بالأرقام.. تهديدات البحر الأحمر تحدث هزة في التجارة العالمية وخسائر مرعبة
تاريخ النشر: 20th, December 2023 GMT
أحدثت هجمات البحر الأحمر التي تشنها جماعة الحوثي ضد السفن والبواخر هزة كبيرة في ميزان التجارة العالمي وشركات الشحن البحرية التي تنقل البضائع عبر الممر العالمي
تتجنب العديد من شركات الشحن العالمية عبور البحر الأحمر، الذي يعد وسيلة حيوية لنقل مجموعة واسعة من البضائع، بدءًا من النفط إلى الفحم وحتى أجهزة التلفزيون.
ومنذ تصاعد هذه الهجمات خلال الشهر الماضي، تعرضت ما لا يقل عن 13 سفينة لحوادث في هذه المنطقة وفق بيانات وتقديرات لشركة الأمان "أمبري إنتليجنس" إلى أن هذا العدد قد يكون أكبر بكثير بحسب الموقع.
زيادة في مسافات الإبحار
تسفر عمليات تغيير مسارات السفن عن زيادة في المسافات التي تقطعها السفن، مما يؤدي إلى زيادة في الطلب عليها بسبب تغيير فيطرق الإبحار التي تتبعها السفن وتحويل طريقها إلى رأس الرجاء الصالح أو منافذ بحيرة أخر.
كبير المحللين في شركة "زينيت"كلاركسون ريسيرش" قال: بإن الرحلة النموذجية للحاويات، التي تنقل مجموعة متنوعة من البضائع من آسيا إلى شمال أوروبا، تتزايد بحوالي 3200 ميلاً عند الإبحار حول أفريقيا بدلاً من المرور عبر قناة السويس.
يعني كل هذا أن البضائع ستحتاج إلى وقت أطول للوصول إلى وجهاتها وتتسبب الرحلة الأطول عبر هذا المسار في تكلفة وقود إضافية تقدر بنحو مليون دولار، وفقًا لبيتر ساند، الرئيس التنفيذي لشركة "زينيتا".
انخفاض في عدد السفن الكبيرة
تُظهر بيانات التتبع أن عدد السفن التي دخلت خليج عدن بلغ 58 سفينة في 17 ديسمبر الحالي. ومن خلال تقييم العدد نسبة إلى حجم السفينة، يظهر أن ذلك يقل بنسبة 70% عن المتوسط اليومي المسجل في النصف الأول من ديسمبر، وفقًا لشركة "كلاركسون ريسيرش سيرفسز"، وهي وحدة تابعة لأكبر شركة وساطة شحن في العالم. وفيما يتعلق بعدد السفن، فإنه أقل بنسبة 30%.
تأثير تجارة الحاويات
من بين الشركات الأوروبية التي أعلنت عن تجنب مرور السفن عبر هذا المسار، تتضمن شركتا "إيه بي مولر-ميرسك" و"سي إم إيه سي جي إم"، بالإضافة إلى شركات آسيوية مثل "يانغ مينغ" و"إتش إم إم". وبالنسبة للشركات التي كانت تعتمد على قناة السويس، فقد قامت معظمها بتعليق أو تغيير أنشطتها.
وفي تطور يوم الثلاثاء الماضي، بدأت بعض الشركات في إعلان حالة القوة القاهرة، مما يعني أنها غير قادرة على الوفاء بالتزاماتها التعاقدية.
تأثير على قطاع النفط
تباينت استجابة شركتي النفط والغاز الكبريتين، "بي بي" و"إيكوينور"، تجاه هذا الوضع، حيث أعلنتا سحب سفنهما بعيدًا عن المنطقة في الوقت الراهن وفي مجال النفط، يحتفظ سوق النفط بمكاسبه في ظل استمرار التوتر الناتج عن هجمات البحر الأحمر.
بالنسبة لشركات الشحن الكبرى، أعلنت "يوروناف" أنها ستحتفظ بسفينتها خارج المنطقة المتأثرة، ولن تعود حتى تتوفر قوافل لحماية السفن. وأعلنت شركة "فرونت لاين" أنها تدرس اتخاذ إجراء مماثل.
من جهتها، تصر "ميرسك تانكرز"، وهي شركة عملاقة في تشغيل ناقلات الوقود المكرر، على استكشاف خيارات تمكنها من تجنب المنطقة عن طريق الإبحار حول أفريقيا.
تأثير على أسهم شركات الشحن
شهدت أسهم شركات الشحن ارتفاعًا، حيث ارتفع مؤشر "سولاكتيف غلوبال شيبينغ"، الذي يتتبع قيمة 47 شركة في قطاع الشحن البحري، بنسبة 11% منذ 13 ديسمبر، ووصل إلى مستوى قياسي منذ إطلاقه في عام 2015.
ارتفاع تكلفة التأمين
منذ بداية الهجمات، شهدنا زيادة ملحوظة في تكلفة التأمين على السفن التي تعبر المناطق الأكثر خطورة في العالم. فقد ارتفعت تكلفة تأمين المخاطر الحربية بنسبة عشرة أضعاف من الفترة السابقة للهجمات. ارتفع هذا الرقم كنسبة مئوية من قيمة السفن إلى حوالي 0.2% في الأسابيع الأخيرة.
مستوى الأمان
أصدر بعض مقدمي الخدمات الحيوية في قطاع الشحن التجاري توجيهات إلى السفن لتعزيز مستويات الأمان على متنها.
وجهت تعليمات إلى السفن التي تحمل علم ليبيريا – وهو العلم الأكثر استخدامًا لناقلات النفط في العالم – في الأيام الأخيرة بضرورة اعتماد المستوى الأمني الثالث أثناء عبور المنطقة. يتكون الأمان البحري بشكل عام من ثلاثة مستويات، ويشمل المستوى الثالث الذي يُعد الأعلى.
يعني هذا التصنيف أن السفن يجب أن تتخذ احتياطات بفرض أن هجومًا محتملًا في الأفق، وفقًا لشركة الاستشارات الأمنية "دراياد غلوبال". ومهما كان الأمر، يُلاحظ أن هذا التصنيف قد لا يكون كافيًا بالضرورة للسفن المستهدفة بالهجمات بواسطة صواريخ كروز.
هذه الهجمات والتهديدات المستمرة تشكل تحدياً كبيراً للشركات والصناعات التي تعتمد على الشحن البحري، وقد تستمر هذه التأثيرات في الزيادة ما لم يتم العثور على حل لهذه المشكلة.
البحر الأحمر هو ممر ملاحي مهم للتجارة العالمية وهو الرابط البحري الأسرع والأقصر بين آسيا وأوروبا.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية السفن شركات الشحن قناة السويس قناة السويس البحر الاحمر سفن راس الرجاء الصالح هجمات الحوثي سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة البحر الأحمر شرکات الشحن الشحن ا
إقرأ أيضاً:
سوق ناقلات النفط العملاقة حول غرب أفريقيا تشهد ركودًا.. وآمال على “أوبك+”
مقالات مشابهة الإعلام البيئي لمواجهة تغير المناخ.. عقبات وحلول أمام الجزائر (مقال)
ساعة واحدة مضت
الآن.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على عربساتساعتين مضت
ما حقيقة وجود طوارئ مناخية؟.. وزير كندي أسبق يتحدث عن “صنم زائف”ساعتين مضت
سعر مثقال الذهب اليوم في العراق 21 تتراجع نسبيًا مع بدء التعاملات3 ساعات مضت
“قرار رسمي” تحديد اسعار تذاكر مباراة العراق والاردن 2024 النهائية بعد أنباء عن زيادتها3 ساعات مضت
الطاقة المتجددة في المملكة المتحدة تتصدر أولويات حكومة حزب العمال3 ساعات مضت
تشهد سوق ناقلات النفط العملاقة بمنطقة عبر طريق غرب أفريقيا حالة ركود، وسط زيادة العرض وضعف الأسواق الرئيسة المنافسة.
ولم تنجح أسعار رحلات الناقلات عبر طريق غرب أفريقيا، حتى الآن، في تحقيق انتعاش مستدام من أدنى مستوياتها التي شهدتها خلال أشهر الصيف من عام 2024، بحسب متابعة منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) تحديثات القطاع.
وأشارت المصادر المطّلعة في السوق إلى زيادة العرض من حيث الحمولة، ومستويات استفسارات الشحن الأقل من المتوقع، وضعف في أسواق الخليج العربي والخليج الأميركي الرئيسة.
يأتي ذلك على الرغم من التوقعات واسعة النطاق بأن سوق ناقلات النفط العملاقة ستشهد مدة أكثر نشاطًا في الربع الرابع من عام 2024
تقييم أسعار الشحنقامت شركة بلاتس Platts، التابعة لوكالة إس آند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس S&P Global Commodity Insights، بتقييم الشحن على مسار غرب أفريقيا-الشرق الأقصى لحمولة 260 ألف طن عند ( 54.5 نقطة) حسب الميزان العالمي (Worldscale) في الأول من نوفمبر/تشرين الأول الجاري.
يأتي ذلك بانخفاض عن أعلى مستوى له مؤخرًا عند (63.5 نقطة) في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وتُعدّ هذه الأسعار أقرب إلى المستويات التي شوهدت خلال شهري يونيو/حزيران ويوليو/تموز الماضيين، عندما كانت سوق الناقلات تشهد هدوءًا موسميًا في الصيف.
ناقلة النفط العملاقة أخيليس – الصورة من بلومبرغوقال أحد وسطاء سوق ناقلات النفط العملاقة في لندن: “كانت الأمور هادئة، والسوق تبدو متزعزعة، لكنني متردد في تقييم الأمور بشكل صحيح”.
يأتي هذا التراجع على الرغم من التوقعات الواسعة النطاق بزيادة نشاط سوق ناقلات النفط العملاقة في الربع الرابع من عام 2024، والزيادة الأخيرة في تكلفة الشحن بناقلات من طراز سويس ماكس عبر طريق غرب أفريقيا.
وقامت منصة بلاتس بتقييم البضائع على مسار غرب أفريقيا-المملكة المتحدة لحمولة 130 ألف طن عند (95 نقطة) في الأول من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، بانخفاض عن ذروتها عند (105 نقاط) في الرابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حسبما رصدته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
في المقابل، ارتفعت الأسعار بشكل كبير عن أدنى مستوى لها في الربع الثالث عند (72.5 نقطة) الذي سُجّل في 26 سبتمبر/أيلول الماضي.
وقال وسيط ثانٍ لناقلات النفط العملاقة، مقيم في لندن: “أنا أقلّ ثقة في أن نهاية العام ستكون جيدة حسبما كنا نعتقد، ما لم تزد دول أوبك الإنتاج وتسحب التخفيضات الصارمة، وفي هذه الحالة قد نواجه ارتفاع أسعار العقود الآجلة مع انخفاض سعر النفط إلى أدنى مستوياته”.
واتفق وسيط ثالث لناقلات النفط العملاقة في لندن مع هذا الرأي، على الرغم من أنه أشار إلى وجود احتمال تأجير العديد من الشحنات الإضافية المنتجة نتيجة لسياسة تخفيضات تحالف أوبك+ على أساس عقد الشحن، وهو ما سيكون له تأثير محدود بمستويات الطلب في سوق ناقلات النفط العملاقة الفورية.
ناقلة النفط العملاقة جارلي- الصورة من بلومبرغمستويات استفسارات الشحنعلى الرغم من المشاعر الهبوطية السائدة حاليًا، زعم مالك سفينة مقيم في أوروبا أن مستويات استفسارات الشحن في قطاع ناقلات النفط العملاقة ما تزال صحية، وأن السوق تبدو أكثر هدوءًا مما هي عليه في الواقع، حيث تجري تسوية العديد من التثبيتات المرتقبة.
وقال مالك السفينة “يجري إصلاح السفن، ولكن هناك نشاط محدود على السطح، ما يضع بعض الضغوط الهبوطية الطفيفة على الأسعار”.
وأضاف: “يحاول المستأجرون التحكم في الأسعار، إذا لم تُظهر مستويات النشاط الكاملة للسوق، فقد يؤدي ذلك إلى إضعاف المشاعر”، وفقًا لوكالة إس آند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس S&P Global Commodity Insights.
ناقلات النفط العملاقة في ميناء كوربوس كريستي بولاية تكساس الأميركية – الصورة من رويترزوأضاف مالك السفينة نفسه أن سوق ناقلات النفط العملاقة في الخليج العربي شهدت ما يقرب من 28-30 شحنة خلال الشهر الماضي، ولم يُبَلَّغ إلّا عن جزء منها، بينما في الخليج العربي، تُتداوَل 30% -40% فقط من جميع تجهيزات ناقلات النفط العملاقة إلى السوق الأوسع، مع إصلاح الباقي بشكل خاص، أو على أساس عقد شحن البضائع.
وبالنسبة لبقية الربع الرابع، قال وسيط ناقلات النفط العملاقة في أوروبا، إن زيادة متواضعة في الأسعار ممكنة بسبب ارتفاع الطلب على النفط في الشتاء ومقاومة المالكين، وأشار إلى أنه من غير المرجّح أن تصل السوق إلى أعلى مستوياتها التي سُجلت في الربع الأول من عام 2024.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.Source link ذات صلة