موقع النيلين:
2025-03-03@11:10:16 GMT

محفوظ عابدين: نكسة ود مدني.. درس مستفاد

تاريخ النشر: 20th, December 2023 GMT


أصابت الأحداث التي حدثت في ودمدني عاصمة ولاية الجزيرة وما صاحبها من زخم إعلامي كثيف ،أصابت الكثيرين بإحباط وتوتر وقلق. لكن معظمهم عادت اليهم الطمأنينة والهدوء والسكينة بعد أن تكشفت( الحقائق) رويدا رويدا ،لقد حاولت غرف اعلام مليشيا الدعم السريع الداخلية والخارجية أن تجعل من تسرب هذا العدد المحدود من السيارات الذي عبر جسر حنتوب حدثا ضخما بسقوط المدينة وفرقتها العسكرية وبقية القوات النظامية تحت مليشيا الدعم السريع ، وحاولت تلك غرف الإعلامية أن تجعل من الحدث أهمية كبرى أكثر من الذي حدث في عاصمة السودان الخرطوم .

رغم أن الذي حدث في الخرطوم مخطط كبير تم التحضير له منذ أكثر من ثلاث سنوات في جوانبه اللوجستية و الاستخباراتية وترتيبات لما بعد الاستيلاء على السلطة ، وماحدث في مدني هو تسلل سيارات بمعاونة بعض الخونة والعملاء الذين باعوا الوطن بدراهم محدودة.
أن الذي حدث في ود مدني (نكسة) وليس( هزيمة) ، والنكسة تعني أن العودة للوضع السابق اسرع وأيسر وهذا ما يتداول بين الناس في حالات النكسة (مالية) أو كانت (مرضية).
واستخدم الإعلام المصري بعد هزيمة جيشها في حرب ٦٧ مع إسرائيل كلمة( نكسة) وليس( هزيمة) ، وكانت مصر تحت قيادة الزعيم جمال عبد الناصر الذي نال اعجاب وحب الشعوب العربية منذ تصديه للعدوان الثلاثي في عام ١٩٥٦م وقراراته بتأميم المشروعات الكبري ومن بينها (قناة السويس).

ورغم هزيمة الجيش المصري في حرب ٦٧ لم يقل الإعلام المصري ولا شعب المصري أنها (هزيمة) بل قالوا (نكسة) وفعلا أصبحت (نكسة) لأن الامور عادت الى طبيعتها بعد أقل من سبع سنوات في العام ١٩٧٣م إنتصرت مصر على أسرائيل وإستردت مصر كل ما فقدته وزيادة في حرب ١٩٦٧م
الملاحظ أن النكسة كانت في عهد عبد الناصر الذي توفي في عام ١٩٧١م وتولي خلفه الرئيس محمد أنور السادات قيادة البلاد والذي حقق الانتصار للشعب العربي والمصري بعد عامين فقط من توليه الحكم.
وبالتأكيد لا مقارنة بين قوة اسرائيل وقوة مليشيا الدعم السريع.
أن (النكسة) التي حدثت في مدني ستعالج ولن تكرر بإذن الله في مدينة أخرى من مدن السودان ، لإن الدرس تعلمناه هو أن (التمحيص) واجبا في اختيار القادة وان (التحصين) أيضا واجبا في حماية القادة من الاختراق ، ومن محاولات إفسادهم بمغريات الدنيا بالمال والتمليك العقاري خارج البلاد.

أن ماحدث في مدني هو بالفعل (نكسة) ومعروفة الأسباب و لا تقارن اصلا بما حدث في حرب اسرائيل ومصر عام ١٩٦٧م واستطاع الإعلام والشعب من امتصاص اثار (الهزيمة) وتحويلها إلى (نكسة).

وواجب علينا نحن في السودان ،ان لا نحول( نكسة) ود مدني ل(هزيمة) تصيب الشعب بالاحباط والتثبيط من همم الرجال ومن روحهم القتالية التي تقاتل عدوا من سبع دول وليس فقط مليشيا محلية تمردت على القوات المسلحة التي تحتاج منا الدعم والمساندة إن لم يكن بحمل السلاح والتدريب فبالدعاء لهم بالثبات والانتصار على أعداء السودان.

محفوظ عابدين

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: فی حرب حدث فی

إقرأ أيضاً:

أسرار حياة زينات صدقي.. حكايات الفكاهة وجلسات المزاج مع المثقفين

صاحبة حضور طاغٍ وروح دعابة جعلتها قريبة من المثقفين والأدباء الذين عشقوا بساطتها وخفة ظلها، زينات صدقي التي تحل اليوم ذكرى رحيلها، "أشهر عانس في السينما المصرية"، ليست مجرد ممثلة كوميدية موهوبة، بل كانت شخصية تحمل في طياتها ثقافة الحياة وتجاربها، مما جعلها مادة خصبة لحكايات لا تُنسى في مجالس الفن والأدب.

زينات ونجوم الفكر في "جلسات المزاج"

عُرفت زينات بعلاقتها الوطيدة ببعض رموز الفكر والأدب، مثل نجيب محفوظ، وتوفيق الحكيم، ويوسف إدريس، وغيرهم من الكتّاب الذين كانوا يلتقون في المقاهي والمنتديات الثقافية، كان نجيب محفوظ من المعجبين بشخصيتها الفريدة، وغالبًا ما كان يلتقي بها في جلسات فنية يتصدرها الحديث عن السينما والمجتمع، ويقال إنها ذات مرة مازحته قائلة: ("يا أستاذ نجيب، إنت بتاخد جايزة نوبل في الأدب، وأنا واخدة نوبل في الضحك" فضحك محفوظ بشدة وردّ: "وأي جائزة أهم من الضحك؟").

أما توفيق الحكيم، الذي كان معروفًا بميوله الفلسفية وحبه للعزلة، فقد وجد في زينات نقيضًا له، لكنها كانت تستطيع إخراجه من جديته بتعليقاتها الساخرة، ويُحكى أنها قابلته ذات مرة وسألته عن أحد كتبه الجديدة، فردّ متحفظًا، فقالت له: "طبعًا كتاب مليان حكم وفلسفة، بس قول لي فيه ضحك شوية ولا كله كآبة؟" فضحك الحكيم وأخبرها أن روحها المرحة تسبقها إلى أي مكان.

مواقف طريفة مع الأدباء

تحكي بعض الروايات أن زينات حضرت إحدى الندوات الأدبية الكبرى التي كان فيها يوسف إدريس، والذي كان معروفًا بحبه للقصص الواقعية والشخصيات الشعبية، وبينما كان يتحدث عن المرأة في الأدب المصري، قاطعته زينات قائلة: "يعني أنا لو كنت بطلة في رواية عندك، كنت هتبقى حكايتي إيه؟" فأجابها ضاحكًا: “أكيد هتبقي رمز البهجة وسط المعاناة، وأنتِ أحق ببطولة أي رواية فيها حياة.”

خفة ظلها التي لا تنسى

كانت زينات صدقي نموذجًا فريدًا للمرأة التي تحمل بداخلها ثقافة شعبية فطرية، جعلتها قريبة من الجميع، حتى من طبقة المثقفين التي ربما لم تكن في دائرتها المباشرة، لكنها بأسلوبها العفوي وروحها النقية، جعلت الجميع يشعرون بأنهم في حضرة شخصية استثنائية، تمتلك بساطة الناس وذكاءً يضاهي كبار المفكرين.

ورغم أن الأضواء خفتت عن زينات في أواخر حياتها، إلا أن ذكرياتها مع الأدباء والمثقفين بقيت حاضرة في الكواليس والمجالس، شاهدة على زمن كان فيه الضحك والثقافة يسيران جنبًا إلى جنب.

زينات صدقي والفكاهة كوسيلة للنقد الاجتماعي

لم تكن زينات مجرد "خفيفة ظل"، بل كانت تمتلك ذكاءً اجتماعياً جعلها قادرة على فهم قضايا عصرها وتقديمها بطريقة ساخرة، كانت تدرك تمامًا أن الكوميديا ليست مجرد ضحك، بل وسيلة لطرح قضايا الناس، وهو ما جعلها قريبة من الأدباء الذين رأوا فيها نموذجًا للمرأة الشعبية الواعية.

مثلاً، يُقال إنها حضرت ذات مرة ندوة أدبية حول "أزمة المرأة في المجتمع"، فجلست في الصفوف الأولى وهي تستمع بانتباه، وعندما سألها أحد الصحفيين عن رأيها، قالت: "أنا شايفة إن أزمة المرأة في الجواز، مش في المجتمع، الواحد لازم يلاقي عريس الأول وبعدين يفكر في القضايا الكبيرة" فضجت القاعة بالضحك، لكنها كانت في الحقيقة تشير إلى أزمة العنوسة التي كانت قضية اجتماعية بارزة آنذاك.

ذكرياتها في المقاهي الثقافية

كانت زينات من روّاد بعض المقاهي الشهيرة التي يجتمع فيها المثقفون، مثل مقهى ريش، والزيتونة، وكسّاب، هذه الأماكن لم تكن مقتصرة على الأدباء فقط، بل كانت ملتقى لكل من يحب الحوار والفن، في أحد اللقاءات، سألها صحفي عن رأيها في المسرح التجريبي، فردّت ممازحة: "يعني إيه تجريبي؟ إحنا جرّبنا كل حاجة ولسه بنجري ورى الجمهور" فتعالت الضحكات، لكنها في العمق كانت تشير إلى معاناة المسرح في جذب الجمهور أمام زحف السينما والتلفزيون.

رسائل نجيب محفوظ إليها

يُروى أن نجيب محفوظ كان يُكنّ احترامًا كبيرًا لزينات صدقي، لدرجة أنه أرسل لها رسالة في أواخر أيامها بعد أن تدهورت حالتها المادية، قائلاً: "لا يمكن أن ننسى من أضحك مصر ورسم الابتسامة على وجوهنا، أنتِ تاريخ لن يُمحى"، وكانت هذه الرسالة واحدة من لحظات التقدير القليلة التي أسعدتها في سنواتها الأخيرة.

تراثها الممتد في الذاكرة الثقافية

على الرغم من أن زينات لم تكن كاتبة أو مفكرة بالمعنى التقليدي، إلا أنها كانت "مثقفة بالفطرة"، تفهم المجتمع وتعبر عنه بلغة الناس، مما جعلها قريبة من الأدباء الذين وجدوا فيها "حكاية تمشي على قدمين"، تنبض بالحياة والمرح، وتختزن في داخلها تجارب تستحق أن تروى.

مقالات مشابهة

  • الأردن يرفض المحاولات التي قد تهدد وحدة السودان عبر الدعوة لتشكيل حكومة موازية
  • انهيار جزئي وسقوط سقف عقار في عابدين
  • بدون إصابات.. سقوط سقف عقار قديم في عابدين
  • شهادة معاملة أطفال الحلقة 3.. محمد هنيدي ينقذ نهى عابدين من عمها
  • أسرار حياة زينات صدقي.. حكايات الفكاهة وجلسات المزاج مع المثقفين
  • هزيمة تاريخية لريال مدريد أمام نجمه السابق!
  • النصر يتلقى هزيمة مفاجئة أمام العروبة في الدوري السعودي
  • بابل وكركوك.. إصابة مدني واعتقال متهمين بالمخدرات وضبط عبوات ناسفة
  • محفوظ: عدم وجود توافق بين المجلسين يزيد من تعقيد المشهد الانتخابي في ليبيا
  • مقتل مدني قرب أحد المصارف الحكومية في الديوانية