جنوب إفريقيا عنوان للتضامن الأصيل
تاريخ النشر: 20th, December 2023 GMT
جاءت أعمال الملتقى الدولي الخامس للتضامن مع فلسطين، الَّذي عَقَدَ اجتماعاته في مدينة جوهانسبورج بجنوب إفريقيا، بَيْنَ 3 ــــ 5/12/2023، كتظاهرة عالَميَّة وأُمميَّة للتضامن مع فلسطين ولوقف العدوان الهمجي الصهيوني على قِطاع غزَّة. وقَدْ شارك في المؤتمر، وفود من أكثر من خمسين دَولة في العالَم، فضلًا عن مُمثلين عن هيئات وجميع المنظَّمات والقوى الفلسطينيَّة من حركة فتح إلى حركة حماس وما بَيْنَهما وهو ما أثار البعض من أصحاب القرار في الغرب والولايات المُتَّحدة الأميركيَّة، عِندما وصل وفد رسميٌّ من حركة حماس إلى جنوب إفريقيا.
انعقدت فعاليَّات المؤتمر تحت مظلَّة «حمْلة العودة العالَميَّة إلى فلسطين»، الَّتي تجمع العديد من المنظَّمات غير الحكوميَّة الدَّاعمة لفلسطين بمناسبة الذكرى العاشرة لوفاة نيلسون مانديلا، أحَد الرموز العالَميَّة لمكافحة العنصريَّة والتمييز، وكمناسبة لإطلاق الصوت العالَمي لوقف الحرب الهمجيَّة المجنونة الَّتي تشنُّها دَولة الاحتلال على سكَّان ومواطني قِطاع غزَّة وعموم فلسطين. إنَّ جمهوريَّة جنوب إفريقيا أحَد أبرز المدافعين عن القضيَّة الفلسطينيَّة، ومن الدوَل الَّتي اتَّخذت أوضح الخطوات وأكثرها واقعيَّة ضدَّ «إسرائيل» وكيان دَولة الاحتلال. وفي خطواتها الملموسة إلى جانب القضيَّة الوطنيَّة التحرُّريَّة للشَّعب العربي الفلسطيني، اتَّخذت منذ انتهاء وأفول نظام الفصل العنصري وانتصار إرادة شَعبها عام 1990 خطوات نوعيَّة كبيرة لدعم قضيَّة فلسطين وكان آخرها صدور قرار في برلمان جمهوريَّة جنوب إفريقيا لمصلحة إغلاق «السفارة الإسرائيليَّة» في البلاد، كما سحبت دبلوماسيِّيها من تل أبيب، فهي تَنظُر إلى القضيَّة الفلسطينيَّة من زاوية «مكافحة الفصل العنصري» وحقِّ شَعب فلسطين بدَولته المستقلَّة. بل ووصفت دَولة الاحتلال «الإسرائيلي» بأنَّها تقوم بارتكاب جرائم إبادة جماعيَّة في قِطاع غزَّة، وتقدَّمت بشكوى إلى المحكمة الجنائيَّة الدوليَّة برفقة أربع دوَل في العالَم حليفة وصديقة للشَّعب العربي الفلسطيني. وعَلَيْه، باتت جنوب إفريقيا، على خلفيَّة مواقفها من القضيَّة الفلسطينيَّة، ومن الحرب الهمجيَّة المجنونة على قِطاع غزَّة، في مرمى نيران الصهيونيَّة العالَميَّة، وارتفاع وتيرة الانتقادات الَّتي طاولتها. مع استمرار تضامِنْها الأصيل مع القضيَّة الفلسطينيَّة. إنَّ وسائل ومنابر الإعلام الصهيونيَّة في الولايات المُتَّحدة وغيرها، والَّتي تُتْقن القفز فوق البديهيَّات وتلفيق وفبركة الأكاذيب، تُكثِّف راهنًا حمْلتها ضدَّ جنوب إفريقيا كوسيلة لكبح مواقفها المسانِدة للشَّعب الفلسطيني، بل وتسعى لشيطنتها دوليًّا. إنَّ سياسات جمهوريَّة جنوب إفريقيا، وبعد هزيمة نظام الفصل العنصري الَّذي دام يُثقل كاهل شَعبها الأصلي (السود) لأكثر من تسعين عامًا، تقوم الآن على اعتبارات عدَّة مِنْها أنَّها تتضامن مع الشعوب الواقعة تحت أنظمة فصل عنصري كالنِّظام الَّذي عانت مِنْه عِندما كان أربعة ملايين من المُستعمرين البيض يسيطرون على البلاد ويضعون الشَّعب الأصلي في بانتوستانات ومعازل آبارتهايد. وهي في هذا تُدرك أنَّ دَولة الاحتلال في فلسطين تريد إبقاء الفلسطينيِّين في معازل متقطعة شبيهة بنظام الفصل العنصري الَّذي انتهى وانهار في جنوب إفريقيا بفعل كفاح الشَّعب الأصلي (السود).
كما تدرك جنوب إفريقيا، أنَّ مصالحها الوطنيَّة ورؤيتها لدَوْرها كقوَّة إقليميَّة بارزة ليس في إفريقيا فحسب، لكن في تقاطعات إفريقيا مع بقيَّة القوى الكبرى في العالَم، مسألة مُهمَّة وضروريَّة، لذلك كانت من مؤسِّسي مجموعة (بريكس) العالَميَّة.
علي بدوان
كاتب فلسطيني
عضو اتحاد الكتاب العرب
دمشق ـ اليرموك
ali.badwan60@gmail.com
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: د ولة الاحتلال الفصل العنصری جنوب إفریقیا ة الفلسطینی العال م
إقرأ أيضاً:
رئيس الدولة يمنح وزيرة النقل بجنوب إفريقيا "وسام زايد الثاني من الطبقة الأولى"
منح الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، باربرا كريسي، وزيرة النقل في جنوب أفريقيا، ووزيرة الغابات ومصايد الأسماك والبيئة السابقة، "وسام زايد الثاني من الطبقة الأولى"، تقديرًا لإسهاماتها البارزة في نجاح مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ "COP28" الذي استضافته دولة الإمارات أواخر العام الماضي.
وقام محش سعيد الهاملي، سفير دولة الإمارات لدى جمهورية جنوب أفريقيا، بتسليم الوسام للوزيرة، والتي أعربت عن بالغ شكرها وتقديرها لـ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، على هذا التكريم، كما أشادت بـ"اتفاق الإمارات التاريخي" الذي تم التوصل إليه في "COP28"، وأصبح إطاراً مرجعياً وأساسياً للعمل المناخي والاستدامة العالمية.
من جانبه، هنأ محش الهاملي، باربرا كريسي على هذا الوسام، مشيداً بمشاركة جمهورية جنوب أفريقيا في مؤتمر "COP28"، ودعمها لاتفاق الإمارات التاريخي، الذي يعزز التعاون والعمل الجماعي، للحفاظ على البشرية وكوكب الأرض.