جريدة الرؤية العمانية:
2024-09-18@12:27:27 GMT

صراعات وحوافز

تاريخ النشر: 20th, December 2023 GMT

صراعات وحوافز

 

سارة البريكية

sara_albreiki@hotmail.com

 

تمر على المرء منَّا مجموعة من الصراعات التي تحيط به والظروف التي تجعل منه إنساناً غير مبالٍ لكل الأمور المحيطة رغم كبر أو صغر حجمها إلا أنه يبقى بعيدا عن كل ما يحدث وتمر بنا فترة من الوقت نحتاج أن نكون فيها وحيدين بدون أي تدخل آخر  وربما وبسبب ما يتلقاه المرء منِّا ويواجهه ويحيط به من منغصات حياتية مختلفة .

التطور العجيب والمتسارع في العالم المحيط والمتوالي من ذكاء اصطناعي وطفرة نوعية في التقدم العلمي ينبئ بأن هناك عقولاً بشرية منتجة وتفكر بجدية وإنتاجية وأنه ما همها تلك الحروب الدموية بقدر ما يهمها تقدم العالم البشري للأمام لا الرجوع إلى الخلف وإذا نظرنا نظرة ثاقبة عن قرب على الوضع الذي يحدث في (غزة) لأدركنا حجم الدمار العمراني والسكني والتجاري والاقتصادي الذي حلَّ بالمنطقة وأن الشعب الفلسطيني سيحتاح لمزيد من الوقت والمال لبناء ما تم هدمه وما تم تخريبه وأن الخسارات تقدر بالملايين وأنه لا يمكن لأي شعب آخر أن يحل محل شعب فلسطين في تقبل تلك الخسارات المتتالية لأنه شعب تعود على ذلك ومن هذا المنطلق فإن كلمة تعود تشعرنا بأننا عاجزون أمامهم وأن الأمر ليس بالتعود بقدر ما هو وضع تم إجبارهم عليه وإذا اقتربت من الشعب الفلسطيني أكثر ستعلم أنهم غير راضين البتة عن ما يحدث فبعد أن كان بلدهم أخضر يانعاً تحول إلى ركام ودمار في لمح البصر.

إننا نعيش على الأرض التي خلقها الله لنا ونؤمن أن هذه الأرض ستنتهي يومًا وسنذهب جميعنا إلى عالم مختلف لا نستطيع أن نصفه لأننا لم نراه ولكن معنى ذلك أن كل تلك الحروب لا فائدة منها وأن الاستعمار الذي يريده اليهود لن يبقى إلى الأبد وأن الحياة هذه قصيرة وأيام بسيطة وكل منا سيواجه مصيره وحياته الأبدية فما الفائدة المرجوة من هذه الحروب التي تطال ذلك الشعب المغلوب على أمره؟!

إن ما يفعله الضغط النفسي من قبل كتائب القسام على اليهود يشكل حرباً أخرى شعارها أننا أولا وأنكم مهزومون وأن الانتصار للمسلمين لا محالة فكم من الذعر الذي يطالهم بتصريح واحد وبإشارة واحدة وبخبر واحد وهذا هو المطلوب فالحرب النفسية تعد أخطر من غيرها كونها تثير الذعر والخوف والترقب والهلع وكونها تضعف من معنويات العدو فتعد حافزا مهما وعاملا مهما من عوامل النجاح في تلك الحرب التي نتمنى أن تنتهي عاجلاً ليس آجلا.

لا ريب أنَّ الاتحاد والتعاضد والاهتمام بشعب فلسطين والجهود الإعلامية والصحفية المكثفة هي أيضًا من شأنها أن تكون حلقة قوية وحرباً إعلامية على الكيان الصهيوني فبوقوف المسؤولين الإعلاميين واهتمامهم وعدم تهميشهم ما يحدث وكم رأينا من أمثله يشار لها بالبنان أدت رسالتها على أكمل وجه وجاهدت بوقتها ومالها وفكرها واستنزفت من عمرها لخدمة القضية الفلسطينية فكانت مجاهدة حتى وإن كانت بعيدة عن أرض المعركة لكنها قريبة بأفعالها وقوة مواقفها وكانت مثالاً يحتذى به فكانت حافزا مهما وكبيرا ووضعت بصمتها وسخرت إمكانياتها التي كانت في خدمة فلسطين وخدمة الشعب الفلسطيني وخدمة الإنسانية فكانت للإنسانية عنواناً ولقول الحق أصدق إنسان فلم تخف في الله لومة لائم فأعطت مساحات وكتبت مقالات وأعدت برامج وكانت من الجنود الإعلاميين والذين لن ينساهم الله فهم مصدر مهم وسلاح نافع كان ناصرا للقضية الأم ولم يتوقف عن النشر ولم يتوقف عن التحدث فشكراً لذلك الحافز الذي يعلي كلمة الحق دائما وشكرا لكل الجنود المجهولين الذين يبذلون ما بوسعهم لنصرة الإسلام والمسلمين.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

فيلم نزول الملائكة.. محاربو السلام صراعات تخلط التاريخ بالميثولوجيا والفانتازيا

لا شك أن الخلود والتاريخ والانتقال بين الأزمنة كانت ولا تزال من الموضوعات التي درجت السينما على التعاطي معها وشاهدنا العديد من الأفلام من هذا النوع وهي التي عبرت عن الخارقية الممتزجة بالميثولوجيا ولكن وفي الوقت ذاته ولتلافي الإغراق فيما هو ورائي يتم ربط الأحداث ببعد واقعي بما يجعل الفيلم أكثر قربا من ذائقة المشاهد.

هذا المزيج الدرامي قدم لنا حصيلة سردية أراد صانعو الفيلم من خلالها اللعب بالزمن والتنويع في البناء السردي والخروج عما هو سائد ومألوف من خلال تكريس الفانتازيا كشكل خارجي جذاب يقرب الفيلم من الجمهور العريض.

كل هذه المعطيات يبدو أن المخرج وكاتب السيناريو الأمريكي من أصل إيراني علي زماني قد اشتغل عليها واتجه إلى تقديم باقة متداخلة من البنى السردية والشخصيات والتنوع السينمائي في كل متداخل هو اقرب إلى المغامرة السينمائية لاسيما وأن زماني عرف بمنجز متنوع من الأفلام القصيرة والفيلم الموسيقي والفانتازيا والأفلام التجريبية خلال مسيرة حياته التي تنقل فيها من السويد إلى بريطانيا إلى الولايات المتحدة الأمريكية.

في هذا الفيلم سوف يدخلنا المخرج مباشرة في مشهد حربي معتاد من تلك المشاهد التي وثقت الغزو الأمريكي للعراق وحيث المواجهات اليومية بين أفراد المارينز وبين أفراد يرتدون الملابس المدنية ويقاتلون الجيش الأمريكي ولكن يتم قتلهم تباعا كالمعتاد فالتفوق الأمريكي لابد منه، لكننا لن نمكث طويلا مع يوميات جندي الماينز ماركوس – الممثل راندي كوتورز الذي سرعان ما سوف يعود إلى بلاده بعد انسحاب القوات الأمريكية من العراق عام 2011 لتبدأ صفحة أخرى من صفحات حياته.

ربما يكون ذلك التمهيد كافيا لتزكية ماركوس وكونه شخصا جديرا بأن يعتمد عليه في مهمة قادمة يتولى أمرها الرجل الخفي بلاثازار – الممثل كوبا غوردنك جي آر الذي يظهر فجأة داعيا جندي المارينز السابق أن يقود مجموعة تتصدى لكائن خرافي مجهول يدعى ميكايل وهكذا سوف يؤسس لقوة مقابلة قوامها أشرار يقودهم تريغر – الممثل اريفين بوترا.

هذه المعادلة بين الأخيار والأشرار مجسدة لقوتي الصراع في الدراما الفيلمية ليست جديدة في عالم السينما فلطاما كان هذا النوع من الصراعات هو الذي يفتح الآفاق نحو الغوص في التاريخ والفانتازيا وهو ما سبق وشاهدناه في فيلم "الحرس القديم" للمخرجة غينا برنس بيثوود على سبيل المثال، وحيث إننا لن نرحل مع الشخصيات عبر الزمن ولن تتم عملية إيقاف الزمن ولا الرحيل إلى المستقبل، بل إننا سوف نكون مع شخصيات هي في حد ذاتها قاهرة للزمن ومن فصيلة الخالدين الذين لا يهلكون، وإذا أصيبوا فجراحهم سهلة الالتئام والشفاء وبسبب هذه القابلية الخرافية يلتقي أربعة أشخاص عابرين للزمن.

وكذلك الحال في الفيلم الشهير (الابديون)، للمخرجة كلوي زهاو حيث يقدم قصة طويلة ومتشعّبة تمتد عبر الأزمنة والحضارات البشرية في إطار لن يحيد كالمعتاد عن الصراع ما بين الأخيار والأشرار مع تداخلات يمكن من خلالها إيجاد توصيفات لا تندرج في التصنيفات إلى أبيض أو أسود أو طيب أو شرير، فالدراما الفيلمية هي التي سوف تحكم ومسار الأحداث هو الذي سوف يقودنا إلى النهايات والنتائج التي نترقبها.

هذا المزيج الدرامي سوف يشتغل عليه المخرج متنقلا بين عالمي الأخيار والأشرار راسما مساحة سردية يغلفها بالفانتازيا ولهذا سوف نتساءل عن الدوافع الحقيقية التي تجعل الشخصيات أن تنخرط في مثل ذلك النوع من الصراعات والتحولات وهو سؤال يرتبط أيضا بالخيال والميثولوجيا وعلى هذا تبدو المشاهد الأولى لجندي المارينز والانطباعات التي تترتب عليه وكأنه قد تم لصقها بالفيلم لصقا وإلا ما جدواها ولماذا تم توظيفها بهذا الشكل.

أما إذا انتقلنا إلى مكان آخر، حيث توجد عصابة من النازيين الذي يستخدمون حلبة الملاكمة في نطاق المراهنة على الفائز ضمن نادي للمقامرة، إلا أن ما يقلب الأحداث هو ظهور تريغر حاملا حقيبة محشوة بالقطع الذهبية والتي بإمكانه أن يغري بها خصمه فيما إذا فاز عليه في منازلة حرة لاسيما وأنه يبدو نحيفا وذا قدرات بدنية متواضعة فكيف وهو يخوض نزالا مع شخص مفتول العضلات وصرع قبل ذلك الكثيرين، هذه المفارقة سوف تعيدنا مجددا إلى ذلك النوع من القدرات الخارقة الذي يميز الشخصيات بوجهيها الخيرة والشريرة.

على أن التحول الدرامي الآخر يتمثل في التقاء من يعرف بمحاربي السلام مع الشخصية الاستثنائية ديبورا- الممثلة دينيس ريتشاردز

وهي التي تصمم أسلحة قتال الشياطين، بما في ذلك امتلاكها جرعة يمكنها بها إحياء الموتى، ويبدأ الفيلم أخيرا في جلب الشياطين أنفسهم والقتال معهم. ولحسن الحظ، فإن المؤثرات المستخدمة لمواجهة الشياطين أفضل بكثير مما شاهدناه في بداية الفيلم وحيث تتراوح المخلوقات نفسها بين البشر و الزواحف وحتى الشياطين ذوي القرون التقليدية.

هذه السلسلة من المواجهات ما بين الأخيار والأشرار بدت في جانب منها أنها أقرب إلى الميثولوجيا الدينية منها إلى نوع من الفانتازيا والقصص الديني ذا الطبيعة التاريخية وهو ما وجدناه سائدا في السياق الفيلمي مما أوجد حالة من الإرباك إلى حد ما في المسار الدرامي والسردي الذي يجب أن يتخذ الفيلم في معالجته الدرامية لاسيما أنه يريد أن يجمع كل شيء في قبضة واحدة من الميثولوجيا إلى تاريخ الأديان إلى الفانتازيا وخلال ذلك حاول المخرج جاهدا أن يقرب فيمه من منطقة الأفلام التي تدهش المشاهد.

إن الملاحظ هو أن أغلب المشاهد الفيلمية كانت بحاجة إلى مزيد من المؤثرات الخاصة والخدع السينمائية والتداخلات الرقمية وبسبب التكاليف الضخمة لهذا النوع من الأفلام نجد أن المخرج اتجه نحو الإثارة والمحاكاة الميثولوجية وابتعد تدريجيا عن الفانتازيا التي تحتاج إلى نوع من الإنتاج الضخم والقدرات التقنية العالية.

ولعل من التساؤلات التي يطرحها الفيلم أو التي يمكن أن نطرحها في قراءتنا للفيلم حول شخصية محارب المارينز في حد ذاته لاسيما وأنه يظهر أكثر من مرة وهو يتعاطى أدوية ما عرف بمتلازمة ما بعد الصدمة، المرض الذي أصاب كافة جنود أمريكا تقريبا من الذين خدموا في العراق وأنهم لدى عودتهم إلى الديار بدوا محطمين نفسيا ويعانون من كوابيس الحرب وعدم القدرة على النوم والعمل، فهل الجندي المارينز كان يعاني من هلوسات وضعه النفسي بحيث ذهب بعيدا إلى خيالات وصراعات مع عوالم خفية وما ورائية؟

هذا السؤل وغيره من الأسئلة فرضت نفسها بسبب نوع المعالجة الدرامية والبناء السردي التي لجأ إليها المخرج مما فتح الأبواب على الميثولوجيا والفانتازيا والتاريخ والخيال العلمي وهي مجتمعة أراد من خلالها تقديم فيلم يضم في مساحته الزمنية كل ما يبحث عنه المشاهد وما يجذبه إليه وهي بكل تأكيد محاولة قد لا يكتب لها النجاح دائما مما يتسبب في تشتيت انتباه المشاهد.

...

قصة وإخراج/ علي زماني

سيناريو / كريس كاتو

إنتاج/ زيوس زماني

كوبا غوردنك جي آر – بلاثازار

راندي كوتورز – ماركوس

اريفين بوترا -تريغر

مقالات مشابهة

  • الرئيس العراقي اتّصل بميقاتي.. وأدان الاعتداء الذي تعرّض له لبنان
  • وظائف شاغرة برواتب تصل إلى 6 آلاف جنيه وحوافز إضافية.. اعرف التفاصيل
  • مدبولي: الحفاظ على القيم والأخلاق حجر الأساس الذي تنطلق من خلاله مبادرة بداية
  • لجان المقاومة تدين التفجيرات التي استهدفت أجهزة اتصالات لبنانية
  • بن جامع يدعو إلى تأييد مشروع القرار التاريخي الذي قدمته فلسطين
  • واشنطن عن نشاط حماس والحوثيين في بغداد: يدفع العراق إلى صراعات إقليمية أعمق
  • إطلاق نار كثيف في أنفة وتلة العرب... ما الذي يحدث هناك؟
  • قائد أنصار الله يتعهد بتصعيد أكبر بعد العملية النوعية التي استهدفت “تل أبيب”
  • مقرر الاستثمار بـ«الحوار الوطني»: قوانين وحوافز دمج الاقتصاد غير الرسمي كافية
  • فيلم نزول الملائكة.. محاربو السلام صراعات تخلط التاريخ بالميثولوجيا والفانتازيا