صحف عالمية: مقاومة شرسة بشمال غزة وغضب متزايد بين أقرب حلفاء إسرائيل
تاريخ النشر: 20th, December 2023 GMT
سلطت صحف ومواقع إخبارية عالمية في تغطيتها للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة على مآلات الحرب من وجهة نظر محللين وخبراء، وعلى المأساة الإنسانية بغزة وعدم التزام إسرائيل بالقوانين الدولية.
وركزت صحيفة "وول ستريت جورنال" على تحليلات خبراء قالت في تقرير لها إنها تشكك في قدرة إسرائيل على تحقيق نصر في حربها ضد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ضمن الجدول الزمني الذي يسعى المسؤولون الأميركيون إلى إلزامها به.
وجاء في التقرير -استنادا إلى مسؤولين ومحللين إسرائيليين- أن القوات الإسرائيلية ما زالت تواجه مقاومة شرسة لم تكن تتوقعها في شمال غزة، مما يؤخر تحويل تركيزها إلى جنوب القطاع.
أما صحيفة "غارديان" فتطرقت إلى ما اعتبرته حديثا عن غضب دولي متزايد بين أقرب حلفاء إسرائيل على خلفية الارتفاع الكبير في عدد الوفيات في قطاع غزة والمأساة التي يعيشها أكثر من مليون نازح، في ظل غياب قدر كاف من الغذاء والماء.
وتشير الصحيفة إلى تساؤلات بشأن التقارير عن وفيات بين محتجزين فلسطينيين لدى القوات الإسرائيلية، وأخرى حول قواعد الاشتباك التي يتبعها الجيش الإسرائيلي في غزة بعد حادثة مقتل المحتجزين الثلاثة.
وجاء في مقال لصحيفة "لوموند" أن إسرائيل تبرر باستمرار سلوكها في غزة بالقول إنها تستند إلى القوانين باعتبارها الدعامة الأخلاقية التي تحدد مسار صراعها.
لكن الواقع -حسب الصحيفة- يظهر أن تطبيق القوانين التي تتحدث عنها يقود إلى إبادة جماعية في غزة، و"من الواضح أن إسرائيل تستخدم القانون لإضفاء الشرعية على العنف في غزة".
من جهة أخرى، وجد استطلاع للرأي العام الأميركي شاركت في إجرائه صحيفة "نيويورك تايمز" أن الرئيس الأميركي جو بايدن "يواجه رفضا واسع النطاق داخل قاعدته الانتخابية في ما يتعلق بسياسته تجاه الحرب في غزة".
وأظهر الاستطلاع ما قالت الصحيفة إنه انقسام بين ناخبي بايدن المفترضين "لا يترك له سوى خيارات سياسية قليلة للمناورة، ويبعث أيضا إشارات متضاربة بشأن النهج الذي يجب أن تسلكه الإدارة الأميركية فيما تدخل الحرب شهرها الثالث".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: فی غزة
إقرأ أيضاً:
موقع إيطالي: معركة شرسة بين أميركا والصين وتركيا على منطقة الصومال
تشهد منطقة الصومال وأرض الصومال تحولا إستراتيجيا في موقف الولايات المتحدة تجاهها مدفوعا بتغير موازين القوى في القرن الأفريقي وسط تصاعد النفوذ الصيني والتركي.
وقال الكاتب أوليفييه دوزون، في تقرير نشره موقع "لي ديبلومات"، إن تغييرا دبلوماسيا هادئا، لكنه ذو دلالة كبيرة، على وشك الحدوث في واشنطن.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2واشنطن بوست: على أميركا التحرك لوقف الإبادة الجماعية في السودانlist 2 of 2مستوطن سابق يشرح أسباب رفضه الخدمة في الجيش الإسرائيليend of list نهج أميركي جديدوأشار إلى أنه، وعلى مدى عقود عدة، دافعت الولايات المتحدة عن مبدأ صومال موحد، منكرة فعليا أي اعتراف دولي بأرض الصومال، وهي منطقة أعلنت استقلالها من جانب واحد عام 1991.
ومع ذلك، فإن التوازنات الجيوسياسية المتغيرة في القرن الأفريقي تدفع الآن الإدارة الأميركية إلى إعادة النظر في هذه العقيدة الراسخة.
وأوضح الكاتب أن أرض الصومال، على الرغم من عدم الاعتراف بها من قبل المجتمع الدولي، تتميز في الإقليم غير المستقر، باستقرار سياسي نسبي ونظام ديمقراطي فعّال، وترفض بشكل قاطع أي تعاون مع الصين.
فمنذ عام 2020، أقامت حتى علاقات دبلوماسية رسمية مع تايوان، في خطوة رمزية للغاية تُصنف أرض الصومال، فعليا، ضمن المصالح الإستراتيجية الغربية، في وقت تسعى فيه بكين إلى توسيع نفوذها في أفريقيا.
وأضاف أن وضع أرض الصومال هذا، الذي يكسر منطق المركزية الصينية، بات اليوم يجذب انتباه واشنطن إليها باعتبارها بديل موثوق، ديمقراطي وذو مصداقية لحكومة فدرالية صومالية تبتعد بشكل متزايد عن دوائر النفوذ الغربية.
إعلان تركيز صيني تركي على الصومالوأشار الكاتب إلى أن الصومال على عكس ذلك لأنها تعزز تحالفاتها مع الصين وتركيا، إذ أبدت بكين اهتماما كبيرا بتركيب محطات مراقبة فضائية على الأراضي الصومالية.
وعززت أنقرة، يقول الكاتب، وجودها العسكري بإقامتها أكبر قاعدة عسكرية تركية خارج البلاد، والموجودة في مقديشو. وتقوم هذه القاعدة بتدريب القوات الصومالية وتعمل كمرتكز لتوسع تركيا الإقليمي.
ومؤخرا، بدأت تركيا الاستعداد لنشر ما بين ثلاث إلى خمس كتائب من القوات العسكرية الخاصة، المجهزة بمسيرات، لتنفيذ هجوم ضد حركة الشباب المجاهدين الصومالية.
ويهدف هذا الانتشار العسكري أيضا إلى تأمين القاعدة البحرية والفضائية التركية المستقبلية في الصومال، مما يؤكد طموحات أنقرة في فرض قوتها في المحيط الهندي والبحر الأحمر.
تراجع استراتيجيوقال دوزون إن هذه التطورات يُنظر إليها في واشنطن دليلا على تراجع إستراتيجي أميركي في منطقة شديدة الحساسية، نظرا لما تحمله من تداعيات على نفوذ الولايات المتحدة في القرن الأفريقي.
ويزيد من حجم القلق الأميركي احتمال إنشاء بنى تحتية صينية وتركية على الأراضي الصومالية، وهو ما يثير مخاوف عميقة تتعلق بالأمن الإقليمي واختلال موازين القوة في المنطقة.
أهمية حيوية لبربرةووفقا للكاتب، تكتسب مدينة بربرة الساحلية، في أرض الصومال، أهمية حيوية، إذ تقع على بعد 260 كيلومترا فقط من السواحل اليمنية، عند ملتقى خليج عدن والبحر الأحمر، وتتمتع بربرة بميناء حديث، بالإضافة إلى قاعدة جوية سابقة بُنيت خلال الحرب الباردة.
وأوضح أن هذا المجمع اللوجستي ربما يصبح رأس حربة مثاليا للعمليات العسكرية والإنسانية الأميركية في شرق إفريقيا وصولا إلى منطقة الهندو-باسيفيك.
وفي الشهر الجاري أقر نائب وزير الخارجية الأميركي كريستوفر لانداو رسميا بأن السياسة الأميركية تجاه أرض الصومال قيد المراجعة، مما يشير إلى احتمال حدوث قطيعة مع العقيدة السابقة.
إعلانوأكد وزير خارجية أرض الصومال، عبد الرحمن يوسف، أن النضج الديمقراطي والقيمة الاستراتيجية لمنطقته لم يعودا قابلين للتجاهل من قبل القوى الكبرى.
زيارات سعيا للدعموأشار الكاتب إلى أن وفدا رفيع المستوى من أرض الصومال سيقوم، بفضل الاستراتيجية الدبلوماسية المنسقة جيدا، بزيارة إلى واشنطن الشهر المقبل.
وسيلي ذلك زيارة للرئيس موسى بيهي عبدي في يوليو/تموز. والهدف واضح: الحصول على دعم الحزبين، ولا سيما من الجمهوريين، الذين سبق للعديد منهم أن قاموا بحملات من أجل الاعتراف الرسمي بأرض الصومال.
وقال دوزون إن هذا النهج يهدف إلى تسريع ربط أرض الصومال بالمحور الاستراتيجي الغربي، في مواجهة الديناميكيات الصينية والتركية.
وختم بالقول إن واشنطن تسعى إلى إعادة معايرة نهجها الإقليمي، مع التركيز على شريك ديمقراطي ناشئ في منطقة غير مستقرة، مع الحفاظ في الوقت ذاته على مصالحها العسكرية والجيوسياسية في منطقة حاسمة لأمن الملاحة البحرية العالمي.