أزمة متفاقمة.. مطار بن غوريون يستغني عن مئات الموظفين
تاريخ النشر: 20th, December 2023 GMT
إسرائيل – تواصل الحرب على قطاع غزة تعميق الأزمات الاقتصادية لمختلف الفروع والقطاعات بالسوق الإسرائيلي.
ففي وقت يواصل قطاع السياحة تسجيل خسائر مالية وتراجع على صعيد السياحة الوافدة إلى البلاد، شرع مطار بن غوريون في تل أبيب بإجراءات تقشفية، تشمل خفض رواتب جميع الموظفين والمستخدمين، وإخراج المئات منهم في إجازة مفتوحة دون راتب، وتقليص خدمات شركات القوى العاملة المرتبطة به.
وفي إطار خطة التقشف والتقليصات في جهاز المستخدمين، التي كشفت عنها “صحيفة “يسرائيل هيوم”، أجرت سلطة المطارات الإسرائيلية، أمس الاثنين، محادثات مع الموظفين وأبلغتهم بقرار إخراج حوالي 600 منهم في إجازة دون راتب لفترة غير محددة.
ووفقا للخطة ستتقلص المخصصات المادية لنحو 1000 من الموظفين والمستخدمين بحوالي 25%، بينما ستخفض شركات القوى العاملة في المطار بحوالي 50%، وتجنبت سلطة المطارات المساس بشروط توظيف نحو 1000 موظف آخرين يخدمون حاليا في قوات الاحتياط بالجيش الإسرائيلي.
وأوضحت الصحيفة أن الموظفين الذين خرجوا إلى إجازة دون راتب، أو سيُستغنى عن وظائفهم هم من مختلف أقسام سلطة المطارات، بما في ذلك أقسام المناولة المخزنية والفرز والأمن، وغيرها من الأقسام المسؤولة عن تشغيل المطار الرئيس لإسرائيل.
وفي الأيام العادية، يعمل ما يقرب من 4600 موظف في مطار بن غوريون على مدار 24 ساعة، سيبقى منهم نحو 3 آلاف في أماكنهم إثر القرار الأخير.
مطار بن غوريون يكاد يكون خاليا من المسافرين خطة تقشفونقلت الصحيفة عن رئيس لجنة العمال في سلطة المطارات، بنحاس عيدان، قوله “اضطررننا إلى خطة التقشف وتقليص جهاز المستخدمين في المطار، لأنه لا يوجد عمل كافٍ للجميع، وقد يستغرق العمل بموجب الخطة 6 أشهر”.
وعلّقت سلطة المطارات على خطة التقشف بجهاز المستخدمين بالمطار بالقول “على الرغم من التراجع الحاد في نشاط الطيران في إسرائيل نتيجة الحرب، فإن سلطة المطارات امتنعت حتى الآن عن تسريح الموظفين لكن وفي ضوء الأوضاع، وبالتنسيق مع لجنة العمال، فقد تقرر إخراج مئات العمال إلى إجازة دون راتب”.
جاءت هذه الإجراءات التقشفية والتقليصات في جهاز الموظفين والمستخدمين بالمطار، في الوقت الذي تتواصل المفاوضات بين الحكومة الإسرائيلية والعديد من شركات الطيران العالمية التي علّقت نشاطها في إسرائيل منذ بدء عملية “طوفان الأقصى” التي شنتها المقاومة الفلسطينية على الاحتلال في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي؛ بسبب مخاطر الحرب وإلغاء بوليصة التأمين العالمية للطيران المتجه للمطارات الإسرائيلية.
إلغاء آلاف الرحلاتومنذ الحرب على غزة، أُلغيت آلاف الرحلات الجوية لشركات الطيران الأجنبية من وإلى إسرائيل، وقد أعلنت معظم الشركات بالفعل أنها لن تستأنف رحلاتها حتى منتصف يناير/كانون الثاني 2024، حيث يعمل مطار بن غوريون من خلال شركات الطيران الإسرائيلية، ومن ضمنها “العال” التي تسيّر حاليا رحلات بشكل محدود جدا.
وأبقت شركات الطيران الإسرائيلي على عملها ونشاطها الجزئي في مطار بن غوريون، في أعقاب مصادقة لجنة المالية التابعة للكنيست على طلب المحاسب العام لوزارة المالية الإسرائيلية يهلي روتنبرغ، توفير إطار ضمان بمبلغ 6 مليارات دولار لتوفير التأمين ضد مخاطر الحرب لشركات الطيران الإسرائيلية، حسب ما أفادت صحيفة “كلكليست” الاقتصادية.
وإلى جانب النشاط الجزئي للشركات الإسرائيلية تعمل إدارات سلطة المطارات بالتنسيق مع الحكومة الإسرائيلية على إعادة شركات الطيران الدولية إلى إسرائيل في أقرب وقت ممكن، في وقت تتواصل المفاوضات بشأن الضمانات الحكومية لتوفير التأمين ضد مخاطر الحرب.
تمديد تعليق الطيرانوأعلنت مجموعة “لوفتهانزا”، التي تضم -أيضا- الشركتين السويسرية والنمساوية، عزمها العودة بشكل جزئي للرحلات الجوية إلى إسرائيل في 8 يناير/كانون الثاني المقبل، ومن المتوقع أن تحذو حذوها المزيد من الشركات العالمية، على أن توفر الحكومة الإسرائيلية ضمانات وتأمينات ضد مخاطر الحرب، حسب ما أفادت صحيفة “دى ماركر” الاقتصادية.
وستعود هذه الشركات الثلاث من مجموعة “لوفتهانزا” إلى تشغيل نحو 20 رحلة أسبوعية إلى إسرائيل، أي حوالي 30% فقط من جدول الرحلات العادية لهذه الشركات، التي كانت تصل إلى إسرائيل قبل الحرب على غزة.
وفي المقابل، أعلنت شركتا الطيران الأميركيتان، “أميركان إيرلاينز” و”دلتا”، أنه بسبب الوضع الأمني في إسرائيل، ستمددان إلغاء الرحلات ولن تعودا إلى العمل في إسرائيل حتى نهاية مارس/آذار المقبل. وانضمت إليهما -كذلك- شركة “إير أوروبا” الإسبانية، التي أعلنت تأجيل موعد عودتها إلى إسرائيل إلى بداية فبراير/شباط المقبل.
وقدّرت الصحيفة، أن العودة المرتقبة لمجموعة “لوفتهانزا”، لتسيير جزئي للرحلات من وإلى إسرائيل، يعود بالأساس إلى ضغوطات سياسية مارستها عليها الحكومة الألمانية الداعمة لإسرائيل بالحرب على غزة.
روتين الحربوحسب بيانات سلطة المطارات الإسرائيلية، فقد سُجّل ما يقرب من 23 ألف مسافر يوميا في عيد “الأنوار- الحانوكاه” الذي صادف الأسبوع الأول من شهر ديسمبر/كانون الأول الحالي، وأمس الاثنين مرّ عبر المطار ما يقرب من 22 ألف مسافر.
لكن لا تزال هذه الأرقام منخفضة بالنسبة لفترة عادية، وللمقارنة: ففي ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي، مرّ ما متوسطه 62 ألف مسافر يوميا عبر مطار بن غوريون، علما أنه خلال الحرب على غزة، فإن شركات الطيران الإسرائيلية الثلاث الرئيسة فقط هي التي تعمل في إسرائيل؛ وهي: “العال” و”يسرائيل” و”أركيع” التي تسيّر رحلات من وإلى مطار بن غوريون.
وعزت الصحيفة الزيادة الطفيفة بعدد المسافرين والرحلات إلى عطلة عيد “الحانوكاه”، واستعدادا لعيد الميلاد واحتفالات رأس السنة الجديدة في 31 ديسمبر/كانون الأول الجاري.
بالإضافة إلى ذلك، قالت الصحيفة “لقد دخلت إسرائيل بالفعل في روتين الحرب، وسُرّح بعض جنود الاحتياط، وهناك شعور لدى بعض الإسرائيليين بأن الحرب تدار ويمكن احتواؤها، ومن الممكن السفر إلى خارج البلاد للتخفيف من ضغوطات الحرب”.
المصدر : الجزيرة نت
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: مطار بن غوریون شرکات الطیران سلطة المطارات الحرب على غزة مخاطر الحرب إلى إسرائیل فی إسرائیل دون راتب
إقرأ أيضاً:
ما هي الأسباب التي تعزز فرص الهجوم الإسرائيلي على إيران؟
تناولت صحيفة "غلوبس" الاقتصادية العبرية التقارير الأجنبية عن "هجوم إسرائيلي مُخطط على إيران"، ونقلت تحليل معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي بشأن تلك القضية، موضحة أن طهران تحاول إخفاء وضعها الاقتصادي البائس.
وقالت "غلوبس" تحت عنوان "الانهيار الاقتصادي الإيراني يشعل فتيل البرنامج النووي.. على الورق على الأقل"، إن التقارير الأجنبية بشأن النووي الإيراني أثارت استغراب الكثيرين في إسرائيل، وجاء في أحدها بصحيفة "ذا تلغراف" البريطانية، أن إيران رفعت مستوى التأهب في نظام الدفاع الجوي بمنشآتها النووية، خوفاً من هجوم إسرائييل أمريكي، مشيرة إلى أنه على الورق، يبدو توقيت مثل هذا الهجوم مثالياً من حيث الأمن الإقليمي، لأن حركة حماس الفلسطينية ضعفت بشكل كبير، وأصبح حزب الله في وضع حرج، وفي الوقت نفسه سقط نظام بشار الأسد في سوريا، وتعطلت سلاسل الإمداد الإيرانية بالأسلحة والأموال.
ونقلت عن معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، أنه منطقياً وعسكرياً، هذا هو الوقت المناسب لضرب إيران، ولكن يبدو أن طهران تسيء تفسير نوايا إسرائيل التي لن تهاجم وحدها، مشيراً إلى أن الرئيس الأمريكي يفرض عقوبات في وقت ينفتح فيه على المفاوضات مع طهران.
في أول تعليق له.. محمد جواد ظريف يكشف كواليس استقالتهhttps://t.co/jFwmRVqVik
— 24.ae (@20fourMedia) March 3, 2025 تأثير العقوبات الأمريكيةوتقول الصحيفة الإسرائيلية إن سياسة العقوبات التي ينتهجها دونالد ترامب تسير على قدم وساق، مشيرة إلى أنه قبل نشر تقرير "ذا تلغراف"، فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على أكثر من 30 تاجراً ومشغلا لناقلات النفط وشركات الشحن المشاركة في أسطول الظل الذي يخدم صناعة النفط الإيرانية، وتشمل القائمة عقوبات على تجار النفط في عدد من الدول، بالإضافة إلى مدير شركة النفط الوطنية الإيرانية، ومديري ناقلات النفط من الصين.
وتحدثت الصحيفة عن تأثير عقوبات النفط على الوضع الاقتصادي في إيران، التي يعيش أكثر من ثلث سكانها تحت خط الفقر، في الوقت الذي يقدم النظام الإيراني أكثر من 10 آلاف دولار لأسر أعضاء حزب الله الذين أصيبوا في الحرب، فيما ظلت المكاتب الحكومية والبنوك والمدارس في 22 من محافظات إيران البالغ عددها 31 مغلقة اليوم الإثنين بسبب عدم توفر الكهرباء اللازمة لتشغيلها.
تقدم البرنامج النووي
وعلى النقيض تماماً من حالة الاقتصاد المحلي، فإن البرنامج النووي الإيراني أصبح الآن في أكثر مراحله تقدماً على الإطلاق، وفقاً لتقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
ونقلت غلوبس عن المعهد أنه "من الممكن أن يكون هذا نابعاً من مصلحة داخلية في إيران لإظهار قدرتها على الصمود في الخارج، بعد التصريحات الإسرائيلية بشأن القضاء على الدفاع الجوي الإيراني، وليس من المستحيل أن يرغب النظام، بسبب الوضع الاقتصادي الصعب في البلاد، في إيصال رسالة مفادها أنه على الرغم من أن الوضع الداخلي رهيب، فإن التهديد الخارجي أعظم، كما كانت الحال خلال الحرب الإيرانية العراقية في ثمانينيات القرن العشرين".
في السياق ذاته، أجرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية حواراً مع بيني سباتي، الباحث البارز في برنامج إيران في معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، والذي عكس في حديثه صورة قاتمة عن إيران، مؤكداً أن الأزمة الحالية أكثر خطورة من الحرب الإيرانية العراقية.
هل يُسقط تعدين البيتكوين النظام الإيراني؟https://t.co/tepd2E95XR
— 24.ae (@20fourMedia) February 28, 2025 إقالة دون تأثيروعلى الرغم من أن إقالة وزير الاقتصاد الإيراني عبد الناصر همتي تثير تساؤلات حول قدرة الحكومة على التعامل مع الأزمة الاقتصادية المستمرة، إلا أن سباتي يقول إن هذه الإطاحة لن يكون لها أي تأثير تقريباً، وأن "حكومة هذا الرئيس لا تتخذ القرارات حقاً، ولا تتمتع بأي تأثير حقيقي، ولكن من يتمتع بتأثير حقيقي هو الزعيم، في إشارة للمرشد علي خامنئي، ومستشاريه، وغالبيتهم من الحرس الثوري.
وبحسب سباتي، فإن إشارة الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إلى أن الوضع الحالي أكثر خطورة من الحرب الإيرانية العراقية، تكشف عن الضعف الإيراني.
ورأى أن رفض خامنئي استئناف المحادثات مع الولايات المتحدة الأمريكية يسبب أضراراً جسيمة، لأنه يحط من قدر الدولة الإيرانية والاقتصاد الإيراني، والمجتمع أيضاً، ويذهب بكل شيء نحو الهاوية على شكل كرة من الثلج.