جريدة الرؤية العمانية:
2024-07-29@05:27:50 GMT

يا تُرى إلى أين يتجه هذا الإنسان؟

تاريخ النشر: 20th, December 2023 GMT

يا تُرى إلى أين يتجه هذا الإنسان؟

 

 

خالد بن أحمد الأغبري

 

تُعد المعاناة الشديدة التي يتعرض لها الإنسان السوي الذي نشأ في بيئة فاضلة وصالحة، ويؤدي من خلالها حقوق وواجبات دينه ويعمل من أجلها على القيام بمسؤولياته، وله فيها محطات إيجابية ومفاهيم ثقافية رصينة وشريعة ثابتة مدعومة بمنظومة فاعلة من المبادئ الحميدة التي ترتكز أهدافها وغاياتها على قواعد الفطرة السليمة ذات البعد الديني والقيم المثلى.

هذه المُعاناة- بلا شك- من أهم وأشد التحديات التي تواجه هذا الإنسان في تشكيل هيكلة أبجدياته ومفرداته وأوضاعه الاجتماعية والاقتصادية وبناء شخصيته الإسلامية المتزنة ورؤيته المعتدلة التي تمنحه القدرة والخبرة الكافية والمعرفة التامة بأمور حياته بغية التكيف مع الآخرين الذين يدينون بدين الحق ويعملون على تنقية النفس من شوائب الحياة، في حين عندما ننظر في مقابل ذلك نجد أن هناك من يَكُن لهذا الإنسان العداء المستميت ويُخطط ويعمل على القيام بتحجيم دوره والتأثير على نشاطه وعلى سلوكه وعلى ثقافته ليصل به الأمر لأن يكون من ذوي النظرة البائسة والشخصية السلبية التي تدفع بنفسها إلى انتكاسة خطيرة في الفكر واضطرابات مؤثرة في العقل وتفكك عميق في السلوك، بجانب ما قد يعترضه بسبب ذلك الحقد الدفين والكراهية المتأصلة بين عظمة الحق وأهله ومهزلة الباطل وأهله والتي تطورت أساليبها ونفوذها في سياق المصادمات المُتنامية بين أفراد المجتمعات وعلى كافة المستويات وفي أغلب المجالات، بفعل تلكم الأيادي الخفية التي تؤدي دورًا بارزًا من وراء الستار دون حياء أو خوف أو رادع وذلك لرفع معدلات تسلطها وهيمنتها من أجل فرض وصايتها وإحكام قبضتها الخبيثة وتدخلاتها السافرة في سياسات الدول واقتصادياتها وقرارتها السيادية، واستغلال مصادر رزقها ومواردها ومحاربة الآخرين بالقتل المباشر وغير المباشر وبطرق خفية وأوبئة جرثومية مدمرة للبشرية.

لقد أصبحت الشعوب المستضعفة تواجه تحديات صعبة ومقلقة وغير آمنة نتيجة تلك الهيمنة والفساد الأخلاقي والثقافي والمادي المنظم الذي تفشى بشكل لم يقف عند حد مُعين بقدر ما هو يتجدد في أساليبه ويتمدد في تنفيذ مخططاته وسمومه الرامية إلى قتل خصوصية وكرامة الإنسان في سياق مخططاتهم وبرامجهم التي تتمحور أهدافها إلى تخفيض عدد سكان الكرة الأرضية بحيث لا يتعدى العدد الذي يرونه مناسبًا حسب خطتهم ونظرتهم التشاؤمية وعقليتهم الفاسدة، وذلك في مخالفة صريحة لأوامر الله ونهيه سبحانه وتعالى عن قتل النفس: "وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمً" (النساء: 93). صدق الله العظيم.

بينما هناك الكثير من الدول المتسلطة جعلت من منهجها وإستراتيجياتها وقبيح أفعالها وسوء نواياها الترويج والتشجيع على إثارة الدسائس والفتن وقتل الأنفس بدون وجه حق وازهاق الأرواح وإجهاض الأجنة وتدمير الدول، وهي تعمل من خلال ذلك على خلفية استباحت دماء النَّاس وأعراضهم وحقوقهم المشروعة وممتلكاتهم الخاصة والعامة في إشارة واضحة وجلية تدعو إلى خلق التوترات والفوضى المؤدية إلى تفاقم الكثير من الحالات التي تقابلها ردود فعل عنيفة وخفية، وظهور ما يغضب الله في ملكوته، وذلك فيما يتمثل في جملة من العقوبات العنيفة والقاهرة والمدمرة بقدرته وعظمته سبحانه وتعالى؛ كالكوارث والأوبئة والأمراض الجرثومية التي تتحور تلقائيا وتلقي بظلالها وتتسبب في إثارة الذعر بين الناس، وهي التي تأتي في صورة رسائل مشفرة ومؤشرات تدعو إلى التأمل واليقظة ومراجعة النفس ومحاسبتها للكف عن مخالفة الله والعمل بما يرضيه، والانتباه لما هو قادم خشية الوقوع في المحظور.

فيا تُرى إلى أين يتجه هذا الإنسان؟ الذي تفرض عليه تلك القوانين العبثية المخالفة للفطرة والمعادية للشريعة والتي تبنى عليها ثقافات وسلوكيات تهدد البشرية بالانحطاط والتخلص من القيم والمبادئ الإنسانية والاجتماعية الحميدة والأخذ به إلى تيارات الفوضى والرذيلة والخروج عن جادة الصواب، نسأل الله العافية والمعافاة الدائمة في الدين والدنيا والآخرة «رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ ۚ» «رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا»، ولله عاقبة الأمور.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

مصدر رفيع المستوى للقاهرة الإخبارية: مصر أكدت تمسكها بوقف إطلاق النار بغزة

أكد  مصدر رفيع المستوى، أن مصر أكدت لكافة الأطراف المشاركة باجتماع روما تمسكها بضرورة الوصول لصيغة اتفاق تقضي بوقف فوري لإطلاق النار و ضمان دخول المساعدات الإنسانية لغزة. 

 

مندوب الجزائر بمجلس الأمن: ما يحدث فى غزة كارثة تهدد الإنسانية مندوب الصين بمجلس الأمن: يجب على المجتمع الدولي اتخاذ خطوات عاجلة لإنهاء معاناة غزة

 

أمريكا تسعى لإنشاء قوات حفظ سلام في قطاع غزة


 

وفي سياق متصل، كشفت وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم الجمعة، خطة أمريكا لإنشاء قوات حفظ سلام في قطاع غزة لوقف الحرب المبرمة بين حماس و الجيش الإسرائيلي.

 

أمريكا تسعى لإنشاء قوات حفظ سلام في قطاع غزة

وأكدت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية،أن خطة أمريكا تدرسها الإدارة الأمريكية بتشكيل "قوة حفظ سلام" في غزة، عقب انتهاء الحرب الجارية في القطاع بمشاركة دول عربية.

 

وأكدت الصحيفة العبرية، أن إسرائيل تدرس سرا حلا لواحدة من أكبر العقبات في طريق قضية "اليوم التالي" وهي السيطرة على قطاع غزة، فيما تسعى أمركيا لتهدة الوضع.

 

وبحسب تقرير الصحيفة العبرية الذي استندت فيه إلى تقارير لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، فإن الاجتماع الثلاثي الذي عقد الأسبوع الماضي في أبو ظبي بضيافة وزير الخارجية الإماراتي عبدالله بن زايد، والذي حضره من أمريكا  كبير مستشاري الرئيس جو بايدن لشؤون الشرق الأوسط بريت ماكغورك ومستشار وزارة الخارجية توم سوليفان، ومن الجانب الإسرائيلي وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر المقرب من رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، تمت منافشة "تصحيح" السلطة الفلسطينية بالتعاون مع الدول العربية والأوروبية وتشكيل قوة حفظ سلام بالقطاع.

 

وأوضحت أن الهدف هو إعطاء "تفويض استقرار" للسلطة المعدلة، التي قد يرأسها سلام فياض، الذي شغل منصب رئيس الوزراء الفلسطيني في الفترة 2007-2013.


وتقدر الإمارات أنه سيطلب من السلطة الفلسطينية تلقي دعم عسكري واستخباراتي من مختلف الدول.

 

وبحسب التقرير، وعلى الرغم من معارضة نتنياهو الشديدة للسلطة الفلسطينية، أكد ديرمر في الاجتماع أن إسرائيل قد توافق على ذلك في صمت.

 

وقال المسؤولون إن الدول العربية التي ظهرت كداعمة محتملة لهذه الخطة، هي مصر والمغرب وقطر والإمارات العربية المتحدة.

 

وتشمل الدول الأخرى التي تدعم الخطة الأمريكية إيطاليا والبرازيل ورواندا وإندونيسيا وربما "دولة رائدة" أخرى من آسيا الوسطى، كما أن الولايات المتحدة ليست غائبة أيضا عن القائمة.

 

وبحسب التقرير، فإن واشنطن ستساعد في القيادة والسيطرة، فضلا عن الدعم اللوجستي، من قاعدة قريبة لقطاع غزة في مصر.
وناقش دبلوماسيون البحث عن دعم لقوة حفظ السلام والاستقرار – التي قد تأتي من الجمعية العامة للأمم المتحدة وليس من مجلس الأمن، وذلك خوفا من الفيتو الروسي، وفق ما أوردت الصحيفة.

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة تدعو لضبط النفس على الحدود بين لبنان وإسرائيل
  • الخارجية : إن استهتار الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية بدماء الفلسطينيين عكس سقوط كل الشعارات التي ضللت بها هذه الدول شعوب العالم حول العدالة وحقوق الإنسان والمساواة ومحاربة التمييز العنصري
  • اللمسة المغربية حاضرة..حفل افتتاحي كبير يدشن رسميا أولمبياد باريس(فيديو)
  • الآيلون للسقوط
  • الضرائب: هل هي جباية مشروعة؟!
  • حرب العار
  • مصدر رفيع المستوى للقاهرة الإخبارية: مصر أكدت تمسكها بوقف إطلاق النار بغزة
  • الكشف عن خطة أمريكية لتشكيل “قوة حفظ سلام” في غزة
  • بعد عنتيبي والملء الخامس.. هل ضاع النيل؟
  • بمشاركة دول عربية.. الكشف عن خطة أمريكية لتشكيل “قوة حفظ سلام” في غزة