السفير آلا: ضرورة تعزيز التضامن والتعاون العربي لمواجهة تحديات الحروب والأزمات
تاريخ النشر: 20th, December 2023 GMT
القاهرة-سانا
أكد مندوب سورية الدائم لدى جامعة الدول العربية السفير حسام الدين آلا ضرورة تعزيز التضامن والتعاون العربي المشترك لمواجهة تحديات الحروب والأزمات والتعامل معها بشكل منسق، مشيراً إلى جهود سورية للتعامل مع مفرزات الحرب العدوانية عليها رغم الظروف الاقتصادية الصعبة والتدابير القسرية الأحادية المفروضة عليها.
وجدد السفير آلا في بيان ألقاه خلال الدورة الثالثة والأربعين لمجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب، موقف سورية الداعي إلى الوقف الفوري للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ومعالجة تداعياته الخطيرة، وإيصال المساعدات الإغاثية بشكل فوري ومستدام إلى داخل القطاع.
وقال السفير آلا: “نجتمع اليوم في ظل مأساة إنسانية غير مسبوقة يكابدها الشعب الفلسطيني نتيجة العدوان الإسرائيلي الوحشي المستمر على قطاع غزة، وحرب الإبادة الجماعية التي يشنها كيان الاحتلال الإسرائيلي بدعم غربي منذ 74 يوماً على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وخارجه، والتي خلفت دماراً واسعاً وجعلت أكثر من مليوني فلسطيني ضحايا دوامة قتل متواصل تمارسه آلة الحرب الإسرائيلية التي تستمر بارتكاب مجازر وجرائم تجاوزت في وحشيتها مستوى جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية”.
وأضاف: إنه “من المثير للاستنكار أن يستمر العدوان الإسرائيلي، في ظل شراكة وحماية كاملة من الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين، وإفشال قدرة ما يسمى المجتمع الدولي على التصدي للمجازر والانتهاكات الجسيمة والممنهجة لقواعد القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، والتي يرتكبها كيان الاحتلال الإسرائيلي، وعلى محاسبة المسؤولين عنها، بسبب نفاق الدول الغربية التي تدعي الحرص على القيم والحقوق الإنسانية، في الوقت الذي تجاوز فيه سلوكها خلال العدوان على غزة مستوى المعايير المزدوجة، ليؤكد تبنيها معياراً واحداً يتمثل في دعم كيان الاحتلال الإسرائيلي المطلق وإطلاق يده في القتل المتعمد للمدنيين”.
وتابع السفير آلا: “تجدد سورية التأكيد على أولوية الوقف الفوري للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ومعالجة تداعياته الإنسانية الخطيرة عبر إيصال المساعدات الإغاثية بشكل فوري ومستدام إلى داخل القطاع، وبكميات كافية تمكن من الاستجابة للاحتياجات الإنسانية الملحة للسكان، وعلى أهمية تمكين الشعب الفلسطيني من الصمود على أرضه وإفشال الخطط الإسرائيلية لتهجيره القسري وتصفية القضية الفلسطينية”.
وبين أن سورية “تشدد على أن العدوان الإسرائيلي والمأساة الإنسانية في قطاع غزة هو جزء من مأساة أكبر يتعين ألا تغيب عن أذهاننا، هي الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين ولبقية الأراضي العربية المحتلة، فالاحتلال هو جوهر المشكلة، وما يجري في غزة على بشاعته ووحشيته هو أحد مفرزات هذا الاحتلال الذي يتعين مواجهته بشكل جماعي وفاعل”.
وأكد مندوب سورية الدائم لدى جامعة الدول العربية أن “اجتماعنا في ظل تطورات إقليمية ودولية متسارعة يستوجب تعزيز التضامن والتعاون العربي المشترك لمواجهة التحديات والتعامل معها بشكل منسق، فالحروب والأزمات التي أشعلتها دوائر معروفة، وتحديات الإرهاب والاحتلال والتدابير القسرية الأحادية التي واجهت العديد من دول المنطقة، ومنها سورية، وما رافقها من كوارث طبيعية ونتائج سلبية للتغير المناخي والجفاف، تركت تبعاتها السلبية على مختلف مناحي الحياة، وساهمت في تراجع مؤشرات التنمية المستدامة وتزايد الاحتياجات الإنسانية فيها، وعكست مسار سنوات من التقدم المحرز في تحقيق الأهداف الإنمائية المتفق عليها دولياً”.
وبين أنه “على الرغم من الظروف الاقتصادية الصعبة والتدابير القسرية الأحادية المفروضة عليها، تبذل الجمهورية العربية السورية جهوداً كبيرةً وفق الإمكانات المتاحة في التعامل مع مفرزات الحرب العدوانية عليها، من إرهاب واحتلال أمريكي وتركي لأجزاء من أراضيها وحصار اقتصادي على الشعب السوري، وفي التعامل كذلك مع الاحتياجات الإنسانية الكبيرة بعد كارثة الزلزال الذي ضرب أربع محافظات في السادس من شهر شباط من العام الحالي”.
وفيما يتعلق بالمحاور الأساسية التي يتناولها جدول أعمال المؤتمر أكد السفير آلا أن “الحكومة السورية تسعى في محور القضاء على الفقر متعدد الأبعاد إلى معالجة هذه الحالة، عبر استهداف الأسر الأكثر احتياجاً من خلال تعويض الفاقد التعليمي الذي أفرزته الحرب، وإعادة دعم القطاع الصحي، والتوجه نحو دعم المشروعات الصغيرة”.
ولفت إلى أن “العجز الكبير في التمويل المخصص لعمل الوكالات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة على الأراضي السورية خلال العام 2023 وخطط العام 2024، يشكل تحدياً جدياً على صعيد مكافحة الفقر متعدد الأبعاد”.
وأشار السفير آلا إلى أن “وزارة الشؤون الاجتماعية تنتهج نهجاً عاماً يسهم في تطبيق العقد العربي الثاني للأشخاص ذوي الإعاقة، ولا سيما فيما يتعلق بالتصنيف العربي الموحد للأشخاص ذوي الإعاقة، وتأهيل الأطفال منهم حسب الإعاقات التي يعانون منها، وتسعى إلى تسهيل وصول الأشخاص ذوي الإعاقة إلى وسائل التكنولوجيا الحديثة من خلال استثمار ودعم المبدعين وتدريب وتأهيل الراغبين باستخدام التكنولوجيا الحديثة، والسعي إلى الحصول على أدوات تكنولوجية خاصة باستخداماتهم، وصولاً إلى إدماجهم في كل النظم الرقمية ضمن خطة الحكومة الإلكترونية التي يتم العمل عليها”.
ولفت إلى أنه “خلال العام الحالي، أقرت الحكومة السورية الاستراتيجية الوطنية لكبار السن التي تعكس التزام الدولة ببناء بيئة داعمة لكبار السن تحترم خصوصياتهم واحتياجاتهم وتوفر الدعم النفسي لهم، وتتواءم مع الأطر الدولية ذات الصلة، ولا سيما خطة عمل مدريد الدولية للشيخوخة (2002) وأجندة التنمية المستدامة”.
وأكد السفير آلا أنه “يتم التركيز، فيما يتعلق بحماية الطفل، على مشروعات الحماية وتسهيل حصول المستفيدين على الخدمات الاجتماعية في كل المناطق السورية دون تمييز، كما يتم العمل على إنجاز الاستراتيجية الوطنية للطفولة المبكرة وإعداد الخطة الوطنية لحماية الطفولة التي تهدف إلى رسم الإطار المتكامل للتوجهات والسياسات المتعلقة بتنمية الطفولة المبكرة”.
وأشار السفير آلا إلى ترحيب سورية بطرح ملف الهجرة وتشميله ضمن أجندة الدورة الثالثة والأربعين، لما يخلفه من آثار اجتماعية واقتصادية تتمثل بهجرة الكفاءات واليد العاملة وارتفاع معدلات العنوسة وقلة الكوادر وتشتت الأسرة التي هي نواة العائلة المجتمعية، وبإدراج بند تقديم الدعم للشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
كلمات دلالية: الاحتلال الإسرائیلی السفیر آلا قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
الإسلام الأخضر لمواجهة تحديات البيئة والمناخ بإندونيسيا
تعد إندونيسيا، التي يبلغ عدد سكانها 228 مليون نسمة (عام 2023)، إحدى أكثر الدول تلوثا في العالم وأكثرها عرضة للكوارث الطبيعية، ومع تفاقم المشاكل البيئية وتزايد تأثيراتها ظهرت حركة جديدة في الأرخبيل تحت اسم "الإسلام الأخضر"، باتت رائدة في العمل البيئي والمناخي.
وتتلخص فكرة الحركة في استلهام تعاليم الإسلام -الذي ينتسب إليه 87% من السكان- من أجل معالجة المشاكل البيئية ورفع مستوى الوعي بين الإندونيسيين بالتحديات الجمة التي تواجه البلاد في هذا السياق، فيتولى المتدينون المسلمون المسؤولية الأساسية عن تغيير العقليات لمكافحة تغير المناخ في إندونيسيا، التي تعد من بين أكبر مصادر انبعاثات غازات الاحتباس الحراري عالميا.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2"إيدلمان" تثير شبهة تضارب مصالح بمؤتمر المناخ المقبل بالبرازيلlist 2 of 2وسائل التواصل الاجتماعي.. بصمة كربونية تتضخم بالتراكمend of listتواجه إندونيسيا بجزرها، التي يزيد عددها عن 17 ألف جزيرة، مأزقا حقيقيا فيما يتعلق بالبيئة والمناخ، فإضافة إلى مشكلة التخلص من النفايات، تحضر مشكلتا المناخ الرئيسيتان في البلاد، وهما توليد الطاقة بالفحم وإزالة الغابات.
ويعد هذا البلد الآسيوي أكبر مصدر للفحم الحراري في العالم، وكذلك أكبر منتج لزيت النخيل، مما يؤدي إلى انبعاثات كبيرة لثاني أكسيد الكربون بفعل إزالة مساحات كبيرة من الغابات كل عام لإنتاج زيت النخيل أو التنقيب عن المعادن. كما ازدادت حرائق الغابات والفيضانات حدةً نتيجة للطقس المتطرف الناجم عن ارتفاع درجات الحرارة.
إعلانكما تمتلك إندونيسيا احتياطات هائلة من النيكل، المُستخدم في بطاريات السيارات الكهربائية، لكن معالجته تتطلب حرق الوقود الأحفوري. وقد شنّ الرئيس المنتخب برابوو سوبيانتو حملة لتوسيع إنتاج الوقود الحيوي الذي قد يُؤدي ضمنيا إلى مزيد من إزالة الغابات ومزيد من التلوث.
ومن شأن هذا النموذج الاقتصادي أن يلحق الضرر بالسكان، فانبعاثات غازات الاحتباس الحراري من محطات الطاقة وإزالة الغابات تُؤثر بشكل كبير على صحة سكان الأرياف وسبل عيشهم، حيث تعاني العديد من المقاطعات النائية والفقيرة في إندونيسيا من الجفاف بشكل منتظم، مما يؤدي أيضا إلى تفاقم الفقر في البلاد.
في ساحة مارديكا بالعاصمة الإندونيسية جاكرتا، لا يعد مسجد الاستقلال المهيب أحد أكبر المساجد في جنوبي شرقي آسيا وأضخمها من حيث البناء والقدرة الاستيعابية فقط، بل بات أيضا رائدا ضمن توجه "الإسلام الأخضر" ومنبرا للتوعية بالثقافة البيئية والمناخية.
وأصبح المسجد، الذي يمكن أن يستوعب نحو 200 ألف مصل، شاهدا على ما يمكن تحقيقه في الالتزام بالمعايير البيئية، حيث تم تركيب 500 لوح شمسي لتنخفض فاتورة كهرباء المسجد بنسبة 25%. وبفضل صنابير المياه البطيئة التدفق ونظام إعادة تدوير المياه، يستهلك المصلون كميات أقل بكثير من المياه للوضوء قبل الصلاة.
وبهذه المعايير البيئية بات مسجد الاستقلال أول مسجد في العالم يحصل على شهادة بناء أخضر من مؤسسة التمويل الدولية التابعة للبنك الدولي. وصرح الإمام الأكبر نصر الدين عمر بأنه يسعى إلى تحويل 70% من مساجد إندونيسيا، البالغ عددها 800 ألف مسجد، إلى "مساجد صديقة للبيئة".
ففي إحدى خطب الجمعة، يقول الإمام نصر الدين عمر -الذي يعد رمزا لحركة "الإسلام الأخضر"، وهو أيضا وزير الشؤون الدينية بجمهورية إندونيسيا- إن "من عيوبنا البشرية القاتلة أننا نعامل الأرض كشيءٍ عادي. كلما ازداد جشعنا تجاه الطبيعة، اقترب يوم القيامة".
ويقدم الإمام الأكبر حلولا من خلال تعاليم الإسلام، قائلا "كما هو الحال في صيام رمضان، فإن من واجب كل مسلم أن يكون حارسا للأرض. وكما هو الحال في الصدقات، ينبغي على أتباعه الوقف على الطاقة المتجددة، وهو نوع من التبرعات الدينية. وكما هو الحال في الصلاة اليومية، ينبغي أن تكون زراعة الأشجار عادة".
إعلانوتُعدّ البيئة موضوعا محوريا في خطب الإمام نصر الدين عمر، فبعد أن شعر بالانزعاج من النفايات التي تُلوّث النهر الذي يقع عليه المسجد، أمر بتنظيفه. وبعد أن صُدم بفواتير الخدمات الباهظة، قام بتجهيز أكبر مسجد في جنوبي شرقي آسيا بألواح شمسية، وصنابير مياه بطيئة التدفق، ونظام لإعادة تدوير المياه، مؤكدا أنه يتبع تعاليم الإسلام بالاهتمام بالطبيعة والحفاظ عليها.
وقال الإمام الأكبر نصر الدين عمر في هذا السياق "باعتبارنا دولة بها أكبر عدد من المسلمين في العالم، يتعين علينا أن نكون قدوة حسنة للمجتمع الإسلامي".
وتحظى حركة "الإسلام الأخضر" أيضا بدعم من منظمتي "نهضة العلماء" و"المحمدية"، وهما أكبر منظمتين إسلاميتين شعبيتين في البلاد، وتتوليان تمويل المدارس والمستشفيات والخدمات الاجتماعية. وقد وظّفت نهضة العلماء الناشط البيئي المعروف في إندونيسيا آك عبد الله القدوس في برنامجها "الروحي البيئي" الذي يستخدم التعاليم الإسلامية لتعزيز الحفاظ على البيئة.
كما أصدر مجلس العلماء في إندونيسيا، وهو أعلى هيئة دينية إسلامية في البلاد، فتوى في مارس/آذار 2024 مؤكدا أن جميع الإجراءات التي تسبب أضرارا بالطبيعة أو البيئية وتسهم في أزمة المناخ، بما فيها إزالة الغابات وإطلاق انبعاثات زائدة، هي محرمة في الإسلام.
وعلى الصعيد السياسي بات توجه "الإسلام الأخضر" مؤثرا وفعالا، حيث أكدت حكومة الرئيس السابق جوكو ويدودو تعاونها مع العلماء والمجتمعات الإسلامية وقادتها والمنظمات الإسلامية لتحديد هدف تحقيق صافي انبعاثات صفري بحلول عام 2060.
من جهتها وقعت وزارة البيئة والغابات اتفاقية شراكة مع جمعية نهضة العلماء، أكبر منظمة إسلامية في البلاد، بهدف تحسين الإدارة البيئية والغابات المستدامة.
وتماشيا مع دور حركة "الإسلام الأخضر" أصدر كبار علماء الدين في البلاد فتاوى حول كيفية الحد من تغير المناخ والحفاظ على البيئة، ويدعو نشطاء الأحياء أصدقاءهم وعائلاتهم وجيرانهم والمدارس إلى الحفاظ على البيئة باعتبار ذلك من صميم الدين الإسلامي وضمن تعاليم القرآن الكريم.
إعلانويؤكد أنصار حركة "الإسلام الأخضر" أن تعليم 200 مليون مسلم الاهتمام بالبيئة في علاقته الراسخة بالدين الإسلامي يمكن أن يؤدي إلى التغيير البيئي والمناخي.
وفي هذا السياق، يقول هايو برابوو، رئيس قسم حماية البيئة في مجلس علماء إندونيسيا أعلى سلطة إسلامية في البلاد، لصحيفة نيويورك تايمز الأميركية "الناس لا يصغون للقوانين، فهم لا يكترثون بها. إنهم يصغون إلى الزعماء الدينيين لأن قادتهم يقولون إنه يمكنك الفرار من القوانين الدنيوية، لكن لا يمكنك الفرار من قوانين الله".
ويشير برابوو إلى أن الفتاوى الصادرة عن المجلس ليست ملزمة قانونا، لكن كان لها تأثير ملحوظ، إذ إن دراسات وجدت أن سكان المناطق الغنية بالغابات وأراضي الخث أصبحوا الآن أكثر وعيا بخطأ إزالة هذه الأراضي بسبب الفتاوى التي تُحرّم هذه الأنشطة.
يقول آك عبد الله القدوس -وهو ناشط بيئي في مقاطعة جاوة الشرقية- "مهمتنا أن نكون خلفاء الأرض، حماتها. هذه هي رسالة الإسلام"، وكان القدوس قد حاول الجمع بين حملة غرس الأشجار والاحتفال بالمولد النبوي الشريف، ورغم الصعوبات التي اعترضته في البداية، ازداد الدعم له مع مرور الوقت، فأسس مجموعة بيئية تحت اسم "الجيش الأخضر".
ويعمل هذا الجيش الذي يتكون من مجموعة من المتطوعين على حملات تشجير وإعادة تشجير جبل ليمونغان، وهو بركان صغير قُطعت فيه 2000 هكتار من الغابات المحمية، وبفضل عمل المجموعة باتت المنطقة مجددا مغطاة بأشجار الخيزران والفاكهة الخضراء.
في مدينة بوسط جاوة نشأت الطفلة "إيلوك فايكوتول موتيا" على مشاهد قطع أشجار غابات الساج لصالح شركة أثاث تملكها عائلتها. باتت إحدى وظائفها الأولى باحثة في منظمة السلام الأخضر (غرينبيس)، وأسست لاحقا منظمة "إنتر نوسانتارا"، وهي منظمة تهدف إلى توعية الشباب بشأن تغير المناخ، وهي تقول إنها أرادت "أن تكفر عن خطايا والدي في الأرض".
إعلانوتعتقد موتيا أن الإسلام يمكن أن يقدم للإندونيسيين رسالة أكثر لطفا بشأن الحفاظ على البيئة، مشيرة إلى استطلاع وجد أن المسلمين الإندونيسيين يستمعون إلى الزعماء الدينيين أكثر من المسؤولين ووسائل الإعلام والرئيس.
وبشكل ما، ساهم التأثير الهائل لمختلف المنظمات الإسلامية في تعزيز الوعي البيئي في البلاد والدفع نحو سياسات بيئية وطاقية أكثر مسؤولية، وتسعى وزارة التعليم والثقافة في إندونيسيا أيضا إلى جعل البيئة جزءا أساسيا من أساسيات التعلم لدى الطلاب منذ سن مبكرة ودمج التعليم البيئي والممارسات المستدامة في برامجها، استلهاما لانتشار تأثير حركة "الإسلام الأخضر".
وتُظهر إندونيسيا التي تضم أكبر عدد من السكان المسلمين في العالم كيف يمكن للدين أن يكون محركا قويا في الحركة لحماية الكوكب من أزمة المناخ والحفاظ على البيئة، وقد بدأت حركة "الإسلام الأخضر" بدورها تتخذ بعدا عالميا.