سلطت صحف ومواقع إخبارية عالمية في تغطيتها للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة على مآلات الحرب من وجهة نظر محللين وخبراء، وعلى المأساة الإنسانية بغزة وعدم التزام إسرائيل بالقوانين الدولية.

وركزت صحيفة "وول ستريت جورنال" على تحليلات خبراء قالت في تقرير لها إنها تشكك في قدرة إسرائيل على تحقيق نصر في حربها ضد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ضمن الجدول الزمني الذي يسعى المسؤولون الأميركيون إلى إلزامها به.

وجاء في التقرير -استنادا إلى مسؤولين ومحللين إسرائيليين- أن القوات الإسرائيلية ما زالت تواجه مقاومة شرسة لم تكن تتوقعها في شمال غزة، مما يؤخر تحويل تركيزها إلى جنوب القطاع.

أما صحيفة "غارديان" فتطرقت إلى ما اعتبرته حديثا عن غضب دولي متزايد بين أقرب حلفاء إسرائيل على خلفية الارتفاع الكبير في عدد الوفيات في قطاع غزة والمأساة التي يعيشها أكثر من مليون نازح، في ظل غياب قدر كاف من الغذاء والماء.

وتشير الصحيفة إلى تساؤلات بشأن التقارير عن وفيات بين محتجزين فلسطينيين لدى القوات الإسرائيلية، وأخرى حول قواعد الاشتباك التي يتبعها الجيش الإسرائيلي في غزة بعد حادثة مقتل المحتجزين الثلاثة.

الحرب في غزة تركت آثارا كارثية أتت على الشجر والحجر والبشر (غيتي إيميجز)

وجاء في مقال لصحيفة "لوموند" أن إسرائيل تبرر باستمرار سلوكها في غزة بالقول إنها تستند إلى القوانين باعتبارها الدعامة الأخلاقية التي تحدد مسار صراعها.

لكن الواقع -حسب الصحيفة- يظهر أن تطبيق القوانين التي تتحدث عنها يقود إلى إبادة جماعية في غزة، و"من الواضح أن إسرائيل تستخدم القانون لإضفاء الشرعية على العنف في غزة".

من جهة أخرى، وجد استطلاع للرأي العام الأميركي شاركت في إجرائه صحيفة "نيويورك تايمز" أن الرئيس الأميركي جو بايدن "يواجه رفضا واسع النطاق داخل قاعدته الانتخابية في ما يتعلق بسياسته تجاه الحرب في غزة".

وأظهر الاستطلاع ما قالت الصحيفة إنه انقسام بين ناخبي بايدن المفترضين "لا يترك له سوى خيارات سياسية قليلة للمناورة، ويبعث أيضا إشارات متضاربة بشأن النهج الذي يجب أن تسلكه الإدارة الأميركية فيما تدخل الحرب شهرها الثالث".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: فی غزة

إقرأ أيضاً:

الاحتلال يواجه شبح الانهيار الإقتصادي والاستثمارات الغربية من تل أبيب

الجديد برس/ تقرير

لا تزال آثار عملية طوفان الأقصى التي نفذتها المقاومة الفلسطينية ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي في الـ7 من اكتوبر الماضي، تعصف بالكيان الصهيوني عسكريًا واقتصاديًا، وأثرت بشكل كبير على معيشة المستوطنين وحياتهم اليومية، جراء هروب وعزوف شركات الاستثمار العالمية من (تل أبيب).

غياب البيئة الاستثمارية الآمنة، دفعت رجال الأعمال والأثرياء، والمستثمرين إلى المغادرة أو التوقف عن الاستثمار في الاراضي المحتلة، بعد فقدان الثقة بمستقبل الاحتلال، إثر المعركة الوحشية في غزة.

أظهر تقرير هجرة الثروات للعام 2024م، الصادر عن شركة “هنلي أند بارتنرز” للمرة الأولى” أن المهاجرين الأثرياء المغادرين من “إسرائيل” أكثر من أولئك المصرين على البقاء.

خروج من قائمة الـ 20

ونقلت منصة غلوبس الإسرائيلية عن التقرير خروج “إسرائيل” من القائمة للدول العشرين المستقطبة للثروات الخاصة، وهو خروج كبير وفقًا للمنصة، عن المركز الـ12 الذي حققته العام الماضي، عندما شهدت “إسرائيل” تدفقًا صافيًا لـ600 فرد ثري.

بحسب صحيفة “كالكاليست” العبرية، تشير البيانات بالفعل إلى فقدان ثقة المستثمرين بـ “إسرائيل”، حيث انخفضت حصة المستثمرين الأجانب في إصدارات السندات لـ”إسرائيل” انخفضت من 15% عشية الحرب، إلى 9% اليوم، ويبلغ عجز الموازنة 7.2%، ولا توجد حاليًا خطة تحتوي على هذا الرقم وتحاول أن تنقل إلى مستثمري العالم.

الرئيس التنفيذي لجمعية “هاديو” قال في تصريح لصحيفة ” يديعوت أحرونوت” العبرية: إن العمل الخيري لم يعد كما كان من قبل؛ منذ أن تفاقمت الأزمة الاقتصادية، ظهر جيل جديد من فاعلي الخير الذين يقدمون المساعدة كاستثمار اجتماعي لمشروع أو آخر، لكنهم يطلبون استرداد الأموال في وقت ما.

التدهور الاقتصادي وهروب المستثمرين بحسب صحيفة “غلوبس” العبرية، يطال 80% من مجال التكنولوجيا الفائقة، حيث يوفر هذا القطاع وحده نصف صادرات الكيان، الذي يقدم نفسه على أنه الأفضل في هذا المجال.

لتنشر الصحيفة خبرًا مفاده أن شركة Intel Corp Nasda) INTC) المتخصصة في في البنية التحتية أبلغت الكيان بوقف العمل في استثمار وتوسعة مصنع للرقائق الالكترونية في كريات جات بمبلغ  15 مليار دولار.

أما الرئيس التنفيذي لمجلس الألبان إيتسيك شنايدر فقد عبر عن معاناة الشركة بالقول إن 40% من الأبقار خارج الإنتاج ولم تتعافَ من الصدمة، وبعضها لا تحمل، وهناك حالات إجهاض، وبعضها انخفض وزنها وتراجع إنتاج الحليب واضطر مزارعو الألبان إلى إزالتها من القطيع، مرجعًا ذلك إلى تأثر الوضع الاقتصادي بأحداث طوفان الأقصى، وتداعيات العدوان على غزة.

انهيار كارثي

الانهيار الواسع لعمل الشركات في “تل أبيب” جرف في طريقه العديد من الشركات ومنها شركة Mitronics الإسرائيلية المصنعة للروبوتات؛ التي بلغ انهيار السهم فيها بنحو 80% من الرقم القياسي وشطب مليارات الشواكل من القيمة، وتراجعت الأرباح بنسبة 55%.

ومع أن العدوان الصهيوني سبب ضررًا كبيرًا على غزة وسكانها وطال التخريب كل شيء في القطاع؛ إلا أن انعكاساته على الاقتصاد الإسرائيلي زاد لدرجة أن وزارة صحة الاحتلال تضررت هي الأخرى، حيث نشرت تقريرا بخصوص التجارب السريرية التي تجريها الشركات العالمية في “إسرائيل”، وخلص الفارق الرقمي إلى أنه في العام 2022 تم تسجيل إيرادات للمستشفيات الإسرائيلية من التجارب السريرية بقيمة 818 مليون شيكل(219 مليون دولار)،تراجع هذا الرقم في عام 2023 – إلى 518 مليون شيكل (139 مليون دولار ).

انخفاض الاستثمارات الأجنبية

بشكل عام، انخفضت الاستثمارات الأجنبية المباشرة في “إسرائيل” إلى 1.1 مليار دولار في الربع الأول من 2024 بتراجع 55.8% مقارنة بالربع الأخير من 2023، وفق بيانات المكتب المركزي للإحصاء الإسرائيلي، ويعد أدنى مستوى مسجّل منذ الربع الأخير من 2021.

صحيفة ” كالكاليست” العبرية تطرقت إلى ذلك، وأوضحت أن أرقام الاستثمار الأجنبي في “إسرائيل” مثيرة للقلق، إذ تراجعت من متوسط ربع سنوي نسبته 4.8 مليارات دولار في السنوات الأربع الماضية.

الصحيفة أشارت بشكل صريح إلى أن هذا التراجع، سببه العدوان الإسرائيلي المدمر على قطاع غزة، داعية إلى الأخذ في الاعتبار التبعات الاقتصادية والاستراتيجية عند اتخاذ قرارات استمرار الحرب.

وتضيف الصحيفة أن انخفاض الاستثمارات الأجنبية بنحو 56% لا يعكس الخوف من استمرار الحرب فقط، بل يشير -بشكل أساسي- إلى أن قيادة البلاد غير مهتمة بالاقتصاد.

وإذا كان ما يعانيه الكيان الصهيوني، قد دفع  الشركات والمستثمرين إلى الهروب من “تل ابيب”؛ فإن الوضع بحسب الصحيفة الاقتصادية سيستمر لسنوات قادمة، حيث نقلت الصحيفة تصريحًا لمدير قسم الأبحاث في بنك “إسرائيل”، عدي براندر، قال فيه: “القرارات التي تنتظرنا في مجال موازنة الدفاع لن تؤثر فقط على ميزانية 2025، بل يمكن أن تؤثر على نمونا ومستوى معيشتنا لسنوات قادمة”.

وقفزت استثمارات الإسرائيليين في الخارج بنحو 30% في الربع الأول من السنة الحالية حيث ارتفعت من 2.2 مليار دولار إلى 2.9 مليار دولار، مما يعني أن الإسرائيليين يهربون باستثماراتهم إلى الخارج.

تداعيات مؤثرة

لقد سجل قطاع رأس المال الاستثماري في “إسرائيل” تباطؤا حادا في إبرام الصفقات منذ اندلاع الحرب مع حماس والمقاومة الفلسطينية، وباتت التداعيات مؤثرة جدا على الكيان الصهيوني، الذي يحتار بين قراري إيقاف الحرب أو مواصلتها، وسط تعنت من قبل رئيس الوزراء نتنياهو، الذي يرغب بمواصلة العدوان رغم كل تلك الخسائر السابقة وما سيليها من خسائر اقتصادية لاحقة.

مقالات مشابهة

  • الاحتلال يواجه شبح الانهيار الإقتصادي والاستثمارات الغربية من تل أبيب
  • على وقع طبول الحرب مع حزب الله.. تكاليف اقتراض إسرائيل بأعلى مستوى في 13 عاما
  • السقوط المخيف.. صحف غربية تتوقع انقلابا سياسيا في فرنسا
  • صحف غربية تتوقع انقلابا سياسيا في فرنسا.. السقوط المخيف
  • الصحافة الأجنبية تشير إلى نهاية عهد ماكرون وتتوقع زلزالا سياسيا
  • صحيفة إسرائيلية: نتنياهو قد يوافق على مشاركة فلسطينيين في إدارة غزة
  • صحيفة أمريكية: قطاع غزة يشهد حالة من الفوضى بعد مرور تسعة أشهر من الحرب الإسرائيلية
  • هل ينسحب بايدن من السباق الرئاسي؟ صحيفة تركية تتساءل
  • أبرز الوجهات التي يفرّ إليها الإسرائيليون منذ بداية الحرب علي غزة
  • The Spectator: احتمالات الحرب بين حزب الله وإسرائيل حقيقية.. ليس أمامنا سوى الانتظار