قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء، إن العلاقة بين الإنسان والكون تقوم على التوافق والانسجام، ومنذ هبط الإنسان إلى الأرض، وقد ارتبط تطوره العقلي والحضاري بحسن توافقه وتكيفه مع البيئة والكون، وحسن استخدامه وانتفاعه بمفردات الحياة، فلا يحق له بأي حال الإساءة إليه، بل يجب عليه احترامه ورعايته.

ما علاقة الإسلام بالكون وأسراره؟

وأضاف علي جمعة، من خلال صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”: “المسلم، خاصة، يتعامل مع مخلوقات الله من منطلق الشعور بالمساواة معها، والمشاركة في العبودية لإله واحد، وترتبط علاقاته بغيره بمدى تعلقه والتفاته إلى ربه، فهو يتوجه بالحب إلى الله ومن خلال ذلك الحب يتوجه بالحب إلى ما أبدع وصنع، ولذلك نراه يستوي عنده ضعف المخلوقات وقوتها، حقارتها وعظمتها، لأن نظره لا يتعلق بها، بل يتعلق بخالقها القوي الحكيم.

فالمسلم يقدس من عالم الأشياء المصحف والكعبة وقبر النبي محمد ﷺ ونحوها، لمكانتها عند الله- عز وجل-، وتقديسه لها يجمع بين الاحترام والحب”.

وتابع: “لقد أعطى النبي ﷺ أصحابه درسا في حب الجماد والتفاعل معه ومجاوبته حينما حن إليه الجذع ومال، فَعَنْ جَابِرٍ: «كَانَ الْمَسْجِدُ مَسْقُوفًا عَلَى جُذُوعٍ مِنْ نَخْلٍ، فَكَانَ النَّبِيُّ - ﷺ - إِذَا خَطَبَ يَقُومُ إِلَى جِذْعٍ مِنْهَا، فَلَمَّا صُنِعَ لَهُ الْمِنْبَرُ، وَكَانَ عَلَيْهِ، فَسَمِعْنَا لِذَلِكَ الْجِذْعِ صَوْتًا كَصَوْتِ الْعِشَارِ- وهو صوت يخرج من الصدر فيه رقة-، حَتَّى جَاءَ النَّبِيُّ- ﷺ - فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهَا، فَسَكَنَتْ». [رواه البخاري]”.

علي جمعة: تطور الإنسان العقلي والحضاري مرتبط بحسن توافقه مع البيئة والكون علي جمعة: التلاعب باللغة وألفاظها يفتح علينا أبواب شر كبيرة

وعندما مر النبي ﷺ على جبل أحد، وعلى الرغم من أنه كان موطنا أصاب المسلمين فيه قرحٌ وأصاب النبيَّ جرح، واستشهد عليه عمه حمزة بن عبد المطلب فحزن النبي لذلك، رغم ذلك فإنه أشار إليه وقال: «هَذَا جَبَلٌ يُحِبُّنَا وَنُحِبُّهُ» [البخاري]، فالجبل أحب المسلمين، والمسلمون يحبون هذا الجبل، وإن كان ما حدث في موقعة أحد أدعى أن يتشاءم المسلمون منه.

وشدد علي جمعة: “لم يكن هذا الأمر من التفاعل مع الجماد في البيئة الإنسانية مقصورا في حياة رسول الله ﷺ بعد بعثته، بل قبلها فقد قال ﷺ : «إِنِّي لأَعْرِفُ حَجَرًا بِمَكَّةَ كَانَ يُسَلِّمُ عَلَىَّ قَبْلَ أَنْ أُبْعَثَ، إِنِّي لأَعْرِفُهُ الآنَ» [مسلم]، فالنبي يذكر أنه لم يتجاهل الحجر بعد البعثة، بل ظل يعرفه ويتعلق به، ولم يفعل ذلك إلا لكونه مخلوقا لله أحبه وعظمه، فقد كان يسلم عليه قبل بعثته مبشرا له ومعلما بما سَيُكَلَّفُ به النبي من تحمل الرسالة وأدائها”. 

واختتم عضو هيئة كبار العلماء قائلًا: “لم يكن تفاعل عالم الجماد مع رسول الله ﷺ مقصورا على العالم الأرضي، بل السماوي أيضا، فنجد القمر ينشق نصفين معجزة له، فَإِنَّ أَهْلَ مَكَّةَ سَأَلُوا رَسُولَ اللَّهِ - ﷺ- أَنْ يُرِيَهُمْ آيَةً فَأَرَاهُم انْشِقَاقَ الْقَمَرِ، قال الخطابي: انشقاق القمر آية عظيمة لا يعادلها شيء من آيات الأنبياء، لأنه ظهر في ملكوت السماء، والخطب فيه أعظم، والبرهان به أظهر ؛ لأنه خارج عن جملة طباع ما في هذا العالم من العناصر. [عمدة القاري شرح صحيح البخاري]".

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الكون الدكتور علي جمعة هيئة كبار العلماء جبل أحد علی جمعة

إقرأ أيضاً:

السلطة القضائية تحتفي بذكرى عيد جمعة رجب

الثورة نت/ إسكندر المريسي

اقامت السلطة القضائية اليوم فعالية ثقافية احياء لجمعة رجب المباركة تحت شعار ” بهويتنا الايمانية ننتصر لقضيتنا الفلسطينية”.

وفي الفعالية التي اقيمت في مبنى وزارة العدل وحقوق الإنسان بالعاصمة صنعاء وصف القاضي علوي بن سهل بن عقيل عضو مجلس القضاء الأعلى احياء جمعة رجب بأنها  نقطة تحول في تاريخ اليمن واليمنيين كونهم كانوا السباقين في اعتناق الإسلام بكل سماحة ودون ان يتسببوا باي مشقة لرسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم عكس الأمم الأخرى.

وقال بن عقيل في الكلمة التي القاها نيابة عن رئيس مجلس القضاء الأعلى فضيلة القاضي الدكتور عبد المؤمن شجاع الدين “ان اليمنيين تصدروا الأمم في اتباع الحق، ويجب علينا ان نتمسك بهذا النهج الرباني من خلال السمع والطاعة والإخلاص في التعامل ومحبة الرسول وال بيته عليهم السلام”.

وفي هذا السياق اعتبر القاضي بن عقيل ان موقف اليمنيين المشرف من العدوان الإسرائيلي على إخواننا الفلسطينيين في قطاع غزة، ومقارعة قوى الاستكبار العالمي هو موقف إيماني ثابت للشعب اليمني والقيادة ونابع من روح الشرع والنهج القرآني الذي هو منهجنا، وما وجه به قائد الثورة السيد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي وأعلنها صراحة بالدخول المباشر بالحرب مع اليهود واستجابة لنصرة الشعب الفلسطيني المظلوم، الذي تخلى عنه العالم اجمع باستثناء القوى المؤمنة الحية.

وأفاد القاضي بن عقيل في كلمته التي القاها وبحضور رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي الدكتور عبدالمؤمن شجاع الدين، ووزير العدل وحقوق الإنسان القاضي مجاهد أحمد عبدالله ، والنائب العام القاضي عبدالسلام الحوثي ،ورئيس هيئة التفتيش القاضي الدكتور مروان المحاقري، وامين عام مجلس القضاء القاضي هاشم أحمد عقبات، وعضو مجلس القضاء القاضي أحمد العزاني، ووكيلا وزارة العدل وحقوق الإنسان القاضي أحمد الجرافي ،والقاضي أحمد الكحلاني ،ونائب رئيس هيئة التفتيش القاضي علي الأحصب، ورئيس استئناف الأمانة القاضي طه عقبه، ان موقف اليمنيين اليوم في مواجهة دول الاستكيار العالمي هو امتدادا لدورهم التاريخي في مقارعة الإمبراطوريات القديمة ونشر الإسلام ومبادئه القرآنية في مشارق الأرض وغاربها.

وأفاد القاضي علوي بن سهل بان اليمنيون يحتفلون في الجمعة الأولى من رجب ذكرى دخولهم الإسلام استجابة لدعوة الرسول الأعظم التي حملها مبعوث الرسول الإمام علي بن أبي طالب كمبعوث خاص له لأهل اليمن والتي تعبر عن المكانة العظيمة لأهل اليمن عند الرسول.

وأشار إلى ان أبناء اليمن سنوا سنة حسنة بالاحتفال بهذا اليوم واعتبروها منطلقًا للوعي والارتباط بالهوية الإيمائية لأنها ذكرى تاريخية عظيمة ومقدسة ومهمة وتجدد وترسخ هذه الهوية لكل الأجيال وتعزز إرتباطه بالإسلام والنهج الإيماني .

وتخلل الحفل القاء قصيدة للقاضي عبدالوهاب الشيخ تناولت أهمية الاحتفاء بجمعة رجب لليمنيين، والتي تعتبر فاتحة الدخول في الإسلام سلما، وهذا ما جعل جمعة رجب يوما مقدسا عند الشعب اليمني.

حضر الفعالية عدد من قضاة ووكلاء ومدراء مجلس القضاء وبقية هيئة السلطة القضائية.

مقالات مشابهة

  • علي جمعة: النبي كان يحب عقد الزواج بعد العصر لهذا السبب
  • خطيب الأوقاف بالبحر الأحمر: أخلاق النبي جذبت القلوب والعقول إلى دين الله .. والنجاشي وقف منبهرا أمام عظمة الإسلام
  • خطيب البحر الأحمر: أخلاق النبي جذبت القلوب والعقول إلى الإسلام
  • من لزم الصلاة على النبي في ثاني جمعة من رجب .. نال ما تمنى
  • التأكيد على أهمية تعزيز الهوية الإيمانية وتجسيد مبادئ الإسلام في مختلف جوانب الحياة
  • فعالية في مديرية آزال احتفاء بعيد جمعة رجب
  • السلطة القضائية تحتفي بذكرى عيد جمعة رجب
  • مكتب الأشغال بالأمانة ينظم فعالية خطابية بذكرى عيد جمعة رجب
  • الإسلاميون في السودان: لم تعثروا وكيف ينهضون (١-٦)
  • قيادات حضرموت والمهرة وسقطرى تحيي عيد جمعة رجب وتؤكد التمسك بالهوية الإيمانية