أكد رئيس رابطة الجامعات الإسلامية الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى أن الفكر الإنساني مستمر في حراكه وتغيراته مشددا في الوقت ذاته على أن هذا الفكر الإنساني ليس مقدسا.


وقال العيسى ، في المحاضرة التذكارية "مستجدات الفكر بين الشرق والغرب" والتي ألقاها اليوم الأربعاء في جامعة القاهرة وقدم لها الاستاذ الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس الجامعة ، إن الفكر الإنساني مادام حيا يقظا فإنه سيكون يوميا أمام معلومة جديدة ووقائع مدهشة بل وربما صادمة.

.مضيفا : "أن العقل المفكر ما دام في كامل بصيرته لابد أن يكون له شأن في تلك المستجدات ، وأننا نشهد في تواصلنا مع الآخرين ما لا يخطر على بال ولا خيال".


واعتبر أن "الفكر الإنساني ليس مقدسا" وأن النص المقدس هو القرآن الكريم وما ثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم لأن الشرع كامل والدين كامل .. مستشهدا بالآية الكريمة "اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي".


وأوضح أنه لا تجديد في الدين وإنما يتجدد الاجتهاد وانزال النص الشرعي على الواقع لتحقيق مقصد الشرع والتي تتمثل في مصلحة الدين والدنيا..قائلا : "إن تجديد الخطاب الديني إنما يتحدث عن القاعدة الفقهية التي تناولها العلماء بتغير الفتاوى وتغير الزمان والمكان أي ما يتعلق بالقدرة على استيعاب النص وانزاله على الواقع والتحرر من التبعية العمياء لأي اجتهاد تم بناؤه على ظرفه الزماني والمكاني".


ودعا العيسى إلى "عدم تصدير الفتاوى خارج ظرفيتها الزمانية والمكانية" .. لافتا إلى ضرورة وجود بيئة علمية تعمل على تنشيط المحاضن العلمية لاسيما الكليات الشرعية حتى نعمل على إنجاز ملكة فقهية.


وقال :"إننا نقدر ونحترم الجميع ولكن لا تقديس إلا للقران الكريم وسنة الرسول نحترم الجميع لكن العصمة فقط هي لكتاب الله وسنة رسوله".. معتبرا أن الفقيه الحق يحترم من سبقوه لكن يجتهد في سياق زمانه ومكانه ملتمسا مقاصد الشريعة من صلاح الدين والدنيا معا.


وفي هذا السياق .. استشهد بالإمام الشافعي الذي قال إن رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب فهو مثل أعلى منزله للرقي الفقهي بسمة العالم الراسخ ، وحين غادر العراق إلى مصر بدل اجتهاده مراعاة للبيئة الجديدة والزمان والمكان المختلفين .. مشددا على أن الاستنباط والاجتهاد لا يغلق على أحد قاصرا على أحد دون آخر ولا زمان دون آخر ومن يملك الاجتهاد فليجتهد.


واعتبر أن الفكر الإنساني يمثل مسارا طويلا في موضوعاته المتعددة أو نقاشاته بمختلف مستوياته سواء دينيا أو سياسيا أو فلسفيا أو ثقافيا.. مشيرا إلى أن هناك إرثا كثيرا من الأفكار ومن ثم السجالات العميقة حول تلك الأفكار.


وقال : "إنه صاحب ذلك الفكر وقائع تاريخية وصلت إلى حد الصدامات والصراعات بل وصلت في بعض الأحيان إلى الحروب مع الأسف الشديد شرقا وغربا وإن كان في الغرب أكثر والتاريخ شاهد على ذلك".


ورأى أنه أيا كانت أسباب الصراعات الفكرية سواء كان الجهل هو السبب أو كان السبب في تضارب المصالح ايا كان نوعها فإنها (أي الصراعات) تمثل السجالات الصلبة بينما يمثل "التراث" سجالات القوى الناعمة التي لا تتجاوز محورها المسالم مهما تكن الحدود في السجال.


وانتقد الذين وقعوا في فخ الاستفزاز الديني والفكري لأنهم أساءوا لعدالة قضيتهم وشوهوها بل وخالفوا قيم دينهم الذي أرشد المسلم إلى الحكمة والموعظة الحسنة وخالفوا أيضا أمر الله بالدفع بالتي هي أحسن.


وقال : "إن الله أمرنا بالاعتراض والصد عن الجهلة وهم الجهلة الخلص، فكيف بما لا يجزم يقينا أنهم كذلك".. واصفا "سمة المؤمن" بأنه الحكمة البالغة ولهذا جاء الهدي الكريم بتأليف القلوب والرفق بها..مشددا على ضرورة الحوار بين الغرب والشرق فيما يمكن الحوار فيه للوصول إلى نقاط التقاء وأن من يقوم بالحوار المؤسسات الرسمية والأهلية والجامعات وكبريات المنصات الأكاديمية.
 

المصدر: صدى البلد

إقرأ أيضاً:

أمين المساعد للبحوث الإسلامية: القرآن دعا لدمج ذوي الهمم في المجتمع

شارك د. حسن يحيى الأمين المساعد للجنة العليا لشئون الدعوة، في احتفال كلية رمسيس للبنات لتخريج دفعة جديدة من ذوات الهمم نائبا عن الدكتور محمد الجندي الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية.

وقال “يحيى”، في كلمته، إن قوله تعالى (لَّيْسَ عَلَى الْأَعْمَىٰ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ) من الآيات القرآنية التي دعت إلى دمج ذوي الهمم في المجتمع، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يستخلف عبد الله بن أم مكتوم على المدينة في أسفاره. وكان يقول لأصحابه ( اذهبوا بنا إلى بني واقف ، نزور البصير " قال سفيان : “ حي من الأنصار ، وكان البصير ضرير البصر ”.

وأكد الأمين المساعد للجنة العليا أن الاهتمام بذوي الهمم يأتي من منطلق التكريم الإلهي في قوله تعالى (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا)، مشيرًا إلى أن ذوي الهمم كان منهم رواد الثقافة العربية وعمداء الادب العربي وشيوخ كانوا ملء السمع والبصر، فكتابات الأستاذ مصطفى صادق الرافعي الذي أصيب بالصمم لاتزال نبراسا للمثقفين والاكادمين، ومؤلفات الدكتور طه حسين لا تزال موضع دراسة وأخذ ورد مع كونه كفيف البصر.. أما الشيخ يوسف نصر الدجوي كفيف البصر فهو خطيب الأزهر ومحدثه، ومفسره، وقائد  الثورات ضد الاحتلال البريطاني.
كنا قدم يحي التهنئة للمتخرجات، وشكر إدارة المدرسة على هذا المجهود الطيب لبناتنا من ذوي الهمم.

مقالات مشابهة

  • فريحات .. هناك من يريد تصفية حساباته مع الحركة الإسلامية
  • انقطاع الكهرباء عن كامل محافظة دير الزور بسبب أعمال تخريب وسرقة تعرضت لها محطة أبو الفوارس
  • والي غرب كردفان يشيد بجهود منظمة “الإغاثة الإسلامية عبر العالم” ويدعو لمزيد من الدعم الإنساني
  • أمين المساعد للبحوث الإسلامية: القرآن دعا لدمج ذوي الهمم في المجتمع
  • رئيس الوزراء: تحديث مستمر لخطة أمن الطاقة وفقًا لتوجيهات الرئيس السيسي
  • مؤتمر الدراسات الإسلامية يضيء على المواطنة والهوية
  • الأمم المتحدة: نزوح 12 مليون لاجئ من السودان و30 مليون يفتقدون الدعم الإنساني
  • رابطة علماء اليمن تنظم لقاءًا بعنوان “لا عذر للجميع أمام الله في القعود عن نصرة غزة وفلسطين”
  • جدل الشريعة الإسلامية يتجدد في برلمان الأردن.. وتحريض واسع ضد الإخوان
  • كيف تعرف آيات سجود التلاوة في القرآن الكريم؟.. الإفتاء توضح