إنطلاق المؤتمر العلمي السنوي الثالث حول التحديات الاقتصادية والإصلاح في العراق
تاريخ النشر: 20th, December 2023 GMT
الاقتصاد نيوز-بغداد
أعلن مركز التدريب المالي والمحاسبي، اليوم الأربعاء، عن انعقاد المؤتمر العلمي السنوي الثالث حول تحديات الإصلاح والتوجه نحو الاقتصاد الرقمي، فيما أشار إلى تركيز المؤتمر على 6 محاور رئيسية.
وفي كلمته خلال المؤتمر، قال مدير المركز المالي، أحمد الدهلكي، إن "المؤتمر العلمي السنوي الثالث يهدف إلى التوجه نحو الاقتصاد الرقمي، ويأتي ضمن إطار الإصلاح المالي العام، بالتعاون مع عدة جهات منها كليات جامعية ومؤسسات مالية وحكومية.
وأوضح الدهلكي، أن "المؤتمر يأتي في سياق التوجه الإصلاحي في القطاع المالي، مشيرا إلى أنه يشمل إعادة هيكلة الموازنة العامة، وإدارة المال العام، وتحسين بيئة الاستثمار وإصلاح النظام المصرفي، بهدف تحفيز النمو الاقتصادي في العراق."
وأضاف، أن "المؤتمر يركز على محاور رئيسية منها الإصلاح ورقمنة النظام الضريبي، وتطوير النظام الجمركي والمنافذ الحدودية، ومتطلبات إصلاح الموازنة العامة، وإدارة الدين العام، والاستثمار العام، والتنسيق بين السياستين المالية والنقدية."
وتابع الدهلكي، أن المؤتمر يهدف إلى "تقييم النظام الضريبي وتحديد المعوقات التي تواجه النظام الجمركي والمنافذ الحدودية، وتحديد متطلبات إطار الاستثمار العام ودوره في التنمية، بالإضافة إلى تسليط الضوء على آليات تقليل التعارض بين السياستين المالية والنقدية."
المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز
كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار
إقرأ أيضاً:
خواطر رمضانية
#خواطر_رمضانية
د. #هاشم_غرايبه
في مثل هذه الأيام منذ اثنين وعشرين عاما، شُنت الحرب العدوانية على العراق، ولما لهذا الحدث الجلل من تأثير بليغ على منطقتنا العربية ككل وليس على العراق الذبيح فقط، فقد لزمت المراجعات العديدة والتحليلات المستفيضة له.
لقد تبين للعالم أجمع، بمن فيهم شعوب الدول التي اشتركت بهذه الجريمة التي أودت بحياة مليون إنسان، ودمرت بلدا كان الأغنى والأقوى والأكثر نفعا لأهله ولغيرهم، تبين أن المبررات المعلنة والمسوغات التي طرحت آنذاك، جميعها كانت كاذبة، وحيثياتها ملفقة.
لكن أحدا لم يتعرض للمساءلة، سواء أصحاب القرار من قادة الدول المشاركة أو الرقباء عليهم من البرلمانيين الذين غطوهم دستوريا، أو الزعماء العرب الذين خانوا الأمانة وعصوا ربهم بموالاة الأعداء على بني أمتهم.
لكننا نؤمن بعدالة الخالق، ونعلم بأنه يمهل ولا يهمل، وسجل التاريخ أن كثيرين قبلهم غرّتهم قوتهم وجبروتهم، وزينت لهم ظلم من هم أقل منهم قوة، وبعد أن اطمأنوا أن لن يقدر عليهم أحد، جاءتهم عقوبة الله في الدنيا من حيث لم يحتسبوا، فنالهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا، وسينالهم في الآخرة العذاب الأعظم.
المراجعة والتذكير تنفع المؤمنين، وبيان الحق وتخليصه من زيف الباطل يواسي المظلومين، لذا سأستعيد باقتضاب محطات هامة من ذلك الحدث الماساة، من تلك التي يلجأ أعداء الأمة الى تحريفها وتزويرها، كما يحاول المبطلون من أبناء الأمة تغييبها من الذاكرة لإخفاء عمالتهم للأعداء.
فبعد أن أخفقت إدارة أمريكا التي تنتمي الى المسيحية الصهيونية في الحصول على تفويض من الأمم المتحدة بشن هذا العدوان، قامت بشراء ذمم حكومات الغرب والشرق بأسلوب العصا والجزرة، ثم فرضت على عملائها الحكام العرب الرضوخ، والذي كان ممهدا له سياسيا بقرار الجامعة العربية المشؤوم، ودينيا بفتوى بن باز الشهيرة بجواز الإستعانة بأعداء الدين على قتال فئة من المسلمين إذا رأى ولي الأمر ذلك.
الوضع العراقي الداخلي كان له دور كبير في نشوء الحالة التي فسر لنا ربنا فيها عوامل دمار بلد إسلامي: ” إِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا ..” [الإسراء:16]، فقد كان نظام الحكم مستبدا ظالما، ويسير وفق مذهب العلمانيين العرب الذين لا يأخذون من العلمانية إلا العداء للإسلام.
الجارة اللدودة إيران، وجدت في تأييد العدوان فرصتها للإنتقام، وكان حقدها القومي عميقا يعود الى أيام سعد وعمر ، فقامت بتسعير نيران الحقد الطائفي الأعمى عند الدهماء، والطمع بالسلطة عند طبقة السياسيين.
لقد تبين فيما بعد أن كل تلك النيران وذلك التدمير لم يكن ضروريا، فلم يحتج الأمر إلا لبضعة دبابات لدخول بغداد، التي كانت مفرغة من كل مقاومة، فسقط النظام لكن العراق لم يسقط بل دُمِّر.
لقد استعملت أسلحة وذخائر بكميات هائلة في قصف المواقع الإدارية ومحطات الإتصالات والمصانع وتنقية المياة وتوليد الكهرباء، وتم تأجيل إسقاط النظام الى حين إنجاز كل ذلك، فماذا نستنتج؟.
لقد كانت الحرب الأولى لإخراج العراق من الكويت غير لازمة أصلا، فقد انسحب صدام قبل بدء الهجوم بيومين لكن الحقد الغربي وعنجهية القوة الرعناء أبت إلا إيقاد الحرب وإشعال آبار النفط، واستعجل الطائفيون في الجنوب جمع الغنائم إلا أن خبث الأمريكان تركهم لقمة سائغة بيد جلاوزة صدام ليبطشوا بهم والهدف تنمية الأحقاد المتبادلة لاستثمارها مستقبلا في تقسيم العراق، ثم كانت ثلاثة عشر عاما من الحصار أكثر من كافية لإسقاط النظام، لكنهم أرادوا التدمير وإعادة العراق قرونا الى الخلف وليس سقوط النظام.
هكذا كانت هذه الحرب الحلقة الأخيرة في الإنتقام من البلد الذي يرمز في الذاكرة الغربية الى هارون الرشيد الذي خاطب “نكفور” بكلب الروم، وأهدى “شارلمان” ساعة أدهشته واعتقد أن الشياطين تحركها.