المستقبل للطائفة المنصورة في غزة (1-2)
تاريخ النشر: 20th, December 2023 GMT
ما زالت تصريحات رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو عن مستقبل غزة بعد حلمه بالقضاء على المقاومة محل إثارة، لا سيما في ظل ما صرح به عضو مجلس الحرب الصهيوني بيني غانتس من أن دولا عربية "معتدلة" أبدت استعدادها للمشاركة في إعمار غزة، بعد القضاء على المقاومة.
وهذه التصريحات تنمّ عن جهل فاضح بطبيعة المعركة التي عجز الصهاينة فيها عن مواجهة المقاومة على الأرض، وجعلوا كل همهم الانتقام من المواطنين العزل في بيوتهم ومواطن إيوائهم.
إن ما يدور على أرض غرة كشف عن زيف أسطورة الجيش الصهيوني، وجعل استشراف مستقبل النهاية للكيان الصهيوني ليس ببعيد. فقد تأكد للجيش الإسرائيلي وللإسرائيليين على حد سواء أن حروبهم مع الفلسطينيين لم تعد نزهة كتلك التي هُزمت فيها جيوش عربية فاقت ثلاث مرات الجيش الإسرائيلي كما حدث في عام 1967م، ولكنها مقاومة وثبات وردع وتطوير نوعي مبدع في المواجهة والسلاح، ستنتهي حتما بهروب المحتل من أرض المعركة لشدة ما يواجه من مقاومة، وستكون نهاية المطاف فشله الذريع في تحقيق أهدافه.
إننا نعيش مرحلة عصيبة من مراحل أمتنا هي أشد المراحل ظلمة؛ من تآمر عالمي، بل وعربي لتهويد القدس، والقضاء على ما تبقى من قضية فلسطين، ولكنها الظلمة التي تسبق الفجر، فجيل النصر يفرض نفسه على أرض غزة بوضوح، والمبشرات بزوال الكيان الصهيوني يؤيدها الشرع والعقل والمنطق، فقد غير العدوان على غزة رؤية الرأي الشعبي العالمي لا سيما الأمريكي والأوروبي بتلك القضية العادلة، وحتما بعدها ستنشغل الولايات المتحدة بنفسها وبمشاكلها الداخلية قبل الاهتمام بهذا الكيان.
وفي العام 2002م أظهرت دراسة روسية من إعداد مركز الدراسات الاستراتيجية والتقنية الروسي المستقل في موسكو؛ أن المشروع الاستيطاني الصهيوني في فلسطين سيواجه الانهيار خلال عشرين عاما، وأن إسرائيل ستزول عن الخارطة السياسية للشرق الأوسط خلال هذه المدة لرفض العرب لها ولاعتمادها على القوة العسكرية فحسب.
وأشارت الدراسة إلى إن العالم سيكون شاهدا في غضون الأعوام العشرين القادمة على زوال إسرائيل، وأن هذا الكيان سيشهد المصير نفسه الذي انتهت إليه الممالك الصليبية التي أقامها الصليبيون إبان احتلالهم لفلسطين. وأعادت الدراسة إلى الأذهان الممالك الصليبية التي قامت في بلاد الشام وفي فلسطين تحديدا، وذكرت أن استمرار تلك الممالك كان مرهونا برغبة أوروبا في الحفاظ على مشروعها الاستعماري وإمداد هذا المشروع بالإمدادات البشرية والمادية، وأن تلك الممالك انهارت مع فقدان أوروبا الاهتمام بها وانشغالها بشؤونها الداخلية.
وأشارت تقارير قبل سنوات إلى أن اليهود ينزحون إلى بلادهم الأصلية التي أتَوا منها إلى إسرائيل بنسبة كبيرة، وأن هناك انخفاضا في معدلات المواليد الإسرائيلية مقابل زيادة سكان فلسطين، وأنّه يوجد 500 ألف إسرائيلي يحملون جوازات سفر أمريكية، وأنّ الإسرائيليين الذين لا يحملون جوازات أمريكية أو أوروبية في طريقهم إلى استخراجها، والبديل سيكون دولة متعدّدة العرقيّات والديانات، وستُطفأ فكرة الدولة القائمة على أساس النّقاء اليهودي، التي لم يستطع قادة إسرائيل تحقيقها حتى الآن.
وفي هذا الإطار صرح الخبير الأمريكي في القانون الدولي فرانكين لامب، في مقابلة مع تلفزيون برس (PRESS) إنّ ذلك بسبب ما يدركونه من مصير ينتظرهم، وكأنّه كلام مكتوب على الحائط وواضح يقرأونه بعيونهم. وأضاف أنّ الأمريكيين لن يسيروا بعكس التاريخ ويستمرّوا في دعمهم التّمييز العنصريّ. وأشار لامب إلى أنّ تعامل الإسرائيليين مع الفلسطينيين، وبالذات في قطاع غزة، سوف يُفضى إلى تحوّل في الرأي العام الامريكي عن دعم إسرائيل خلافا للسنوات الماضية.
كما ذكر أفراهام بورغ، السياسي الإسرائيلي المخضرم ورئيس الكنيست سابقا، أن إسرائيل بنبذها للديمقراطية وتمسكها بعقلية "الغيتو" وإهدارها للقيم الإنسانية، إنما تأخذ بأسباب الانهيار وتعجل بالنهاية. فهو يرى أن "إسرائيل غيتو صهيوني يحمل أسباب زواله في ذاته"، كما أنه يفخر بأنه يحمل جواز سفر فرنسيا اكتسبه لزواجه من امرأة فرنسية المولد، وحين سئل إن كان يوصي الإسرائيليين بالحصول على جواز ثان، قال إن كل من يستطيع عليه أن يفعل ذلك، لأن وقت الهروب قادم لا محالة.
twitter.com/drdawaba
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة فلسطيني الإسرائيلي النصر إسرائيل فلسطين غزة النصر الهزيمة مقالات مقالات مقالات سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة رياضة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
تتويج 3 فرق طلابية عمانية في مسابقة تحدي المستقبل
شاركت وزارة التربية والتعليم ممثلة بدائرة التشخيص ورعاية الموهوبين في مسابقة تحدي علوم المستقبل والتي تنظمها مؤسسة حمدان بن راشد آل مكتوم للعلوم الطبية والتربوية تحت شعار "تحفيز التغيير الإيجابي في المجتمع" وذلك من خلال استخدام التقنيات الحديثة لإيجاد حلول للتحديات المجتمعية في مجالات الرعاية الصحية والتعليم وتحسين مستوى المعيشة وتوظيف الذكاء الاصطناعي في تلك المجالات، حيث شارك في المسابقة أكثر من 130 طالبًا وطالبةً من الطلبة الموهوبين بكافة محافظات سلطنة عمان.
وشهدت هذه الدورة توسع في عدد الدول المشاركة، حيث تمت دعوة كافة الطلبة الموهوبين في الوطن العربي بعد أن كانت المسابقة مقتصرة على طلبة دول مجلس التعاون الخليجي في الدورات السابقة. وتضم المسابقة الفئات التالية: فئة الناشئين (10 – 13) سنة، وفئة المحترفين (14-17) سنة.
وتنافست الفرق المشاركة في المسابقة عبر مرحلتين: المرحلة الأولى بتقديم مشاريعها عبر المنصة الإلكترونية المخصصة للمسابقة، وتخضع لتقييم أولي من قبل لجنة التحكيم، بعدها يتم اختيار أفضل المشاريع في كل من الفئتين للانتقال إلى المرحلة الثانية، حيث يتم في هذه المرحلة مقابلة الفريق عبر تقنية الاتصال المرئي لشرح تفاصيل الابتكار وتقييم الطلبة في مجموعة من البنود.
وشهد هذا العام تأهيل (7) فرق من سلطنة عمان إلى المرحلة النهائية في فئة الناشئين و(3) فرق في فئة المحترفين. وجاءت نتائج مشاركة طلبة سلطنة عمان على النحو التالي: حصول فريق challenge stars HFS من مدرسة عبري للتعليم الأساسي بتعليمية محافظة الظاهرة على جائزة أفضل مهندس في فئة الناشئين، ومثل الفريق: سارة بنت وليد الشملية، وفجر بنت سعود الخليلية، وهاجر بنت عوض العلوية وإشراف المعلمة أمل بنت سالم العبرية، وفريق الباطنة من مدرسة الباطنة للتعليم الاساسي بتعليمية محافظة شمال الباطنة على جائزة أفضل مقدم في فئة المحترفين بمشاركة الطالب الحارث بن خلفان الكعبي، وعبد الرحمن بن يوسف الفارسي، والحسين بن علي البلوشي وإشراف المعلم عبدالله بن راشد الروشدي، وفريق الاتحاد ٢٠٢٤ من مدرسة السيدة ميزون بنت أحمد للتعليم الأساسي بتعليمية محافظة ظفار على جائزة لجنة التحكيم في فئة المحترفين، ومثل الفريق مريم بنت سالم المعشنية، ويمنى بنت سعيد عوض بيت سويلم، وإشراف المعلمة فاطمة بنت أحمد علي المعشنية.