رمضان عبد الرازق .. يحذر من الفرق بين العبد الغافل والناسي
تاريخ النشر: 20th, December 2023 GMT
جاء الإسلام رحمة للعالمين، كما أرسل الله سبحانه وتعالى حضرة النبي المصطفى وقال في كتابه العزيز: “وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ"، فكانت الأمم السابقة تُحاسب على أخطائها دون اعتبارات لطبيعة الإنسان البشرية من خطأ وسهو غير متعمد، فجاء الإسلام فرفع عن الأمه الخطأ والنسيان وجعل الأعمال بنوايا القلب كما قال تعالى في سورة الأحزاب “ وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به ولكن ما تعمدت قلوبكم وكان الله غفورا رحيما".
رمضان عبدالرازق يكشف عن 3 أسرار تجعل أعمالك الأفضل عند الله
وضحَ الدكتور رمضان عبد الرازق عضو اللجنة العليا للدعوة الإسلامية بالأزهر الشريف، الفرق بين العبد الغافل والناسي وأيهما يؤاخذ ويحاسبه الله عز وجل، وذلك عبر فيديو على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك.
الفرق بين الغافل والناسي
قال عبد الرازق أن الإنسان الغافل هو الذي يترك العمل ويسهو عنه بسبب قلة التركيز والتيقظ، ولكن الشخص الناسي هو الذي يترك الشيء في سهوًا يصيبه بغير اختيار منه، ويتابع مؤكدًا أن الغفلة هي سهو باختيار أما النسيان سهو بغير اختيار، ولذلك قال الله سبحانه وتعالي في محكم آياته في سورة الأعراف:" وَاذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَلَا تَكُن مِّنَ الْغَافِلِينَ" (205)، ولم يقل عز وجل (ولا تكن من الناسين)، وذلك لأن النسيان هو السهو بغير قصد.
معان النسيان في القرآن الكريم
وتابع الدكتور رمضان عبد الرازق أن النسيان ورد ذكره في كتاب الله عزوجل بمعنيين مختلفين، المعنى الأول الذي جاء في قوله تعالى، في سورة البقرة:" أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ ۚ أَفَلَا تَعْقِلُونَ" (44)، وسورة الحشر ،في قوله عز وجل: "وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ" (19) وهنا يأتي النسيان بمعنى الترك وهو مذموم.
والمعنى الثاني الذي جاء في سورة البقرة، في قوله تعالى: "رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا"، وهنا جاء النسيان بمعنى السهو غير المقصود وهو مالا يحاسب عليه المسلم، كما قال حضرة النبي عليه أفضل الصلاة والسلام عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله قال" إن الله تجاوز عن أمتي الخطأ والنسيان وما استُكرهوا عليه "
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الدكتور رمضان عبد الرازق رمضان عبد الرازق القرآن الكريم رمضان عبد الرازق فی سورة
إقرأ أيضاً:
الفرق بين الغبطة والحسد في الشرع الشريف
قالت دار الإفتاء المصرية إن الحسد هو تمني الحاسد زوال النعمة من المحسود؛ وهو من الأخلاق الذميمة والأمراض المهلكة التي أمر الله تعالى بالاستعاذة منها؛ قال تعالى: ﴿وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ﴾ [الفلق: 5]، ولذا ورد النهي عنه.
الحسد
وأخرج الإمام أحمد في "مسنده" عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «لَا تَحَاسَدُوا، وَلَا تَنَاجَشُوا، وَلَا تَبَاغَضُوا، وَلَا تَدَابَرُوا..».
وقد وردت أحاديث في السنة تثبت أَنَّ الحسد والعين حق ولها تأثير على مَن أصيب بالعين-؛ منها ما روى الإمام مسلم في "صحيحه" عن ابن عباس رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «العَيْنُ حَق، وَلَو كَانَ شَيءٌ سَابِقُ القَدَرِ سَبَقَتهُ العَين»، وفي "الصحيحين" من حديث السيدة عائشة رضي الله عنها: "أَنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يأمرها أن تسترقي من العين".
قال الإمام ابن حجر في "فتح الباري" (10/ 200، ط. دار المعرفة): [الحق أن الله يخلق عند نظر العائن إليه وإعجابه به إذا شاء ما شاء من ألمٍ أو هلكةٍ، وقد يصرفه قبل وقوعه؛ إمَّا بالاستعاذة، أو بغيرها، وقد يصرفه بعد وقوعه بالرقية] اهـ.
وأوضحت الإفتاء أنه ينبغي على الحاسد أن يجاهد نفسه ألَّا يحسد أحدًا، وإذا رأى ما يعجبه عند غيره أن يدعو له بالبركة.
روى ابن ماجه في "سننه" عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ قَالَ: مَرَّ عَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ بِسَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ وَهُوَ يَغْتَسِلُ، فَقَالَ: لَمْ أَرَ كَالْيَوْمِ وَلَا جِلْدَ مُخَبَّأَةٍ. فَمَا لَبِثَ أَنْ لُبِطَ بِهِ، فَأُتِيَ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيه وآله وَسَلَّمَ فَقِيلَ لَهُ: أَدْرِكْ سَهْلًا صَرِيعًا، قَالَ: «مَنْ تَتَّهِمُونَ بِهِ؟» قَالُوا: عَامِرَ بْنَ رَبِيعَةَ، قَالَ: «عَلَامَ يَقْتُلُ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ، إِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ مِنْ أَخِيهِ مَا يُعْجِبُهُ، فَلْيَدْعُ لَهُ بِالْبَرَكَةِ».
الغبطة والحسد
وأضافت الإفتاء أنه لا يوجد مانع شرعًا من تمني حصول مثل النعمة التي عند الغير، وهي ما يُعْرَف بـ(الغِبْطَة) أو المنافسة في الخيرات، يقول الفضيل بن عياض: [الغبطة من الإيمان، والحسد من النفاق، والمؤمن يغبط ولا يحسد، والمنافق يحسد ولا يغبط] اهـ. بواسطة: "حلية الأولياء" لأبي نعيم (8/ 95، ط. دار الكتاب العربي).
وأعلى درجات الغبطة أن يقول المرء: "بارك الله لك في نعمائه وزادك من فضله وآتانا مثلك". ينظر: "فتح المنعم بشرح صحيح مسلم" (3/ 629، ط. دار الشروق).