الجوع يمزق أمعاء أطفال غزة مع تعطل وصول إمدادات الغذاء
تاريخ النشر: 20th, December 2023 GMT
◄ العائلات النازحة تمضي أياما في البحث عن طعام
◄ طبيبة في رفح تقول إن المرضى يأتون في حالة هزال
◄ أم تقدم وجبات تتكون من البصل فقط
◄ الأطفال يصابون بنوبات من الدوار ويفقدون أوزانهم
رفح، قطاع غزة- رويترز
اشتهى بعض الأطفال النازحين إلى جنوب قطاع غزة الدجاج، ولكن كل ما تبقى لدى أمهم لإطعام الأسرة في ذلك اليوم كان علبة بازلاء تبرع بها رجل أشفق عليها عندما رآها تبكي.
وبعد أن فقدت تهاني نصر السكن والمأوى بسبب العدوان العسكري الإسرائيلي على غزة، مثلها مثل معظم سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، تركز الآن على شيء واحد فقط وهو كيفية العثور على ما يكفي من الطعام والماء لتتمكن الأسرة من البقاء على قيد الحياة يوما بعد آخر.
وقالت تهاني التي تعيش في مخيم في رفح إن أطفالها فقدوا أوزانهم ويصابون بنوبات من الدوار لأنهم لا يتناولون ما يكفي من الطعام.
وأضافت "كنت أتوسل لإطعام أطفالي ولم أجد أي شيء. أذهب إلى الشؤون الاجتماعية، يقولون اذهبي إلى المسجد. أذهب إلى المسجد، يقولون اذهبي إلى الشؤون"، في إشارة إلى وزارة الشؤون الاجتماعية بغزة التي تنظم عادة توزيع السلع الأساسية مثل الدقيق على الأشخاص الذين يواجهون صعوبات.
وأصبح الجوع المشكلة الأكثر إلحاحًا من بين المشاكل العديدة التي تواجه مئات الآلاف من الفلسطينيين النازحين في غزة، إذ لم تتمكن شاحنات المساعدات من جلب سوى جزء صغير مما هو مطلوب، كما أن التوزيع غير متكافئ بسبب فوضى الحرب.
وأوقف أشخاص يبحثون بيأس عن طعام بعض الشاحنات واستولوا على محتوياتها، في حين أن مساحات شاسعة من الأراضي المدمرة بعيدة عن متناول تلك الشاحنات لأن الطرق المؤدية إليها أصبحت ساحات قتال نشط.
وحتى في رفح، التي يوجد بها معبر إلى مصر تدخل عبره شاحنات المساعدات، وهي منطقة طلب الجيش الإسرائيلي من المدنيين اللجوء إليها، فإن نقص الغذاء والمياه النظيفة شديد لدرجة أنه يفقد الناس أوزانهم ويجعلهم عرضة للأمراض.
وقالت سامية أبو صلاح وهي طبيبة رعاية أولية في رفح إنهم بدأوا يلاحظون الهزال على الناس القادمين إليهم. وأضافت أن فقدان الوزن وفقر الدم أمران شائعان، ويعاني الناس من ضعف شديد ومن الجفاف وأصبحوا أكثر عرضة للإصابة بالتهابات الصدر والأمراض الجلدية. والرضع والأطفال معرضون للخطر بشكل خاص، وسوف يتأثر نموهم.
وقالت تهاني بينما كانت تذرف الدموع "أخبرني أطفالي اليوم أنهم يشتهون الدجاج. أين أجده؟ أين؟ هل أعرف؟ حفظنا الله".
وأضافت "لم نتسلم أي طعام منذ يومين. كيف أخدع أطفالي؟ ببعض المعكرونة؟ وبعض حساء العدس؟ إذا تمكنت من العثور عليه!"، مشيرة إلى أنها كانت تلجأ في بعض الأحيان إلى إعداد وجبات الطعام من البصل فقط.
ودخلت تهاني إلى خيمتها لإحضار علبة بازلاء قالت إن رجلا طيبا أعطاها إياها على الرغم من أنه اشتراها لنفسه. قالت وهي ترفعها ويرتفع صوتها بغضب "هذه هي. هذه العلبة هي كل ما لدينا ليوم كامل".
وعكست الرواية التي قدمتها تهاني قصصًا رواها العديد ممن تحدثوا إلى رويترز في رفح وأماكن أخرى. وتحدث أناس عن تناولهم وجبة طعام واحدة فقط في اليوم وعن وجبات غير كافية وغير مكتملة العناصر وعن ترشيدهم لاستخدام المياه وإصابة الأطفال بالإسهال بسبب شرب المياه الملوثة.
وقالت مها العلمي، وهي امرأة نازحة تتخذ من مدرسة في مدينة خان يونس بجنوب قطاع غزة ملاذا لها مع ثمانية من أبنائها وأحفادها، إن الجميع أصيبوا بصدمة نفسية بسبب تجربة الجوع.
وقالت "أقول لكم، بمجرد انتهاء الحرب إن شاء الله، سيتعين عرض أي فلسطيني على طبيب نفسي".
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
استئناف إمدادات النفط من الحسكة وأوروبا تعلق العقوبات.. بوادر انفراجة لتسهيل حياة السوريين وإعادة الإعمار
البلاد – دمشق
تحاول الإدارة الجديدة في سوريا إعادة الخدمات العامة في الداخل ورفع العقوبات المفروضة من الخارج لتسهيل حياة السوريين وإعمار البلاد، بعد الدمار الذي طال البنية التحتية بسبب الحرب التي دارت لأكثر من عقد، وفي جديد ذلك، نجحت الإدارة الجديدة في التفاهم مع ” قسد” لاستئناف إرسال النفط من حقول الحسكة إلى الداخل السوري، فيما يتجه الاتحاد الأوروبي، غدًا الاثنين، إلى تعليق العقوبات المفروضة على عدة قطاعات سورية مهمة.
واستأنفت قوات سوريا الديمقراطية “قسد” تصدير النفط الخام إلى الحكومة السورية، أمس السبت، وذلك بعد انقطاع دام منذ ديسمبر الماضي عقب سقوط نظام الأسد وما تبعه من تغيرات سياسية شهدتها البلاد.
وقال مهندس في حقول رميلان النفطية: “بعد توصل قسد والحكومة السورية إلى اتفاق مبدئي بخصوص النفط، استؤنفت عملية إرسال النفط من حقول الحسكة إلى الداخل السوري عبر الصهاريج”، بحسب تلفزيون سوريا الرسمي.
وأضاف أن “عشرات الصهاريج بدأت بالفعل بنقل النفط الخام من محطة تل عدس بريف المالكية باتجاه مصافي التكرير في حمص وبانياس، في خطوة تُعيد تدفق النفط إلى مناطق الداخل السوري”.
وفي سياق المحاولات الحثيثة لرفع العقوبات، ظهرت بوادر قوية عن اتجاه دول الاتحاد الأوروبي إلى تعليق عقوباتها المفروضة على سوريا، بحسب وسائل إعلام متطابقة ونقلًا عن دبلوماسيين في بروكسل.
وأشار الدبلوماسيون إلى أن وزراء خارجية الدول الـ27، الذين يجتمعون، غدًا الاثنين في العاصمة البلجيكية، سيتخذون قرارًا رسميًا بهذا الشأن بعد اتفاق مبدئي على ذلك، وتشمل هذه العقوبات قطاعات المصارف والطاقة والنقل.
كما يدرس الاتحاد الأوروبي إجراءات أخرى قد تؤدي إلى حذف العديد من البنوك من قائمة العقوبات، والرفع الجزئي لبعض القيود المفروضة سابقًا على مصرف سورية المركزي للسماح له بتوفير الأموال.
ووفقًا لتقارير البنك الدولي والأمم المتحدة، تكلفة إعادة إعمار سوريا قد تصل إلى 300 مليار دولار، ما يفوق الناتج المحلي للبلاد لعدة سنوات حتى قبل اندلاع الحرب، وكان وزير المالية السوري محمد أبازيد أشار إلى أن الناتج المحلي الإجمالي تقلص من 60 مليار دولار قبل 2010، إلى أقل من 6 مليارات دولار في 2024.