اكتشف علماء الآثار هيكلًا عظميًا كاملاً ومحفوظًا جيدًا لرجل عمره 2000 عام، أطلقوا عليه اسم Offord Cluny 203645 . وذلك أثناء أعمال التنقيب لتحسين الطريق A14 بين كامبريدج وهانتينغدون ببريطانيا.

لقد تم دفن هذا الرجل بمفرده دون أي ممتلكات شخصية له، لذلك لم يكن هناك الكثير مما يمكن العلماء من إثبات هويته. وبتحليل الحمض النووي اكتشف المحققون أن هذا الجثمان يسلط الضوء على حقبة رئيسية في تاريخ بريطانيا الرومانية، بحسب ما ورد في موقع BBC البريطاني.

السارماتيين

تظهر الأبحاث أن الهيكل العظمي الموجود في كامبريدجشير هو لرجل من مجموعة بدوية تعرف باسم السارماتيين. وهذا هو أول دليل بيولوجي على أن هؤلاء الأشخاص جاءوا إلى بريطانيا من أقصى حدود الإمبراطورية الرومانية وأن بعضهم عاش في الريف.

استطاع الخبراء اكتشاف هذا الأمر من خلال قراءة الشفرة الوراثية في شظايا العظام المتحجرة التي يبلغ عمرها مئات الآلاف من السنين، والتي تظهر الأصل العرقي للفرد. 

في البداية، اعتقد علماء الآثار أن أوفورد هو اكتشاف عادي لرجل محلي. لكن تحليل الحمض النووي في مختبر الدكتور سيلفا أظهر أنه كان من أقصى حدود الإمبراطورية الرومانية، وهي المنطقة التي تقع حاليًا في جنوب روسيا وأرمينيا وأوكرانيا.

وأظهر التحليل أنه من السارماتيين، وهم أشخاص يتحدثون اللغة الإيرانية، ويشتهرون بمهاراتهم في ركوب الخيل. كما أنه تم دفنه في هذا المكان بين عامي 126 و 228 بعد الميلاد، أي أثناء الاحتلال الروماني لبريطانيا.

ابنًا لرجل من سلاح الفرسان

وللكشف عن سبب دفن هذا الرجل الغير بريطاني في هذه المنطقة الهادئة البعيدة عن وطنه، استخدم فريق من قسم الآثار بجامعة دورهام تقنية تحليل أخرى مثيرة لفحص أسنانه المتحجرة، التي تحتوي على آثار كيميائية لما تناوله من طعام وشراب.

وأظهر التحليل أنه حتى سن السادسة كان يأكل الدخن وحبوب الذرة الرفيعة، المعروفة علميًا باسم محاصيل C4، والتي تتوافر بكثرة في المنطقة التي من المعروف أن السارماتيين عاشوا فيها.

لكن مع مرور الوقت، أظهر التحليل انخفاضًا تدريجيًا في استهلاكه لهذه الحبوب والمزيد من القمح الموجود في أوروبا الغربية، وفقًا للأستاذة جانيت مونتجمري التي تقول: "يخبرنا (التحليل) أنه، وليس أسلافه، هم من قاموا بالرحلة إلى بريطانيا. وعندما كبر، هاجر إلى الغرب، واختفت هذه النباتات من نظامه الغذائي".

وتشير السجلات التاريخية إلى أن أوفورد كان من الممكن أن يكون ابنًا لرجل من سلاح الفرسان، أو ربما عبدًا له. وهي تظهر أنه في الفترة التي عاش فيها تقريبًا، تم إرسال وحدة من سلاح الفرسان السارماتيين مدمجة في الجيش الروماني إلى بريطانيا.

وتؤكد أدلة الحمض النووي هذه الصورة، وفقًا للدكتور أليكس سميث من شركة MOLA Headland Infrastructure، الشركة التي قادت أعمال التنقيب.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: هيكل عظمي بريطانيا الحمض النووي

إقرأ أيضاً:

البابا فرنسيس.. إنجازات استثنائية لرجل "الأخوة الإنسانية"

يعد البابا فرنسيس بابا الفاتيكان الراحل واحدا من أبرز من اعتلوا الكرسي الباباوي، لا سيما أن فترة توليه التي بدأت عام 2013 شهدت محطات ومواقف بارزة، من تعزيزه للتقارب بين الأديان إلى إصلاح الكنيسة، فضلا عن مواقفه الإنسانية والاجتماعية اللافتة.

والبابا فرنسيس ولد في بوينس آيرس بالأرجنتين وفي 13 مارس من عام 2013 أصبح البابا رقم 66 للكنيسة الكاثوليكية، ويعد أول بابا من الأميركتين، وأول بابا يسوعي، وأول بابا من خارج أوروبا منذ أكثر من ألف عام.

التقارب بين الأديان وتعزيز الحوار

 جذب البابا فرنسيس والإمام الأكبر أحمد الطيب شيخ الأزهر، أنظار العالم عندما التقيا في الرابع من فبراير 2019 في أبوظبي بالإمارات العربية المتحدة، للتوقيع على وثيقة الأخوة الإنسانية، التي تمثل إعلانا مشتركا يحث على السلام بين الناس في العالم.

جاءت الوثيقة ثمرة للصداقة الأخوية بين الشخصيتين الدينيتين البارزتين، حيث قدمت مخططا لثقافة الحوار والتعاون بين الأديان، وهدفت إلى أن تكون دليلا للأجيال المقبلة لتعزيز ثقافة الاحترام المتبادل، اعترافا بأننا جميعا أفراد أسرة إنسانية واحدة.

واعتبرت الوثيقة دعوة للمصالحة والتآخي بين جميع المؤمنين بالأديان، بل بين المؤمنين وغير المؤمنين، وكل الأشخاص ذوي الإرادة الصالحة، لتكون نداء لكل ضمير حي ينبذ العنف البغيض والتطرف الأعمى، ولكل محب لمبادئ التسامح والإخاء التي تدعو لها الأديان وتشجع عليها.

كما أكدت الوثيقة على عظمة الإيمان بالله الذي يوحد القلوب المتفرقة ويسمو بالإنسان، وجعلتها رمزا للعناق بين الشرق والغرب، والشمال والجنوب، وبين كل من يؤمن بأن الله خلقنا لنتعارف ونتعاون ونتعايش كإخوة متحابين.

وفي مارس 2021، أجرى البابا زيارة تاريخية إلى العراق، حيث التقى المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني، وزار مدينة أور التي يعتقد أنها مسقط رأس النبي إبراهيم، تعزيزا للحوار بين الأديان.

وفي 12 فبراير 2016، التقى بالبطريرك كيريل بطريرك موسكو وسائر روسيا، في كوبا، في لقاء تاريخي هو الأول منذ الانشقاق الكبير عام 1054.

الإصلاحات الإدارية والمالية

منذ بداية حبريته، ركز البابا فرنسيس على إصلاح الكوريا الرومانية (الإدارة المركزية للفاتيكان) لتعزيز الشفافية والفعالية.

وفي عام 2022، أصدر الدستور الرسولي الجديد "إعلان الإنجيل"، الذي أعاد هيكلة الكوريا وفتح مناصبها أمام النساء.

وأطلق إصلاحات داخل الفاتيكان لمحاربة الفساد المالي، وأقال عددا من المسؤولين في إدارة الكنيسة بسبب قضايا مالية مشبوهة.

كما شدد على ضرورة أن تكون الكنيسة نموذجا في الشفافية والنزاهة.

وخفف البابا من صرامة القوانين المتعلقة بالطلاق والزواج، وسمح لبعض المطلقين الذين تزوجوا مجددا بتلقي المناولة المقدسة.

القضايا الاجتماعية والبيئية

في 24 مايو 2015، أصدر الرسالة العامة "كنْ مُسَبَّحًا"، التي تناولت قضايا البيئة والتغير المناخي، داعيا إلى حماية "البيت المشترك".

كما أعلن عن "اليوم العالمي للفقراء" لتعزيز الوعي والتضامن مع الفقراء والمهمشين.

القضايا الأخلاقية والاجتماعية

 دعا البابا فرنسيس إلى معاملة المهاجرين واللاجئين بكرامة واحترام، مؤكدا على أهمية استقبالهم ومساعدتهم.

في عام 2020، أصدر الرسالة العامة "كلنا إخوة"، التي تناولت قضايا العدالة الاجتماعية والأخوة الإنسانية.

مقالات مشابهة

  • بسبب تحديات مالية وفنية.. واشنطن تُنهي رسميًا برنامج صاروخ HALO الفرط صوتي | صور
  • شاهد بالصورة والفيديو.. زواج أسطوري لرجل أعمال سوداني من مواطنته الحسناء بالولايات المتحدة الأمريكية
  • البابا فرنسيس.. إنجازات استثنائية لرجل "الأخوة الإنسانية"
  • سلاف فواخرجي: شكرًا لدعمكم.. وأعتذر عن الشتائم التي وُجهت إليكم!
  • وزير الإسكان: استكمال تطوير الطرق ورفع الكفاءة بالمناطق الصناعية
  • صلاح الدين تكشف عن مشاريع لربطها بالفلوجة وحديثة وتحسين شبكة الطرق
  • كينيا تلغي خططا لبناء 10 آلاف كيلومتر من الطرق من خلال قروض مصرفية
  • الإسكان: استكمال أعمال تطوير الطرق ورفع الكفاءة بالمناطق الصناعية بعددٍ من المدن
  • فيديو هيكل عظمي لجثة معلّقة في إدلب.. حقيقة أم تضليل؟
  • وزير الإسكان: استكمال أعمال تطوير الطرق ورفع الكفاءة بالمناطق الصناعية