شوارع الفيوم في قبضة الباعة الجائلين
تاريخ النشر: 20th, December 2023 GMT
تشهد شوارع مدينة الفيوم، وعواصم المراكز فى المحافظة عشوائية شديدة تزداد بمراحل أيام الأسواق الأسبوعية فى مدينة الفيوم يومى الثلاثاء والجمعة.
وفى ابشواى واطسا يوم الخميس والسبت فى سنورس والاثنين فى طاميه وتتحول الشوارع فى هذه الايام الى فوضى نتيجة لافتراش الباعة "نهر " الطرق وفى الايام العادية يقوم الباعة واصحاب المحال بالاستيلاء على الارصفة بل و اجزاء كبيرة من الشوارع.
مما يؤدى الى الزحام واصابة بعض الشوارع بالشلل التام مروريا ناهيك عن التوك توك والترويسكلات الذين يثير الفوضى فى شوارع المدن والقرى بمراكز المحافظة بالاضافة الى سيارات السيرفيس والتاكسى فى شوارع مدينة الفيوم .
ورغم ما تبذله الاجهزة التنفيذية وشرطة المرافق من جهود لضبط الشوارع الا انه الباعة سرعان ما يعودون لسابق عهدهم فى الاستيلاء على الارصفة و نهر الطريق فيما اشبه بلعبة "القط والفأر" .
فى حى الحواتم بمدينة الفيوم استولى الباعة على اجزاء كبيرة من الطريق فى المنطقة الممتدة من مسجد الفرقان حتى قرب ميدان الحواتم ويتضاعف الاستيلاء يومى الثلاثاء والجمعه موعد السوق الاسبوعى ورغم وجود سوق رسمى فى الحى الا انه خالى تماما من الباعة .
شارع مصطفى كامل فى مدينة الفيوم من الامثلة الواضحة على هذه العشوائية حيث تجد باعة الاحذية يقفون بـ "استاندات " الاحذية فى الشارع وايضا باعة الفاكهة الذين يضعون عرباتهم فى الطريق دون مبالاه مما تحدثه من "ربكة" مرورية ,وتنتقل عدوى الفوضى الى شارع الرملة ودحدورة هدى حيث يعتدى اصحاب المحلات على نهر الطريق الضيق بوضع بضاعتهم فيه والتى وصلت الرى "رص" كراتين الاجهزة المنزلية فى الشوارع .
درب حرازةاما المرور فى شارع درب حرازة فأنه من رابع المستحيلات بسبب الاستيلاء على الشارع من قبل اصحاب المحال وباعة الخضر والفاكهة واللحوم وغيرها .وشارع مدرسة الفنية فى حى الحادقة لايختلف الامر كثيرا من استيلاء الباعة على اجزاء كبيرة من الطريق.
وفى شارع السد العالى وقرب موقف سنهور تزيد حالة الفوضى والعشوائية من قبل الباعة خاصة يومى الثلاثاء والجمعه موعد السوق الاسبوعى ولم يبال الباعة من وضع الخضار والفاكهة فى نهر الطريق وافترش جزء كبير منه وطوال ثلاثة اشهر من يوليوحتى نهاية سبتمبر يقام سوق المانجو ناهيك عن "السويقة" الاسبوعية يومى الثلاثاء والجمعه .
ولا يقتصر التعدى على الطرق على هذه الشوارع التجارية بل ايضا فى غيرها مثل الشارع الواصل بين موقف مصر وموقف طاميه تحول الى "باكيات" استولى عليها الباعة وجعلوها سوق شبه رسمى لبيع الاحذية والملابس واكسسوارات المحمول بالاضافة الى باعة الفاكهة والخضار .
يقول محمد البحيرى من مدينة طاميه ان الشوارع اصبحت لا تطاق سواء فى مدينة الفيوم التى استولى على اغلب الشوارع فيها الباعة وايضا فى طاميه والتى "ترتع" فيها "التكاتك" ليل نهار
ويقول وليد سيد من مدينة الفيوم ان الباعة فى الاسواق الاسبوعية يومى الثلاثاء او الجمعه وايضا فى "السويقات " اليومية يستولون على الشوارع بفرش بضاعنهم من الخضر والفاكهة ولابد من نقل هذه الاسواق من شوارع المدينة التى اصبح السير فيها امر صعب جدا.
ويضيف احمد صلاح من مدينة الفيوم ان الباعة فى الاسواق الاسبوعية يومى الثلاثاء او الجمعه وايضا فى "السويقات " اليومية يستولون على الشوارع بفرش بضاعنهم من الخضر والفاكهة ولابد من نقل هذه الاسواق من شوارع المدينة التى اصبح السير فيها امر صعب جدا.
1 2 3 4 5 6 7المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: شوارع عشوائية الفيوم الأسواق الأسبوعية الطرق نهر الباعة مدینة الفیوم
إقرأ أيضاً:
مهدُ الوحي وموئلُ الروح.. أمانةٌ إلهية في قبضة الاستغلال
حسام باشا
عند كُـلّ نظرة تمتد نحو بيت الله الحرام، تتهادى الأرواح في فضاءات العشق الإلهي، وكأنها طيور شوق تحلق نحو سماء لا حَــدّ لها، هناك حَيثُ القدسية تعانق القلوب، ينساب الفؤاد المتعطش كما ينساب النهر الهادئ إلى مصبه.
إنها البقعة التي انتقاها الرحمن من بين كُـلّ البقاع، فجعلها قبلةً للجباه الساجدة ومهوىً للقلوب المؤمنة، وجهة المؤمنين من مشارق الأرض ومغاربها، يحجون إليها زرافاتٍ ووحداناً، مستجيبين لنداء أبديٍّ: {وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ}.
في رحابها، يتلاقى الطائفون كأمواج بحرٍ لا ينتهي، وفي دعائهم المتضرع تنداح آفاق الأمل، ويشرق اليقين في قلوبهم، هناك تستشعر الأرواح ألق الوحي ونقاء الشعائر، وكأن الكون بأسره يهمس بنغمة خاشعة تردّدها القلوب: «سبحان من جعلها مثابة للناس وأمنًا».
ومع ذلك، نجد في زمننا الراهن يدًا تعبث بهذا المكان المقدس، مستبيحةً قدسيته باسم المصالح السياسية والأطماع الدنيوية؛ إذ لم يعد الأمر يقتصر على استغلال هذه البقعة المباركة كمنصة لتسويق السياسات وإبراز توجّـهات المملكة العدوانية ضد قضايا الأُمَّــة الإسلامية، أَو على فرض قيود ظالمة تمنع حجاج دولة ما من أداء الركن الأعظم، أَو حتى على تسخيرها لبث رسائل التمجيد والمديح للنظام السعوديّ، بل تجاوز ذلك إلى توظيف موارد الحرم الشريف وما تدره من أموال طائلة في تمويل حفلات اللهو والمجون، التي باتت تقام بلا حياء تحت ستار مبتذل يسمى مواسم الترفيه.
تلك المليارات التي تتدفق سنويًّا من جيوب الحجاج والمعتمرين، وهي أموال طاهرة صبغت بدموع الخشوع وتضرعات القلوب، كان ينبغي أن تكون زادًا للفقراء، وحصنًا يذود عن الأُمَّــة ويكسر شوكة أعدائها، لكنها اليوم توظف في دعم سياسات تغذي الانقسامات وتثير الفتن، وتنفق على حفلات لا تَمُتُّ لروح الإسلام بصلة، في مشهد يثير الحسرة ويغرس في النفوس ألمًا عميقًا على ما آلت إليه قداسة المكان.
في الحقيقة، لم يكتف النظام السعوديّ بذلك الاستغلال الجائر الذي طال أقدس بقاع الأرض، بل امتدت يده إلى العبث بأقدس الرموز وأجل المفردات، تلك التي لطالما تجذرت في وجدان الأُمَّــة وروحها، مفردة «موسم» التي كانت تأتي ملاصقة لأعظم شعائر الله -موسم الحج- أضحت اليوم في مرمى الابتذال، عنوانًا لحفلات صاخبة، ومهرجانات تنضح باللهو، على مدار السنة، تحت مسمى مواسم الترفيه، وتستقدم لها فرق الراقصين والمطربين من مختلف أنحاء العالم.
ولعل ما يزيد الأمر فجاعةً، أن هذا الانحراف لم يتوقف عند حدود استقدام الراقصين والفنانين، بل تجاوزه إلى تعد صريح على الرموز الدينية، صور الكعبة الشريفة باتت تستحضر في تلك الحفلات وحولها يطوف راقصون شبه عراة، في مشهد مبتذل، يختلط العري بالمقدس، ويدوس الانحلال على حرمته بلا رادع، والأدهى من ذلك، تلك الفقرات التي تطلق فيها دعوات تمزج بين الكفر والإساءة، حَيثُ تشبه الذات الإلهية بما لا يليق بجلالها، وتثار مفاهيم تدعو للسجود لآلهة مزعومة، في تجاوز لا يحتمل من الإهانة للمعتقدات الإسلامية، وكأننا أمام محاولة ممنهجة لتحطيم المقدسات، يستهزأ بالله سبحانه وتعالى علانيةً، وتروج مفاهيم مغلوطة تصور الكعبة مكانًا لا يختلف عن أي مسرح للرقص أَو اللهو.
وإن أقسى ما يثقل النفس في هذا المشهد هو ذلك الإصرار العجيب على التعامل مع بيت الله الحرام وكأنه إرث خاص يدار بهوى نظام، يخضعه لمصالحه السياسية ويستنزف قدسيته لتحقيق غايات اقتصادية، وكأنه ليس إلا إرث عائلي، متاع دنيوي يتناقل بين أيدي ملوك آل سعود، منجم يستخرج منه المكاسب، سلعة تستخدم لتلميع صورة سياسية زائلة.
إن الكعبة المشرفة، وقف إلهي خالد، أمانة ربانية عهد بها إلى الأُمَّــة لتكون شاهدة على الإيمان والامتثال لله سبحانه وتعالى؛ إذ إن العبث بحرمتها ليس مُجَـرّد تجاوز، بل هو تعد على الأُمَّــة بأسرها، وجريمة ترتقي إلى التطاول على الأمانة السماوية التي أسبغت عليها ثوب الطهر ووشاح القداسة، بل إن بقائها اليوم تحت قبضة نظام يسخر قدسيتها في سبيل أهداف دنيوية ومكاسب زائلة، هو جرح غائر في جسد الأُمَّــة الإسلامية، وخيانة لأمانة ربانية حملتها الأجيال بدموعها وصلواتها.
أيليق بهذا المكان الطاهر، الذي تتجه إليه قلوب المسلمين وأفئدتهم في كُـلّ صلاة، أن يدنس بتجار الدنيا ولهو السلطة؟ أما آن الأوان أن تصدح أصوات الأُمَّــة، أن ترتفع كلماتها كنبضٍ ثائر، تطالب باستعادة حقها في حماية بيت الله من كُـلّ يد ملوثة بالمصالح الزائفة؟ ألا يجب على المسلمين جميعًا أن ينهضوا لتحمل مسؤولياتهم، ليضعوا حداً لهذا الانحراف الذي يهدّد قدسية الحرم الشريف، ألا يجب تأسيس هيئة جامعة تنضوي تحت لوائها شعوبها ومذاهبها كافة، هيئة تعنى بإدارة شؤون أقدس بقاع الأرض، تحفظ لهذا المكان مكانته، وتعيد للأمانة معناها، وللقداسة حقها.