بات مصطلح الهيدروجين الأخضر الأكثر شيوعًا واستخدامًا خلال السنوات القليلة الماضية، في سياق الحديث عن التحول نحو الطاقة المتجددة وتقليص الاعتماد على مصادر الطاقة التقليدية، خاصة بعد أزمة الطاقة التي يمر بها العالم في الوقت الراهن، والتي فرضت تحدياً كبيراً في تأمين إمدادات الطاقة التي تحتاجها الدول دون الإخلال بواجباتها تجـاه مواجهة أزمة المناخ العالمية والتعهد بخفض الانبعاثات.

ويشار إلى أن مصر تعتبر هي الأولى عربياً في عدد مشروعات إنتاج واستخدام الهيدروجين حتى نهاية سبتمبر 2022، وذلك وفقاً لبيانات نشرت من قبل مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، التابع لمجلس الوزراء في أواخر عام 2022.

4 مليارات دولار

شهد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء ، اليوم الأربعاء، مراسم توقيع اتفاقية إطارية لتطوير مشروع في مجال الهيدروجين الأخضر بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، بين كل من صندوق مصر السيادي، الهيئة الاقتصادية لقناة السويس، الشركة المصرية لنقل الكهرباء، هيئة تنمية واستخدام الطاقة الجديدة والمتجددة، ومطور المشروع شركة "أكوا باور" السعودية.

ووفقًا للاتفاقية التي تم توقيعها اليوم، سيتم وضع خطة عمل لتطوير المرحلة الأولى من مشروع الهيدروجين الأخضر، بطاقة إنتاجية تصل 600 ألف طن سنويًا من الأمونيا الخضراء، وبإجمالي استثمارات تتجاوز 4 مليارات دولار أمريكي، مع نيّة التوسع لتطوير المرحلة الثانية بطاقة إنتاجية قدرها 2 مليون طن سنويًا، بحسب بيان صادر عن مجلس الوزراء  .

من جانبه، أعرب ماركو أرتشيلي، الرئيس التنفيذي لشركة "أكوا باور" السعودية، عن سعادة الشركة بإتاحة خبراتها في مجال الهيدروجين الأخضر في هذه السوق الجديدة الناشئة بمصر، مُشيدًا بما تم من شراكة في هذا الصدد لإنتاج وقود المستقبل، الذي سيحظى بطلبٍ كبير في أوروبا وباقي دول العالم، مؤكدًا تمتع مصر بإمكانات تؤهلها لتصبح واحدة من أكبر منتجي الهيدروجين الأخضر بالعالم.

وأضاف ماركو أرتشيلي: "مع هذا المشروع الجديد، يصل إجمالي عدد مشروعات "أكوا باور" قيد التشغيل أو قيد الإنشاء أو في مرحلة متقدمة من التطوير في جمهورية مصر العربية، 5 مشروعات تعتمد جميعها على الطاقة الجديدة والمتجددة".

وعقب التوقيع، أشار الدكتور محمد شاكر إلى أنه وفقاً للاتفاقية التي تم توقيعها اليوم سيتم وضع خطة عمل لتطوير المرحلة الأولى من مشروع الهيدروجين الأخضر، بطاقة إنتاجية تصل إلى 600 ألف طن سنوياً من الأمونيا الخضراء، وبإجمالي استثمارات تتجاوز 4 مليارات دولار، مع نيّة التوسع لتطوير المرحلة الثانية بطاقة إنتاجية قدرها 2 مليون طن سنوياً.

يشار إلى أنه كان قد عقد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اجتماعاً، مساء أمس الثلاثاء ؛ لمتابعة موقف تخصيص الأراضي المقرر إقامة مشروعات إنتاج الهيدروجين الأخضر عليها.

وأشار رئيس الوزراء في مستهل الاجتماع إلى ما توليه الدولة من اهتمام لقطاع الطاقة الجديدة والمتجددة، والعمل بشكل مستمر على إتاحة المزيد من التيسيرات والحوافز التي من شأنها أن تسهم في جذب المزيد من الاستثمارات لهذا القطاع الحيوي، منوهاً إلى أن هذا الاجتماع يأتي في إطار المتابعة الدورية لموقف تخصيص الأراضي المقرر تنفيذ مشروعات إنتاج الهيدروجين الأخضر عليها، وكذا استعراض ما هو مقترح من تلك الأراضي لاستكمال تنفيذ مثل هذه المشروعات الحيوية.

وخلال الاجتماع، عرض الدكتور محمد الخياط، موقف أراضي مشروعات الطاقات المتجددة لإنتاج الهيدرجين الأخضر، التي تم توقيع مذكرات تفاهم بشأنها، وتوزيع تلك المشروعات على مستوى أنحاء الجمهورية، فيما يتعلق بطاقة الرياح، والطاقة الشمسية، بالمرحلتين التجريبية والأولى، والقدرات المتوقع انتاجها من هذه الطاقات، وحجم المنتج النهائي من الهيدروجين الأخضر، والأمونيا، والميثانول الحيوي، اعتماداً على قدرات المحللات الكهربائية لمشروعات الطاقة المتجددة.

وقدم الرئيس التنفيذي لهيئة تنمية واستخدام الطاقة الجديدة والمتجددة، بياناً تفصيلياً بمذكرات التفاهم المقترحة والمقرر توقيعها مع عدد من المطورين خلال الفترة القادمة لتنفيذ مشروعات لإنتاج الهيدروجين الأخضر، لافتا في هذا الصدد إلى أن عدد هذه المذكرات يصل إلى نحو 13 مذكرة، بقدرات اجمالية تصل إلى 49.2 جيجا وات.

ووجه رئيس الوزراء في ختام الاجتماع، بسرعة قيام المركز الوطني لتخطيط استخدامات أراضي الدولة، باتخاذ مختلف الإجراءات التي من شأنها أن تسهم في التحديد بشكل نهائي للأراضي المقترحة لتنفيذ مشروعات إنتاج الهيدروجين الأخضر عليها، وبدء خطوات تخصيص هذه الأراضي، وذلك بهدف استيعاب حجم الطلبات المقدمة للحصول على أراض لتنفيذ مشروعات هذا القطاع الحيوي.

الاستثمار في الهيدروجين الاخضر

في هذا الصدد قال الدكتور علي قطب أستاذ المناخ بجامعة الزقازيق إن الهيدروجين الأخضر هو أحد مصادر الطاقة الجديدة والمتجددة، وازدادت أهميته مؤخراً ، وتم الإتفاق مع العديد من الدول الأوروبية في انتاج غاز الهيدروجين الأخضر الصديق للبيئة والذي يساهم بشكل كبير في التحسن البيئي، وانخفاض غازات الكربون الضارة، مشيراً إلى أن إنتاجه في مصر سيزيد من الطاقة المتجددة التي تستخدمها مصر في مجال المشاريع والاستثمار الأخضر ، ولفت إلى أن مصر تعتبر من أوائل الدول في أفريقيا ومنطقة الشرق الاوسط إنتاجاً للهيدروجين.

وأضاف علي قطب لـ"صدى البلد" أن الهيدروجين الأخضر يعتمد على تحلية مياه البحر، لافتاً إلى أن إنتاجه سيكون من خلال عدد من الأجهزة المكلفة التي تستخدم في إنتاج الهيدروجين، والتي تحتاج لاستثمارات كبيرة خاصة بين مصر ودول أوروبا بكميات تكفي للقيام بمثل هذه المشروعات المصرية التي تهتم بالطاقة النظيفة، بحيث أن ما يكفي يتم تصديره للخارج لأفريقيا والدول الأوروبية ومنطقة الشرق الأوسط.

وتابع أن التمويل الاستثماري في مشروع إنتاج الهيدروجين الأخضر أمر هام للغاية، حيث إن الأجهزة التي تقوم بإنتاجه هي أجهزة حديثة ومكلفة وتتم عملية الإنتاج بأماكن قريبة من المسطحات المائية والبعيدة عن المناطق السكنية، وبالتالي الاستثمار في هذا القطاع هام خاصة وأن الظروف الاقتصادية لمصر تعطيها محدودية في انتاج هذا الغاز.

جدير بالذكر أنه كان قد كشف تقرير تطورات الغاز المسال والهيدروجين الصادر عن منظمة "أوبك" أنه بنهاية عام 2022، ارتفعت حصيلة المشاريع المعلنة والمخطط تنفيذها لإنتاج، ونقل، واستخدام الهيدروجين في الدول العربية إلى 73 مشروعاً.

وتتصدر جمهورية مصر العربية القائمة بإجمالي 23 مشروعاً غالبيتها لإنتاج الهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء، ثم سلطنة عمان في المرتبة الثانية بإجمالي 11 مشروعاً غالبيتها لإنتاج الهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء، ثم دولة الإمارات العربية المتحدة بإجمالي 10 مشاريع متنوعة بين إنتاج الهيدروجين (والأمونيا) الأخضر والأزرق، وتطبيقات الهيدروجين في قطاع النقل.

4 مليارات دولار استثمارات| الحكومة تتابع البرنامج الزمني لتنفيذ أكبر مشروعات الهيدروجين الأخضر الحكومة: إتاحة المزيد من التيسيرات والحوافز لجذب الاستثمارات بـ مشروعات الهيدروجين الأخضر

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الهيدروجين الاخضر الطاقة المتجددة المناخ مصر مشروع الهيدروجين الأخضر مجال الهيدروجين الأخضر الطاقة الجدیدة والمتجددة إنتاج الهیدروجین الأخضر لتطویر المرحلة مشروعات إنتاج بطاقة إنتاجیة واستخدام ا فی هذا إلى أن

إقرأ أيضاً:

أكبر تجمع عالمي للخبراء ومؤسسات استشراف المستقبل يختتم فعالياته

دبي: «الخليج»
سجل منتدى دبي للمستقبل 2024- أكبر تجمع عالمي لخبراء ومصممي ومؤسسات استشراف المستقبل- حزمة مخرجات نوعية استشرفت بمشاركة 2500 خبير ومتخصّص من نحو 100 دولة، التحولات العالمية المرتقبة في المجتمعات والصحة والبيئة وفرص الأجيال القادمة.
والتقى سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، رئيس مجلس أمناء مؤسسة دبي للمستقبل، خلال أعمال المنتدى، خريجي «برنامج استشعار المستقبل» و«برنامج دبي لخبراء المستقبل»، اللذين تنظمهما «أكاديمية دبي للمستقبل».
وتحت رعاية سموّ الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي، وبدعم مؤسسة حسين سجواني- داماك الخيرية، استضافت مبادرة «حلول دبي للمستقبل – ابتكارات للبشرية» هذا العام أفكاراً إبداعية من 800 جامعة عالمية. وكرّمت خمسة مبتكرين بجوائز إجمالية بلغت 100 ألف دولار، تثميناً لحلولهم المبتكرة التي تعالج أبرز التحديات الإنسانية، ضمن فعاليات أجندة منتدى دبي للمستقبل.
جوائز
وأعلنت «جوائز دبي لاستشراف المستقبل» الهادفة إلى الإضاءة على الأثر الإيجابي للاستشراف في تشكيل مستقبل العالم. وتضم الجوائز ثلاث فئات: «الريادة في استشراف المستقبل»، و«استشراف المستقبل للمجتمعات»، و«استشراف المستقبل للبيئة».
أبحاث الفضاء
كما احتفى المنتدى بالتقدم المحرز في استكشاف الفضاء. وأعلنت سارة صبري، أول رائدة فضاء في العالم العربي والقارة الإفريقية الفائزين في مسابقة برنامج أبحاث أندروميدا 2024، وهي مبادرة تمكن الباحثين من المساهمة في التأسيس لصناعة فضاء مستدامة في أوطانهم، وتجمع المشاركين من الهند ومصر ونيجيريا وبوتسوانا، تحت توجيه خبراء في قطاع الفضاء.
وتعامل الفريق الفائز بكفاءة مع التحديات الحرجة في رحلات الفضاء البشرية، بما في ذلك الحماية من الإشعاع، وتأثيرات انعدام الجاذبية في الصحة، وأنظمة دعم الحياة المستدامة للبعثات بين الكواكب.
تقرير عالمي للطفولة
كما شهد المنتدى إطلاق منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسيف» أحدث تقاريرها «حالة أطفال العالم 2024.. مستقبل الطفولة في عالم متغير». ويستكشف النتائج المحتملة لتغيّر المناخ وتأثير التقنيات المبتكرة والتحولات الديموغرافية في أطفال العالم.
وشهد المنتدى انضمام 20 منظمة دولية جديدة إلى «الشبكة العالمية لمؤسسات استشراف المستقبل» التي يحتضنها «متحف المستقبل»، ليصبح المجموع 60 مؤسسة من مختلف أنحاء العالم، وتهدف إلى بحث فرص التعاون ومناقشة خطط إطلاق مبادرات جديدة تعزز دور الاستشراف في مواجهة التحديات المستقبلية.
وشهد المنتدى إطلاق جاي أوجليفي، الشريك المؤسس لـ «جلوبال بيزنس» كتابه «جدول العناصر»، ويصمم فيه جدولاً تتقاطع فيه تطور الحضارة البشرية والحياة البشرية بمختلف أبعادها الاجتماعية والاقتصادية والفكرية، مع القيم الإنسانية المطلوبة، لاستمرار مسار التقدم الإنساني في مختلف المجالات وبناء المستقبل المنشود الذي يتطلع إليه.
مخرجات
ومن أبرز المخرجات التي اقترحها المشاركون، أن تصبح الحلول القائمة على الطبيعة، مثل حماية أشجار القرم والشعاب المرجانية، وسيلة فعّالة في مواجهة تغير المناخ، حيث تسهم في تقليل تداعياته بنسبة 26% وخفض ارتفاع الأمواج 71%.
ومن التوقعات أيضاً أن تصل برامج التعلم غير التقليدي خارج المدرسة إلى 5 ملايين طالب بحلول العام المقبل، ما يبرز الطلب المتزايد على نماذج التعليم البديلة.
كما خلص المنتدى إلى أن 2.5 مليار سيعيشون في المدن بحلول عام 2050، في حين أن 10 من أغنى البلدان لديها تركيز 76% من ثروة العالم، وأغنى 1% (نحو 77 مليوناً) مسؤولون عن 16% من انبعاثات الاستهلاك العالمي.
متحدثون مميزون
وتحدث في هذه الدورة ضيوف متميزون منهم الرجل الذي منح الأنهار حقوقاً قانونية، وأكبر طبيب قلب في العالم يمارس المهنة، بعمر 92 عاماً، والرجل الذي يحوّل الخيال واقعاً لأصحاب الهمم، والسيدة التي تعمل على جعل الرعاية الصحية في متناول الجميع عبر المواد الحيوية، والمخرِج السينمائي الذي يحلم بإنشاء مدار جديد حول الأرض للسكن، والفيلسوف الذي استعرض كيف يمكن للكاميرات التي وضعها في أماكن مختلفة في العالم أن تعمل كآلات زمنية.
وناقشت الكلمات والجلسات ضمن قطاعات رئيسية أبرزها الفضاء والاستدامة والبيئة والطاقة والغذاء والصحة والطب والتعليم والتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي والعمل الحكومي.
وشارك في المنتدى نحو 2500 خبير ومتخصص في مجالات استشرافية ومستقبلية عدّة من 100 دولة، و100 مؤسسة دولية متخصصة في تصميم المستقبل.
وتميزت دورة هذا العام بعدد من الفعاليات المصاحبة الجديدة قبل المنتدى وخلاله وبعده، بما فيها فعاليات مفتوحة للجمهور تقرّب مفاهيم تصميم المستقبل وتخيله، عبر أعمال فنية وسينمائية تشهدها صالات «سينما عقيل» في دبي، ومنطقة «ذا كورتيارد» بالقوز في دبي من 18 إلى 21 نوفمبر 2024. كما شهد مجموعة متنوعة من الورش والمعارض.

مقالات مشابهة

  • إيلون ماسك المغربي يعلن تسويق سيارات الهيدروجين التي عرضها أمام الملك في الولايات المتحدة
  • أكبر تجمع عالمي للخبراء ومؤسسات استشراف المستقبل يختتم فعالياته
  • «القاهرة الإخبارية»: توقف إنتاج أكبر حقل نفط في أوروبا بسبب انقطاع الكهرباء
  • إفكو الإماراتية: 6 مليارات جنيه حجم استثماراتنا في مصر ونخطط للتوسع
  • بـ 3 مليارات جنيه.. السويس يفتتح أكبر مجمع طبي في القناة مزودًا بأحدث التقنيات
  • الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة وبنك اليابان للتعاون الدولى يبحثان آليات تمويل الاستثمار في قطاع الهيدروجين الأخضر
  • هيئة الاستثمار وبنك اليابان للتعاون الدولي يبحثان آليات تمويل الاستثمار بقطاع الهيدروجين الأخضر
  • العامة للاستثمار وبنك اليابان للتعاون الدولى يبحثان تمويل الاستثمار في الهيدروجين الأخضر
  • هيئة الاستثمار وبنك اليابان للتعاون الدولي يبحثان تمويل الاستثمار في قطاع الهيدروجين الأخضر
  • اكتشاف ثروة يمنية جديدة ستسقط النفط عن عرشه وتضع اليمنين في قائمة أغنى شعوب العالم