مساع أممية جديدة للتوصل إلى اتفاق بشأن غزة يتفادى الفيتو الأميركي
تاريخ النشر: 20th, December 2023 GMT
بعد التأجيل المتكرر منذ يوم الاثنين، من المنتظر أن يعتمد مجلس الأمن الدولي اليوم الأربعاء قرارًا جديدًا يهدف إلى تحسين الوضع الإنساني الكارثي في غزة، ولكن تظل نتيجة التصويت غير مؤكدة نظرًا لتعقيد المفاوضات.
ويواجه مجلس الأمن انتقادات حادة، حيث ظهر عجزه عن التحرك منذ بداية الحرب بين إسرائيل وحركة حماس.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على قطاع غزة ردا على عملية "طوفان الأقصى" التي نفذتها حركة حماس على غلاف غزة. وخلال الشهرين الماضيين، لم يخرج المجلس عن صمته إلا مرة واحدة عندما اعتمد في 15 نوفمبر/ تشرين الثاني قرارًا يدعو إلى "هدنة إنسانية".
ليس ذلك وحسب، بل وفشل في تبني خمسة مشاريع قرارات أخرى خلال الشهرين، و كان آخرها يدعو إلى "وقف إنساني فوري لإطلاق النار"، أسقطته واشنطن باستخدام حق الفيتو في 8 ديسمبر/ كانون الأول.
النسخة الحالية من مشروع القرار
لكن على الرغم من الفيتو الأميركي، قامت الإمارات، بتأييد الأغلبية الساحقة في الجمعية العامة لوقف إطلاق النار، ببدء معركة جديدة في المجلس "للتقدم أكثر قليلا" من قرار نوفمبر/تشرين الثاني، وفقًا لتوضيحات سفيرتها لدى الأمم المتحدة لانا زكي نسيبة.
وتطالب النسخة الحالية من مشروع القرار، إلى "توقف فوري عن الأعمال القتالية لتتمكن المساعدات الإنسانية من الوصول بطريقة آمنة دون عوائق، واتخاذ تدابير عاجلة لتحقيق وقف دائم للأعمال القتالية".
وتظهر هذه الصياغة الحالية لهجة أخف من النسخة السابقة التي دعت إلى "وقف عاجل ودائم للأعمال القتالية".
في المقابل، تعارض إسرائيل وحليفها الأميركي فكرة "وقف إطلاق النار".
وقد تحولت صياغة الدعوة لوقف المعارك إلى محور لانقسامات في المجلس لأكثر من شهرين، حيث تتنوع بين "توقف" أو "هدنة" أو "وقف إطلاق نار لأسباب إنسانية". وتظل إحدى النقاط الرئيسية في المفاوضات الجارية.
الموقف الأميركي
من جهته، أعلن المتحدث باسم الخارجية الأميركية، ماثيو ميللر، أمس الثلاثاء، أنهم سيقفون خلف أي "قرار يدعم تلبية الاحتياجات الإنسانية لسكان غزة بشكل كامل، ولكن … يظل التركيز هو الأهم".
وقال المحلل في مجموعة الأزمات الدولية ريتشارد غوان "ينتظر الجميع لرؤية القرار الذي ستتخذه الولايات المتحدة. يبدو أن حتى الدبلوماسيين الأميركيين ليسوا على دراية بكيفية انتهاء كل هذا"، مشيرًا إلى أن الإسرائيليين يضغطون "على البيت الأبيض لاستخدام حق الفيتو".
وأضاف: "في النهاية، سيكون أمام الرئيس الأميركي جو بايدن والمقربين منه خيارٌ صعب، يجب عليهم إما تحمل مزيد من الأذى الدبلوماسي باستخدام حق النقض من جديد، أو تحمل مخاطر إظهار الخلاف علنياً مع إسرائيل من خلال السماح بتمرير القرار".
وأعلن بايدن مؤخراً أن إسرائيل تعرض نفسها لفقدان دعم المجتمع الدولي بسبب قصفها "العشوائي" لقطاع غزة.
وبشكل مشابه للنصوص السابقة التي رفضها إسرائيل والولايات المتحدة، يتجنب مشروع القرار الأخير ذكر حركة حماس بالاسم، بينما يدين من جهة أخرى "كل الهجمات العشوائية ضد المدنيين" وكل الأعمال الإرهابية"، ويشدد على ضرورة إطلاق سراح الرهائن.
ومن خلال التعبير عن القلق إزاء "التدهور السريع" للحالة الإنسانية في غزة، تطالب هذه النسخة الأخيرة أطراف النزاع بتيسير دخول وتوزيع المساعدات في جميع مناطق القطاع، "عبر وسائل النقل البرية والبحرية والجوية"، وتدعو الأمين العام للأمم المتحدة إلى إنشاء آلية لرصد تقديم المساعدات.
وحتى الآن، تسببت العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة باستشهاد 19 ألفا و667 فلسطينيا منذ بداية الحرب، معظمهم من النساء والأطفال، وفق آخر حصيلة أعلنتها وزارة الصحة الفلسطينية الثلاثاء.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: قرار ا
إقرأ أيضاً:
موقع أكسيوس الأميركيّ: لهذا السبب لا تزال إسرائيل في جنوب لبنان
قال مسؤولون أميركيّون إنّ "وزارة الخارجية الأميركية رفعت التجميد عن 95 مليون دولار من المساعدات العسكريّة للبنان". وأضاف المسؤولون الأميركيّون لموقع "أكسيوس"، أنّ "المساعدات للبنان جزء من استراتيجية للتأكد من استمرار وقف إطلاق النار مع إسرائيل". وأشار المسؤولون إلى أنّ "المساعدات العسكرية للبنان هي جزء من استراتيجية لمحاولة إضعاف "حزب الله" وتقليص نفوذه". إلى ذلك، قال مسؤول أميركيّ إنّ لـ"أكسيوس"، إنّ "رئاسة جوزاف عون تُشكّل فرصة تاريخية لتغيير الواقع في لبنان نحو الأفضل". وأضاف أنّ "آلية مراقبة وقف إطلاق النار التي تقودها الولايات المتحدة في لبنان تعمل بشكل جيّد". وأشار المسؤول الأميركيّ إلى أنّ "الجيش اللبناني دخل للمرة الأولى مناطق في جنوب لبنان كانت تحت سيطرة حزب الله". وأضاف أنّ "الجيش دمر بنية تحتية لـ"حزب الله" وصادر مخازن ذخيرة تابعة له". وعن الوجود العسكريّ الإسرائيليّ، قال مسؤولون أميركيّون إنّ "هناك تفاهماً بين تل أبيب وواشنطن وبيروت على استمرار الوجود العسكري الإسرائيلي لأسابيع أو أشهر". وأضافوا أنّ "الوجود الإسرائيلي هدفه تمكين الجيش اللبناني من تأمين استقرار الوضع في جنوب لبنان، وضمان أنّ "حزب الله" لم يعدّ يُشكّل تهديداً".