جورج كلوني: «Friends» لم يحقق لـ ماثيو بيري السعادة التي كان يبحث عنها
تاريخ النشر: 20th, December 2023 GMT
تحدث جورج كلوني عن علاقة الصداقة التي جمعته بالممثل الراحل ماثيو بيري بطل مسلسل «Friends» لعقود، قائلا إن الشهرة والنجاح اللذان حققهما له المسلسل لم ينجحا في جلب السعادة التي كان يريدها، على حد تعبيره.
أثناء التروّيج لفيلمه الجديد «The Boys in the Boat»، تحدث جورج كلوني عن علاقته بـ «بيري»، وكيف شهد معاناة الممثل الراحل مع الإدمان، قائلا: «كنت أعرف مات عندما كان عمره 16 عاماً، كنا نلعب بادل معا، كان أصغر مني بحوالي 10 سنوات ولكنه كان طفلاً رائعًا ومضحكًا»، وفقا لما نشره موقع «ديدلاين».
وقال «كلوني» إنَّ أقصى أحلام «بيري» في ذلك الوقت هي أن يشارك في مسلسل كوميدي ناجح، «كل ما كان سيقوله لنا، أنا وريتشارد كايند وجرانت هيسلوف، هو أنه يريد فقط المشاركة في مسلسل كوميدي، وسيكون بذلك أسعد رجل على وجه الأرض».
وتابع: «على الرغم من أن بيري حصل في النهاية على دور تشاندلر بينج في مسلسل Friends، إلا إنَّه ظل غير سعيد، وعلى الرغم من تحقيق أحلام طفولته، إلا أنه لم يجلب له الفرح أو السعادة أو السلام».
وتحدث عن معانة الممثل الراحل مع الإدمان، «كنا نعلم أنه لم يكن سعيدًا ولم يكن لدي أي فكرة عما كان يفعله، تعاطيه 12 قرصًا من الفيكودين يوميًا وكل الأشياء المفجعة التي تحدث عنها، يؤكّد لنا أن النجاح والمال لا يجلبان لك السعادة تلقائيًا، عليك أن تكون سعيدًا بنفسك وبحياتك».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: ماثيو بيري جورج كلوني جورج کلونی
إقرأ أيضاً:
بين سجن المشاعر وتحريرها
لا يُبارى بعض الرجال في مسألة كبت المشاعر وسجنها والتنصّل من كل ما قد يؤدي إلى بثّها، فبحسب العُرف والتربية العتيقة هم محافظون لا يتوجب أن يبوحوا أو أن يخافوا أو يبكوا. لا يشكون إذا تعبوا، لا يبكون إذا أُدميت قلوبهم، لا يعبّرون إذا فرحوا، وإن حصل ذلك فيكون على استحياء.
يتربى الولد منذ سنواته الأولى على مفهوم أنه رجل، ولا يليق بالرجال إظهار مشاعر الخوف أو الرغبة في البكاء، وأن هاتين الصفتين اختصّت بهما النساء. لا ينبغي للرجل أن يجزع أو يتألم، وإن حصل وشوهدت دموعه، يتعرّض لمختلف ألوان التهكم من قِبل محيطه. حتى في المواقف التي تستدعي أن يكون مُبتهجًا، لا ينبغي له أن يبالغ في الفرحة من منطلق أنه رجل!
ورغم أن القرآن الكريم سرد قصص الأنبياء والرُّسل كونهم بشرًا لم تُقدّ قلوبهم من صخر، حيث خافوا وحزنوا وتألموا في مواقف، وفرحوا وابتهجوا في مواقف أُخرى، فإننا نحن البشر العاديين نستحي إبداء عواطفنا خوفًا من أن تُفسّر أنها حالة ضعف لا تناسب رجلًا رصينًا أو تعبيرًا عن انتشاء لا يليق بوقور.
القرآن الكريم لم يتحفظ وهو يسرد لنا قصة سيدنا موسى عليه السلام وصراعه مع فرعون مصر على مشاعر الخوف والقلق التي كانت تعتريه بعد أن وكز الرجل المصري فقتله، بل ذكر بصورة صريحة أنه خرج من المدينة «خائفًا يترقب». فلماذا يُنكر علينا المجتمع نحن الذين لا يوحى إلينا الإتيان بأي صورة من صور الخوف؟
وجاء في السيرة النبوية المطهرة أن النبي عليه الصلاة والسلام خاف خوفًا شديدًا وفزع لما شاهد سيدنا جبريل عليه السلام على صورته الحقيقية، بينما كان يتعبّد في غار حراء. النبي لم يُخفِ تلك المشاعر بل أخبر عنها زوجته أم المؤمنين السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها وقال لها قولته الشهيرة: «زملوني زملوني، دثروني دثروني».
كما أنه عليه الصلاة والسلام في ناحية أخرى لم يُخفِ مشاعر حبه لأم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها عندما سألته عن مقدار حبه لها، إذ كان رده عليها: «حبي لك كعقدة حبل لا يستطيع أحد حلها». فتضحك، وكلما مر عليه يسألها وتقول: «كيف حال العقدة؟» فيرد عليها: «كما هي».
ومما جاء في السيرة المُعطّرة أنه عليه الصلاة والسلام كان يُبيّن محبته لابنته السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها، وكان يلاطفها ويُقبّلها على جبينها كلما دخل عليها بيتها، فيما نتحفظ نحن على تقبيل بناتنا أو احتضانهن إذا حققن إنجازًا علميًّا أو انتقلن إلى بيت الزوجية أو رُزقن بمولود!
النقطة الأخيرة..
لا علاقة بين الرجولة والقدرة على سجن المشاعر وتقويضها، لا رابط بين البوح وتحرير العواطف وضعف شخصية الرجل؛ فقوة الرجل تكمن في معرفته طرق استلاب القلوب وصناعة الأمل وإضفاء البهجة في نفوس كل من حوله.