سودانايل:
2024-08-28@15:03:03 GMT

افادة بشان “معركة مدني

تاريخ النشر: 20th, December 2023 GMT

بعيدا عن التخوين ،ومشتقاته ،الذي يلجا له البعض لتفسير بعض التطورات غير المواتية ،وفق تهيؤاتهم، في مجرى الحرب،خصوصا، فلول النظام المقبور ،الذين اشعلوا الحرب وعملوا على عرقلة وقفها ،يمكن النظر لماحدث في مدينة ود مدني، عاصمة ولاية الجزيرة ،عصر يوم امس الاثنين، 18 ديسمبر 2023، حيث انسحبت الفرقة الاولى واللواء الاول من موقعيهما، داخل المدينة وشرقها ،في حنتوب، ومن ثم دخول قوات الدعم السريع اليها، دون قتال ،تقريبا،في اطار ما يتراءى كاستراتيجية جديدة للقوات المسلحة ،منذ نهاية اكتوبر الماضي،بتفادي المواجهات المباشرة مع قوات الدعم السريع، وفق مقتضى الضرورات الميدانية.

فهذا التكتيك، وفي اطار تمسك القيادة العسكرية بخيار الحسم العسكري،لم يبدا بالانسحاب من مدني،وقد لا ينتهي بها. فقد برز هذا التكتيك ،عند اسحاب القوات المسلحة من زالنجي ،بوسط دارفور ،حوالى 31 اكتوبر 2023، ثم في ام كدادة بشمال دارفور ، في 8 نوفمبر ، وفي الضعين ،بشرق دارفور ،في 21 نوفمبر من العام الحالي.
يعتبر سقوط نيالا في 26 اكتوبر بيد الدعم السريع بعد صمود شهور ،هو اهم منعطف في مجرى الحرب منذ اندلاعها في 15 ابريل، والمدخل لتكتيك الانسحابات، والتلاؤم مع معطيات الميدان...
وهو تكتيك ينطوي على تراجع عن خيار الحسم العسكري،الذي ظلت قيادة الجيش تتبناه. وسيفرض هذا الخيار ،ومع التوسع الجاري في الإلتجاء اليه، على القيادة اعادة النظر والتفكير في التفاوض كبديل.
لكنه ،بالمقابل، سيشكل لتقدم قوات الدعم السريع باتجاه بقية معسكرات الجيش في بقية المدن و الولايات، بما يعنيه ذلك من التوسع في جغرافيا الحرب، وتزايد موجات نزوح المواطنين على المستوى القومي.فاستيلاء الدعم السريع على ولاية الجزيرة ،سيضع العديد من الولايات الاخرى ،لا سيما ولايات سنار والنيل الابيض والقضارف وربما نهر النيل،ايضا ،ضمن مقدمة الاهداف المحتملة لتفدم الدعم السريع ،على إيقاع واقعة مدني. وتبديد الامان النسبي الذي كانت تتمتع به.
فمن شأن معطيات معركة مدني ،التي انتهت بانسحاب الجيش،انسحابا تكتيكيا او استراتيجيا ،وتداعياتها، ان تحدث تعديلا ،ايا كان حجمه ،في ميزان القوى على الارض ،ربما تكون له انعكاساته على العملية التفاوضية، التي يستضيفها منبر جدة،منذ حين من الوقت.
اذا تقدم الدعم السريع،انطلاقا من مدني ،مرورا بالقضارف، باتجاه بورتسودان ،فانه سيقترب،في الواقع،من الحسم العسكري،ما يترتب عليه اجرائيا ،إلغاء ،أو إقصاء منافسه ،كطرف ثان في العملية التفاوضية، أو إضعافه ،على الاقل،إن لم يلغ التفاوض نفسه،كخيار ،ظل مطروحا كبديل متفق عليه للحسم العسكري.
التوقيع: Abdalla Rizig Abusimazeh  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

هل تخطط قوات الدعم السريع لإعلان حكومتها؟

لفت نظري حديث الباشا طبيق مستشار قوات الدعم السريع وذلك علي منصة اكس، عن نيتهم بشأن تشكيل حكومة موازية في الخرطوم بسبب تعنت الجيش في المفاوضات .
كما لفت نظري مؤخرا محاولات بعض العناصر الوطنية ، ربما بحسن نية او سوء تقدير، دعوة القوي المدنية إلي أن تعلن انحيازها لقوات الدعم السريع للحيلولة دون حدوث ذلك، وبتبرير ذلك بالقول ان عدم انحياز تنسيقية تقدم الي قوات الدعم السريع سوف يتسبب في تقسيم السودان !
من الوضح أن هذه القوات ربما تسعي نحو سيناريو التقسيم ولكن مشروع التقسيم ربما لن يتوقف علي تقسيم السودان الي دولتين فقط. كما ان ذلك السيناريو ربما يكون مصحوبا بتصعيدات جديدة للحرب ترسم فيه حدود هذه الدول الجديدة بالدماء والدموع والتطهير العرقي.
ولذلك أري أن من ينتقد موقف القوي المدنية الحيادي في الحرب وهو كما نعلم حيادي فقط فيما يتعلق بالاطراف العسكرية ولكنه ليس حيادي تجاه الحرب نفسها وتعمل بكل جهدها علي التوسط من أجل انهائها كما حاولت جهدها من قبل للحيلولة دون اندلاعها في الأساس، وهو كما نعلم شئ شبيه بابتزاز تقدم وهو إبتزاز ظل يجئ من البرهان والآن يجئ من مناصري قوات الدعم السريع والمتحمسين له.
انا لا أعتقد أن تقدم يمكن ان تتزحزح عن موقفها الثابت في نبذ الحرب والدعوة إلي وقفها وضرورة تسهيل مرور الاغاثة إلي ملايين المتضررين منها من المدنيين في السودان.
وإذا ما تم إعلان دولة جديدة موازية عاصمتها الخرطوم من قبل قوات الدعم السريع، فإنه علي تقدم ومجمل القوي المدنية ألا ترضي لنفسها بأن تكون "جزءا" من سيناريوهات التقسيم، إذ ليس من الحكمة أن تعلن تقدم إنحيازها لأي طرف من الطرفين المتحاربين حتي وإن وصف ذلك الموقف الحيادي بأنه موقف رمادي أو أنه موقف جبان او أنه مجرد حياد مأسوي تجاه شرور الكيزان، ولا اتبني دعوة تتنازل بموجبها القوي المدنية وعلي راسها تقدم، عن موقفها المبدئي المناوئ لهذه الحرب اللعينة التي اشعلها فلول النظام السابق طمعا في العودة بالسودان إلي ما قبل ثورة ديسمبر بكل تمكينه وفساده وفشله وجرائمه.

طلعت محمد الطيب

talaat1706@gmail.com  

مقالات مشابهة

  • بعد تعثر جنيف.. هل تتوسع حرب السودان؟
  • السودان.. كيف يحصل طرفا النزاع على السلاح؟
  • الاحتلال يكشف حجم الدعم العسكري الامريكي في الحرب على غزة: 500 طائرة و107 سفن شاركت في نقلها
  • سعي الجيش وقوات الدعم السريع للواجهات المدنية في السودان منذ حكم المجلس العسكري الانتقالي إلى الحرب الأهلية
  • حديث البرهان إطالة لامد الحرب وتصعيد لوقفها
  • هل تخطط قوات الدعم السريع لإعلان حكومتها؟
  • “حتى تتوقف الإمارات” في السودان.. مغني راب أميركي يلغي حفله في دبي
  • البرهان ينتقد مفاوضات جنيف ويتحدث عن “مؤامرة دولية”
  • وقف انتصارات الجيش السوداني
  • «الدعم السريع»: لن نسمح بتقسيم السودان وتكرار تجربة الجنوب