زملائي مزارعي الكاكاو في المنطقة الغربية وأماكن أخرى قد تحولوا إلى زراعة أشجار المطاط لأنهم لا يكسبون ما يكفي من الكاكاو".

وقد وافقت الحكومة، التي تشتري إنتاج البلاد بالكامل قبل بيعه لشركات خاصة، على زيادة بنسبة 63% في السعر المدفوع للمنتجين هذا العام، لكن هذا لا يكفي لإثناءهم عن بيع أراضيهم للتعدين غير المعلن. في الوقت الحاضر، تشتري طنًا من الكاكاو من المنتجين مقابل 1822 دولارًا (1670 يورو).

"حتى الآن، تمثل الأراضي المفقودة بسبب التعدين غير القانوني 2٪ من إجمالي المساحة المزروعة بالكاكاو في غانا. ولم يعد بإمكاننا السماح باستمرار هذا الأمر"، كما يقلق مايكل كوارتينج.

وفقًا لـ COCOBOD، من المقرر أن تحصد غانا مليون طن من الكاكاو بين عامي 2020 و2021. لكن هذا الرقم انخفض إلى 750 ألف طن لمحصول 2022-2023، وتتراوح توقعاتها للفترة 2023-2024 بين 650 ألف و700 ألف طن بسبب تأثير الأنشطة غير المشروعة.

- قنبلة موقوتة

وبالإضافة إلى فقدان الأراضي الزراعية، تساهم أنشطة التعدين أيضًا في تلوث الأنهار ومنسوب المياه من خلال استخدام المواد الكيميائية في الاستخراج.

ويعتقد أوبيد أوسو أداي، الناشط في منظمة EcoCare Ghana، وهي منظمة تقوم بحملات من أجل رفاهية المزارعين، أن الحكومة لا تزال بحاجة إلى تحسين الأسعار ومستويات المعيشة للمزارعين.

ويحذر قائلاً: "نحن نجلس على قنبلة موقوتة كدولة".

ويضيف: "إذا لم يتم حل هذه المشكلة على الفور، فسوف ينتهي بنا الأمر إلى خسارة معظم أراضينا بسبب التعدين غير القانوني".

يقول بنيامين تي لارويه، نائب مدير الاتصالات في COCOBOD، إن المنظمة بدأت في تقديم مكافآت نقدية للأشخاص الذين يبلغون عن التعدين غير القانوني في أراضي الكاكاو، ولكن أيضًا عن تهريب الفول، وهي مشكلة أخرى للقطاع.

وأوضح أنه "في عام 2022، خسرت غانا حوالي 150 ألف طن متري من حبوب الكاكاو بسبب التهريب مع جيراننا، وهو ما يمثل إيرادات هائلة بقيمة 600 مليون دولار ذهبت هباء".

التحدي الآخر الذي تواجهه الصناعة هو تغير المناخ، الذي له أيضًا تأثير كبير على زراعة الكاكاو.

ست مناطق رئيسية في غانا تزرع الفول الثمين: الشرق، أشانتي، برونج أهافو، الوسطى، فولتا والغرب.

ومع ذلك، وبسبب تقلب هطول الأمطار وانخفاض خصوبة التربة، تحول الإنتاج نحو الغرب.

 تعد المنطقة الغربية الآن المنتج الرئيسي للكاكاو في غانا، حيث تمثل 43% من الإجمالي.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: فی غانا

إقرأ أيضاً:

قصة صناعة مصطلح الشرق الأوسط


لا يوجد مكان آخر أهم من الشرق الأوسط لحفظ التوازن بين العناصر المختلفة لسياستنا الخارجية.. فيها مصالح اقتصادية وسياسية وحتى روحية..

بواسطة ألكسندر هيغ

أمْرَكّة الشرق

إن مصطلح «الشرق الأوسط»، ابتُكر في عام 1902 على يد الأدميرال الأميركي ألِفرد ثاير مِهان (Alfred Thayer Mahan) (1804- 1914). قبل ذلك، كان الأميركيون والأوروبيون يشيرون إلى المنطقة بمصطلح "الشرق"، وكان هذا المصطلح يشير، دون تحديد دقيق، إلى مساحة الأرض الممتدة ما بين المغرب ومصر، ثم تنحني عبر الجزيرة العربية نحو الشام قبل أن تصل في النهاية إلى تركيا.

ولكن هذا التقسيم لم يقم تمامًا على جغرافية المكان؛ فالدار البيضاء مثلًا تقع إلى غرب مدريد، ومارسيليا، وروما، لذلك يمكننا القول إن مصطلح «الشرق»، كان يصف إقليمًا تجمعه حضارة مميزة، وأساليب حكم وهياكل اجتماعية، وأنماط من العمارة، والملبس.

وكان سكان تلك المنطقة معروفين للغربيين بمسميات عدة: العربِ، وأهل الشام، والجزائريين، والأمازيغ، والأتراك. وكان الاعتقاد السائد أنهم معادون للغرب، ويتحدثون لغة ذات وقع غريب على الأذن الأميركية.

أما ما كان يميز الشرق أكثر من مواصفاته السياسية، والفنية، أو اللغوية، فكان هذا الدين المسمى الإسلام. كان الأميركيون في القرن الثامن عشر، ينظرون إلى أتباع تلك العقيدة باعتبارهم «الآخر» المختلف عنهم تمامًا. كانوا من وجهة نظرهم كتلة غريبة غير متناسقة، وينحدرون من حضارة عظيمة انهارت منذ زمن طويل، إلى جانب أنهم بدائيون، يتميزون بالعنف والقسوة.

إعلان

قدم مِهان، المنظّر البحري الأميركي، رؤيته الإستراتيجية حول أهمية المنطقة، التي زارها عامي 1867 و1894، في كتابه "مشكلة آسيا"الصادر عام 1900.

حدد مِهان منطقة تقع بين خطي عرض 30 و40 شمالًا، تمتد من حوض البحر المتوسط غربًا إلى كوريا شرقًا، وأطلق عليها اسم "وسط آسيا". أشار إلى أن هذه المنطقة تضم أراضي ذات أهمية إستراتيجية ستظل محل تنافس دولي مستمر في المستقبل المنظور.

قسم مِهان هذه المنطقة إلى جزأين رئيسيين: النصف الشرقي، الغني بالموارد الطبيعية، والنصف الغربي، الذي يحتضن أهم خطوط الاتصال ووسائل النقل، مثل قناة السويس، البحر الأحمر، والخليج العربي، إضافة إلى إمكانات إنشاء خطوط حديدية برية. اعتبر مهان أن هذه الممرات الحيوية ضرورية للوصول إلى الشرق، وتعزيز النفوذ الدولي.

في مقال نشره عام 1902 في دورية ناشونال ريفيو (National Review)، قام مِهان بمراجعة وتطوير أفكاره حول المنطقة التي كان قد أطلق عليها سابقًا اسم "وسط آسيا". تناول المقال، الذي حمل عنوان "الخليج الفارسي في السياسة الدولية"، الأهمية الإستراتيجية للخليج العربي باعتباره نقطة محورية في شبكة خطوط الاتصال المستقبلية بين الشرق والغرب.

أشار مِهان إلى أن الخليج يمكن أن يصبح نهاية لخط سكة حديد مستقبلي يمتد عبر القارات، ليكون بديلًا محتملًا للطريق المائي الذي يمر عبر قناة السويس والبحر الأحمر.

في هذا المقال، قدّم مِهان مصطلحًا جديدًا للمنطقة، واصفًا إياها بـ"الشرق الأوسط". وأوضح أن هذا المصطلح لم يكن مألوفًا له من قبل، لكنه اعتمده كجزء من رؤيته الإستراتيجية. استندت هذه الصياغة الجديدة إلى المفاهيم الغربية التي ركزت على أهمية الهند والخليج العربي كمحاور إستراتيجية ضمن شبكة المصالح الدولية.

شرق أوسط أم شرق أدنى!

في مقاله التحليلي، قدم مِهان رؤية استشرافية لأهمية "الشرق الأوسط" كمنطقة إستراتيجية في الصراعات العالمية المستقبلية. توقع مِهان أن المنطقة ستكون محور التنافس بين بريطانيا العظمى، التي ستشترك معها الولايات المتحدة في الحفاظ على مصالحها، وبين القوى البحرية المتصاعدة مثل ألمانيا الإمبريالية، إضافة إلى التهديد البري الذي تمثله روسيا.

إعلان

اعتبر مهان أن إدراك أهمية هذه المنطقة يجب أن يكون جزءًا من إستراتيجية أميركية شاملة تؤهلها للعب دور أكثر تأثيرًا على المسرح العالمي.

بعد أن أبرز ألفرد ثاير مهان أهمية الشرق الأوسط المتزايدة، سارعت وزارة الخارجية الأميركية إلى إعادة تصور المنطقة، واعتبارها منطقة حيوية للمصالح الاقتصادية والإستراتيجية للولايات المتحدة.

في عام 1909، أنشأت الوزارة قسمًا خاصًا بشؤون الشرق الأدنى، والذي شمل في ذلك الوقت مصالح الولايات المتحدة في الإمبراطوريات العثمانية، والروسية، والألمانية، والنمساوية- الهنغارية، بالإضافة إلى مناطق أخرى مثل إيطاليا، واليونان، البلقان، الحبشة، فارس، مصر، ومستعمرات بريطانيا وفرنسا في حوض البحر المتوسط.

بيد أن سلسلة من إعادة التنظيم على مدى السنوات الخمس والثلاثين التالية نتج عنها إنشاء مكتب لشؤون الشرق الأدنى، وأفريقيا عام 1944، ثم تم تقسيمه بعد ذلك إلى ثلاثة أقسام:

شؤون الشرق الأدنى: وضم تركيا، العراق، فلسطين، شرق الأردن، سوريا، لبنان، مصر، السعودية، ودول شبه الجزيرة العربية الأخرى، إلى جانب اليونان. شؤون الشرق الأوسط: شمل أفغانستان، بورما، سيلان (سريلانكا)، الهند، وإيران. شؤون أفريقيا: ركز على بقية القارة الأفريقية.

مع تعمق مشاركة الولايات المتحدة في الحرب العالمية الثانية، اعتمدت على «مركز الإمدادات» البريطاني في القاهرة لتسهيل عمليات الإمداد والتموين في شمال أفريقيا، وجنوب أوروبا، وشبه الجزيرة العربية، وبقيه أنحاء ما كان يعرف سابقًا بالشرق الأدنى.

أدى هذا التعاون إلى ترسيخ استخدام مصطلحي «الشرق الأدنى»، و«الشرق الأوسط» بشكل متبادل في الأوساط السياسية والشعبية.

بعد الحرب العالمية الثانية، أصبح مصطلح «الشرق الأوسط» سائدًا (وفي الولايات المتحدة الأميركية، يستعمل أيضًا التعبير الصحفي المختصر له: Mideast)؛ وهو يتمتع الآن برنين أكثر معاصرة، بينما أصبح مصطلح «الشرق الأدنى»، يبدو كموضة قديمة، مثلما تقادم مصطلحا «الليفانت»، و«الشرق»، في فترة سابقة.

إعلان

لا شك أن تسمية هذا الجزء من سطح الأرض بالشرق الأوسط، لا يقل تعسفًا عن تصويره كجزء من الشرق. فهو يضم مساحة واسعة ذات تنوع بيئي واسع، من جبال تحاصرها الثلوج إلى صحراوات قاحلة إلى وديان أنهار خصبة وسهول ساحلية تروى بالأمطار، ويضم مدنًا بالغة الضخامة إلى جانب عدد وافر من البنادر، والقرى، وتسكنه شعوب مختلفة كثيرة لها لغات، وثقافات، وطرق حياة متميزة.

ومعظم سكان هذا الإقليم مسلمون (ولكن من مذاهب مختلفة)، ولكنه يضم كذلك كثيرًا من غير المسلمين، ويعيش معظم المسلمين خارجه، في أرض ليست شرق أوسطية، مثل: إندونيسيا، والهند، وباكستان، وبنغلاديش، وبالتالي لا يصح الدين كسمة أساسية لتعريف الإقليم. وفي نفس الوقت تكشف تسمية هذا الإقليم بـ«الشرق الأوسط» بداهة عن منظور أوروبي المركز: فهو «متوسط»، و«شرقي»، فقط من حيث علاقته بأوروبا الغربية.

هكذا، تطور مصطلح «الشرق الأوسط» بشكل ملحوظ من كونه مجرد وصف جغرافي إلى مفهوم سياسي وإستراتيجي يعبر عن مصالح القوى الغربية، خاصة الولايات المتحدة.

وعلى الرغم من التحولات الدلالية التي مرَّ بها، فإنه لا يزال يعكس رؤية غربية تضع المنطقة في إطار يخدم الأجندات الدولية بدلًا من أن يعبر عن هويتها الحقيقية. ومع ذلك، يظل «الشرق الأوسط»، بتنوعه الثقافي والجغرافي، محورًا للتنافس العالمي، مما يجعل المصطلح أداة أساسية لفهم الديناميات الجيوسياسية الحالية.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2025 شبكة الجزيرة الاعلامية

مقالات مشابهة

  • قصة صناعة مصطلح الشرق الأوسط
  • رئيس غانا: تجميد أمريكا للمساعدات الدولية يفقدها قوتها الناعمة
  • رئيس غانا: تجميد المساعدات سيكون له "رد فعل عكسي" على أمريكا
  • تغير المناخ يهدد “شوكولاتة عيد الحب”!
  • في وطن تطحنه الحرب ويسحقه الانهيار الاقتصادي .. الفريق القانوني يزف خبر الانتهاء من مراجعة مسودة القواعد المنظمة لعمل مجلس القيادة الرئاسي
  • عماد السايح يعقد اجتماعاً لتعزيز التعاون القانوني لمواجهة النزاعات الانتخابية
  • فضيحة مالية تهز غانا
  • تغير المناخ يهدد شوكولاتة عيد الحب
  • أغربها إنقاص الوزن .. اكتشف فوائد تناول الكاكاو في الشتاء
  • التغير المناخي يؤثر سلبا على زراعة الكاكاو