غزيّون يضطرون لإشعال الكتب بحثا عن مصدر للطاقة
تاريخ النشر: 20th, December 2023 GMT
في ظل الكارثة الإنسانية التي يعيشها الفلسطينيون في قطاع غزة بفعل الحرب الإسرائيلية وغياب مقومات الحياة، ومن بينها غاز الطهي، اضطر العشرات من المواطنين لحرق الكتب المدرسية والثقافية، بل ورسائل الماجستير والدكتوراه لإشعال النيران وسط نفاد شبه كامل للحطب في بعض المناطق.
فمنذ اندلاع الحرب المدمرة على القطاع في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، قطعت إسرائيل إمدادات الماء والغذاء والأدوية والكهرباء والوقود عن سكان غزة، وهم نحو 2.
قالت الإعلامية الفلسطينية إسراء المدلل إن والدتها وشقيقيها اضطرا لحرق أطروحات الدكتوراه من أجل إعداد رغيف الخبز.
وأضافت المدلل، في منشورات لها قبل أيام على وسائل التواصل الاجتماعي، "رسالة الدكتوراه لأمي السيدة نعيمة ولاثنين من أشقائي الدكتورين عبد الله ومحمد، جمعوها هذا الصباح لإحراقها بدلا من الحطب والخشب الذي نفد، من أجل رغيف الخبز وكوب شاي ساخن".
وتابعت، "بعد أن خدمت أمي عمرها مع الأمم المتحدة كأول امرأة مديرة المنطقة التعليمية في رفح لوكالة (أونروا)، وبعد أن فتحت بيوت علم وربت أجيالا، وأسست نهجا تربويا هو الأول في الشرق الأوسط، تحرق كل رسائلها للماجستير والدكتوراه، وكذلك فعل إخوتي بعد سياسة التجويع التي يطبقها العالم علينا، الكل مسؤول ومتخاذل ومشترك بالجريمة".
وكذلك فعلت الفلسطينية ربا أسليم، التي اضطرت لحرق رسالة الماجستير خاصتها، لإشعال النار اللازم من أجل طهي القليل من المكرونة لأطفالها، التي حصلت عليها كمساعدات.
وكلما خفتت حدة النيران التي تشتعل تحت قدر الطعام، تمزق أسليم المزيد من أوراق رسالتها لضمان الاشتعال حتى ينضج الطعام.
وتقول وهي تضيف المزيد من الأوراق للنيران المشتعلة، "لم يعد لدينا خيارات، الإنسان احترق بفعل النيران الإسرائيلية، هل سنحزن لأجل هذه الرسائل؟".
وتضيف للأناضول، وهي تنظر بحسرة إلى مجهودها الذي استغرق منها أكثر من عام، "هذه الرسالة كانت دائما تشعرني بالفخر، لكن اليوم نحارب التجويع من خلال إشعال النيران بأي وسيلة بعد نفاد الحطب الموجود لدينا، وارتفاع سعر الحطب الموجود في الأسواق لأرقام كبيرة".
الكتب تصنع "الرغيف"
وفي مدينة رفح -أقصى جنوبي قطاع غزة- لجأت مجموعة من المواطنين إلى الكتب الثقافية الموجودة في مكتبة "البحرين"، التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" لاستخدامها في إشعال النيران.
هذه المكتبة، التي شكلت دائما قبلة للمثقفين والقراء وللأنشطة الثقافية والفكرية، تحولت إلى مصدر للوقود "الورقي" الذي يسهم في إشعال النيران لطهي الطعام.
وأفاد شهود عيان يقطنون بالقرب من هذه المكتبة، للأناضول، إن مجموعة من المواطنين دخلوا قبل أسابيع هذه المكتبة، وأخرجوا مجموعات من كتبها لحرقها.
فلسطينيون يجمعون كتبا من أنقاض مركز ثقافي بعد غارة إسرائيلية على رفح في جنوب قطاع غزة (الفرنسية)بدوره، قال المدون الفلسطيني حمزة أبو توهة في منشور على فيسبوك في 25 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، "مكتبة البحرين المليئة بما لذ وطاب من كتب وموسوعات نشأتُ في أحضانها منذ تأسيسها قبل 13 عاما، مررت بجانبها اليوم، فوجدت الناس قد فتحوها وأخذوا كل ما فيها من كتب وأرفف وأخشاب حتى يشعلوا نارا تصنع لهم الخبز بعد انعدام الغاز والوقود".
وأضاف أبو توهة "جلست على ركبتي أبكي على مشهد الكتب والموسوعات التي يحملها الناس للحرق، بعد أن أحرق كثير منهم ملابس لهم لذلك الغرض".
وتحتوي مكتبة البحرين التابعة لـ"أونروا"، والتي يوجَد فرعان منها الأول في جباليا شمالي القطاع والثاني في رفح، آلاف الكتب كما تضم مختبرا للحاسوب وقاعة سينمائية ثلاثية الأبعاد.
رجل غزي يجمع الكتب والورق لاستخدامه وقودا لطهي ما تيسر من الطعام (الفرنسية) من غير طعاموكانت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الدولية قالت، أول أمس الاثنين، إن استخدام الحكومة الإسرائيلية "تجويع" المدنيين كسلاح في غزة، يعتبر بمثابة "جريمة حرب".
وأضافت المنظمة في تقرير لها "الجيش الإسرائيلي يتعمد منع إيصال المياه والغذاء والوقود، بينما يعرقل عمدا المساعدات الإنسانية، ويجرّف المناطق الزراعية، ويحرم السكان المدنيين من المواد التي لا غنى عنها لبقائهم".
ومن جهته، قال عمر شاكر، مدير شؤون إسرائيل وفلسطين في المنظمة، "لأكثر من شهرين، تحرم إسرائيل سكان غزة من الغذاء والمياه، وهي سياسة حث عليها مسؤولون إسرائيليون كبار أو أيّدوها، وتعكس نية تجويع المدنيين كأسلوب من أساليب الحرب".
وأضاف شاكر "تضاعف الحكومة الإسرائيلية عقابها الجماعي للمدنيين الفلسطينيين ومنع المساعدات الإنسانية باستخدامها القاسي للتجويع كسلاح حرب".
وفي 6 ديسمبر/كانون الأول الجاري، أفاد برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، أن 9 من كل 10 أسر في شمال غزة، وأسرتين من كل ثلاث في جنوب غزة، أمضوا "يوما كاملا وليلة كاملة على الأقل دون طعام"، بحسب التقرير.
بسبب نفاد الحطب من غزة لجأ الفلسطينيون مؤخرا لحرق الكتب للاستمرار في الحياة بأقل المقومات (الجزيرة) مضاعفات صحيةولا يعد خسارة الكتب التي يتم حرقها خسارة معرفية فقط، بل إن الدخان المنبعث عنها يسبب مضاعفات صحية خاصة في الجهاز التنفسي للأشخاص الذين يجلسون قبالته، أو يتعرضون له مباشرة.
النازحة أم رائد أبو غالي، التي تعيش في إحدى خيام النزوح قرب الحدود المصرية الفلسطينية، قالت إنها تشعل النيران بشكل يومي باستخدام الورق المأخوذ من كتب مدرسية.
وأضافت، "ابنتي جلبت معها بعض الكتب المدرسية خلال رحلة النزوح من مخيم الشاطئ للاجئين الفلسطينيين غرب مدينة غزة، فاستخدمتها في إشعال النيران لصناعة أكواب الشاي الساخنة، وبعض الطعام وفق ما توفر لديها من مساعدات إنسانية يتم توزيعها".
وأوضحت أنها قبل رحلة النزوح، كانت تستخدم الحطب لإشعال النيران، لافتة إلى أن استنشاقها المتكرر لدخان هذه المواد المحترقة أصابها بصعوبة في التنفس.
ويتعذر على أبو غالي التوجه للمراكز الصحية أو المستشفيات التي تعمل وفق نظام الطوارئ من أجل تلقي العلاج، معربة عن تخوفها من تفاقم وضعها الصحي.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، حذرت منظمة الصحة العالمية من انتشار الأمراض جراء اكتظاظ النازحين في الملاجئ، وتعطل عمل النظام الصحي في بعض المناطق.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: إشعال النیران من أجل
إقرأ أيضاً:
حصاد 2024.. ما الذي بحث المصريون عنه عبر جوجل في 2024؟
تفصلنا أيام قليلة على انتهاء عام 2024، الذي شهد الكثير من الأحداث، وحظيت على اهتمام الجميع بالبحث عنها، لتصبح الموضوعات الأكثر رواجًا لهذا العام، وكشف المتصفح الشهير جوجل عن الموضوعات التي بحث عنها المصريون في 2024.
ما الذي بحث المصريون عنه عبر جوجل في 2024؟وفي هذا الصدد، تستعرض «الأسبوع»، لزوارها ومتابعيها كل ما يخص ما الذي بحث المصريون عنه عبر جوجل في 2024، وذلك من خلال خدمة إخبارية شاملة يقدمها الموقع على مدار اليوم من هنا.
ما الذي بحث المصريون عنه عبر جوجل في 2024؟ ما الذي بحث المصريون عنه عبر جوجلأعلنت جوجل عن أبرز الموضوعات التي بحث عنها المواطنون في جميع أنحاء العالم، على مدار 2024، والتي تطلق عليها اسم Year in Search 2024، وكانت أغلب عمليات البحث من قبل المواطنين كانت تتعلق بـ الموضوعات الاقتصادية والفنية والرياضية والسياسية، بالإضافة إلى قضايا الرأي العام، وجاءت أكثر الموضوعات التي بحث عنها المصريون عبر جوجل في عام 2024 كالتالي:
ما الذي بحث المصريون عنه عبر جوجل في 2024؟ قائمة الأكثر بحثاً في الأخبارالمنتخب المصري في الألعاب الأولمبية
انخفاض قيمة الجنيه المصري (التعويم)
مشروع رأس الحكمة
مرض جدري القرود
الهجوم على رفح
الهجوم على القدس
قضية سفاح التجمع
الانتخابات الأمريكية
تظلمات الثانوية العامة
الحرب على لبنان
ما الذي بحث المصريون عنه عبر جوجل في 2024؟ قائمة الأكثر بحثاً في الشخصيات:محمد عبد المنعم
وسام أبو علي
جميلة عوض
صبحي خليل
يحيى عطية الله
أشرف داري
معتز عزايزة
حسين فهمي
يوسف ايمن
وائل الدحدوح
ما الذي بحث المصريون عنه عبر جوجل في 2024؟ قائمة الأكثر بحثاً في المسلسلاتحق عرب
حالة خاصة
المداح 4
نعمة الأفوكاتو
الحشاشين
العتاولة
كوبرا
عمر أفندي
مطعم الحبايب
برغم القانون
جوجل قائمة الأكثر بحثاً في الأفلامولاد رزق 3
شقو
السرب
الإسكندراني
الحريفة
أبو نسب
اللعب مع العيال
Inside Out 2
فاصل من اللحظات اللذيذة
Venom
ما الذي بحث المصريون عنه عبر جوجل في 2024؟ قائمة الأكثر بحثاً في كرة القدم المصريةالأهلي ضد سيراميكا كليوباترا
مصر ضد الكونغو الديمقراطية
الرأس الأخضر ضد مصر
مصر ضد غانا
الأهلي ضد مازيمبي
مصر ضد موزمبيق
الزمالك ضد الأهلي
نادي سيمبا ضد الأهلي
نادي ميدياما ضد الأهلي
بوتسوانا ضد مصر
جوجل تطلق رقاقة «Willow» الكمومية.. كيف تؤثر على مستقبل العملات المشفرة؟
أبرزها «باحث جوجل العكسي».. أدوات للتأكد من صحة الصور المنشورة على الإنترنت
«جوجل» تدخل وضع الذكاء الاصطناعي الجديد إلى محرك البحث