يواصل مهرجان ليالي المحرّق نشاط نسخته الثانية محوّلاً المدينة القديمة للمحرّق إلى مساحات ثقافية متنوعة، وذلك من وحي تراثها الغني وثقافتها العريقة.
ويلقي المهرجان الضوء، في هذا العام، على أجمل جوانب الفنون والتصميم والحرف اليدوية البحرينية، عاكساً جوهر الإبداع والتراث البحريني في قوالب أصيلة وحديثة على حد سواء، إذ تلتقي في ليالي المحرّق خطوط الفن وبراعة الحرفيين وجماليات التصميم بمكان واحد، حيث العديد من المعارض، استوديوهات الفنون التشكيلية، ومساحات التصميم، والندوات والجلسات التي تفتح للحاضرين آفاق الإبداع والابتكار.


هذا ويقام مهرجان ليالي المحرق حتى 23 ديسمبر 2023م بتنظيم من هيئة البحرين للثقافة والآثار، ضمن مشروع مسار اللؤلؤ، ومركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة للثقافة والبحوث، ويقدّم نشاطه يومياً ما بين الساعة 5:00 وحتى 10:00 مساءً.
وتفتح العديد من المعارض الفنية أبوابها للجمهور، ففي مركز زوّار موقع مسار اللؤلؤ يقام معرض «مسار اللؤلؤ: شاهد على اقتصاد جزيرة»، وفيه لمحات حول مشروع الموقع المسجل على قائمة التراث العالمي لليونيسكو ويلقي الضوء على تاريخ وأصالة مهنة صيد اللؤلؤ في البحرين. وبالشراكة مع مساحة الرواق للفنون يأتي معرض «يا ليتني على الدقل حمامة (١)» ويقام في عمارة فخرو١، وفي هذا المعرض يشارك عدد من الفنانين والمصممين من خلال أعمال متنوعة كقطع المجوهرات والأزياء والتركيبات والرسوم والصور الفوتوغرافية المستوحاة من البيئة والمدينة المحيطة وتستكشف أعمالهم علاقة الناس ببيئتهم الحضرية.
وفي بيت التراث المعماري المتفرّع عن مركز الشيخ إبراهيم يقام معرض «أشهب اللال» لأحمد ماطر بالتعاون مع أثر جاليري والهيئة الملكية للعلا، حيث يقدّم المعرض نماذج ورسومات تخطيطية لتركيب فني خاص بموقع العلا للفنان أحمد ماطر والمقترح لوادي الفن، ويستوحي معرض أشهب اللال اسمه من قصيدة نبطية تتحدث عن الصحراء العربية وسحرها.
وفي بيت آخر في المحرّق القديمة، بيت جمشير، يستضيف معرض «المادة والمحافظة»، فهذا المعرض يعكس الدور الذي يقوم به البيت كمكتب إداري لمشروع موقع مسار اللؤلؤ وفيه يتم استعراض جهود الترميم والحفاظ التي تمت في الموقع.
وعلى امتداد مسار اللؤلؤ، وبالتعاون مع مساحة الرواق للفنون، تم تحويل طول المسار الممتد لمسافة تزيد عن 3 كيلومتر إلى معرض فني مفتوح، حيث تتناثر قطع فنية قام بإبداعها فنانون بحرينييون على شكل جداريات وتركيبات مختلفة، مستلهمين إبداعهم من المدينة والمناظر المتغيرة فيها على الدوام.
التصميم هو أحد المجالات الأساسية التي يركز عليها مهرجان ليالي لمحرّق، فبداية يقدّم المهرجان «سوق الليالي» في مركز زوّار مسار اللؤلؤ، وهو عبارة عن مساحة شاملة تعرض تحت سقفها العديد من المنتجات الإبداعية لمختلف المصمّمين والفنانين وروّاد الأعمال من مملكة البحرين. ويمكن كذلك زيارة مجموعة من استوديوهات التصميم حول المحرّق التاريخية.
وضمن المهرجان سيتم تنظيم مجلس التصميم الذي تأسس عام 2022م كمبادرة هادفة إلى تعزيز النظام البيئي من خلال أنشطة ثقافية واجتماعية وتعليمية ويتضمن مجموعة جلسات حوارية وورشاً مع مصمّمين من البحرين تقام يومياً في بيت جمشير الساعة 7:00 مساءً حتى ختام المهرجان. ويلقي مهرجان ليالي المحرّق الضوء على الحرف التقليدية، فالعديد من المحلات تفتح أبوابها لاستقبال الزوار من أجل الاطلاع على هذه الحرف وعرض منتجاتها الإبداعية.
ويأتي مهرجان ليالي المحرّق بمناسبة احتفال مملكة البحرين بأعيادها الوطنية، وذكرى تولي حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه لمقاليد الحكم وما يصاحبها من مناسبات وطنية.
وتقام نسخة المهرجان الثانية بشراكة استراتيجية مع بابكو إنرجيز، وشراكة ذهبية مع مجموعة جي إف إتش المالية وبحرين مارينا، وشراكة فضية مع بنك البحرين الوطني وديزاين كريتف. وشكر خاص لكل من ساهم في إنجاح مهرجان ليالي المحرّق بداية من وزارة الداخلية، وزارة الإعلام، وزارة التربية والتعليم، وزارة الأشغال، وزارة الصحة، وزارة شؤون البلديات والزراعة، بلدية المحرّق، إدارة الأوقاف السنية، وكذلك مساحة الرواق للفنون و ون تو ون للهندسة المعمارية والتصميم.
ويُعدّ مهرجان ليالي المحرّق من أحدث المبادرات الثقافية في المدينة وأكبرها خلال شهر ديسمبر، فبرنامجه شامل ويتضمن معارض فنية، أمسيات موسيقية، أسواقاً وتجارب تذوّق ومأكولات وورش عمل كثيرة سيتم تنظيمها على طول مسار اللؤلؤ الذي يمتدّ من قلعة بوماهر جنوباً وحتى مجلس سيادي شمالاً وفي كافة المواقع الثقافية فيما بين هاتين النقطتين.
ومن أجل الحصول على كافة المعلومات حول برامج المهرجان ومواعيده وأماكن إقامة الفعاليات وأماكن وقوف السيارات والمشاركة في الفعاليات التي تتطلّب التسجيل فيمكن الاطلاع على حسابات الهيئة على مواقع التواصل الاجتماعي @CultureBah.

المصدر: صحيفة الأيام البحرينية

كلمات دلالية: فيروس كورونا فيروس كورونا فيروس كورونا

إقرأ أيضاً:

عويل الزمن المهزوم في الدورة الـ 15 من مهرجان المسرح الجامعي

العُمانية/ قدّمت الفرقة المسرحيّة التابعة لجامعة نزوى، ممثّلة لسلطنة عُمان، عرضًا مسرحيًّا بعنوان "عويل الزمن المهزوم"، تفاعل معه الجمهور الكبير الذي حضر فعاليات الدورة الخامسة عشرة من المهرجان الوطني للمسرح الجامعي، وذلك بمسرح محمد الطاهر الفرقاني، بقسنطينة، (شرق الجزائر)، والتي جاءت فعالياتُها هذا العام تحت شعار: "المسرح الجامعي.. على الخشبة نلتقي".

وتميّزت دورة هذا العام من المهرجان، التي امتدّت لعشرة أيام، بطابعها العربي؛ إذ شاركت في فعالياتها فرقٌ مسرحية قدمت من سلطنة عُمان، وليبيا، وتونس، فضلا عن فرق مسرحيّة جامعيّة مثّلت العديد من الجامعات الجزائرية. وقد عرفت قاعة العروض الكبرى، أحمد باي، بقسنطينة، حضورًا طلابيًّا قويًّا ومميّزًا تجاوز ثلاثة آلاف طالب من مختلف ولايات الوطن.

وجرت مراسم الافتتاح، بحضور نخبة من الأكاديميين والفنانين، إلى جانب ممثلين عن الجامعات الجزائرية في إطار احتفالي يعكس المكانة المرموقة التي يحتلُّها المسرح الجامعي مثل أداة للتفاعل الثقافي والإبداعي، بين الطلبة والمجتمع.

وأكّد عز الدين ربيقة، محافظ المهرجان، أنّ لجنة الاختيار استقبلت 21 عملا مسرحيًّا، تمّ اختيار 12 منها، لترسيخ قيم الممارسة المسرحية في الوسط الطلابي الجامعي، وتشجيع الطاقات الشابة من الطلبة، وتعزيز مواهبهم وطاقتهم وتجربتهم، ونشر ثقافة المسرح، وتطويرها، والرقي بالذوق الفني للجمهور، ونشر الوعي الفكري بين روّاد المسرح الجامعي وممارسيه.

ومن أبرز العروض التي شاركت في هذه الدورة مسرحية "عمّ تبحث؟"، التي تمثّل جامعة المرقب (ليبيا)، ومسرحية "غربة"، ممثّلة عن المركز الثقافي الجامعي يحي بن عمر من سوسة (تونس)، ومسرحية "الجبل" عن جامعة الجزائر 2 أبو القاسم سعد الله، ومسرحية "بلد العميان" عن جامعة "أكلي محند الحاج" بولاية البويرة، ومسرحية "القطعة الأخيرة"، من جامعة "قاصدي مرباح" بولاية ورقلة، ومسرحية "الدالية" ممثّلة لمديرية الخدمات الجامعية بواد سوف، ومسرحية "العشاء الأخير" عن مديرية الخدمات الجامعية وسط بولاية سيدي بلعباس، ومسرحية "نيرفانا" عن جامعة جيلالي اليابس بولاية سيدي بلعباس و"شمس والغربال" عن مديرية الخدمات الجامعية عين الباي بقسنطينة.

وقد تمّ خلال فعاليات أيام المهرجان الوطني للمسرح الجامعي، إسداء تكريم خاصّ للفنان القدير، عيسى رداف؛ وهو أحد أعمدة مسرح قسنطينة الجهوي، فضلا عن تكريم عدد من الفرق المسرحية، والوجوه المسرحيّة التي شاركت في إنجاح هذه الدورة من المهرجان الوطني للمسرح الجامعي الذي احتضنته مدينة الصخر العتيق والجسور المعلّقة في أجواء كبيرة احتفت بالفن الرابع بغية ترسيخه في الوسط الطلابي.

مقالات مشابهة

  • ممثل طلاب البحر الأحمر: وزارة التعليم تستهدف خلق قيادات طلابية قادرة على تحمل المسئولية والإبداع
  • برعاية أمير مكة.. انطلاق مهرجان المانجو الـ14 بالقنفذة الأربعاء القادم
  • مهرجان الإسكندرية يسلط الضوء على أفلام الذكاء الاصطناعي
  • عويل الزمن المهزوم في الدورة الـ 15 من مهرجان المسرح الجامعي
  • مهرجان بيروت الدولي لسينما المرأة يكرم هند صبري
  • مهرجان بيروت لسينما المرأة يكرم هند صبري
  • اليوم.. افتتاح الدورة الـ 11 مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير
  • أكثر من 60 شاعراً وباحثاً وإعلامياً في «ليالي الشعر»
  • مهرجان ينقل لمُزاينة الحيران
  • الثلاثاء.. مناقشة "ليالي الطين" في منتدى المستقبل للفكر والإبداع