وقود المستقبل.. 4 مليارات جديدة تؤهل مصر لمصاف أكبر منتجي الهيدروجين الأخضر
تاريخ النشر: 20th, December 2023 GMT
بات مصطلح الهيدروجين الأخضر الأكثر شيوعًا واستخدامًا خلال السنوات القليلة الماضية، في سياق الحديث عن التحول نحو الطاقة المتجددة وتقليص الاعتماد على مصادر الطاقة التقليدية، خاصة بعد أزمة الطاقة التي يمر بها العالم في الوقت الراهن، والتي فرضت تحدياً كبيراً في تأمين إمدادات الطاقة التي تحتاجها الدول دون الإخلال بواجباتها تجـاه مواجهة أزمة المناخ العالمية والتعهد بخفض الانبعاثات.
ويشار إلى أن مصر تعتبر هي الأولى عربياً في عدد مشروعات إنتاج واستخدام الهيدروجين حتى نهاية سبتمبر 2022، وذلك وفقاً لبيانات نشرت من قبل مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، التابع لمجلس الوزراء في أواخر عام 2022.
4 مليارات دولارشهد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء ، اليوم الأربعاء، مراسم توقيع اتفاقية إطارية لتطوير مشروع في مجال الهيدروجين الأخضر بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، بين كل من صندوق مصر السيادي، الهيئة الاقتصادية لقناة السويس، الشركة المصرية لنقل الكهرباء، هيئة تنمية واستخدام الطاقة الجديدة والمتجددة، ومطور المشروع شركة "أكوا باور" السعودية.
ووفقًا للاتفاقية التي تم توقيعها اليوم، سيتم وضع خطة عمل لتطوير المرحلة الأولى من مشروع الهيدروجين الأخضر، بطاقة إنتاجية تصل 600 ألف طن سنويًا من الأمونيا الخضراء، وبإجمالي استثمارات تتجاوز 4 مليارات دولار أمريكي، مع نيّة التوسع لتطوير المرحلة الثانية بطاقة إنتاجية قدرها 2 مليون طن سنويًا، بحسب بيان صادر عن مجلس الوزراء .
من جانبه، أعرب ماركو أرتشيلي، الرئيس التنفيذي لشركة "أكوا باور" السعودية، عن سعادة الشركة بإتاحة خبراتها في مجال الهيدروجين الأخضر في هذه السوق الجديدة الناشئة بمصر، مُشيدًا بما تم من شراكة في هذا الصدد لإنتاج وقود المستقبل، الذي سيحظى بطلبٍ كبير في أوروبا وباقي دول العالم، مؤكدًا تمتع مصر بإمكانات تؤهلها لتصبح واحدة من أكبر منتجي الهيدروجين الأخضر بالعالم.
وأضاف ماركو أرتشيلي: "مع هذا المشروع الجديد، يصل إجمالي عدد مشروعات "أكوا باور" قيد التشغيل أو قيد الإنشاء أو في مرحلة متقدمة من التطوير في جمهورية مصر العربية، 5 مشروعات تعتمد جميعها على الطاقة الجديدة والمتجددة".
وعقب التوقيع، أشار الدكتور محمد شاكر إلى أنه وفقاً للاتفاقية التي تم توقيعها اليوم سيتم وضع خطة عمل لتطوير المرحلة الأولى من مشروع الهيدروجين الأخضر، بطاقة إنتاجية تصل إلى 600 ألف طن سنوياً من الأمونيا الخضراء، وبإجمالي استثمارات تتجاوز 4 مليارات دولار، مع نيّة التوسع لتطوير المرحلة الثانية بطاقة إنتاجية قدرها 2 مليون طن سنوياً.
يشار إلى أنه كان قد عقد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اجتماعاً، مساء أمس الثلاثاء ؛ لمتابعة موقف تخصيص الأراضي المقرر إقامة مشروعات إنتاج الهيدروجين الأخضر عليها.
وأشار رئيس الوزراء في مستهل الاجتماع إلى ما توليه الدولة من اهتمام لقطاع الطاقة الجديدة والمتجددة، والعمل بشكل مستمر على إتاحة المزيد من التيسيرات والحوافز التي من شأنها أن تسهم في جذب المزيد من الاستثمارات لهذا القطاع الحيوي، منوهاً إلى أن هذا الاجتماع يأتي في إطار المتابعة الدورية لموقف تخصيص الأراضي المقرر تنفيذ مشروعات إنتاج الهيدروجين الأخضر عليها، وكذا استعراض ما هو مقترح من تلك الأراضي لاستكمال تنفيذ مثل هذه المشروعات الحيوية.
وخلال الاجتماع، عرض الدكتور محمد الخياط، موقف أراضي مشروعات الطاقات المتجددة لإنتاج الهيدرجين الأخضر، التي تم توقيع مذكرات تفاهم بشأنها، وتوزيع تلك المشروعات على مستوى أنحاء الجمهورية، فيما يتعلق بطاقة الرياح، والطاقة الشمسية، بالمرحلتين التجريبية والأولى، والقدرات المتوقع انتاجها من هذه الطاقات، وحجم المنتج النهائي من الهيدروجين الأخضر، والأمونيا، والميثانول الحيوي، اعتماداً على قدرات المحللات الكهربائية لمشروعات الطاقة المتجددة.
وقدم الرئيس التنفيذي لهيئة تنمية واستخدام الطاقة الجديدة والمتجددة، بياناً تفصيلياً بمذكرات التفاهم المقترحة والمقرر توقيعها مع عدد من المطورين خلال الفترة القادمة لتنفيذ مشروعات لإنتاج الهيدروجين الأخضر، لافتا في هذا الصدد إلى أن عدد هذه المذكرات يصل إلى نحو 13 مذكرة، بقدرات اجمالية تصل إلى 49.2 جيجا وات.
ووجه رئيس الوزراء في ختام الاجتماع، بسرعة قيام المركز الوطني لتخطيط استخدامات أراضي الدولة، باتخاذ مختلف الإجراءات التي من شأنها أن تسهم في التحديد بشكل نهائي للأراضي المقترحة لتنفيذ مشروعات إنتاج الهيدروجين الأخضر عليها، وبدء خطوات تخصيص هذه الأراضي، وذلك بهدف استيعاب حجم الطلبات المقدمة للحصول على أراض لتنفيذ مشروعات هذا القطاع الحيوي.
الاستثمار في الهيدروجين الاخضرفي هذا الصدد قال الدكتور علي قطب أستاذ المناخ بجامعة الزقازيق إن الهيدروجين الأخضر هو أحد مصادر الطاقة الجديدة والمتجددة، وازدادت أهميته مؤخراً ، وتم الإتفاق مع العديد من الدول الأوروبية في انتاج غاز الهيدروجين الأخضر الصديق للبيئة والذي يساهم بشكل كبير في التحسن البيئي، وانخفاض غازات الكربون الضارة، مشيراً إلى أن إنتاجه في مصر سيزيد من الطاقة المتجددة التي تستخدمها مصر في مجال المشاريع والاستثمار الأخضر ، ولفت إلى أن مصر تعتبر من أوائل الدول في أفريقيا ومنطقة الشرق الاوسط إنتاجاً للهيدروجين.
وأضاف علي قطب لـ"صدى البلد" أن الهيدروجين الأخضر يعتمد على تحلية مياه البحر، لافتاً إلى أن إنتاجه سيكون من خلال عدد من الأجهزة المكلفة التي تستخدم في إنتاج الهيدروجين، والتي تحتاج لاستثمارات كبيرة خاصة بين مصر ودول أوروبا بكميات تكفي للقيام بمثل هذه المشروعات المصرية التي تهتم بالطاقة النظيفة، بحيث أن ما يكفي يتم تصديره للخارج لأفريقيا والدول الأوروبية ومنطقة الشرق الأوسط.
وتابع أن التمويل الاستثماري في مشروع إنتاج الهيدروجين الأخضر أمر هام للغاية، حيث إن الأجهزة التي تقوم بإنتاجه هي أجهزة حديثة ومكلفة وتتم عملية الإنتاج بأماكن قريبة من المسطحات المائية والبعيدة عن المناطق السكنية، وبالتالي الاستثمار في هذا القطاع هام خاصة وأن الظروف الاقتصادية لمصر تعطيها محدودية في انتاج هذا الغاز.
جدير بالذكر أنه كان قد كشف تقرير تطورات الغاز المسال والهيدروجين الصادر عن منظمة "أوبك" أنه بنهاية عام 2022، ارتفعت حصيلة المشاريع المعلنة والمخطط تنفيذها لإنتاج، ونقل، واستخدام الهيدروجين في الدول العربية إلى 73 مشروعاً.
وتتصدر جمهورية مصر العربية القائمة بإجمالي 23 مشروعاً غالبيتها لإنتاج الهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء، ثم سلطنة عمان في المرتبة الثانية بإجمالي 11 مشروعاً غالبيتها لإنتاج الهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء، ثم دولة الإمارات العربية المتحدة بإجمالي 10 مشاريع متنوعة بين إنتاج الهيدروجين (والأمونيا) الأخضر والأزرق، وتطبيقات الهيدروجين في قطاع النقل.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الهيدروجين الاخضر الطاقة المتجددة المناخ مصر مشروع الهيدروجين الأخضر مجال الهيدروجين الأخضر الطاقة الجدیدة والمتجددة إنتاج الهیدروجین الأخضر لتطویر المرحلة مشروعات إنتاج بطاقة إنتاجیة واستخدام ا فی هذا إلى أن
إقرأ أيضاً:
إنتاج 5 أصناف جديدة من محصول القمح عالية الإنتاجية.. خبراء: تطوير أصناف قمح جديدة ضرورة لمواجهة التغيرات المناخية.. الأصناف الحديثة من القمح أكثر تحملًا وإنتاجية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
يعد القمح من أهم المحاصيل الاستراتيجية في مصر؛ حيث يمثل عنصرًا أساسيًا في تحقيق الأمن الغذائي ويشكل مصدرًا رئيسيًا للدخل للكثير من المزارعين وفي إطار جهود وزارة الزراعة لتحسين الإنتاجية والجودة، وأعلن معهد بحوث المحاصيل الحقلية عن تسجيل أصناف جديدة من القمح تتميز بإنتاجية عالية وقدرة على مقاومة الآفات؛ ما يعزز فرص تحقيق موسم زراعي ناجح تأتي هذه الجهود في ظل متابعة مستمرة لحالة المحصول، وتوجيهات للمزارعين باتباع أفضل الممارسات الزراعية لضمان إنتاج وفير بجودة عالية.
وأعلن الدكتور علاء خليل؛ مدير معهد بحوث المحاصيل الحقلية بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، عن تسجيل خمسة أصناف جديدة من القمح ذات إنتاجية وجودة عالية، وهي: "مصر 7"، "مصر 6"، "مصر 5"، "سوهاج 7" (المخصص لصناعة المكرونة)، و"سخا 97"وأوضح أنه تم تسجيل هذه الأصناف رسميًا الشهر الماضي، وبدأ العمل على إكثارها تمهيدًا لزراعتها في الموسم المقبل.
وأشار “خليل” إلى أن بعض الأصناف الجديدة زُرعت بالفعل هذا العام، مثل "سخا 96"، و"مصر 4"، و"سخا 6"، مؤكدًا أن محصول القمح يبشر بإنتاج وفير في ظل الظروف المناخية الملائمة.
وأضاف خليل، أن القمح حاليًا في مرحلة "طرد السنابل"، ولا يحتاج إلى أي أسمدة إضافية، بل يتطلب الري المنتظم والمتابعة المستمرة لحمايته من الإصابة بمرض الصدأ الأصفر.
وأوضح أن فرق المتابعة التابعة لمديريات الزراعة تراقب حالة المحصول دوريًا في 27 محافظة، حيث تشير التقارير إلى أن الحقول في حالة جيدة، ما يعزز توقعات موسم ناجح وإنتاج مرتفع كما شدد على ضرورة التزام المزارعين بالمتابعة المستمرة لمحصولهم، ورش المبيدات الموصى بها عند ظهور أي إصابات بالآفات أو الصدأ الأصفر.
وأكد خليل، أن الإصابات هذا العام محدودة للغاية، حيث لم تتجاوز المساحات المصابة في كفر الشيخ والإسماعيلية فدانًا واحدًا، ويرجع ذلك إلى زراعة صنف "جميزة 11" في مناطق غير ملائمة، مثل الوجه البحري، رغم كونه من الأصناف عالية الإنتاجية ولفت إلى أن هناك مناطق محددة لزراعة "جميزة 11"، ولا يفضل زراعته في محافظات كفر الشيخ، الإسماعيلية، وبعض مناطق الدلتا، نظرًا لعدم ملاءمة الظروف البيئية هناك.
كما شدد على أهمية استعادة مقاومة بعض الأصناف للآفات، مثل "جيزة 7" و"سدس 12"، مؤكدًا أن الوزارة تتابع المحاصيل ميدانيًا وتعمل على الحد من انتشار الآفات عبر حملات مرورية مكثفة في مختلف المحافظات وأشار إلى أن الوضع العام لمحصول القمح في مصر مستقر حتى الآن، مع غياب إصابات كبيرة بالآفات الزراعية، مما يعزز فرص تحقيق إنتاجية مرتفعة خلال الموسم الحالي.
إنتاج أصناف جديدة من محصول القمح عالية الإنتاجيةوفي هذا السياق، يقول الدكتور جمال صيام؛ الخبير الزراعي، يعد القمح من أهم المحاصيل الغذائية في العالم حيث يعتمد عليه الملايين في غذائهم اليومي ومع تزايد عدد السكان وارتفاع الطلب على الغذاء، أصبح من الضروري تطوير أصناف جديدة من القمح تتميز بإنتاجية عالية وقدرة على التكيف مع التغيرات المناخية.
وأضاف “صيام”، تعتمد عملية استنباط الأصناف الجديدة على عدة تقنيات، من بينها التهجين الانتقائي، حيث يتم اختيار أفضل السلالات ودمجها للحصول على نباتات ذات صفات محسنة كما تستخدم الهندسة الوراثية لتعزيز مقاومة المحصول للأمراض والآفات، مما يسهم في تقليل الحاجة إلى المبيدات وتحسين جودة الإنتاج.
ارتفاع معدلات الإنتاج
وفي نفس السياق يقول الدكتور طارق محمود؛ أستاذ بمركز البحوث الزراعية، من أهم مميزات الأصناف الحديثة من القمح قدرتها على تحمل الظروف البيئية القاسية، مثل الجفاف والملوحة، إضافة إلى ارتفاع معدلات الإنتاج لكل وحدة مساحة كما أنها تتميز بسرعة نموها وكفاءتها في امتصاص العناصر الغذائية، مما يجعلها أكثر إنتاجية وأقل استهلاكًا للموارد.
وأضاف “محمود”، يلعب البحث العلمي دورًا محوريًا في تطوير أصناف القمح الجديدة، حيث تُجرى دراسات وتجارب حقلية لاختبار مدى كفاءة هذه الأصناف قبل تعميمها على المزارعين كما أن التعاون بين المراكز البحثية والجهات الزراعية يسهم في تسريع عملية نشر هذه الأصناف وتحقيق فوائد اقتصادية كبيرة حيث يعد إنتاج أصناف جديدة من القمح عالية الإنتاجية خطوة أساسية نحو تحقيق الأمن الغذائي ومن خلال الاستثمار في البحث الزراعي والتقنيات الحديثة، يمكن تحسين إنتاجية القمح وضمان توافره بشكل مستدام للأجيال القادمة.