سحر أسود ومؤامرة حريم.. قصص المومياوات الصارخة في مصر القديمة؟
تاريخ النشر: 20th, December 2023 GMT
هناك مومياوتين صارختين، أحدهما لسيدة، والأخري لرجل، ومما زاد من غموض الأمر، أن كلا الموميتين من الأمراء، والموميتين تم العثور عليهما فاغرين أفواههم، يبدو وكأن موتهم شهد رعبًا عظيمًا، ووجه يملؤه الألم، والسؤال عن ذلك الألم الذي لايزال مستمرا منذ أكثر من ثلاثة آلاف سنة وحتي اليوم.
أعلن عالم الآثار المصري ووزيرها الأسبق، الدكتور زاهي حواس، عن حل لغز "مومياء المرأة الصارخة"، والتي وجدت في الخبيئة الملكية في الدير البحري في الأقصر، وذلك في عام ١٨٨١، عن توصله والدكتورة سحر سليم أستاذة الأشعة بجامعة القاهرة والمتخصصة في أشعة الآثار، لسر موتها، وذلك باستخدام جهاز الأشعة المقطعية، والذي أكد اصابتها بتصلب شديد في شرايين القلب التاجية، كذلك شرايين الرقبة وشريان الأبهر البطني والحرقفي وكذلك شرايين الطرفين السفليين والساقين، مما أدي الي تلف عضلة القلب، ما أدى إلى وفاة الأميرة المصرية فجأة بنوبة قلبية وهي لم تتجاوز الستين بعد.
تلك الطريقة التي ظهرت عليها تلك المومياء تحتم علينا ضرورة معرفة شخصيتها، فقد تم التعرف عليها من خلال تلك اللفائف الكتانية التي كانت تلتحف بها، مدون عليها باللغة الهيراطيقية التعريف الخاص بها، فهي الإبنة الملكية والأخت الملكية "ميريت أمون"، وكان هناك العديد من السيدات حاملات لهذا الإسم الشائع، علي رأسهم ميريت آمون، ابنة الملك سقنن رع، من نهاية الأسرة السابعة عشر 1558- 1553 قبل الميلاد، وكذلك ميريت آمون ابنة الملك رمسيس الثاني 1279-1213 قبل الميلاد من الأسرة التاسعة عشر، لذا أُطلق عليها لقب مومياء المرأة الصارخة الغير معروفة، وقد ماتت بتلك الوضعية التي وجدت عليها، ساقاها مثنية وملتفة عند الكاحل، وتسبب الموت في ميل الرأس إلى الجانب الأيمن وارتخاء عضلات الفك، ما أدى الى فتح الفم، وذلك خلال تعرضها لاحد النوبات القلبية.
ويشير هذا الوضع ان لم يعلم بموتها احد في وقت قريب من وقت الموت، بل تركت حتي تيبست، فلم يتمكن المحنطين من وضع جسدها في حالة الاستلقاء، كما إنهم لم يتمكنوا من تأمين غلق الفم، كما جرت العادة مع باقي المومياوات الملكية، وذلك رغم أن جثمانها نال عناية بالغة من المحنطين، الذين أزالوا الأحشاء ووضعوا مواداً باهظة الثمن، مثل الراتنج ومواد التحنيط المعطرة، كما استخدموا الكتان الطاهر في لف جسدها، ولكنهم لم يتمكنوا من استخراج مخ المومياء، إذ لا يزال يمكن رؤيته بداخل تجويف الجمجمة، إلا أنه يميل إلى الجانب الأيمن، وذلك لوضعية الجسد على هذا الجانب عند الموت وبعد التحنيط.
المومياء الصارخة للرجلداخل خبيئة الدير البحري الملكية، تم العثور على "مومياء الرجل الصارخ"، التي أثبتت الدراسات الحديثة، بالأشعة المقطعية واختبار الحمض النووي، التي أجراها نفس الفريق العلمي لـ"المشروع المصري للمومياء"، على أنها تعود للأمير "بنتاؤر"، ابن الملك رمسيس الثالث، والذى أُجبر على الانتحار شنقاً، عقاباً له على تورطه في قتل أبيه، الملك رمسيس الثالث، في ما يعرف بـ"مؤامرة الحريم".
مومياء بنتاؤر الصارخة، لم يعامل نفس المعاملة والاهتمام التي عامل بها المحنطون ميريت أمون، فقد عُوقب بعدم تحنيط جثته، كما لف جسده بجلد الغنم، ما يشير إلى اعتبارة نجساً، ليكون مصيره الجحيم في الآخرة، وقد وجد بالفعل علامات شنق على رقبته تتطابق مع النص الموجود ببردية مؤامرة الحريم والتي تسجل قصة المؤامرة على قتل الملك رمسيس الثالث، حتي الملك رمسيس الثالث نفسه، فقد أظهر الفحص الدقيق لمنطقة الرقبة بالأشعة المقطعية أن شخصًا ما كان قد فاجأه من الخلف بطعنة في الرقبة بسلاح حاد ومدبب كالخنجر.
مؤامرة الحريموقد اشترك هو الامير بنتأور في مؤامرة تعرف بمؤامرة الحريم لقتل والده رمسيس الثالث، وذلك بالتعاون ما احد السحرة، حيث قام بادخال تمثال من الشمع للملك رمسيس مشبع بالسحر الاسود، ليصاب الملك بالشلل، وبقيامه باخفاء القتلة الذين سيتسللون للقصر، وقد تم إعدام الساحر في السوق في الميدان كي يكونوا عبرة، ولكن الأمير فتم الحكم علية بالانتحار شنقا، في حين لم يعرف حتي اليوم الطريقة التي عقبت بها الزوجات المشاركات في مؤامرة الحريم تلك.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: مومياء الدكتور زاهي حواس الملك رمسيس الثاني رمسيس الثاني
إقرأ أيضاً:
ما هي برامج الهجرة التي أوقفها ترامب.. تعرف عليها؟
أصدرت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قرارًا بوقف مؤقت لجميع طلبات الهجرة التي قدمها مهاجرون من أمريكا اللاتينية وأوكرانيا، والذين سُمح لهم بدخول الولايات المتحدة بموجب برامج معينة أطلقتها إدارة الرئيس السابق جو بايدن.
وجاء القرار، وفقًا لمسؤولين أمريكيين ومذكرة توجيه داخلية نشرتها وسائل الإعلام الأمريكية٬ استجابة لمخاوف تتعلق بالاحتيال والأمن القومي.
وأشارت المذكرة إلى أن تجميد الطلبات "سيظل قائمًا إلى أجل غير مسمى"، بينما تعمل الجهات الحكومية على "تحديد حالات الاحتيال المحتملة، وتعزيز إجراءات التحقق للتخفيف من المخاوف المتعلقة بالأمن القومي والسلامة العامة".
وينطبق هذا التعليق على عدة برامج هجرة أطلقتها إدارة بايدن، والتي سمحت لمئات الآلاف من الأجانب بدخول الولايات المتحدة بشكل قانوني بموجب قانون الهجرة المعروف باسم "الإفراج المشروط"، الذي يمنح الحكومة الأمريكية صلاحية استقبال الأجانب لأسباب إنسانية أو منفعة عامة.
ما هي البرامج المستهدفة؟
يذكر أن إدارة بايدن استخدمت سلطة الإفراج المشروط على نطاق واسع، جزئيًا لتشجيع المهاجرين على استخدام قنوات الهجرة القانونية بدلاً من عبور الحدود الجنوبية بشكل غير قانوني. ومع ذلك، تحركت إدارة ترامب بسرعة لتعليق هذه الجهود، مدعية أنها أساءت استخدام سلطة الإفراج المشروط.
وتشمل البرامج المستهدفة سياسة "الاتحاد من أجل أوكرانيا"، التي وفرت ملاذًا آمنًا للفارين من الحرب مع روسيا، حيث وصل حوالي 240 ألف أوكراني إلى الولايات المتحدة بموجب هذه العملية قبل تولي ترامب منصبه.
بالإضافة إلى ذلك، سمح برنامج الإفراج الإنساني "CHNV" لـ530 ألف شخص من كوبا وهايتي ونيكاراغوا وفنزويلا بدخول البلاد عبر ضمانات من مواطنين أمريكيين.
كما شمل التعليق برنامجًا ثالثًا سمح لبعض الكولومبيين والإكوادوريين ومواطني أمريكا الوسطى والهايتيين والكوبيين، الذين لديهم أقارب أمريكيين، بالقدوم إلى الولايات المتحدة والانتظار حتى تصبح البطاقة الخضراء العائلية متاحة.
وقف تصاريحهم
نظرًا لأن المهاجرين الذين دخلوا الولايات المتحدة بموجب هذه البرامج حصلوا فقط على تصاريح عمل مؤقتة وحماية من الترحيل – عادة لمدة عامين – فقد تقدم العديد منهم بطلبات للحصول على مزايا هجرة أخرى، مثل "الوضع المحمي المؤقت" للقادمين من دول تعاني أزمات، أو اللجوء، أو البطاقات الخضراء.
إلا أن التوجيه الداخلي الجديد لدائرة خدمات المواطنة والهجرة الأمريكية يمنع المسؤولين من معالجة أي طلبات مقدمة من هؤلاء المهاجرين، مما يجمد فعليًا قدرتهم على الانتقال إلى وضع قانوني آخر ويجعلهم عرضة للترحيل إذا تم إنهاء وضعهم المشروط.
بررت المذكرة القرار بالقول إن "معلومات الاحتيال ومخاوف السلامة العامة أو الأمن القومي لا يتم الإشارة إليها بشكل صحيح في أنظمة التحكيم التابعة لدائرة خدمات المواطنة والهجرة الأمريكية".
وأشارت إلى أن التحقيقات كشفت عن آلاف طلبات التأشيرة الصينية التي تضمنت "رعاة متسلسلين" أو معلومات عن أفراد متوفين أو عناوين متطابقة، بالإضافة إلى حالات احتيال أخرى. كما أشارت المذكرة إلى أن بعض المهاجرين الذين دخلوا بموجب التأشيرة الوطنية الصينية "لم يخضعوا للتدقيق الكامل".
يأتي هذا القرار في إطار الجهود الأوسع لإدارة ترامب لتشديد سياسات الهجرة، والتي تشمل تعليق برامج الإفراج المشروط التي أطلقتها إدارة بايدن، وسط مخاوف متزايدة من الاحتيال والمخاطر الأمنية.