#سواليف

لقد أدى #الذكاء_الاصطناعي (AI) و #التداول_الخوارزمي إلى تحويل مجال الأسواق المالية، حيث قدم سرعة وكفاءة غير مسبوقين. في حين أن هذه التقنيات توفر مزايا كبيرة عند تداول الأسهم اونلاين او تداول أي نوع من الأصول المالية، يبقى السؤال: هل هي صديق أم عدو للمتداول البشري؟ في هذه المقالة، نتعمق في العلاقة المعقدة بين الذكاء الاصطناعي والتداول الخوارزمي والمتداولين البشريين لاستكشاف الفرص والتحديات ومستقبل هذا التقاطع الديناميكي.

صعود الذكاء الاصطناعي والتجارة الخوارزمية ·        الكفاءة والسرعة:

لقد أحدث الذكاء الاصطناعي وأنظمة التداول الخوارزمية ثورة في سرعة إجراء المعاملات المالية. يمكن لهذه التقنيات تحليل كميات هائلة من البيانات وتنفيذ الصفقات خلال أجزاء من الثانية، وهو ما يتجاوز بكثير قدرات المتداولين البشريين. لقد أصبحت الكفاءة والسرعة التي يوفرها الذكاء الاصطناعي أدوات أساسية في بيئات التداول عالية التردد اليوم.

مقالات ذات صلة جوجل تخسر أمام مطوري Fortnite 2023/12/20 ·        تحليل البيانات والتعرف على الأنماط:

يتفوق الذكاء الاصطناعي في تحليل مجموعات البيانات المعقدة وتحديد الأنماط التي قد تستعصي على الإدراك البشري. تستفيد أنظمة التداول الخوارزمية من هذه القدرات لاتخاذ قرارات تعتمد على البيانات، وتحسين نقاط الدخول والخروج، وتعزيز تنفيذ الإستراتيجية بشكل عام. إن القدرة على معالجة المعلومات على نطاق وسرعة لا يمكن للبشر تحقيقها تمنح التداول الخوارزمي ميزة كبيرة.

المزايا للمتداولين البشر 1.    الأتمتة وقابلية التوسع:

يتيح الذكاء الاصطناعي والخوارزميات للمتداولين البشريين أتمتة المهام المتكررة وتوسيع نطاق عملياتهم. تعمل هذه الأتمتة على توفير الوقت للمتداولين للتركيز على تطوير الإستراتيجية وإدارة المخاطر والتكيف مع ظروف السوق المتغيرة.

2.    إدارة المخاطر:

يمكن لأنظمة التداول الخوارزمية أن تتضمن بروتوكولات متطورة لإدارة المخاطر عند تداول العملات الرقمية وغيرها، مما يساعد المتداولين البشريين على تخفيف الخسائر المحتملة. يمكن لهذه الأنظمة ضبط أحجام المراكز تلقائيًا، وتعيين أوامر وقف الخسارة، والالتزام بمعايير المخاطر المحددة مسبقًا، مما يوفر مستوى من التحكم في المخاطر يمثل تحديًا للمتداولين البشريين لمطابقته باستمرار.

التحديات والاعتبارات الأخلاقية نقص الذكاء العاطفي:

في حين يتفوق الذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات والتعرف على الأنماط، فإنه يفتقر إلى الذكاء العاطفي، أي القدرة على فهم المشاعر البشرية والاستجابة لها. تتأثر الأسواق بالمشاعر الإنسانية والأحداث غير المتوقعة، وهي المجالات التي قد يتفوق فيها المتداولون البشريون على الخوارزميات.

الاعتماد المفرط والمخاطر النظامية:

إن الاعتماد المفرط على الذكاء الاصطناعي والتداول الخوارزمي يمكن أن يشكل مخاطر نظامية على الأسواق المالية. قد تؤدي الاستجابات السريعة والآلية لأحداث السوق إلى تأثيرات متتالية، مما يؤدي إلى تضخيم التقلبات وربما التسبب في اضطرابات السوق. الإشراف البشري عبر مختلف أساليب التداول أمر بالغ الأهمية لمنع العواقب غير المقصودة.

تحيز البيانات والأخلاق:

إن جودة الخوارزميات التي تقود قرارات التداول تكون بنفس جودة البيانات التي يتم تدريبها عليها. ومن الممكن أن يؤدي التحيز في البيانات التاريخية إلى اتخاذ قرارات متحيزة، وتنشأ اعتبارات أخلاقية فيما يتعلق بالاستخدام المسؤول للذكاء الاصطناعي في الأسواق المالية.

المشهد المستقبلي

يكمن مستقبل الذكاء الاصطناعي والتداول الخوارزمي في إيجاد توازن متناغم بين الكفاءة التكنولوجية والخبرة البشرية. تظهر الأساليب التي تجمع بين نقاط قوة الذكاء الاصطناعي والحدس البشري والذكاء العاطفي باعتبارها القوة المرجوة من تكنولوجيا التداول.

في النهاية، إن الذكاء الاصطناعي والتداول الخوارزمي ليسا صديقين أو عدوين محضين للمتداول البشري؛ بل إنها تمثل أدوات قوية يمكنها، عند استخدامها بحكمة، تعزيز استراتيجيات التداول والكفاءة وإدارة المخاطر. مع استمرار تطور المشهد المالي، من المرجح أن يحدد التعاون بين الحدس البشري والبراعة التكنولوجية نجاح المتداولين في العالم الديناميكي للتداول الخوارزمي. وتقع على عاتق المشاركين في السوق مسؤولية التنقل في هذا المشهد المتطور بشكل مدروس، ومعالجة التحديات والاستفادة من المزايا لخلق تآزر يطور الصناعة المالية إلى المستقبل.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: سواليف الذكاء الاصطناعي

إقرأ أيضاً:

كيف يواجه الذكاء الاصطناعي أزمة نقص الكوادر في الأمن السيبراني؟

 

سلط خبراء الضوء على التحديات المرتبطة بنقص الكوادر في مجال الأمن السيبراني عالميًا، مؤكدين ضرورة الاستثمار في التقنيات الحديثة وتطوير القدرات البشرية لمواجهة التحديات المتزايدة في هذا المجال.

وأكدوا خلال جلسة "الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني: كيف يسير العالم اليوم وما هو الغد؟" أن الذكاء الاصطناعي يلعب دورًا محوريًا في سد هذه الفجوة من خلال دعم المحللين وتعزيز إنتاجيتهم، لافتين إلى أن الذكاء الاصطناعي ليس مجرد أداة، بل هو ركيزة أساسية لمستقبل الأمن السيبراني.

من جانبه، استعرض رامي كالاش، رئيس قطاع الأمن السيبراني في شركة مايكروسوفت، تطورات التهديدات الإلكترونية وكيفية تعامل المؤسسات معها في ظل تغير طبيعة الهجمات السيبرانية واعتماد المهاجمين على تقنيات أكثر تطورًا.

وأشار كالاش إلى التحول الجذري في مشهد الأمن السيبراني، حيث لم تعد الهجمات تقتصر على أفراد مستقلين يسعون لإثبات مهاراتهم التقنية، بل أصبحت منظمات متكاملة تعتمد على أدوات متطورة. وأضاف أن الأدوات الحديثة أصبحت تتيح تنفيذ هجمات دون الحاجة إلى مهارات تقنية متقدمة، مما يزيد من تعقيد مهمة التصدي لها.

وأوضح كالاش أن المهاجمين أصبحوا قادرين على توليد أكواد خبيثة وتطويرها بسرعة، ما يجعل أساليب الحماية التقليدية مثل برامج مكافحة الفيروسات أقل فعالية. وتحدث عن قدرة المهاجمين على استخدام الذكاء الاصطناعي لتوليد محتوى يحاكي الرسائل الرسمية للشركات أو تطوير أساليب لاستهداف الأفراد بناءً على معلومات شخصية مستخلصة من وسائل التواصل الاجتماعي.

وأشار إلى أن المهاجمين لم يعودوا بحاجة إلى اختراق كلمات المرور المعقدة بشكل مباشر، بل يعتمدون على جمع معلومات شخصية مثل تواريخ الميلاد والهوايات لتضييق نطاق المحاولات، مما يقلل من الزمن والجهد اللازمين للوصول إلى الأنظمة المستهدفة.

وأكد كالاش أن استخدام الصوت والفيديو المزيف أصبح أحد التهديدات الجديدة، حيث يمكن استغلال هذه التقنية لإرسال طلبات تبدو وكأنها صادرة من المديرين أو الشخصيات الموثوقة داخل الشركات، مما يجعل التمييز بين الحقيقي والمزيف تحديًا كبيرًا.

وسلط الضوء على أهمية تبني المؤسسات لأحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي والأدوات الأمنية المتطورة لمواجهة هذه التحديات المتنامية، مشددًا على ضرورة رفع الوعي السيبراني لدى الأفراد والمؤسسات على حد سواء. 
وأوضح أن الذكاء الاصطناعي أصبح جزءًا لا غنى عنه في نظم الدفاع الحديثة، مشيرًا إلى أن التحدي ليس في استخدام الذكاء الاصطناعي فحسب، بل في كيفية استغلال إمكاناته إلى أقصى حد.

وأكد أنه يتم استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل سلوكيات المهاجمين بدلًا من الاكتفاء بتتبع التوقيعات التقليدية للهجمات، ما يتيح اكتشاف التهديدات الجديدة بشكل أسرع. ونوه إلى أهمية تقليل الإجهاد الناتج عن التنبيهات، حيث تُعد كثرة التنبيهات الأمنية أحد أكبر التحديات التي تواجه المحللين، لافتًا إلى دور الذكاء الاصطناعي في تصفية التنبيهات غير الضرورية وتركيز المحللين على الأولويات الحقيقية.

وأضاف أن حلول مايكروسوفت مثل Co-Pilot for Security تعزز من فعالية فرق الدفاع من خلال تحليل الأحداث الأمنية وتقديم التوصيات المناسبة، بالإضافة إلى إنشاء تقارير تلقائية تساعد في توفير الوقت وتحسين الكفاءة، فضلًا عن توفير قاعدة بيانات معرفية للمحللين، خاصة الجدد منهم، لفهم تكتيكات المهاجمين بشكل أعمق. 
من جانبه، أشار المهندس إيهاب حسين، كبير مهندسي الذكاء الاصطناعي في شركة IOActive، إلى أن الأنظمة القائمة على الذكاء الاصطناعي قد حققت تقدمًا كبيرًا في السنوات الأخيرة، مؤكدًا قدرة هذه الأنظمة على تنفيذ مهام معقدة مثل اختبارات الاختراق (Penetration Tests)، تحليل مراكز البيانات، وتقييم أكواد البرمجيات بسرعة ودقة فائقة.

وأكد حسين أن هذه التقنيات لا تحل محل العامل البشري بالكامل، لكنها تغير الأدوار وتعيد توجيه التركيز نحو المهام الاستراتيجية. وأوضح أن الذكاء الاصطناعي يوفر للشركات أدوات قوية لأتمتة المهام الروتينية، مما يتيح للمتخصصين التركيز على أعمال أكثر تقدمًا مثل الهندسة العكسية (Reverse Engineering) وتطوير الهجمات السيبرانية المضادة.

وأضاف أن من المتوقع أن يصبح تعلم البرمجة مهارة أساسية للعاملين في مجال الأمن السيبراني، حيث ستكون الأنظمة الآلية جزءًا لا يتجزأ من هذا القطاع.

ولفت حسين إلى أهمية فهم بنية الأنظمة القائمة على تقنيات الذكاء الاصطناعي مثل النماذج التحويلية (Transformers) لتطوير أدوات تتكامل بشكل فعال مع الأنظمة التشغيلية. وأكد على ضرورة استغلال المتخصصين لهذه الأدوات لبناء حلول جديدة تلبي احتياجات السوق المتنامية.

وطالب بضرورة مواكبة تطورات الذكاء الاصطناعي والعمل على تطوير المهارات التقنية لضمان القدرة على المنافسة في ظل بيئة تقنية متغيرة، مشددًا على أن الشركات التي تستثمر في الأتمتة والذكاء الاصطناعي ستكون أكثر قدرة على الاستجابة لتحديات الأمن السيبراني المستقبلية.

من جانبه، أكد الخبير الأمني محمد سامي على أهمية اعتماد نماذج ذكاء اصطناعي محلية تلبي الاحتياجات الخاصة للدول والمؤسسات، مع الحفاظ على أمن البيانات والخصوصية. وأشار إلى أن العمل مع المستخدمين وفهم احتياجاتهم يعد الركيزة الأساسية لتطوير أنظمة متقدمة قادرة على التكيف مع بيئات العمل المختلفة، موضحًا: "لا يمكننا الاعتماد فقط على منصات عالمية مثل OpenAI أو Google دون النظر إلى احتياجاتنا المحلية وتطوير حلول مخصصة لهذه التحديات."

وأوضح سامي أن الشركات الكبرى مثل OpenAI وMeta تضع حدودًا لإمكانيات النماذج التي تتيحها للعامة، حيث تظل "القدرات الحقيقية" لهذه النماذج داخلية وغير متاحة للاستخدام العام، مما يُضعف فرص استفادة الدول النامية من هذه التقنيات. وأضاف قائلًا: "النماذج المتاحة حاليًا للعامة هي ما قررت هذه الشركات مشاركته فقط، بينما تبقى القدرات الكاملة حكرًا على الاستخدام الداخلي."

وشدد على ضرورة تجاوز هذا التحدي عبر بناء نماذج محلية ذات كفاءة عالية، قائلًا: "الاعتماد على النماذج المفتوحة قد يكون خطوة آمنة مؤقتًا، لكن الحل الأمثل هو الاستثمار في بناء نماذج محلية تتيح للدول التحكم الكامل في البيانات والمخرجات."

وفيما يتعلق بالتحديات المستقبلية، أكد سامي على أهمية التعاون بين الدول لتطوير تقنيات ذكاء اصطناعي تتماشى مع قواعد الأمن السيبراني العالمية. وأوضح أن تطوير نماذج محلية يتطلب تعزيز استثمارات كبيرة في تدريب البيانات وإنشاء أنظمة متقدمة تتماشى مع احتياجات السوق المحلي.

وأكد على أن تطوير الذكاء الاصطناعي المحلي ليس مجرد خيار، بل ضرورة استراتيجية لضمان السيادة الرقمية للدول. وقال: "علينا التفكير في بناء نماذج تتماشى مع متطلباتنا وتُظهر قدرتنا على المنافسة عالميًا مع الحفاظ على خصوصية بياناتنا."
جاء ذلك خلال فعاليات النسخة الثامنة والعشرين من معرض ومؤتمر Cairo ICT’24، المنعقدة تحت رعاية فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، خلال الفترة من 17 إلى 20 نوفمبر 2024، بمركز مصر للمعارض الدولية. يأتي المعرض هذا العام تحت إشراف الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
تنظم فعاليات المعرض شركة تريد فيرز إنترناشيونال بالتعاون مع الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، تحت شعار "The Next Wave"، حيث يسلط الضوء على أحدث التقنيات والاتجاهات المستقبلية التي ستعيد تشكيل الصناعات والاقتصادات والمجتمعات. ويشهد الحدث مشاركة كبرى المؤسسات العالمية وقادة التكنولوجيا.

يأتي المعرض برعاية عدد من الشركات والمؤسسات الكبرى، منها: دل تكنولوجيز، مجموعة إي فاينانس للاستثمارات المالية والرقمية، البنك التجاري الدولي (CIB)، هواوي، أورنج مصر، مصر للطيران، المصرية للاتصالات، ماستركارد، وهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات (إيتيدا). كما تضم قائمة الرعاة شركات مثل: إي آند إنتربرايز، مجموعة بنية، خزنة، وسايشيلد.
يمثل معرض ومؤتمر Cairo ICT’24 منصة مهمة لاكتشاف الموجة التالية من التطور التكنولوجي، وإبراز الفرص المستقبلية التي تساهم في إعادة تشكيل الاقتصاد المصري والعالمي.

مقالات مشابهة

  • مستقبل التعليم في عصر التكنولوجيا.. الذكاء الاصطناعي واستخدام البيانات الضخمة
  • بيل غيتس يلقي محاضرة عن الذكاء الاصطناعي
  • الذكاء الاصطناعي يساعد في الحفاظ على الحشرات
  •  الرصاص معدن سام يهدد حياتنا.. العقم والولادة المبكرة والأنيميا والفشل الكلوي وانخفاض مستويات الذكاء.. أبرز المخاطر
  • الذكاء الاصطناعي يهدد شركات الأزياء
  • رئيس الوزراء: مصر بالتصنيف «أ» دوليا في تطبيقات الذكاء الاصطناعي
  • هواوي تستعرض تأثير الذكاء الاصطناعي على مراكز البيانات
  • البيانات في عصر الذكاء الاصطناعي: قوة محركة لصنع السياسات وتعزيز الابتكار"
  • كيف يواجه الذكاء الاصطناعي أزمة نقص الكوادر في الأمن السيبراني؟
  • ضمن مناقشات مؤتمر AIDC حول توطين الذكاء الاصطناعي.. كيف ستعيد مراكز البيانات تشكيل الاقتصاد؟