استعدادات الأحزاب التركية للانتخابات المحلية
تاريخ النشر: 20th, December 2023 GMT
تعكف الأحزاب السياسية التركية هذه الأيام على تحديد أسماء المرشحين للانتخابات المحلية المقرر إجراؤها في 31 آذار/ مارس القادم، في ظل انشغال الرأي العام بمتابعة العدوان الصهيوني الغاشم الذي يستهدف قطاع غزة، وتصدي المقاومة الفلسطينية لقوات الاحتلال. كما تجري لقاءات تجمع القادة السياسيين من أجل البحث عن سبل التحالف، ولو في بعض المدن للحصول على أفضل نتائج في هذه الانتخابات.
حزب العدالة والتنمية الحاكم سيواصل تحالفه مع حزب الحركة القومية، ويعمل ممثلون من كلا الحزبين حاليا على تحديد البلديات التي سيدعم فيها أحد الحزبين مرشحي الآخر. ومن المتوقع أن يدعم حزب الحركة القومية مرشحي حزب العدالة والتنمية في إسطنبول وأنقرة وإزمير، في مقابل دعم الأخير مرشحي الأول في مدن أخرى، مثل مرسين ومانيسا.
حزب العدالة والتنمية الحاكم سيواصل تحالفه مع حزب الحركة القومية، ويعمل ممثلون من كلا الحزبين حاليا على تحديد البلديات التي سيدعم فيها أحد الحزبين مرشحي الآخر
رئيس الجمهورية ورئيس حزب العدالة والتنمية، رجب طيب أردوغان، التقى قبل أيام رئيس حزب الرفاه الجديد، فاتح أربكان، ورئيس حزب الدعوة الحرة (هدى-بار)، زكريا يابيجي أوغلو، كلا على حدة. ويرغب حزب العدالة والتنمية في الحصول على دعم الحزبين في أنقرة وإسطنبول وإزمير، وإن تم الاتفاق، قد يدعم حزب العدالة والتنمية مرشحي حزب الرفاه الجديد في بعض المدن، كما يدعم مرشحي "هدى-بار" في بعض الأخرى ذات الأغلبية الكردية، مثل باطمان.
وفي معسكر المعارضة، يسعى حزب الشعب الجمهوري إلى الحصول على دعم حلفائه في الطاولة السداسية كي لا يخسر في إسطنبول وأنقرة وأزمير. إلا أن الحزب المعارض الرئيسي يعاني من مشكلتين، إحداهما متعلقة بالصراع الداخلي، والأخرى متعلقة بعلاقاته مع الحزب الجيد برئاسة ميرال أكشنار.
هناك بوادر تنافس بدأت تظهر في صفوف حزب الشعب الجمهوري بين رئيسه، أوزغور أوزل، ورئيس بلدية إسطنبول، أكرم إمام أوغلو، علما أن الأول نجح في إسقاط سلفه كمال كليتشدار أوغلو والتربع على كرسي رئيس الحزب بفضل دعم الثاني. وخلال زيارة أوزل لبلدية إسطنبول، حدث تدافع بين الاثنين أمام الكاميرات، حيث لم يُفسح إمام أوغلو المجال لرئيس حزب الشعب الجمهوري ليلقي الأخير كلمته، واضطر أوزل أن يسحب الميكروفون إلى جانبه. وبهذا المشهد غير المسبوق في السياسة التركية، حاول رئيس بلدية إسطنبول أن يبعث رسالة مفادها أنه هو زعيم حزب الشعب الجمهوري، حتى لو كان أوزل أعلى منه منصبا على الورق. وإضافة إلى هذا التنافس الذي قد يشتد في الأيام القادمة، يشهد حزب الشعب الجمهوري عملية داخلية لتصفية رجال كليتشدار أوغلو.
الحزب الجيد، بعد قراره بشأن عدم التحالف مع أي حزب في الانتخابات المحلية، يعاني من اضطرابات واستقالات يرى كثير من المحللين أن إمام أوغلو وداعميه يقفون وراءها من أجل إرغام الحزب الجيد على دعم مرشحي حزب الشعب الجمهوري في أنقرة وإسطنبول وإزمير. ووصفت أكشنار ما يتعرض له حزبها بــ"إعلان حرب"، مؤكدة أنها قبلت التحدي، وأن الحزب الجيد لن يتحالف مع أي حزب آخر في ٣١ آذار/ مارس، لا في أنقرة ولا في إسطنبول ولا في أي مدينة أخرى.
يسعى حزب الشعب الجمهوري إلى الحصول على دعم حلفائه في الطاولة السداسية كي لا يخسر في إسطنبول وأنقرة وأزمير. إلا أن الحزب المعارض الرئيسي يعاني من مشكلتين، إحداهما متعلقة بالصراع الداخلي، والأخرى متعلقة بعلاقاته مع الحزب الجيد برئاسة ميرال أكشنار
حزب الشعوب للمساواة والديمقراطية الذي يسيطر عليه الأكراد الموالون لحزب العمال الكردستاني؛ يتوقع أن يتحالف مع حزب الشعب الجمهوري ليدعمه في بعض المدن الكبرى، مثل أنقرة وإسطنبول وإزمير، مقابل حصوله على دعم الأخير في المدن الأخرى في شرق البلاد وجنوب شرقها.
وأما الأحزاب الصغيرة من أحزاب الطاولة السداسية، كحزب السعادة وحزب المستقبل والحزب الديمقراطي، فمضطرة للتحالف مع أحزاب أخرى للفوز برئاسة بعض البلديات، على الأقل، أو مقابل مناصب لرجالها في البلديات التي يفوز فيها أحد الأحزاب الكبيرة. وصرح رئيس حزب المستقبل أحمد داود أوغلو أنهم منفتحون على جميع الأحزاب للتحالف في الانتخابات المحلية، إلا أنه من غير المتوقع تحالف هذه الأحزاب مع حزب العدالة والتنمية أو حزب الحركة القومية.
رئيس حزب الشعب الجمهوري طلب من أحد نوابه أن يستقيل وينضم إلى حزب السعادة، كي يشكل هذا الأخير كتلة برلمانية جديدة مع حزب المستقبل، بعد سقوط الكتلة البرلمانية الأولى التي شكلها الحزبان، بسبب وفاة أحد نواب حزب السعادة بأزمة قلبية. ومن المؤكد أن هذه الخطوة تهدف بالدرجة الأولى إلى تمكين حزب السعادة وحزب المستقبل من انتقاد حزب العدالة والتنمية في البرلمان، إلا أنها في ذات الوقت تعتبر "دَيْنا" سيتم استرجاعه في ٣١ آذار/ مارس، كتصويت لصالح مرشحي حزب الشعب الجمهوري في المدن التي يتوقع أن تشهد تنافسا شرسا، على رأسها أنقرة وإسطنبول.
twitter.com/ismail_yasa
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الأحزاب الانتخابات تركيا انتخابات أحزاب تحالفات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة سياسة رياضة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة حزب العدالة والتنمیة حزب الشعب الجمهوری حزب الحرکة القومیة أنقرة وإسطنبول حزب المستقبل الحزب الجید حزب السعادة فی إسطنبول مرشحی حزب رئیس حزب على دعم فی بعض مع حزب إلا أن
إقرأ أيضاً:
هل أطلق بهجلي مسألة حل “الكردستاني” دون علم أردوغان؟
أنقرة (زمان التركية) – اكتسبت الدعوة التي أطلقها رئيس حزب الحركة القومية، دولت بهجلي، بالإفراج عن رئيس تنظيم العمال الكردستاني، عبد الله أوجلان، مقابل تصفية التنظيم عبر منصة البرلمان بعدا مختلفا على خلفية الادعاءات المثارة مؤخرا حول عدم معرفة الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بالأمر.
وفي الثاني والعشرين من أكتوبر/ تشرين الأول، أطلق بهجلي دعوة لإجراء التعديلات القانونية المتعلقة بحق الأمل والسماح لأوجلان بإلقاء كلمة خلال اجتماع الكتلة البرلمانية للحزب الكردي بالبرلمان شرط تصفيته تنظيم العمال الكردستاني.
وعقب هذه الدعوة، تمحورت الكواليس السياسية التركية حول نقاشات “بدء مفاوضات جديدة لحل الأزمة الكردية”.
وفي ظل الادعاءات حول “مفاوضات السلام”، تسبب التزام أردوغان الصمت تجاه الأمر لفترة طويلة وتعيين وصاه على ثلاث بلديات تابعة للحزب الكردي وتجديد بهجلي دعوته في إثارة ادعاءات حول وجود اختلاف في المواقف بين الحليفين بتحالف الجمهور ووجود مساعي لعقد انتخابات مبكرة.
نظريات متفاوتة داخل الحزب الحاكمعقب دعوة بهجلي، زعم عضو حزب العدالة والتنمية الحاكم، شامل طيار، أن أردوغان لم يكن على علم بالدعوة. وعزز التزام أردوغان الصمت الجزئي تجاه دعوة بهجلي ادعاءات طيار.
وتفيد المصادر بالحزب الحاكم أن إدارة الحزب طرحت تساؤلات على بعض الشخصيات قبل أن يطرح طيار ادعاءه.
وعقب اجتماع بهجلي بالكتلة البرلمانية في الثاني والعشرين من أكتوبر/ تشرين الأول قام أعضاء الحزب بسؤال إدارة الحزب حول ما يجري لتبلغهم إدراة الحزب أنها لا تمتلك أية معلومات عن الأمر بعد ولا يوجد تنسيق بهذا الصدد.
وفي المقابل أفاد عدد قليل من أعضاء الحزب أنه تم الإبقاء على الموضوع سري لكونه يتعلق بالأمن القومي وأنهم يحترمون هذه الخطوة.
ويرجع أعضاء حزب العدالة والتنمية، الذين يرون أن أردوغان والحزب لم يكونوا على علم بالأمر، السبب إلى اختلاف الآراء.
وترى مجموعة من أعضاء حزب العدالة والتنمية أن دعوة بهجلي يصعب تنفيذها وأن سبب الدعوة هو التجهيز للحديث عن سحق التنظيم وأنصاره نظرا لأن التيار الحاكم بادر بمساعي الحل لكن لم يجد مستجيب لها.
وتفيد مجموعة أخرى من أعضاء حزب العدالة والتنمية أنهم تلقوا معلومات حول إجراء عدة لقاءات مع أوجلان خلال الآونة الأخيرة وأن بعض المسؤولين توجهوا إلى شمال العراق بالتزامن مع هذه اللقاءات مشيرين إلى عدم علم بهجلي بالأمر وهو ما دفعه إلى إطلاق الدعوة في خطوة متحدية للحزب الحاكم لاتخاذه خطوة دون علمه.
ويعد النواب الأكراد هم أكثر المؤيدين لهذا الاعتقاد، بينما يعارضها البعض الآخر بحزم.
ويزعم أعضاء حزب العدالة والتنمية، الذين يمتلكون رؤية مقاربة لرؤية طيار، أن عملية التصالح السياسي مع حزب الشعب الجمهوري أثارت قلق بهجلي وهو ما دفعه إلى إطلاق هذه الدعوة لاكتساب ورقة ضغط لعقد انتخابات مبكرة مشيرين إلى أن بهجلي يعلم بأن دعوته لن تلقى استجابة وهو ما سيدفعه لاستخدام بطاقة الانتخابات المبكرة.
وهناك أعضاء من حزب العدالة والتنمية يرون أن حركة تعيين الوصاة مؤخرا جاءت بناء على مقترح وهو ما وضعهم في موقف صعب.
ويرى البعض أن أردوغان لم يكن على علم بدعوة بهجلي وأنه سيعقد اجتماع معه لإنهاء الخلافات بهذا الصدد.
البعض الأخر يقول إن دعوة بهجلي “مسألة انتقام” وأنه ربط خلال اجتماع الكتلة البرلمانية للحزب الأخير إعادة انتخاب أردوغان رئيسا بشرط مسبق.
ويزعم أعضاء من الحزب أن بهجلي أشار إلى التعديلات القانونية بعد حديثه عن إنهاء الإرهاب وتحسين الاقتصاد من أجل إعادة انتخاب أردوغان واصفين تلك الخطوة “بدعوة للتوافق”.
ويؤكد أعضاء الحزب أن التوافق قد يشكِّل”أرضة مشتركة” ولن يضيع حديث بهجلي “هباء” وإلا فقد يدعو بهجلي لعقد انتخابات مبكرة.
الحركة القومية يرفض ادعاءات “اختلاف الآراء”
على الصعيد الآخر، يرى جناح حزب الحركة القومية أنه لا يوجد اختلاف في الآراء وأن بهجلي قدم فرصة تاريخية لتحالف الجمهور الحاكم وأن أردوغان متفق على هذا الأمر، غير أن غالبية أعضاء الحزب لم يستطيعوا إخفاء معرفتهم بالأمر خلال اجتماع الكتلة البرلمانية.
وذكر أعضاء بالحزب أنهم يتلقون نص كلمة بهجلي قبل فترة من الاجتماع غير أن هذه المرة لم يتلقونه مما دفعهم لسؤال الشخصيات المطلعة عن الأمر ليخبروهم أن هذه المرة لن يستملونه مسبقا.
ويكتفي نواب حزب الحركة القومية بالتأكيد على أنهم سيواصلون السير مع حزب العدالة والتنمية وأن ادعاءات الخلاف لا تعكس الحقيقة.
هذا ويؤكد أعضاء الحزب أن بهجلي التقى مع ممتازر تركونه من الحين للآخر، غير أنهم يكذبون بشكل حاسم ادعاءات التشاور معه.
Tags: الانتخابات المبكرة في تركياتنظيم العمال الكردستانيدولت بهجليرجب طيب أردوغانعبد الله أوجلان