منذ شهرين ونصف، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانا دمويا مكثفا على مناطق متفرقة في قطاع غزة، لكن أي تراجع من فصائل المقاومة الفلسطينية، إذ تستمر يوميا في قتل عسكريين وتدمير آليات إسرائيلية؛ ما أجبر الاحتلال على البحث عن صفقة جديدة لتبادل إطلاق مزيد من الأسرى، بحسب رصد "الخليج الجديد" لبيانات وتصريحات وتسريبات.

وهذه الحرب المدمرة، المستمرة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، خلّفت في غزة حتى مساء أمس الثلاثاء 19 ألفا و667 شهيدا، بينهم 8 آلاف طفل و6200 امرأة، بجانب 52 ألفا و586 جريحا، ودمار هائل في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، بحسب سلطات القطاع والأمم المتحدة.

وأعلن جيش الاحتلال، في بيان الأربعاء، أن قواته قصفت أكثر من 300 موقع خلال الساعات الـ24 الأخيرة، مشددا على أنه ما زال يخوض معارك ومواجهات مباشرة في محاورة عديدة بقطاع غزة.

ووفقا للمدير العام لوزارة الصحة الفلسطينية في غزة منير البرش، في تصريح متلفز، وصلت جثامين 20 شهيدا، بالإضافة إلى 25 جريحا، إلى المستشفيات صباح الأربعاء، بينما ما يزال العشرات تحت أنقاض مبانٍ دمرتها غارات الاحتلال.

فيما أعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطينية، عبر بيان، أن قوات الاحتلال تحاصر مركز إسعاف تابعا له في بلدة جباليا بمحافظة شمالي غزة وداخله 127 شخصا، بينهم مسعفون ونازحون.

وأفادت الجمعية أيضا بإصابة 12 من كوادر طواقمه الطبية والنازحين؛ جراء استهداف طائرات الاحتلال لمقرها ومحيط مستشفى الأمل في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، مؤكدة وجود 14 ألف نازح في مقرها حاليا.

وللمرة السابعة منذ اندلاع الحرب، انقطعت الأربعاء خدمات الاتصال الثابت والإنترنت وخدمة المكالمات الخليوية عن أجزاء واسعة من القطاع، بحسب بيانين منفصلين صدرا عن شركة الاتصالات الفلسطينية وجوال، وشركة "أوريدو فلسطين".

اقرأ أيضاً

درس التاريخ من فيتنام وأخواتها.. إسرائيل لن تنتصر في حرب احتلال غزة

خسائر الاحتلال

وبوتيرة يومية، تعلن الأجنحة العسكرية لفصائل المقاومة الفلسطينية عن قتل وإصابة عسكريين وتدمير آليات لجيش الاحتلال في مختلف محاور القتال البري في القطاع، الذي يسكنه نحو 2.4 مليون فلسطيني.

وقالت سرايا القدس، الجناح المسلح لحركة الجهاد الإسلامي، في بيان الأربعاء، إنها استهدفت آليتين عسكريتين إسرائيليتين بقذائف "تاندوم" في منطقة المغراقة وسط القطاع، كما قصفت موقع "العين الثالثة" في منطقة غلاق غزة برشقة صاروخية.

والأربعاء، أعلن جيش الاحتلال عن مقتل ضابط، في الكتيبة 363 التابعة للواء هرئيل، في جنوب القطاع، وإصابة أحد جنود المشاة في كتيبة روتيم التابعة للواء جفعاتي بجروح خطيرة. كما اعترف بإصابة 29 جنديا في معارك غزة خلال الساعات الـ24 الماضية.

وبحسب الموقع الإلكتروني لجيش الاحتلال، قُتل 134 ضابطا وجنديا منذ بدء العمليات البرية في 27 أكتوبر الماضي، من أصل 466 قُتلوا منذ اندلاع الحرب، فيما بلغ إجمالي عدد الجرحى 1889، بينهم 298 في حالة خطيرة.

اقرأ أيضاً

حرب الصياغة.. تفاصيل البحث عن قرار لغزة ينجو من فيتو أمريكا

صفقة محتملة

ويقول قادة الاحتلال إن الحرب على غزة تهدف إلى إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين، وإنهاء حكم "حماس" المتواصل للقطاع منذ صيف 2007، والقضاء على القدرات العسكرية للحركة، التي تؤكد أنها تقاوم الاحتلال وتدافع عن الفلسطينيين.

وردا على جرائم الاحتلال اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، هاجمت "حماس" في 7 أكتوبر الماضي قواعد عسكرية ومستوطنات، فقتلت نحو 1140 إسرائيليا وأسرت حوالي 240، بادلت قرابة 110 منهم مع الاحتلال، الذي يحتجز في سجونه أكثر من 7800 فلسطيني، وذلك خلال هدنة استمرت أسبوعا حتى 1 ديسمبر/ كانون الأول الجاري.

ومع مرور شهرين ونصف من العدوان، وعجز الاحتلال عن تحقيق أي من أهدافه الثلاثة في غزة، تصاعدت خلال الساعات القليلة الماضية تصريحات وتسريبات عن رغبة إسرائيلية في التوصل إلى اتفاق هدنة جديد مع "حماس".

وقال مسؤولان إسرائيليان وثالث مطلع على الوضع، لموقع "أكسيوس" الأمريكي (Axios)، إن إسرائيل عرضت عبر الوساطة القطرية وقف القتال لمدة أسبوع واحد على الأقل، كجزء من صفقة جديدة لحمل "حماس" على إطلاق سراح أكثر من ثلاثين أسيرا، مقابل أيضا إطلاق إسرائيل سراح أسرى فلسطينيين.

فيما ذكرت القناة "12" الإسرائيلية أن تل أبيب تدرس وقفا طويلا لإطلاق النار لإتاحة المجال أمام "حماس" لجمع أسرى إسرائيليين موجودين في قبضة فصائل أخرى، بينها حركة الجهاد الإسلامي.

وفي إشارة قوية على تراجع إسرائيلي على ما يبدو، وصل رئيس المكتب السياسي لـ"حماس" إسماعيل هنية على رأس وفد من قيادات الحركة، إلى القاهرة الأربعاء؛ لـ"إجراء مباحثات مع المسؤولين المصريين حول تطورات العدوان الصهيوني على غزة والعديد من الملفات الأخرى"، بحسب بيان للحركة على منصة "تلجرام".

ويتمسك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بمواصلة  الحرب، على أمل تحقيق أهدافها بما قد يساعده على الاستمرار في السلطة؛ إذ تتصاعد توقعات بأن تحقيقات مرتقبة بشأن الإخفاقات أمام "حماس" ستطيح بمسؤولين سياسيين وعسكريين واستخباراتيين، في مقدمتهم نتنياهو، أطول رئيس وزراء بقاءً في السلطة منذ إقامة دولة الاحتلال في عام 1948 على أراضٍ فلسطينية محتلة.

وبينما تُصر "حماس" على عدم التفاوض بشأن مصير بقية الأسرى الإسرائيليين إلا بعد وقف القتال، يواجه نتنياهو ضغوطا داخلية وخارجية متصاعدة، لاسيما من عائلات الأسرى، لإبرام صفقة مع الحركة، خاصة منذ مقتل 3 أسرى إسرائيليين بنيران جيش الاحتلال بالخطأ في غزة منتصف ديسمبر الجاري.

اقرأ أيضاً

أكسيوس: إسرائيل تعرض على حماس هدنة أسبوعا مقابل 30 أسيرا

المصدر | الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: 75 يوما عدوان صمود غزة الاحتلال التفاوض حرب جیش الاحتلال فی غزة

إقرأ أيضاً:

حماس تلاعب إسرائيل بسلاح الحرب النفسية وكروت الأسرى

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

بعيداً عن ساحات الاقتتال والمعارك، هناك معارك من نوع آخر بين حماس والاحتلال الإسرائيلي، ولعل أبرز نموذج لذلك هو الحرب النفسية التي تقوم بها حماس تجاه العدوان خلال الفترات الأخيرة، خاصةً مع بدء عمليات تسليم الأسرى.

أسير إسرائيلي كلمة سر الحرب النفسية

 تعود تفاصيل الواقعة عندمنا نشرت "كتائب القسام"، الجناح العسكري لحركة "حماس" صورة للضابط الإسرائيلي هدار جولدن ، خلال الجولة السابعة من صفقة تبادل الأسرى فى إطار المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بين "حماس" وإسرائيل.

حيث أعلنت حماس  منذ عام 2014 أن جولدن محتجز لديها عندما اندلعت مواجهة بين عناصر "وحدة النخبة" في "كتائب القسام" والجنود الإسرائيليين في منطقة رفح داخل قطاع غزة، قُتل خلالها وليد مسعود، أحد عناصر "نخبة القسام"، الذي كان يرتدي زياً عسكرياً إسرائيلياً.

ليأتي رد الاحتلال الإسرائيلي بأن الأسير هدار جولدن قُتل في قطاع غزة عام 2014، ومساعي لتأكيد وفاته بشتى الطرق، وسط حالة من التخبط الشديد لدى الاحتلال. 

وفي تعليق على رد الجانب الإسرائيلي ألمح مسؤولون في "حماس" في مناسبات عدة إلى احتمال بقاء الجنود المحتجزين على قيد الحياة، دون تقديم تأكيد حول وضع جولدن تحديدًا.

 وتزيد حركة حماس الضغط على الاحتلال وذلك بنشر "كتائب القسام"، الجناح العسكري لحركة "حماس"، صورة للضابط الإسرائيلي هدار جولدن، الذي أعلنت الحركة منذ عام 2014 أنه محتجز لديها، وذلك خلال الجولة السابعة من صفقة تبادل الأسرى.

وتابعت حركة "حماس" بتفاصيل الواقعة، حيث اندلعت مواجهة بين عناصر "وحدة النخبة" في "كتائب القسام" والجنود الإسرائيليين في منطقة رفح داخل قطاع غزة، قُتل خلالها وليد مسعود، أحد عناصر "نخبة القسام"، الذي كان يرتدي زياً عسكرياً إسرائيلياً.

 وتؤكد حماس أن إسرائيل سحبت جثته، معتقدة أنها تعود لجولدن، في حين كان الأخير أسيرًا لديها، دون الكشف عن مصيره حتى الآن.

وفي هذا السياق، نقلت صحيفة "معاريف" العبرية قبل أيام أن "جثة غولدن ستُسلَّم في وقت لاحق ضمن الصفقة الحالية".

مقالات مشابهة

  • حماس تعلق على توسيع العدوان في الضفة.. دبابات الاحتلال ستتحطم
  • الخارجية الفلسطينية تدين استخدام الدبابات في العدوان الإسرائيلي على مدينة جنين
  • الصحة الفلسطينية : 10 شهداء وصلوا مستشفيات القطاع خلال 24 ساعة
  • حماس تلاعب إسرائيل بسلاح الحرب النفسية وكروت الأسرى
  • الاحتلال: حماس ستطلق سراح المحتجزين الـ6 من رفح الفلسطينية و"النصيرات" بغزة
  • المؤتمر: الرؤية الفلسطينية خطوة مهمة لتعزيز صمود الشعب
  • حزب المؤتمر: الرؤية الفلسطينية خطوة مهمة لتعزيز صمود الشعب الفلسطيني
  • «نائب رئيس حزب المؤتمر»: الرؤية الفلسطينية خطوة مهمة لتعزيز صمود الشعب الفلسطيني
  • رتيبة النتشة: المصالحة الفلسطينية تقترب يوما بعد يوم
  • بن جفير يطالب نتنياهو بالعودة إلى الحرب