ما حكم رفع اليدين إلى السماء أثناء دعائي؟ سؤال أجابت عنه دار الإفتاء المصرية من خلال البث المباشر عبر صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، اليوم الأربعاء.

ما حكم رفع اليدين إلى السماء أثناء دعائي؟

وقال الشيخ محمد كمال أمين الفتوى بدار الإفتاء، إن المسلم حين يدعو عليه أن يرفع يديه إلى السماء، لأن هذا من آداب الدعاء التي وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم، لافتا إلى أن الدعاء عبادة أمرنا الله تعالى بها وحثنا أن نلجأ إليه، وطلب منا ذلك لأنه يحب من عباده أن يتقربوا إليه بالدعاء.

وبين أن النبي صلى الله عليه وسلم علمنا الآداب التي تجعله مستجابا منها أن يرفع يديه إلى السماء، وهو ليس بدعة محرمة، حيث ثبت في الحديث أن النبي كان يرفعهما، وعنه صلوات الله وسلامه عليه «إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا»، وفي ختام الحديث ذكر أن الرجل الأشعث الأغبر يمد يديه إلى السماء يدعو ربه، مشددًا : ارفع يديك لأنه من آداب الدعاء رفع اليدين وهي فعل النبي صلى الله عليه وسلم، وأمر ليس فيه بدعة. 

ما حكم رفع اليدين إلى السماء أثناء دعائي؟

وقالت دار الإفتاء، إن رفع اليدين أثناء الدعاء ومسح الوجه بعد انتهائه مشروع فالله عز وجل لا يَرُدّ عبده إذا رفع العبد يديه بِذُلٍّ وإلحاح وتضرع دون أن يقضي له حاجته، ولقد بارك الله لرجل في حاجة أكثر الدعاء فيها، أعطيها أو منعها؛ يقول النبي عليه أفضل الصلاة والسلام: «مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَدْعُو اللهَ بِدَعْوَةٍ لَيْسَ فِيهَا إِثْمٌ وَلا قَطِيعَةُ رَحِمٍ إِلا أعْطَاهُ اللهُ بِهَا إِحْدَى ثَلاثٍ: إِمَّا أنْ يُعَجِّلَ لَهُ دَعْوَتَهُ، وَإِمَّا أنْ يَدَّخِرَهَا لَهُ فِي الآخِرَةِ، وَإِمَّا أنْ يَصْرِفَ عَنْهُ مِنَ السُّوءِ مِثْلهَا» أخرجه أحمد في "مسنده" والحاكم في "المستدرك" وصححه ووافقه الذهبي.

وقد نص الأئمة والفقهاء على استحباب مسح الوجه باليدين بعد الفراغ من الدعاء؛ قيل: وكأن المناسبة أنه تعالى لما كان لا يردهما صِفْرًا فكأن الرحمة أصابتهما فناسب إفاضة ذلك على الوجه الذي هو أشرف الأعضاء وأحقها بالتكريم، كما جاء في "سبل السلام" للعلامة الصنعاني (2/ 709).

جاء في "حاشية الشرنبلالي على درر الحكام" من كتب الحنفية في باب صفة الصلاة في ذكر الأدعية والأوراد التي وردت السنة بها بعد الصلاة لكل مصلٍّ، ويستحب للمصلي الإتيان بها (1/ 80): [ثم يختم بقوله تعالى: ﴿سُبْحَانَ رَبِّكَ﴾ الآية [الصافات: 180] ؛ لقول عليٍّ رضي الله عنه: مَن أحب أن يكتال بالمكيال الأوفى من الأجر يوم القيامة فليكن آخر كلامه إذا قام مِن مجلسه ﴿سُبْحَانَ رَبِّكَ﴾ الآية، ويمسح يديه ووجهه في آخره؛ لقول ابن عباس رضي الله عنهما: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِذَا دَعَوتَ اللهَ فَادْعُ بِبَاطِنِ كَفَّيْكَ وَلَا تَدْعُ بِظُهُورِهِمَا فَإِذَا فَرَغْتَ فَامْسَحْ بِهِمَا وَجْهَكَ» رواه ابن ماجه كما في "البرهان"] اهـ.

وقال العلامة النفراوي في "الفواكه الدواني" (2/ 335) من كتب المالكية: [ويُسْتَحَب أن يَمْسَحَ وجهه بيديه عقبه -أي: الدعاء- كما كان يفعله عليه الصلاة والسلام] اهـ.

وقد ذكر الإمام النووي من الشافعية من جملة آداب الدعاء مسح الوجه بعد الدعاء في باب الأذكار المستحبة في كتابه "المجموع" (4/ 656) فقال: [ومن آداب الدعاء كونه في الأوقات والأماكن والأحوال الشريفة واستقبال القبلة ورفع يديه ومسح وجهه بعد فراغه وخفض الصوت بين الجهر والمخافتة] اهـ.

وجَزَمَ الإمام النووي في التحقيق أنه مندوب كما نقله عنه شيخ الإسلام زكريا الأنصاري في "أسنى المطالب" (1/ 160)، والشيخ الخطيب الشربيني في "مغني المحتاج" (1/ 370).

وقال العلامة البهوتي من الحنابلة في "شرح منتهى الإرادات" (1/ 241): [(ثُمَّ يَمْسَحُ وَجْهَهُ بِيَدَيهِ هُنَا) أي: عقب القنوت (وَخَارَجَ الصَّلَاةِ) إِذَا دَعَا] اهـ.

والدليل على ذلك ما ورد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه كان يمسح وجهه بيديه بعد الدعاء؛ فعن عمر رضي الله تعالى عنه قال: "كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ إِذَا مَدَّ يَدَيهِ فِي الدُّعَاءِ لَمْ يَرُدَّهُمَا حَتَّى يَمْسَحَ بِهِمَا وَجْهَهُ" أخرجه الترمذي في كتاب الدعوات باب رفع الأيدي في الدعاء حديث (3386)، والحاكم في "مستدركه" (1/ 719) في كتاب الدعاء حديث (1967). قال الحافظ ابن حجر في "سبل السلام شرح بلوغ المرام" (2/ 709): [أخرجه الترمذي، له شواهد منها حديث ابن عباس عند أبي داود، وغيره، ومجموعها يقضي بأنه حديث حسن انظر].

قال العلامة الصنعاني في "سبل السلام": [فيه دليل على مشروعية مسح الوجه باليدين بعد الفراغ من الدعاء] اهـ.

وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «لا تَسْتُرُوا الجُدُرَ، مَنْ نَظَرَ فِي كِتَابِ أخِيهِ بِغَيرِ إِذْنِهِ فَإِنَّمَا يَنْظُرُ فِي النَّارِ، سَلُوا اللهَ بِبُطُونِ أكُفِّكُمْ وَلا تَسْألُوهُ بِظُهُورِهَا، فَإِذَا فَرَغْتُمْ فَامْسَحُوا بِهَا وُجُوهَكُمْ» أخرجه أبو داود في سجود القرآن في باب الدعاء حديث (1485) واللفظ له، وأخرجه أيضًا ابن ماجه في كتاب الدعاء في باب رفع اليدين في الدعاء حديث (3866)، والحاكم في "مستدركه" في كتاب الدعاء (1/ 719) حديث (1968)، والبيهقي في "السنن الكبرى" في كتاب الصلاة في باب رفع اليدين في القنوت حديث (3276). قال أبو داود: رُوِي هذا الحديث من غير وجه عن محمَّد بن كعب كلها واهية، وهذا الطريق أمثلها، وهو ضعيف أيضًا.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: رفع اليدين إلى السماء دار الإفتاء الشيخ محمد كمال الدعاء عبادة آداب الدعاء النبی صلى الله علیه رضی الله فی کتاب فی باب

إقرأ أيضاً:

حكم صلاة العشاء خلف جماعة التراويح.. دار الإفتاء توضح

أجابت دار الإفتاء على سؤال ورد إليها حول جواز وجود جماعتين في المسجد في وقت واحد، إحداهما تؤدي صلاة العشاء والأخرى تصلي التراويح، حيث أوضح الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى، أن جمهور الفقهاء يرون كراهة ذلك، لأن صلاة الجماعة تهدف إلى اجتماع المسلمين، ووجود جماعتين منفصلتين قد يؤدي إلى التفرقة، وهو أمر غير مستحب في الإسلام

وأضاف شلبي، خلال فيديو نشرته دار الإفتاء عبر قناتها على "يوتيوب"، أن الأفضل لمن تأخر عن صلاة العشاء أن يصليها خلف الإمام الذي يصلي التراويح، مشيرًا إلى أن بعض الفقهاء، كالإمام الشافعي، أجازوا للمفترض الصلاة خلف المتنفل.

هل يجب على الفقير إخراج زكاة الفطر.. دار الإفتاء توضح الحكم الشرعيهل الصيام صحيح حتى لو لم يشعر الصائم بلذّة العبادة؟.. الإفتاء تجيب

وأوضح أن من صلى العشاء مع الإمام الذي يؤدي التراويح، ثم أتم ما تبقى له من ركعات بعد تسليم الإمام، فقد حصل على فضل الجماعة، مستشهدًا بحديث معاذ بن جبل -رضي الله عنه- الذي كان يصلي العشاء مع النبي ﷺ ثم يذهب ليؤم قومه بها فرضًا لهم ونافلة له، وهو ما أقره النبي ﷺ. سؤال ورد إليها حول جواز وجود جماعتين في المسجد في وقت واحد، إحداهما تؤدي صلاة العشاء والأخرى تصلي التراويح، حيث أوضح الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى، أن جمهور الفقهاء يرون كراهة ذلك، لأن صلاة الجماعة تهدف إلى اجتماع المسلمين، ووجود جماعتين منفصلتين قد يؤدي إلى التفرقة، وهو أمر غير مستحب في الإسلام.

وأضاف شلبي، خلال فيديو نشرته دار الإفتاء عبر قناتها على "يوتيوب"، أن الأفضل لمن تأخر عن صلاة العشاء أن يصليها خلف الإمام الذي يصلي التراويح، مشيرًا إلى أن بعض الفقهاء، كالإمام الشافعي، أجازوا للمفترض الصلاة خلف المتنفل.

وأوضح أن من صلى العشاء مع الإمام الذي يؤدي التراويح، ثم أتم ما تبقى له من ركعات بعد تسليم الإمام، فقد حصل على فضل الجماعة، مستشهدًا بحديث معاذ بن جبل -رضي الله عنه- الذي كان يصلي العشاء مع النبي ﷺ ثم يذهب ليؤم قومه بها فرضًا لهم ونافلة له، وهو ما أقره النبي ﷺ.

مقالات مشابهة

  • حكم صلاة العشاء خلف جماعة التراويح.. دار الإفتاء توضح
  • هل يجب على الفقير إخراج زكاة الفطر.. دار الإفتاء توضح الحكم الشرعي
  • هل صلاة الفجر غير صلاة الصبح ؟.. الإفتاء توضح
  • متى يُستجاب الدعاء؟ وأفضل وقت له
  • هل تنال المرأة الأجر في رمضان أثناء الحيض؟.. عضو بالأزهر العالمي للفتوى ترد
  • أنوار الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم
  • هل يُقبل صوم من أصبح على جنابة في رمضان.. الإفتاء توضح
  • ما حكم صيام شهر رمضان.. وحكم من أفطر فيه متعمدا.. الإفتاء توضح
  • أوقات استجابة الدعاء في رمضان.. اغتنم ساعتين لا ترد فيهما دعوة وردد أفضل 100 دعاء
  • هل الاحتلام في رمضان يبطل الصيام ويوجب الكفارة والقضاء؟ الإفتاء تحسم الجدل