بلومبرج: طائرات حماس الرخيصة تتفوق على جيش إسرائيل عالي التقنية
تاريخ النشر: 20th, December 2023 GMT
ذكر موقع "بلومبرج" الأمريكي، أن مسيرات حركة حماس رخيصة الكلفة المجهزة لحمل المتفجرات وتدمير الكاميرات وأنظمة الاتصالات والبنادق عن بُعد، كشفت عن ثغرات في الدفاعات الإسرائيلية عالية التقنية، مما يشكل تحديا للقوى الأكثر تقدما من الناحية التقنية في العالم.
وأوضح الموقع في تقرير نشره ،الأربعاء، أن ما أزعج الجنود على الحدود الجنوبية لإسرائيل يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، لم يكن انفجار الصواريخ القادمة من غزة؛ بل كان ذلك الطنين غير المعتاد الذي لم يسمعوه من قبل، عندما ملأ أسطول من المسيرات التجارية المتاحة عبر الإنترنت مقابل مبلغ زهيد لا يتجاوز 6500 دولار، السماء فوق السياج الحدودي الإسرائيلي، الذي تبلغ قيمته مليار دولار.
ويرى بنتسيون ليفينسون، الرئيس التنفيذي لشركة "هيف ندرونز" (Heven Drones) التي تزود الجيش الإسرائيلي بمسيرات ثقيلة وأخرى تعمل بالهيدروجين، أن الحرب مع حماس، دعوة لاستيقاظ جيوش الدرجة الأولى بشأن إمكاناتها الفتاكة، وقال "لدينا هذه المسيرات الضخمة، ولدينا طائرات وتقنيتنا أكثر تقدما بكثير".
اقرأ أيضاً
أكسيوس: إسرائيل تعرض على حماس هدنة أسبوعا مقابل 30 أسيرا
وكشف استخدام حماس مسيرات تجارية لشن هجمات، مثل أوكرانيا في الأيام الأولى للغزو الروسي، عن ثغرة كبيرة في الدفاعات الجوية والبرية التي تتبجح بها إسرائيل، حيث تفوقت هذه التكتيكات بميزانية ضئيلة على خصم أكثر تقدما بكثير.
اختراق واجتياح
ومع اختراق أنظمة المراقبة ذات التقنية العالية، اجتاح الآلاف من مقاتلي حماس الحدود في الشاحنات والطائرات الشراعية، ورفض متحدث باسم الجيش الإسرائيلي التعليق على كيفية التصدي للمسيرات، أو عن إخفاق أنظمة الإنذار المبكر، وقال "ستتم دراسة أسئلة من هذا النوع في مرحلة لاحقة" بعد الحرب.
ومع أن إسرائيل حدّثت نظام القبة الحديدية الذي يستخدم أجهزة اعتراضية للحماية من الصواريخ قصيرة المدى القادمة، من أجل اكتشاف المسيرات الكبيرة –كما يقول الموقع- فإن العديد من مسيرات حماس لا تزال قادرة على التسلل، علما أن الجيش يختبر نظاما يعتمد على الليزر، مصمما لاعتراض الصواريخ الأصغر حجما والصواريخ قصيرة المدى، ولكنه لن يكون جاهزا قبل عام آخر على الأقل.
اقرأ أيضاً
واشنطن بوست: ترسانة أسلحة حماس تعقّد مهمة إسرائيل في غزة
ومن بين الأنظمة التي طوّرتها هذه المبادرة، ويخضع الآن للاختبار الميداني في قواعد الجيش، تطبيق يربط بين كاميرتي هاتف محمول وأنظمة صوتية لمسح السماء بحثا عن مسيرات، ويستخدم غلافا مطبوعا ثلاثي الأبعاد يمكن تركيبه على المركبات، وتأمل المجموعة في طرح نظام التنبيه الرخيص بسرعة.
ولا تزال هجمات حماس بالمسيرات تشكل تهديدا قويا، حسب الباحث في معهد دراسات الأمن القومي بإسرائيل ليران عنتيبي، الذي يقول "إنها تمنحك القدرة على استخدام ذخيرة دقيقة أو موجهة، وهو أمر لم تكن تستطيع فعله إلا الدول المتقدمة جدا حتى سنوات قليلة. بعقل إجرامي ومعدات صغيرة، يمكنك القيام بأشياء فظيعة مثل هجوم حماس الأول".
وطوّرت حماس هذه التكتيكات -حسب الموقع- مع حليفتها إيران والمهندس التونسي الراحل محمد الزواري، الذي قاد جهود الجماعة لتطوير المسيرات قبل أن تغتاله المخابرات الإسرائيلية في 2016، وأعطي اسمه لنموذج من المسيرات.
مخاوف متزايدة
وأشار الموقع إلى أن فعالية برنامج مسيرات حماس يؤدي إلى تفاقم المخاوف المتزايدة، من أن الجهات الفاعلة غير الحكومية قد تطور أسلحة فتاكة باستخدام تقنية مزدوجة الاستخدام لا يمكن تتبع مبيعاتها، كما أن "هذه المعدات اليسيرة يمكن أن تسمح للاعبين الهامشيين بتنسيق الهجمات المدمرة".
ولجأ العديد من الجنود في غزة إلى إطلاق النار على الطائرات دون طيار، وقال الجيش الإسرائيلي، إنه خصص نظام استهداف دقيق محمول باليد لجندي في كل وحدة مشاة لأول مرة، وهو نظام يمكن تركيبه على بنادق هجومية ويحسن دقة الأهداف المتحركة مثل المسيرات، أو المقاتلين الأعداء.
وكان لدى إسرائيل نظام على حدود غزة مصمم خصيصا لمواجهة المسيرات، لكن تشغيله لم يبدأ بعد، يستطيع اكتشاف المسيرات والسيطرة عليها من على بُعد كيلومترات عدة، وإعادة توجيهها بعيدا عن أهدافها.
وردا على جرائم الاحتلال اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، شنت "حماس" في 7 أكتوبر الماضي هجوم "طوفان الأقصى" ضد قواعد عسكرية ومستوطنات إسرائيلية بمحيط غزة، فقتلت نحو 1140 إسرائيليا وأسرت حوالي 240 لمبادلتهم مع الاحتلال الذي يحتجز في سجونه أكثر من 7800 فلسطيني، بينهم أطفال ونساء.
ويشن جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ ذلك الحين حربا مدمرة على غزة، خلفت حتى مساء الثلاثاء 19 ألفا و667 شهيدا، و52 ألفا و586 جريحا، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، بحسب سلطات القطاع والأمم المتحدة.
وقالت مصادر إن "حماس" لا تزال تحتجز ما لا يقل عن 130 إسرائيليا في غزة. من بينهم ثمانية أمريكيين، بحسب المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي، الثلاثاء.
المصدر | متابعاتالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: إسرائيل حماس مسيرات
إقرأ أيضاً:
من المؤرخ الإسرائيلي الذي قُتل في معارك لبنان وماذا كان يفعل؟
عندما دخل المؤرخ الإسرائيلي زئيف إيرلتش إلى جنوبي لبنان لفحص واحدة من القلاع التاريخية القريبة من مدينة صور، لم يكن يعرف أن نيران حزب الله ستكون بانتظاره هناك لترديه قتيلا.
وكان إيرلتش (71 عاما) موجودا في منطقة عمليات تبعد عن الحدود بنحو 6 كيلومترات، لمسح قلعة قديمة بالقرب من قرية "شمع" عندما باغتته صواريخ حزب الله.
ورغم أنه كان يرتدي زيا عسكريا ويحمل سلاحا شخصيا، فإن بيانا صادرا عن الجيش الإسرائيلي اعتبره "مدنيا"، وقال إن وجوده في تلك المنطقة يمثل انتهاكا للأوامر العملياتية.
وكان المؤرخ، الذي تقول الصحف الإسرائيلية إنه منشعل بالبحث عن "تاريخ إسرائيل الكبرى"، يرتدي معدات واقية، وكان يتحرك إلى جانب رئيس أركان لواء غولاني العقيد يوآف ياروم.
وبينما كان الرجلان يجريان مسحا لقلعة تقع على سلسلة من التلال المرتفعة حيث قتل جندي إسرائيلي في وقت سابق، أطلق عنصران من حزب الله عليهما صواريخ من مسافة قريبة، فقتلا إيرلتش وأصابا ياروم بجروح خطيرة.
ووصف جيش الاحتلال الحادث بالخطير، وقال إنه فتح تحقيقا بشأن الطريقة التي وصل بها إيرلتش إلى هذه المنطقة. لكن صحيفة يديعوت أحرونوت أكدت أن هذه لم تكن المرة الأولى التي يرافق فيها إيرلتش العمليات العسكرية الإسرائيلية في لبنان.
كان يعمل مع الجيش
ونقلت الصحيفة الإسرائيلية عن يجال -شقيق القتيل- أن إيرلتش كان يعامل بوصفه جنديا في الميدان، وأنه كان يرافق القوات الإسرائيلية بغرض البحث الأثري بموافقة الجيش وبرفقته.
واتهم يجال المتحدث باسم جيش الاحتلال بمحاولة حماية كبار الضباط وإلقاء مسؤولية ما جرى على القيادات الوسطى. وقد أكد الجيش أنه سيعامل القتيل بوصفه جنديا وسيقوم بدفنه.
وقُتل إيرلتش بسبب انهيار المبنى الذي كان يقف فيه عندما تم قصفه بالصواريخ. وتقول صحف إسرائيلية إن العملية وقعت فيما يعرف بـ"قبر النبي شمعون".
ووفقا للصحفية نجوان سمري، فإن إيرلتش كان مستوطنا، ولطالما رافق الجيش في عمليات بالضفة الغربية بحثا عن "تاريخ إسرائيل"، وقد قُتل الجندي الذي كان مكلفا بحراسته في العملية.
وأشارت يديعوت أحرونوت إلى أن القتيل كان معروفا في إسرائيل بوصفه باحثا في التاريخ والجغرافيا، وقالت إنه حرّر سلسلة كتب "السامرة وبنيامين" و"دراسات يهودا والسامرة". وهو أيضا أحد مؤسسي مستوطنة "عوفرا" بالضفة الغربية.
وتشير المعلومات المتوفرة عن إيرلتش إلى أنه درس في مؤسسات صهيونية دينية، منها "مدرسة الحائط الغربي" بالقدس المحتلة، وحصل على بكالوريوس من الجامعة العبرية فيها، وأخرى في "التلمود وتاريخ شعب إسرائيل" من الولايات المتحدة.
كما خدم القتيل ضابط مشاة ومخابرات خلال الانتفاضة الأولى، وكان رائد احتياط بالجيش.