سلطت الخبيرة في الشؤون السياسية، ليديا وزير، الضوء على جرائم الحرب والإبادة التي ترتكبها إسرائيل يوميا بحق الفلسطينيين في قطع غزة، مشيرة إلى أن الاحتلال يستهدف فرض "حله النهائي" الخاص به في القطاع.

وذكرت ليديا، في مقال نشرته بموقع "ميدل إيست مونيتور" وترجمه "الخليج الجديد"، أن العالم يتحمل مسؤولية أخلاقية لوضع حد فوري للفظائع التي ترتكبها إسرائيل، وتوجيه اتهامات إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو ووزير الجيش، يوآف غالانت، وقادة إسرائيليين آخرين بارتكاب جرائم إبادة جماعية في المحكمة الجنائية الدولية.

وأضافت أن الاتهامات يجب أن تشمل الرئيس الأمريكي، جو بايدن، ووزير الخارجية، أنتوني بلينكن، ووزير الدفاع، لويد أوستن، وغيرهم من القادة الأمريكيين، لـ "تواطؤهم" في هذه الإبادة الجماعية.

وأشارت ليديا إلى أن إسرائيل انخرطت منذ بداية العدوان في حرب إبادة جماعية بغزة، وأكد جيورا إيلاند، الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي أن الدولة العبرية "بحاجة إلى خلق أزمة إنسانية في القطاع"، مضيفا: "ستصبح غزة مكانا لا يمكن أن يوجد فيه أي إنسان. هذا سيقرب النصر ويقلل الخسائر بين جنود الجيش الإسرائيلي".

وأكدت ليديا أن الأوامر الإسرائيلية منذ البداية تمثلت في حرمان جميع السكان المدنيين من الغذاء والماء والكهرباء والوقود؛ وتحويل غزة إلى مكان غير قادر على الحفاظ على حياة الإنسان، وتصوير المعركة بأنها بين "أبناء النور وأبناء الظلام".

ونوهت إلى أن اللجنة المكلفة من الأمم المتحدة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف (CEIRPP) عقدت حلقة نقاش في مقر الأمم المتحدة في مدينة نيويورك في 12 ديسمبر/كانون الأول، قبل تصويت الجمعية العامة على قرار "وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية"، وجرى تكليف اللجنة بدراسة الآثار القانونية للهجوم العسكري الإسرائيلي ضد غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول وإلقاء الضوء على إمكانية تطبيق الأطر القانونية الرئيسية، بما في ذلك تلك التي تحدد الإبادة الجماعية، وخلصت اللجنة إلى أنه من الواضح أن "الإبادة الجماعية تحدث بالفعل، مما يدفع إلى الحاجة الملحة لوقفها".

نية واضحة

وفي الوقت نفسه، تبنى الاتحاد الدولي لحقوق الإنسان قرارًا يعترف بأن "تصرفات إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني تشكل إبادة جماعية". وقالت هانا بروينسما، المستشارة القانونية في منظمة "القانون من أجل فلسطين"، إن النية الإسرائيلية باتت واضحة في تصريحات كبار المسؤولين، بما في ذلك نتنياهو وكبار أعضاء مجلس الوزراء والقادة العسكريين، وقد أثبتت مثل هذه التصريحات، التي بلغ عددها 500 تصريح حتى الآن، "النية" التي تشكل جزءا لا يتجزأ من جريمة الإبادة الجماعية.

ومن الأمثلة على ذلك اعتراف المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانييل هاغاري، بإسقاط "آلاف الأطنان من الذخائر" على غزة، مع التركيز على إحداث "أكبر قدر من الضرر، وليس الدقة".

ومن الأمثلة الأخرى على ذلك إشارة غالانت إلى الفلسطينيين باعتبارهم "حيوانات بشرية" وإعلانه عن "إطلاق كل القيود" على الجيش، قائلاً "سنقضي على كل شيء" في غزة.

اقرأ أيضاً

درس التاريخ من فيتنام وأخواتها.. إسرائيل لن تنتصر في حرب احتلال غزة

وإضافة لذلك، تتعمد إسرائيل إخضاع السكان الفلسطينيين اليائسين في غزة للمجاعة من خلال فرض قيود صارمة على دخول الإمدادات الأساسية مثل الغذاء والوقود وغاز الطهي والأدوية والمياه إلى المنطقة المحاصرة.

كما تستهدف إسرائيل أيضًا مرافق الرعاية الصحية وسيارات الإسعاف ومحطات الإسعافات الأولية. ويفيد مسؤول رفيع المستوى في الأمم المتحدة أن "نصف سكان غزة يتضورون جوعا".

وأكد أكثر من 55 باحثًا في دراسات الإبادة الجماعية على أهمية فهم التعبير عن النوايا في سياق التحريض واسع النطاق على ارتكاب هذه الجريمة في وسائل الإعلام الإسرائيلية منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، وفقًا لبيان صدر في 9 ديسمبر/كانون الأول.

وأبرزت وسائل الإعلام دعوات لتحويل غزة "إلى مسلخ" و"انتهاك جميع الأعراف في طريق النصر"، إلى جانب عبارات مثل "فلتكن هناك مليون جثة" للفلسطينيين المتوفين.

وأشار الموقعون على البيان إلى أن فترة ما بعد الإبادة الجماعية في رواندا شهدت محاكمة الصحفيين وإدانتهم بتهمة التحريض على الإبادة الجماعية، وهي جريمة مستقلة بموجب المادة 3 من اتفاقية الأمم المتحدة للإبادة الجماعية.

وهنا تؤكد ليديا أن الولايات المتحدة متورطة في الإبادة الجماعية، ولذا قدم مركز الحقوق الدستورية شكوى قانونية ضد بايدن وبلينكن وأوستن في محكمة مقاطعة كاليفورنيا، تتهمهم بالتواطؤ في الجرائم التي ترتكبها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني في غزة.

وتؤكد الشكوى أيضا أن الإبادة الجماعية المستمرة "أصبحت ممكنة بسبب الدعم غير المشروط الذي قدمته الولايات المتحدة لإسرائيل، منتهكة بذلك مسؤولياتها بموجب القانون الدولي".

كما تؤكد الشكوى على دور الولايات المتحدة باعتبارها أكبر مزود للمساعدات العسكرية والاقتصادية والسياسية لإسرائيل، متهمة الإدارة الأمريكية باستخدام نفوذها لتعزيز الإبادة الجماعية بدلاً من منعها.

فبدلاً من اتخاذ تدابير لوقف تصرفات إسرائيل، تعهدت الولايات المتحدة باستمرار بتقديم الدعم، وتوفير المساعدات العسكرية، والذخيرة، والذخائر الموجهة بدقة، والقنابل المخترقة للتحصينات، والمستشارين العسكريين في جلسات مجلس الوزراء الحربي.

وتمتد أعمال إسرائيل إلى ما هو أبعد من قتل وجرح وتجويع الفلسطينيين، لتشمل التدمير المنهجي للمنازل والبنية التحتية الحيوية، فحتى الأول من ديسمبر/كانون الأول الجاري دمرت قوات الاحتلال الإسرائيلي أو دمرت ما يقرب من 100 ألف مبنى، ما أدى إلى تهجير 90% من سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة.

اقرأ أيضاً

هاآرتس: واشنطن سوف تضطر لقبول حكم إسرائيلي كامل لغزة في تلك الحالة 

وشمل الاستهداف الإسرائيلي المتعمد قصف المساجد والمدارس والمواقع التراثية والمكتبات والمباني الحكومية الرئيسية والمستشفيات، ويواجه التراث الثقافي في غزة التدمير المتعمد، حيث تعرض أكثر من 100 موقع تراثي للضرر أو التدمير بسبب الهجمات الإسرائيلية.

كما تقوم إسرائيل أيضاً بالإهانة العلنية للرجال الفلسطينيين خلال عمليات الاعتقال، وتجردهم من ملابسهم، حتى الداخلية منها، وتعصب أعينهم، وتعرضهم علنًا في أحيائهم، وتجلسهم في مجموعات كبيرة بمنتصف الشارع، أو تستعرضهم في الشوارع مع السخرية والاعتداء عليهم.

الضفة الغربية

وفي الوقت نفسه، يقوم المستوطنون الإسرائيليون في الضفة الغربية بالتعاون الوثيق مع قوات الاحتلال الإسرائيلي، بشن هجمات قاتلة ضد الفلسطينيين والاستيلاء على أراضيهم.

 وأدت العمليات العسكرية المكثفة في الضفة الغربية، ولا سيما في جنين، إلى مقتل أكثر من 280 فلسطينيًا منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بينهم 69 طفلاً، واعتقال ما لا يقل عن 4,400 شخص.

وتشير ليديا إلى أن تدمير المنازل والحرمان من الوصول إلى الرعاية الصحية في الضفة الغربية يعكس الأساليب الوحشية المستخدمة في غزة، لافتة إلى أن الإجرام الإسرائيلي أبعد من جنين، ويصل إلى القرى المحلية ومدن أخرى مثل رام الله وقلقيلية ونابلس وأريحا وبيت لحم والخليل.

وكما هو الحال في غزة، فإن تدمير البنية التحتية للرعاية الصحية في الضفة الغربية يشكل خطرًا كبيرًا يؤدي إلى انتشار الأمراض.

وعلى الرغم من دعوة الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى وقف إطلاق النار، قال نتنياهو للقادة العسكريين إن الحرب "ستستمر حتى النهاية، وحتى القضاء على حماس"، مؤكدا أنه "لا شيء سيوقفها".

وتصف ليديا ما تعد به إسرائيل بأنه "حالة حرب دائمة ضد جميع السكان الفلسطينيين في الأراضي المحتلة وداخل الأراضي المحتلة عام 1948 سعياً لتهجيرهم بالكامل".

وعلى التوازي مع ممارستها للإبادة الجماعية، تنخرط إسرائيل وحلفاؤها في أعمال عسكرية استفزازية مع لبنان وسوريا وإيران، ما تراه ليديا "رغبة في صراع أوسع نطاقا".

وشددت ليدلا في مقالها على ضرورة توجيه الاتهامات رسميا لمسؤولي إسرائيل وإدارة بايدن ومحاسبتهم على جرائمهم ضد الإنسانية، واصفة الإبادة الجماعية المستمرة في غزة بأنها "جزء من النكبة"، وهي عملية التهجير التي بدأت عام 1948 مع قيام إسرائيل.

اقرأ أيضاً

درس التاريخ من فيتنام وأخواتها.. إسرائيل لن تنتصر في حرب احتلال غزة

المصدر | ليديا وزير/ميدل إيست مونيتور - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: إسرائيل غزة الفلسطينيين جرائم الحرب يوآف غالانت جو بايدن إبادة جماعية الإبادة الجماعیة الولایات المتحدة فی الضفة الغربیة الأمم المتحدة فی غزة إلى أن

إقرأ أيضاً:

رئيس الوزراء الفلسطيني يطالب الأمم المتحدة بالعمل على وقف جرائم إسرائيل بغزة  

 

القدس المحتلة - طالب رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى، الخميس7نوفمبر2024، الأمم المتحدة بالقيام بدور أكثر فعالية لوقف جرائم إسرائيل في قطاع غزة.

جاء ذلك خلال لقاء عقده مع كبيرة منسقي الشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة سيغريد كاغ في مدينة رام الله وسط الضفة الغربية، بحسب بيان صدر عن مكتب رئيس الوزراء.

وقال مصطفى: "على الأمم المتحدة القيام بدور أكثر فعالية لوقف جرائم الاحتلال في قطاع غزة، خصوصا في ظل اتساع موجة المجاعة وجريمة العقاب الجماعي لمليوني فلسطيني عبر منع دخول قوافل المساعدات والأدوية، والنقص الحاد في كل مقومات الحياة الأساسية لأبناء شعبنا في القطاع".

ودعا رئيس الوزراء الفلسطيني، إلى "مزيد من الضغط الدولي لمحاسبة إسرائيل على جرائهما"، معبرا عن "استياء الشعب الفلسطيني من العجز الدولي عن وقف آلة الحرب الإسرائيلية".

وقال مصطفى: "التصريحات والإدانات ليست كافية لمواجهة الإبادة الجماعية وجرائم التطهير العرقي في قطاع غزة".

كما أشار إلى "تصاعد اعتداءات الاحتلال ومستوطنيه على مدن وقرى وبلدات ومخيمات الضفة الغربية بما فيها القدس".

وطالب مصطفى، "بمواجهة إرهاب المستوطنين بموقف وحراك دولي حاسم لإنقاذ حل الدولتين وإفشال مخططات الاحتلال بالتهويد والضم والتهجير".

ونفذ الجيش الإسرائيلي ومستوطنون 1490 اعتداء في مناطق متفرقة بالضفة الغربية المحتلة خلال أكتوبر/ تشرين الأول المنصرم، حسب هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية (حكومية).

وبالتوازي مع حرب الإبادة على غزة، صعّد الجيش والمستوطنون الإسرائيليون اعتداءاتهم بالضفة، بما فيها القدس الشرقية المحتلة، ما أدى إلى مقتل 779 فلسطينيا وإصابة نحو 6 آلاف و300، وفق معطيات فلسطينية رسمية.

وتشن إسرائيل بدعم أمريكي مطلق حرب إبادة جماعية على غزة منذ 7 أكتوبر 2023، خلّفت نحو 146 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.​​​​​​​

وتواصل إسرائيل مجازرها متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بإنهائها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.

Your browser does not support the video tag.

مقالات مشابهة

  • أردوغان: الإبادة الجماعية في غزة عار مشترك على الإنسانية
  • أردوغان: الإبادة الجماعية المتواصلة في غزة عار مشترك للإنسانية
  • رئيس الوزراء الفلسطيني يطالب الأمم المتحدة بالعمل على وقف جرائم إسرائيل بغزة  
  • بظل الإبادة الجماعية.. "إسرائيل" توقع أضخم صفقة مع أمريكا بشراء 25 طائرة F15
  • الغارديان: نشهد المرحلة النهائية من الإبادة الجماعية في غزة
  • 34 يومًا وحرب الإبادة الجماعية والمجاعة ما زالت مستمرة شمالي قطاع غزة
  • حماس: الرئيس الأمريكي المنتخب مطالب بالاستماع للأصوات الرافضة للاحتلال والإبادة الجماعية
  • 17 شهيداً و86 جريحاً ضحايا اليوم الـ 396 لحرب الإبادة الجماعية المتواصلة في قطاع غزة
  • حكومة غزة: المجازر والإبادة الجماعية تتم بدعم غربي وتقاعس عربي وإسلامي
  • غزة: المجازر والإبادة الجماعية تتم بدعم غربي وتقاعس عربي وإسلامي