مشاهد يسجلها التاريخ لأبطال المقاومة
تاريخ النشر: 20th, December 2023 GMT
تتعدَّد المشاهد على مدار السَّاعة ونحن نتابع رجال المقاومة الفلسطينيَّة وهُمْ يرسلون رسالات لشعوب العالَم، وخصوصًا الأُمَّة العربيَّة والإسلاميَّة، عن كيفيَّة التغلُّب على ما كان يُطلق عَلَيْه أحَد أقوى جيوش العالَم، وهو جيش الاحتلال الإسرائيلي، وكُلُّ مشهد من هذه المشاهد يُعطي رسالة كُلّها يقين من أنَّ الأُمَّة ما زالت بخير طالما بها مِثل هؤلاء الرجال، تعوَّدنا يوميًّا بسقوط العشرات، بل والمئات ما بَيْنَ قتيل ومصاب، من جيش الاحتلال بأشكال وطُرق مختلفة، وفي المقابل سقوط شهداء مَدنيِّين عُزَّل جالسين في العراء، وإذا وجدوا مأوى في خيمة تذهب إليها جرَّافات جيش الاحتلال لتدكَّ هذه الخيمة بمَنْ فيها ويسقط الأبرياء شهداء للغدر لمجرَّد الانتقام من الخيبة الَّتي يتذوَّقها العدوُّ من رجال المقاومة الفلسطينيَّة كُلَّ ساعة منذ السَّابع من أكتوبر الفائت مع بداية «طوفان الأقصى».
أوَّل تلك المشاهد ما شاهدناه عَبْرَ تصدِّي أحَد رجال المقاومة لجيش الاحتلال، وكان بطل المشهد مقاتلًا يحمل سلاحه وهو يلفُّ رأسه بضمَّادة من جرَّاء إصابة في رأسه ولا يعبأ بتلك الإصابة أو تعيقه لأداء مُهمَّته، ويبحث عن فريسته ويتنقل عَبْرَ البيوت المهدَّمة لِيصوِّبَ على دبَّابة ويقنصها بمَنْ فيها، مُحقِّقًا هدفه، مُردِّدًا الله أكبر وهو لا يتمنَّى إلَّا الشَّهادة أو العودة مُجدَّدًا لِتكرارِ قنص آليَّات العدوِّ، فهل ينتظر العدوُّ الصهيوني من مِثل هؤلاء الرجال أصحاب العقيدة والأرض المحتلَّة أن يهزموا من جنود لا عقيدة حربيَّة لدَيْهم ولا أرض لَهُم يدافعون عَنْها.
ثاني تلك المشاهد في الفضيحة الَّتي تحدَّثت عَنْها كُلُّ وسائل الإعلام العالَميَّة بعد أن كان صداها مدوِّيًا عسكريًّا، حين خرج بعض رجال المقاومة إلى مكان وجود جيش الاحتلال المُسلِّحين بأعتى الأسلحة وأحدثها، ويلبسون ملابس القتال الواقية من الرصاص ظانِّين أنَّهم في مأمن من رجال المقاومة، فحضر إليهم رجال حفاة القَدمَيْنِ لا يرتدون حتَّى أيَّ واقٍ من الرصاص، ولكنَّهم يرتدون ثياب العزَّة وسلاح الإيمان، محصَّنين بعقيدة الرجال، يحملون فقط سلاحهم دُونَ أيِّ خوف أو رهبة ويقنصون خيمة بها جنود لجيش الاحتلال فرَّ هربًا بعضُهم وقُتل أحَدهم، لِيستوليَ رجال المقاومة على أحَد الأسلحة ويعودوا أدراجهم سالمين.
ثالث تلك المشاهد لمقاتل استطاع التسلُّل والتغلُّب على حامل لكاميرا العدوِّ الَّتي يصوِّر بها رتلًا من الآلات الحربيَّة الَّتي أعطبتها المقاومة، ويقف هو بجانب جنود الاحتلال يصوِّر من المسافة صفر زميله وهو يقنص مجموعة من جيش الاحتلال كانوا يحتمون خلف دبابة، وصوَر أخرى أيضًا من المسافة صفر وزميله يقنص عربة لجنود الاحتلال قتل بعض الضبَّاط والجنود..
هذه المشاهد الَّتي ينقلها لنَا أبطال المقاومة الفلسطينيَّة في حربهم الدَّائرة منذ السَّابع من أكتوبر، فيما يكتفي جيش الاحتلال بتصوير أفلام لا علاقة لَها بالاشتباكات، فقط يتجوَّلون بَيْنَ الأبنية المُهدَّمة يُطْلقون الرصاص دُونَ هدف، حيث لَمْ نشاهد أحدًا يصوِّب عَلَيْه كما تعوَّدنا أن نشاهدَ من رجال المقاومة مع مثَّلث برمودا الأحمر الَّذي يشير إلى استهداف وقنص الآلات الحربيَّة والجنود لجيش الاحتلال. هذا هو الفارق في المشاهد بَيْنَ الجانبَيْنِ، هذا بخلاف الصوَر المُسيئة للمَدنيِّين العُزَّل الَّذين يتمُّ القبض عَلَيْهم وتصويرهم عُراة في هذا البرد القارس بهدف الإساءة إلى الفلسطينيِّين وإذاقتهم التعذيب النَّفْسي والجسدي، وقَدِ استُشهد البعض مِنْهم جرَّاء هذا التعذيب، فقط نذكِّرهم أنَّ ما يحدُث معهم حدَث من قَبل مع الخليل إبراهيم ـ عَلَيْه السَّلام ـ حين تمَّ تجريده من الثياب وتمَّ إلقاؤه في النَّار، فكانت بردًا وسلامًا عَلَيْه وظلَّت سِيرته العطرة لقيام السَّاعة ويُذكر في كُلِّ صلاة يؤدِّيها المُسلِمون، وهكذا ستكُونُ ذكراهم بعد النَّصر المبَيْنَ ـ إن شاء الله ـ وسيذكر التاريخ أبطالًا كانوا رجالًا في زمن عزَّ فيه الرجال.
جودة مرسي
godamorsi4@yahoo.com
من أسرة تحرير «الوطن»
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: رجال المقاومة رجال ا
إقرأ أيضاً:
مشايخ اليمن يهنئون الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة بالنصر التاريخي على كيان الاحتلال الصهيوني
يمانيون../
هنأ مشايخ ووجهاء اليمن الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة بالانتصار التاريخي على كيان الاحتلال الصهيوني، مشيدين بصمود الشعب الفلسطيني وملاحمه البطولية التي أفشلت مخططات العدو وداعميه.
جاء ذلك خلال زيارة نائب رئيس مجلس الشورى، ضيف الله رسام، وعدد من مشايخ ووجهاء اليمن، اليوم إلى مكتب حركة حماس في صنعاء، حيث أكدوا أن اتفاق وقف العدوان يمثل انتصاراً عظيماً لفلسطين وأبطال المقاومة، وفي مقدمتهم حركتا حماس والجهاد الإسلامي، الذين قادوا معركة “طوفان الأقصى” بشجاعة وإرادة لا تلين.
وأشاروا إلى أن المقاومة الفلسطينية أثبتت خلال 15 شهراً من المواجهة أن جيش كيان الاحتلال الصهيوني هشّ، وأنه يفتقد الصلابة رغم كل أشكال الدعم الأمريكي والغربي.
وعبر الحاضرون، بحضور رئيس الهيئة العامة لشؤون القبائل الشيخ عبدالغني رسام، عن تعازيهم ومواساتهم لذوي الشهداء في فلسطين ولبنان واليمن والعراق وإيران، الذين ضحوا بأرواحهم في سبيل تحرير القدس.
وأكدوا أن الشعب اليمني يقف صفاً واحداً مع الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة حتى تحرير كامل التراب الفلسطيني وزوال الاحتلال.