كواليس إجتماعات أوستن بشأن لبنان.. تحذير من مغامرة نتنياهو ضدّ حزب الله
تاريخ النشر: 20th, December 2023 GMT
ذكر موقع "عربي بوست" أن جبهة جنوب لبنان لم تغِب عن اجتماع وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، مع المسؤولين الإسرائيليين خلال زيارة الوزير لتل أبيب يوم الإثنين 18 كانون الأول، في إطار الجهود الأميركية لتجنب توسيع رقعة الحرب الإسرائيلية لتشمل لبنان.
وعلم "عربي بوست"، من مصدر دبلوماسي غربي رفيع، أن أوستن حمل إلى حكومة الحرب الإسرائيلية رسالة أميركية مُفادها أن "واشنطن تتفهم هواجس إسرائيل حيال الواقع الحاصل على حدودها الشمالية والتوتر الجاري وما سبّبه من نزوح المستوطنين من قراهم، لكننا في الوقت نفسه مصرون على ضرورة الحل السياسي، وعلى ألا تفعلوا أي تصرف يمكن أن يستفز حزب الله".
وبحسب المصدر الدبلوماسي الغربي، فإن مجلس الحرب الإسرائيلي شرح لأوستن وقبله لمستشار الأمن القومي الأميركي جايك سوليفان، سردية تقول إن ما قامت به حركة حماس في 7 تشرين الأول في مستوطنات غلاف غزة هو مسار مصغر لما يُمكن أن يقوم به حزب الله على الجبهة الشمالية.
ويشير المصدر إلى أن حكومة نتنياهو أمهلت الجهود الدبلوماسية التي تقوم بها واشنطن وباريس فرصة أخيرة لأسابيع قادمة لا تتجاوز الـ3 أسابيع، وأن الحل الذي تقبل به إسرائيل هو في ابتعاد حزب الله عن الحدود بعمق لا يقل عن 10 كلم، على ألا يعود إلى مواقعه التي جرى استهدافها منذ انطلاق الحرب مع حماس. وبحسب المصدر، فإن الجانب الإسرائيلي أبدى خشيته من استخدام حزب الله في المستقبل لقوته الصاروخية والقادرة على إرباك منظومة القبة الحديدية والدفاعات الجوية الإسرائيلية، وذلكَ نظراً إلى حجم الصواريخ التي يمتلكها حزب الله، والتي تزيد على 150 ألف صاروخٍ، من مختلف العيارات والمدى الجغرافي الذي تصيبه بالعمق إذا تركت الأمور كما هي عليه. هذا إضافة للوجود المستجد لفصائل فلسطينية ولبنانية تقوم بإشغال الجبهة الإسرائيلية الشمالية منذ اليوم الأول للحرب، تمتلك صواريخ عادية، لكنها تسبب نزوحاً سكانياً مستمراً، بحسب المصدر. بالمقابل، يشير المصدر إلى أنه وخلال المداولات بين لويد أوستن والمسؤولين الإسرائيليين عن التطورات الخطرة في البحر الأحمر مع جماعة "الحوثي"، أشار مجلس الحرب الإسرائيلي إلى أن الخطر على الملاحة الدولية لا يكمن فقط بنشاطات جماعة الحوثيين، بل إن حزب الله يستطيع أن يستكمل "الحصار البحري" على الملاحة، الذي بدأه الحوثيون في البحر الأحمر. بالتوازي تشير المعلومات إلى أن كل المسؤولين الأميركيين من مدير المخابرات وليام بيرنز، إلى مستشار الأمن القومي جايك سوليفان، وانتهاءً بوزير الدفاع لويد أوستن، حذروا حكومة تل أبيب من مغبة الحرب مع لبنان، خاصة أن هناك تحدياً كبيراً في أي اجتياح بري محتمل، على اعتبار أن الضربات الجوية لا تكفي لإبعاد حزب الله والفصائل الفلسطينية عن الحدود من دون عملية برية واسعة.
وهذا يعني، وفقاً للمصادر، أن الجيش الإسرائيلي سيتعرض لكمائن من الحزب تصيب قطاع الدبابات، أصعب من تلكَ التي تواجهه في قطاع غزة في المواجهات مع حماس، خصوصاً مع استخدام حزب الله قبل أيام قليلة لمنظومة أعلن عنها مؤخراً أنها دخلت في الخدمة وهي منظومة "دوبل كورنيت"، وهي النسخة المتطورة من منظومة "كورنيت" العادية، وذلك عبر في استهداف ثكنة على الحدود مع إسرائيل.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: الحرب الإسرائیلی حزب الله إلى أن
إقرأ أيضاً:
قراءةٌ في تحذير قائد الثورة.. رسالةٌ تهز الاحتلال الإسرائيلي
جميل القشم
في خطوة جريئة تضاف لسجل المواقف الصادقة وجه قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي تحذيرًا قويًّا للاحتلال الإسرائيلي مؤكّـدًا أن العمليات البحرية ضد السفن المتجهة إلى “إسرائيل” ستستأنف إذَا لم تفتح المعابر في قطاع غزة خلال المهلة المحدّدة، هذا التحذير يمثل رسالة استراتيجية تعكس تحولا جوهريًّا في موقف اليمن على الساحة الإقليمية والدولية.
اليمن الذي لطالما دعم القضية الفلسطينية سياسيًّا أصبح اليوم لاعبا رئيسيًّا في معادلة الصراع لا سِـيَّـما في السياق العسكري، استهداف السفن المرتبطة بـ “إسرائيل” في البحر الأحمر ليس رد فعل على العدوان الإسرائيلي فقط بل جزء من استراتيجية تهدف إلى ممارسة ضغط حقيقي على الاحتلال، هذه العمليات البحرية تعد خطوة مهمة لشل حركة التجارة العالمية وإحداث تأثيرات اقتصادية ملموسة على الكيان الإسرائيلي.
اليمن بقيادة السيد عبد الملك الحوثي أثبت أنه قادر على تغيير معادلات القوة في المنطقة وفرض نفسه كلاعب رئيسي في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، هذا التصعيد يضع الاحتلال في موقف حرج ويعكس تحولا في استراتيجية اليمن من تأييد سياسي إلى فعل عسكري مؤثر قادر على التأثير في موازين القوى الإقليمية والدولية.
لم يعد الموقف اليمني مقتصرًا على الدعم المعنوي أَو الرمزي لفلسطين بل أصبح اليمن قوة فاعلة في قلب المواجهة، اليوم يثبت اليمن أن القوة العسكرية ليست حكرا على الدول الكبرى بل يمكن لأي قوة مستقلة استخدام أدوات أُخرى مثل الهجمات البحرية لتشكيل الضغط المطلوب على الأعداء.
هذه العمليات جزء من استراتيجية تهدف إلى إعادة تشكيل المعادلات الإقليمية لمصلحة اليمن وفلسطين وتعكس قدرة اليمن على فرض واقع جديد بعيدًا عن المؤتمرات والقمم العربية والدولية التي غالبًا ما تأتي مخيبة للآمال وخالية من النتائج الحاسمة.
الاحتلال الإسرائيلي تلقَّى تحذير السيد عبد الملك الحوثي بقلق بالغ ووسائل الإعلام العبرية بدأت تتحدث عن خطر يمني غير مسبوق يهدّد أمن التجارة البحرية الإسرائيلية، ويصف اليمن بأنه قوة إقليمية صاعدة قادرة على فرض تحديات غير مسبوقة على “إسرائيل”، حَيثُ حذرت صحيفة هآرتس من أن العمليات البحرية اليمنية قد تؤدي إلى شل التجارة الإسرائيلية ورفع تكاليف الاستيراد بشكل كارثي على الاقتصاد الإسرائيلي.
الولايات المتحدة التي دائمًا ما تسارع إلى إعلان دعمها المطلق لـ “إسرائيل” لن تستطع إخفاء قلقها من توسع نفوذ اليمن في البحر الأحمر، خُصُوصًا والكثير من وسائل إعلامها مثل واشنطن بوست تحدثت سابقًا أن القوة البحرية اليمنية أصبحت تهديدا استراتيجيًّا لا يمكن تجاهله.
اليمن أثبت أنه قادر على فرض معادلات جديدة، وتجلى ذلك في مخاوف الدول الأُورُوبية وإصدار بعض شركات النقل البحري الكبرى تحذيرات لعملائها بشأن خطورة المرور عبر البحر الأحمر دون إجراءات تأمين إضافية وهو ما يعكس التأثير المباشر للموقف اليمني على الاقتصاد العالمي.
ما يميز التحَرّك اليمني أنه يتجاوز التصريحات والشعارات، حَيثُ بات يمتلك أدوات ضغط فعلية قادرة على إحداث تغيير في موازين القوى ليس فقط على المستوى العسكري، بل أَيْـضًا على المستوى الاقتصادي والسياسي، وهذا ما جعل القوى الغربية تتعامل مع التحذيرات اليمنية بجدية كبيرة إدراكا منها أن اليمن لم يعد مُجَـرّد طرف هامشي بل قوة لا يمكن تجاوزها.
اليوم يقف اليمن في مقدمة المواجهة مع الاحتلال الإسرائيلي ليس كمُجَـرّد داعم للقضية الفلسطينية بل كطرف فاعل وقادر على التأثير في سير الأحداث، وهذا ما يؤكّـد أن زمن السيطرة المطلقة للاحتلال وحلفائه قد انتهى، وأن اليمن قادر على فرض معادلات جديدة في المنطقة تعيد رسم موازين القوى لصالح الشعوب المقاومة.