قررت محكمة جنايات جنوب الجيزة، اليوم الأربعاء، برئاسة المستشار عبد الناصر محمد حسنين، إحالة متهمان في واقعة قتل شخص والشروع في قتل والده وآخر ببولاق الدكرور، لفضيلة المفتي لابداء الرأي الشرعي في إعدامهم، وحددت جلسة 17 يناير النطق بالحكم. 

صدر القرار برئاسة المستشار عبد الناصر محمد حسنين، وعضوية المستشارين شريف محمد رشدي وعماد الدين عيسى، وسكرتارية رأفت عبد التواب وطلعت حسنين.

قد أحالت القضية إلى محكمة الجنايات المختصة بدائرة محكمة استئناف القاهرة لمعاقبة المتهمين: "محمد. ص"، سائق 21 سنة، و"عمرو. ع"، طالب، 18 سنة، و"صالح. أ"، عامل، 20 سنة، و"أحمد. م"، عامل، 19 سنة، و"أحمد. س"، عامل، 19 سنة، و"محمد. م"، 27 سنة هارب، و"محمد. أ"، عامل، 21 سنة، وذلك على خلفية التحقيقات في القضية رقم 10099 لسنة 2022 جنايات بولاق الدكرور. 
 

كشفت تحقيقات النيابة العامة أنه في يوم 13 مايو من العام الماضي، المتهمين من الأول وحتي السادس وأخرين مجهولين، استعرضوا القوة ولوحوا بالعنف وأستخدموهم ضد المجني عليهم "تامر. ك"، ووالده "كمال. ع" و"محمد. ح" بقصد ترويعهم وتخويفهم بإلحاق أذي مادي بهم.

وتابعت التحقيقات إنه كان من شأن ذلك الفعل القاء الرعب في أنفسهم وتكدير أمنهم وتعريض حياتهم وسلامتهم للخطر، حال وأحرزهم لأسلحة نارية وبيضاء ومفرقعات لاحقة الوصف، على النحو المبين بالتحقيقات.

وذكرت التحقيقات أن المتهمين قتلوا المجني عليه الأول "تامر. ك" عمدا مع سبق الإصرار بأن عقدوا العزم وبيتوا النية علي قتله علي أثر خلاف أستقر بينهم، وفي سبيل الوصول لغايتهم أعدوا أسلحة نارية، بيضاء ومفرقعات، وتوجهوا إلي مكان الواقعة حيثما أيقنوا تواجده به، وما إن ظفروا به حتى أطلقوا صوبه وابلا من الأعيرة النارية قاصدين إزهاق روحه فأحدثوا ما قد أحل به من إصابات التي أودت بحياته، على النحو المبين بالتحقيقات.

كما شرعوا في قتل المجني عليهما "كمال. ع"، و" محمد. ح" عمدًا على أثر خلاف سابق أستقر فيما بينهم والمجني عليه
الأول، وما أن ظفروا بهم حتى أطلقوا صوبهم اعيرة ناريه فأحدثوا إصابتهم قاصدين إزهاق روحهم، إلا أنه قد أوقف أثر جريمتهم لسبب لا دخل لإرادتهم فيه وهو مداركة المجني عليهم بالعلاج اللازم وذلك على النحو المبين بالتحقيقات.

وأشارت التحقيقات أن المتهمين حازوا وأحرزوا بغير ترخيص سلاحين نارين غير مششخنين "بندقيتين خرطوش" على النحو المبين بالتحقيقات، حازوا وأحرزوا بغير ترخيص سلاحًا ناريًا مششخن "مسدس" على النحو المبين بالتحقيقات.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: جنايات جنوب الجيزة فضيلة المفتى قتل بولاق الدكرور على النحو المبین بالتحقیقات

إقرأ أيضاً:

محمد بن يزيد المبرّد

ولد الشاعر واللغوي والنحوي الكبير "محمد بن يزيد بن عبد الأكبر الثمالي" في البصرة عام 210 للهجرة، ويعود محمد بن يزيد في جدوره إلى (مُقاعس) إحدى قرى الباطنة، سافر أهله إلى البصرة التي كانت في تلك الفترة عاصمة الفكر والثقافة والاقتصاد، حيث كانت البصرة تضم بين أروقة مساجدها عددا كبيرا من حلقات العلم، وكان علماء وأدباء البصرة قد تصدروا العلماء والأدباء، وصارت لهم رئاسة العلم في العالم الإسلامي، وكانت العديد من العائلات في شبه الجزيرة وبلاد فارس تهاجر للبصرة للاشتغال في التجارة، وتحصيل العلم ومجالسة العلماء.

كان محمد بن يزيد الأزدي حافظًا لأشعار العرب، ونبغ في علم النحو، وامتلك مهارة في المناظرة والحِجَاج، وكان لا يناظر أحد إلا غلبه، فلقبه أستاذه المازني بالمُبَرِّد أي المثبت للحق، وسبب في هذا اللقب أن المازني حين كتب كتاب "الألف واللام"، أخذ يناقش تلميذه محمد بن يزيد في كثير مما جاء في الكتاب، وكان المبرد يجيبه على كل ما يسأله، فلقبه بالمبرد. أي أن جوابه يُبَرد القلب، ويبعث فيه الطمأنينة. ويقدم السيوطي سببًا آخر لتسمية محمد بن يزيد بالمُبَرِّد، فيقول" لأنه كان يسكت مخالفيه بالحجة الدامغة، فكأن الحيرة والجهل نار تشتعل في صاحبها، فإذا جاءه برد اليقين والعلم تبرد به". أما المُصْحَفِّيُّ فيقول:" إن المبرَّد بفتح الراء، لحسن وجهه، ويقال رجل مُبَرَّد ومُقَسَّم ومُحَسَّن إذا كان حَسُنَ الوجهِ".

تعلم محمد بن يزيد الأزدي في طفولته القرآن والحساب وعلوم اللغة على يد معلمي الكتاتيب في البصرة، ووجدت أسرته فيه ذكاء متقد ولديه رغبة شديدة لتحصيل العلم، فجعلته يتفرغ للدراسة والقراءة على يد مجموعة من علماء البصرة من أمثال: بكر بن محمد بن عثمان البصري المازني، وصالح بن إسحاق البصري، وأبو حاتم سهل بن محمد بن عثمان الجشمي وأبو عثمان عمرو بن بحر الجاحظ، وإبراهيم بن سفيان الزيادي، والعباس بن الفرج الرياشي. وقرأ على يديهم مجموعة من كتب النحو مثل كتاب سيبويه، وكتب الخليل بن أحمد الفراهيدي.

اشتهر المبرد أبو العباس محمد بن يزيد الأزدي ببلاغته وحسن جوابه، ونجابة تصرفه في المواقف وكان المبرد يحب أن يستعرض مهاراته في الجدال وتقديم الحجج والأدلة على صحة رأيه، فيدخل في نقاشات نحوية كثيرة مع شيخ علماء الكوفة النحوي أبي العباس أحمد بن يحيى بن زيد بن سيار الشيباني المعروف بلقب ثعلب، ويكنى بأبي العباس، وهو إمام المدرسة الكوفية في النحو، والمبرد إمام المدرسة النحوية البصرية، وكان ثعلب يتحاشى المبرد، ويتجنب الدخول معه في أي حوارات؛ لأن المبرد يمتلك مهارة الجدال ولديه سرعة بديهة في الرد، وكثيرا ما كان ينتصر عليه مما يسبب لثعلب الإحراج بين طلابه. وحكى أبو بكر بن السراج عن محمد بن خلف، قال: كان بين أبي العباس المبرد وأبي العباس ثعلب من المنافرة ما لا خفاء به؛ ولكن أهل التحصيل يفضلون المبرد على ثعلب، وفي ذلك يقول أحمد بن عبد السلام:

رأيت محمد بن يزيد يسمو... إلى الخيرات في جاه وقدر

جليس خلائف وغذيّ ملكٍ... وأعلم من رأيت بكل أمر

وكان الشعر قد أودى فأحيا... أبو العباس دارس كل شعر

وقالوا ثعلب رجلٌ عليم... وأين النجم من شمس وبدر!

وقالوا ثعلبٌ يفتي ويملي... وأين الثعلبان من الهزبر!

وبالإضافة إلى ما تميز به المُبرِّد من فصاحه وبيان، عرف عنه أنه صاحب خط جميل، قال عنه القَفْطِّي:" كان أبو العباس محمد بن يزيد من العلم، وغزارة الأدب، وكثرة الحفظ، وحسن الإشارة، وفصاحة اللسان، وبراعة البيان، وملوكية المجالسة، وكرم العشرة، وبلاغة المكاتبة، وحلاوة المخاطبة، وجودة الخط، وصحة القريحة، وقرب الإفهام، ووضوح الشرح، وعذوبة المنطق، على ما ليس عليه أحد ممن تقدمه أو تأخر عنه".

يعد كتاب المبرد الكامل في اللغة والأدب، أحد ركائز علوم اللغة العربية وأحد أسباب تطور علومها، قال عنه عبد الرحمن بن محمد بن خلدون:" وقد سمعنا من شيوخنا في مجالس التعليم أن أصول هذا الفن وأركانه أربعة دواوين: وهي أدب الكاتب لابن قتيبة، وكتاب الكامل للمبرد، وكتاب البيان والتبيين للجاحظ، وكتاب النوادر لأبي علي القالي البغدادي، وما سوى ذلك فتبع لها وفروع عنها". وكان طلاب العلم يحرصون على دراسته ومناقشة ما جاء فيه من معلومات ودارستها، قال عن ذلك القاضي الفاضل: " طالعته سبعين مرة، وكل مرة ازداد منه فوائد". ولا يتخرج طالب العلم إلا بعد أن قرأ كتاب الكامل ووعى ما فيه من علوم ومعارف.

يكشف الكتاب الكثير من جوانب المبرد الثقافية، فالكتاب يعكس موسوعية المبرد وثقافته الواسعة، وذخيرته الفكرية، ليخلد هذا الكتاب وغيره من مؤلفات المبرد في التاريخ الإنساني، وتجعل من المبرد علامة فارقة في علوم اللغة العربية.

قرر المبرد التفرغ لتدريس طلاب العلم، فتعلم على يديه مجموعة كبيرة من محبي النحو والأدب العربي، وكانت الرحال تُشَقُ إليه، والنفوس المحبة للمعرفة تهفو إليه، وتخرج على يدي المبرد مجموعة كبيرة من العلماء ممن لهم إسهامات جليلة في الحقل المعرفي، من أبرزهم إبراهيم الزَجَّاج البغدادي النحوي، الذي يُعَد أحد أبرز علماء اللغة وصاحب وزير المعتضد بالله، عبيدالله بن سليمان بن وهب، وله مؤلفات أهمها كتاب الأنواء، وكتاب العروض، ووكتاب القوافي، وكتاب خلق الإنسان. وممن تعلم على يد المبرد محمد بن السَّري بن سهل ويعرف بابن السرَّاج، الذي تولى رئاسة العلم بعد المبرد، وكتب كتاب الأصول في النحو. ومحمد بن أحمد بن كِيسان أبو الحسن النحوي، أحد أبرز علماء النحو في بغداد جمع بين آراء المدرستين البصرية والكوفية، كتب كتاب المسائل على مذهب النحويين مما اختلف فيه البصريون والكوفيون، قال عنه أبو حيان التوحيدي: "ما رأيت مجلسا أكثر فائدة وأجمع لأصناف العلوم وخاصة ما يتعلق بالتحف والطرف والنتف من مجلس ابن كِيسان". وقال أبو بكر مجاهد عن أبي الحسن كيسان" أبو الحسن بن كيسان أنحى من الشيخين يقصد المبرد وثعلب". وممن نال شهرة واسعة من تلامذة المبرد أبو بكر محمد بن علي بن إسماعيل العسكري، شرح مؤلفات سيبويه والأخفش وكتب كتاب النحو المجموع على العلل وكتاب شرح الكتاب الأوسطي. ومن تلامذة المبرد النجباء إبراهيم بن محمد الكلابزي، الذي لمع نجمه في العلم والأدب وتولى قضاء الشام.

ترك المبرد أكثر من أربعين مصنفا بعضها لا زال موجودا طبع أكثر من مرة مثل كتاب المقتضب وكتاب المقصور والممدود وكتاب المذكر والمؤنث وكتاب طبقات النحويين البصريين وأخبارهم وكتاب شرح لامية العرب وكتاب ما اتفق لفظه واختلف معناه من القرآن المجيد. أما الكثير من كتب المبرد فلا تزال مفقودة.

توفي المبرد بعد حياة حافلة غنية بالعلم والمعرفة في عام 285 هـ ودفن في مقابر باب الكوفة ببغداد. قال عنه البحتري:

ما نالَ ما نالَ الأَميرُ مُحَمَّدٌ إِلّا بِيُمنِ مُحَمَّدِ بنِ يَزيدِ

وَبَنو ثُمالَةَ أَنجُمٌ مَسعودَة فَعَلَيكَ ضَوءُ الكَوكَبِ المَسعودِ

شَفَعَت خُراسانُ العِراقِ بِزَورَةٍ مِن زائِرٍ طَرِفِ اللِقاءِ جَديدِ

ذاكَ المُبارَكُ خِلَّةٌ وَلَرُبَّما مُنِيَ الجَليلُ بِأَشأَمٍ مَنكودِ

أما العالم الكبير ثعلب فلقد قال حين بلغه موت المبرد:

ذهب المبرد وانقضت أيامه... وليذهبن مع المبرد ثعلبا

بيتٌ من الآداب أضحى نصفه... خربًا وباقي النصف منه سيخرب

فتزدوا من ثعلب فبكأس ما... شرب المبرد عن قريب يثرب

أوصيكمو أن تكتبوا أنفاسه... إن كانت الأنفاس مما يكتب

مقالات مشابهة

  • خلافات ثأرية| تفاصيل إحالة قا.تل صديقه بالصف إلى المفتي
  • والده رفض خطبة شقيقته لأحدهم.. ضبط المتهمين بالتعدي علي شاب في العمرانية
  • محمد بن يزيد المبرّد
  • السحور كلمة السر.. التحقيق في إصابة 9 أشخاص بالتسمم ببولاق الدكرور
  • إحالة أوراق عامل للمفتي لاتهامه بقتل والدته بشبرا الخيمة
  • وجبة طعام تتسبب فى إصابة 9 أشخاص بتسمم ببولاق الدكرور
  • إحالة عاطلين للمحاكمة بتهمة سرقة مشغولات ذهبية من شقة فى الأميرية
  • ذراع بلاي ستيشن يتسبب في مقـ.تل طالب ببولاق الدكرور أول يوم رمضان
  • نصبا على المواطنين.. تفاصيل التحقيقات مع متهمين بتزوير المستندات
  • تفاصيل حريق شقة وإصابة عجوز بسبب الإفطار ببولاق الدكرور