تتخوف السعودية من أن هجمات الحوثيين في البحر الأحمر والمواجهة المحتملة مع التحالف البحري الدولي الجديد، بقيادة الولايات المتحدة، قد تجهض "خارطة طريق" مرتقبة خلال أسابيع لإنهاء الحرب في اليمن وخروج المملكة من هذا "المستنقع"، بحسب تحليل لمجلة "ذي إيكونوميست" البريطانية (The Economist).

ومنذ أشهر يشهد اليمن تهدئة من حرب اندلعت قبل نحو 9 سنوات بين القوات الموالية للحكومة الشرعية، مدعومة بتحالف عسكري عربي تقوده الجارة السعودية، وقوات الحوثيين، المدعومين من إيران، والمسيطرين على محافظات ومدن بينها العاصمة صنعاء (شمال) منذ عام 2014.

المجلة قالت، في التحليل الذي ترجمه "الخليج الجديد"، إنه "ربما كان السعوديون يرحبون قبل وقت ليس ببعيد باستعراض القوة الغربية ضد الحوثيين، ولكن اليوم، في حين تشكل الولايات المتحدة تحالفها الخاص لوقف هجمات الحوثيين، فإن السعودية هي التي تحث على الحذر؛ إذ تخشى أن تفسد المواجهة جهودها للخروج من حرب اليمن".

وتضامنا مع قطاع غزة في مواجهة حرب إسرائيلية مدمرة مستمرة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، استهدف الحوثيون في البحر الأحمر سفن شحن تملكها أو تشغلها شركات إسرائيلية و/ أو تنقل بضائع من وإلى إسرائيل.

ومنذ منتصف نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، هاجم الحوثيون ما لا يقل عن اثنتي عشرة سفينة، إما بإطلاق صواريخ وطائرات بدون طيار أو بمحاولة اختطافها، ويشددون على أن هجماتهم لن تتوقف حتى يوقف جيش الاحتلال الإسرائيلي حربه على غزة.

وتقدم إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، منذ اندلاع الحرب، لحليفتها إسرائيل أقوى دعم عسكري واستخباراتي ودبلوماسي ممكن، حتى بات كثيرون يعتبرون واشنطن شريكة في "جرائم الحرب" بغزة.

اقرأ أيضاً

قلق في البنتاجون: تكلفة باهظة لمواجهة مسيّرات وصواريخ الحوثيين

تحالف دولي

ولمواجهة هجمات الحوثيين، كشف وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، من البحرين أول أمس الاثنين، عن إنشاء تحالف دولي لحماية الشحن التجاري في البحر الأحمر، يضم عشر دول هي: الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وكندا وفرنسا وإيطاليا وهولندا والنرويج وسيشل وإسبانيا والبحرين.

وأوضح أوستن أن بعض الدول المشاركة ستجري دوريات مشتركة في جنوب البحر الأحمر ومضيق باب المندب وخليج عدن، في حين سيوفر البعض الآخر المعلومات الاستخباراتية.

وفي الأسابيع الأخيرة، اعترضت السفن الحربية الأمريكية والبريطانية والفرنسية طائرات بدون طيار وصواريخ تابعة للحوثيين، وهو وضع "يجعل السعوديين متوترين"، كما أضافت المجلة.

وأرجعت ذلك إلى أن "الحرب أصبحت مستنقعا؛ إذ لا يزال الحوثيون يسيطرون على معظم مناطق الشمال، في حين يسيطر المتمردون الانفصاليون، المدعومون من الإمارات (سحبت معظم قواتها في 2019)، على الجنوب".

اقرأ أيضاً

الغارديان: أمريكا حذرت الحوثيين من فشل اتفاق السلام مع السعودية بسبب هجماتهم على السفن

خارطة طريق

وتصاعدت الآمال بانتهاء حرب اليمن منذ أن استأنفت السعودية وإيران علاقتهما الدبلوماسية بفضل اتفاق بوساطة الصين في 10 مارس/ آذار الماضي؛ ما أنهى 7 سنوات من القطيعة بين بلدين يقول مراقبون إن تنافسهما على النفوذ أجج صراعات إقليمية عديدة.

وقالت المجلة إن "الجانبين (السعودية والحوثيون) خاضا أشهرا في الحديث عن اتفاق سلام، وعرض السعوديون بعض اللفتات على الحوثيين، مثل تخفيف الحصار البحري الذي يفرضونه على اليمن والسماح بمزيد من الرحلات الجوية من وإلى صنعاء".

ووفقا لدبلوماسيين فإن الطرفين يقتربان من الاتفاق على "خارطة طريق" لجعل وقف إطلاق النار دائما وإنهاء الحرب. ويتنقل مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن هانز جروندبرج بين الرياض وصنعاء لوضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل.

ومن المحتمل، بحسب المجلة، أن تركز المرحلة الأولى على التدابير الاقتصادية، ولطالما طالب الحوثيون الحكومة المعترف بها دوليا بدفع رواتب القطاع العام في المناطق التي يسيطرون عليها، وهو ما رفضه السعوديون.

وزادت بأنه "بموجب خريطة الطريق، التي يمكن الإعلان عنها في الأسابيع القليلة المقبلة، من المحتمل أن تسمح المملكة بمثل هذه المدفوعات. لكن الوضع الراهن المتوتر يضع السعودية في موقف حرج لحث الولايات المتحدة على ضبط النفس ضد عدوها القديم (الحوثيين)".

اقرأ أيضاً

السعودية تطلب من أمريكا ضبط النفس مع الحوثيين

المصدر | ذي إيكونوميست- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: مواجهة الحوثيون أمريكا السعودية اليمن حرب البحر الأحمر غزة الولایات المتحدة البحر الأحمر

إقرأ أيضاً:

الحوثيون يختطفون أحد أشهر أطباء جراحة المخ والأعصاب في اليمن

اختطفت جماعة الحوثي، أحد أشهر أطباء جراحة المخ والأعصاب في اليمن، وسط استياء واسع في الأوساط الطبية والمجتمعية.

 

وقالت مصادر طبية إن جماعة الحوثي اختطفت يوم أمس، الدكتور عدنان عبدالله العواضي أحد أبرز استشاري جراحة المخ والأعصاب في اليمن، وأودعته أحد سجونها في صنعاء.

 

وأضافت المصادر، أن المليشيا اختطفت الدكتور العواضي وأودعته السجن، بذريعة تسببه بخطأ طبي أودى بحياة أحد المرضى، في الوقت الذي عممت على جميع المنافذ بمنع الدكتور العواضي من السفر.

 

وعبرت نقابة الأطباء والصيادلة في بيان لها، عن رفضها اختطاف وسجن الدكتور عدنان العواضي في صنعاء، معتبرة هذا الإجراء المخالف للقوانين النافذة في الوقت الذي عبر عن رفض التام لهذه التصرفات التعسفية.

 

وهددت النقابة بالتصعيد للدفاع عن أعضائها، ورفضاً للحملات التي تستهدف الكادر الطبي من أفراد أو جماعات أو جهات غير مسؤولة، والتي كان آخرها ما تعرض له الدكتور العواضي.

 

ويعمل الطبيب العواضي رئيسا لقسم جراحة المخ والأعصاب، في مستشفى الثورة بصنعاء، وهو استشاري ومن أحد أبرز الأطباء المتخصصين في مجال جراحة المخ والأعصاب والعمود الفقري، ويعمل أيضا أستاذا لجراحة المخ والأعصاب بكلية الطب، وهو عضو في الجمعية العالمية لجراحة المخ والأعصاب، وهو من الأطباء النادرين الذين يقومون بإجراء عمليات تصحيح تشوه العمود الفقري في اليمن، حيث أجرى أكثر من 120 عملية من العمليات النادرة في هذا المجال.


مقالات مشابهة

  • رويترز: كيف تطورت الضربات الأميركية ضد الحوثيين في اليمن
  • السودان.. تحديات جسيمة تعرقل عودة الجامعات إلى البلاد
  • كيف تطورت الضربات الأميركية ضد الحوثيين في اليمن؟
  • الحوثيون يختطفون أحد أشهر أطباء جراحة المخ والأعصاب في اليمن
  • السعودية تضع خططًا جديدة لمرحلة ما بعد الحوثيين: هل يشهد اليمن تحولًا جذريًا؟
  • عقوبات أمريكية جديدة تستهدف الحوثيين في اليمن
  • أمريكا في مأزق: تعديل استراتيجي مفاجئ في اليمن يُغير مجرى الحرب
  • صحيفة عبرية: واشنطن تواجه معضلة بشأن الحوثيين في اليمن.. بين التصعيد أو الانسحاب (ترجمة خاصة)
  • النعماني يبحث تعزيز العلاقات مع المملكة المتحدة وأمريكا
  • وزير خارجية قطر: نواصل العمل مع مصر وأمريكا للتوصل إلى إنهاء الحرب بغزة