(عدن الغد)خاص.
كتب/محمد حزام البردادي
عشرونَ..والشوقُ في جَـنْـبَيَّ يشتعلُ
يَشُــبُّـه في دمي التشـبـيبُ والغزلُ
لا أطفأته بحورُ الشعر زاخرة
ولا سحائبُ أزجـتْـها له المـُقَــلُ
عشرونَ ..في شَـفَــتـَيَّ الحــبُّ قافيةٌ
رَوِيُّـهَــا ظـمأٌ لم يــَرْوِهِ البَلَــلُ
ياكلَّ قافيةٍ أسرجتُ صهوتها
كالريح تصهل في روحي وترتحلُ
حزني" مديد ٌ"ودمعي" وافرٌ "حُلُـمي
ناءٍ فلا " رَجـَزٌ" يدنيه أو " رَمَـــلُ "
ما عاد في "هَــزَجِ" الأشعار أغنيةٌ
تسلو بأنغامها روحي وتغتسلُ
فلا "خفيفٌ" لآلامي يخفــفـها
ولا "بســيطٌ" لديه يُـبْـسطُ الأملُ
بحري تفاعيله ولهى مهـلهـلـةٌ
عاث الزِّحافُ بها واشتدت العِـلَـلُ
"أسبابها " انقطعتْ " أوتادها" اقتُلِعَـتْ
مستفعلنْ فاعلنْ مستفعلنْ فَعِــلُ
تـقـول قارئةُ الأبــراجِ: ياولـدي.
هواكَ " سنــبلة" يقتاتها " الحَـمَــلُ"
عِقـدٌعلى عُـنُـقِ "الجوزاء" عانقـها
شــرتْـه ُ للمشتريْ وابتاعه زحلُ
"عذراء "شعرك غالَ الـكَـسْفُ مطلعها
و طار من " قوس" راميها لها الأجلُ
عشرونَ.. تنسـجـهـا عشاً وتعزفها
لحناً وعنكَ وعنها يعـزِف الأملُ
عشرونَ.. لم يهوِ عرشُ الحب فيك وكم
هوتْ عروشٌ وكم دالتْ بها دولُ !
قلبٌ يقلب كَــفَّـيْ حـيرةٍ.. وهوىً
هيمانُ تاهت به الوديان والسبلُ
تبكي كـطـيـرٍ كسيرٍ طيفَ داليةٍ
طاوٍ على ما طوتْ أيامـُك الأُوَلُ
كم ذبتَ فيها هديلا واعتصرتَ منى ً
شَـبَـبْتَ في حبها واليوم تَـكـتَـهِــلُُ
هَـوِّنْ على نفسك الأحـزانَ ياولدي
هذا الهوى فوق ما تقوى وتحتمـلُ
هذي روابي الظبا والحب ممرعة
لا ظبيةٌ لك في المرعى ولا جملُ؟ !
ياشطـرَ بيتٍ زحافُ البـينِ أنـهكَـــهُ
قل لي : متى شـطـركَ المنهـوكُ يكْــتَـمِــلُ ؟
المصدر: عدن الغد
إقرأ أيضاً:
منى أحمد تكتب: بشروا ولا تنفروا
تخرج الكلمة لتصيب أو تخطئ لتصوب أاو تهدم، ومع نهاية كل عام في الوقت الذي نتطلع فيه بالأمل والتضرع لله أن تكون السنة الجديدة هي سنة تحقيق الطموحات والأمال المؤجلة ، تطالعنا أخبار وتنبؤات العرافيين بالأسوأ عاما بعد عام ، بدء من الكوراث الطبيعية ومرورا بالحروب والتوترات إلي الجائحات وظهور كائنات فضائية وغريبة لم نسمع عنها.
وحلت جملة اللهم اجعله خيرا محل التفاؤل والتيمن بإستقبال العام الجديد، وكأننا في كابوس مزعج والمزيد من الحذر والترقب والقلق ،الذي يصل عند البعض إلي حد التشاؤم، وبدلا من نشر الأمل أخذا بمقولة تفائلوا بالخير تجدوه ،تحول الإحتفاء بأمنيات وطموحات وليدة إلي حالة إنقباض.
ومع ما يحيط بالعالم من صراعات وأزمات اقتصادية وسياسية إلي تحورات لجائحات صحية ، وكلها أحداث كانت كافية لتلقي بظلالها القاتمة علي الوجوه التي غابت عنها الأبتسامة وغلفها العبوس، وتورات معها شيئا فشئ البهجة والأمل في قادم مبشر، صارت هناك ضغوطا إنسانية جعلتنا جميعا نتطلع إلي تغيرها ولو بأمنيات نهاية العام .
وأصبحنا أحوج ما نكون لبعث الأمل ، فلا توجد قوة في الحياة تغير نحو الأفضل أكبر من تلك الكلمة السحرية التي تقتحم القلوب قبل العقول، فهي الوحيدة القادرة علي تحويل كل العثرات التي تقابلنا إلى نجاحات وبدايات جديدة.
وصناعة الأمل هي صناعة الحياة ، ومسؤولية فردية ومجتمعية تبدأ من داخلنا أولا ، ولو بابسط التفاصيل ، فدائما ما تصنع الأشياء الصغيرة آمالاً كبيرة تكون فارقة في حياتنا وحياة من حولنا .
فلنبدأ من أنفسنا ولوبالكلمة الطيبة فالكلمة نور، أوالابتسامة لكونها برقية سلام وسفيرة أمل ورسالة تسامح ، نحاول من خلالها أن ننشر الفرح في محيطنا ودوائرنا القريبة ، وأن نعلم ثقافة الأمل ونجعلها ثقافة مجتمعية وقيمة حياتية ورؤية إنسانية لتجاوز المحن ، وقهر المخاوف وكسر حواجز التحدي والإحباط وصولا لبلوغ المستحيل ، وفتح أبواب للنور والجمال ، ولنحذرمن وهم الخوف والتردد والجهل والعجز وفقدان الثقة بالذات، والإنسياق لأصحاب الطاقات السلبية فهم لصوص الأمل.
التطلعات هي أكسيرالحياة ومفتاح البناء والتقدم ، ونحن في مرحلة فاصلة علي المجتمع بكل مكوناته ، نحتاج معها لصناعة ثقافة جديدة عنوانها التفاؤل حتي يتجاوز أزماته، ولنحارب اليأس بكل إفرازاته وأدواته حتي نعطي بصيص نور، قد نكون فقدنا ملامح الطريق إليه ، بعيدا عن كل أجوف سلبي ينعق حتي نستطيع مواجهة الصعاب والتحديات، ولنقدم نموذجاً حضارياً يبشر بإنفراجة في كل مناحي الحياة .
أمنحوا الأمل لليائسين ابعثوا الروح ، وليكن التفاؤل هو كلمة السر في غد مشرق ليتحول القنوط والإحباط والإخفاق لطاقة عمل جبارة ،تكون قادرة علي الإنجاز والتخيل والإبداع وصناعة المعجزات، فهل نبدأ وننهض هذا ليس بالصعب لكن الأصعب هو ترجمة الأمل إلى واقع وهو التحدي الحقيقي ، أم أننا أمام حالة تعثرت فيها صناعة الأمل .