ما علاقة الإسلام بالكون وأسراره؟ وكيف تفاعل النبي مع الجمادات؟
تاريخ النشر: 20th, December 2023 GMT
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء، إن العلاقة بين الإنسان والكون تقوم على التوافق والانسجام، ومنذ هبط الإنسان إلى الأرض، وقد ارتبط تطوره العقلي والحضاري بحسن توافقه وتكيفه مع البيئة والكون، وحسن استخدامه وانتفاعه بمفردات الحياة، فلا يحق له بأي حال الإساءة إليه، بل يجب عليه احترامه ورعايته.
ما علاقة الإسلام بالكون وأسراره؟وأضاف علي جمعة، من خلال صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”: “المسلم، خاصة، يتعامل مع مخلوقات الله من منطلق الشعور بالمساواة معها، والمشاركة في العبودية لإله واحد، وترتبط علاقاته بغيره بمدى تعلقه والتفاته إلى ربه، فهو يتوجه بالحب إلى الله ومن خلال ذلك الحب يتوجه بالحب إلى ما أبدع وصنع، ولذلك نراه يستوي عنده ضعف المخلوقات وقوتها، حقارتها وعظمتها، لأن نظره لا يتعلق بها، بل يتعلق بخالقها القوي الحكيم.
وتابع: “لقد أعطى النبي ﷺ أصحابه درسا في حب الجماد والتفاعل معه ومجاوبته حينما حن إليه الجذع ومال، فَعَنْ جَابِرٍ: «كَانَ الْمَسْجِدُ مَسْقُوفًا عَلَى جُذُوعٍ مِنْ نَخْلٍ، فَكَانَ النَّبِيُّ - ﷺ - إِذَا خَطَبَ يَقُومُ إِلَى جِذْعٍ مِنْهَا، فَلَمَّا صُنِعَ لَهُ الْمِنْبَرُ، وَكَانَ عَلَيْهِ، فَسَمِعْنَا لِذَلِكَ الْجِذْعِ صَوْتًا كَصَوْتِ الْعِشَارِ- وهو صوت يخرج من الصدر فيه رقة-، حَتَّى جَاءَ النَّبِيُّ- ﷺ - فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهَا، فَسَكَنَتْ». [رواه البخاري]”.
وعندما مر النبي ﷺ على جبل أحد، وعلى الرغم من أنه كان موطنا أصاب المسلمين فيه قرحٌ وأصاب النبيَّ جرح، واستشهد عليه عمه حمزة بن عبد المطلب فحزن النبي لذلك، رغم ذلك فإنه أشار إليه وقال: «هَذَا جَبَلٌ يُحِبُّنَا وَنُحِبُّهُ» [البخاري]، فالجبل أحب المسلمين، والمسلمون يحبون هذا الجبل، وإن كان ما حدث في موقعة أحد أدعى أن يتشاءم المسلمون منه.
وشدد علي جمعة: “لم يكن هذا الأمر من التفاعل مع الجماد في البيئة الإنسانية مقصورا في حياة رسول الله ﷺ بعد بعثته، بل قبلها فقد قال ﷺ : «إِنِّي لأَعْرِفُ حَجَرًا بِمَكَّةَ كَانَ يُسَلِّمُ عَلَىَّ قَبْلَ أَنْ أُبْعَثَ، إِنِّي لأَعْرِفُهُ الآنَ» [مسلم]، فالنبي يذكر أنه لم يتجاهل الحجر بعد البعثة، بل ظل يعرفه ويتعلق به، ولم يفعل ذلك إلا لكونه مخلوقا لله أحبه وعظمه، فقد كان يسلم عليه قبل بعثته مبشرا له ومعلما بما سَيُكَلَّفُ به النبي من تحمل الرسالة وأدائها”.
واختتم عضو هيئة كبار العلماء قائلًا: “لم يكن تفاعل عالم الجماد مع رسول الله ﷺ مقصورا على العالم الأرضي، بل السماوي أيضا، فنجد القمر ينشق نصفين معجزة له، فَإِنَّ أَهْلَ مَكَّةَ سَأَلُوا رَسُولَ اللَّهِ - ﷺ- أَنْ يُرِيَهُمْ آيَةً فَأَرَاهُم انْشِقَاقَ الْقَمَرِ، قال الخطابي: انشقاق القمر آية عظيمة لا يعادلها شيء من آيات الأنبياء، لأنه ظهر في ملكوت السماء، والخطب فيه أعظم، والبرهان به أظهر ؛ لأنه خارج عن جملة طباع ما في هذا العالم من العناصر. [عمدة القاري شرح صحيح البخاري]".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الكون الدكتور علي جمعة هيئة كبار العلماء جبل أحد علی جمعة
إقرأ أيضاً:
"حزب الله" ينفي أي صلة له بأحداث الحدود اللبنانية السورية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
نفى "حزب الله" اللبناني، مساء الأحد، بشكل قاطع صحة ما تم تداوله بشأن أي علاقة له بالأحداث التي وقعت على الحدود اللبنانية السورية.
وأكدت العلاقات الإعلامية في الحزب، في بيان رسمي، أن "حزب الله" لا علاقة له إطلاقًا بتلك الأحداث، مشددة على الموقف الذي سبق وأعلنه مرارًا بعدم ارتباطه بأي تطورات داخل الأراضي السورية.
وفي وقت سابق، نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" عن المكتب الإعلامي في وزارة الدفاع السورية اتهامه لمجموعة تابعة لـ"حزب الله" بتنفيذ كمين على الحدود السورية اللبنانية قرب سد زيتا غرب حمص، حيث تم اختطاف ثلاثة من عناصر الجيش السوري وتصفيتهم ميدانيًا بعد اقتيادهم إلى داخل الأراضي اللبنانية.
وأشار المكتب الإعلامي في وزارة الدفاع إلى أن الوزارة ستتخذ "جميع الإجراءات اللازمة" على خلفية ما وصفه بـ"التصعيد الخطير من قبل حزب الله".