عصب الشارع -
علمتنا تجربة هذه الحرب المريرة بأن نعيد الكثير من الحسابات فالعديد من المشاركين فيها دفعتهم ظروف الحرب نفسها وقلة الحيلة على النزوح والرضى بأي شيء حتى ولو كان ذلك يعني الإنضمام لمليشيات الجيش او مليشيات الدعم السريع او المليشيات الأخرى وممارسة نفس ما تعرضوا له وتسليط بنادقهم على رقاب الآخرين، ففي زمن الحرب وقاموسها فإن الجميع خاسر والجميع أيضا مريض، وأننا سنحتاج الي علاج الانفس المريضة أكثر من حاجتنا الى إعادة بناء البني التحية.
الشاب أحمد أعرفه جيداً من شباب مقاومة بحري السلميين ولاعلاقة له بالدعم السريع من قريب أو من بعيد، نزح لمدني مع ملايين ممن نزحوا وصلتنا اخبار بانه قد تم القبض عليه من بعض المستنفرين (بوشاية) على إعتبار أنه (طابور خامس) قبل ان يطلق سراحه لاحقاً بعد أشبع ضرباً وإهانة، وليس هو وحده ولكن هناك إستهداف ممنهج من الكيزان من خلال هذه الحرب لشباب المقاومة خاصة الذين نزحوا من الخرطوم تحت تهمة واحده وهي (طابور خامس) وهي تهمة لا تحتاج لإثبات وتحري بل كما يقول البلابسة (بل بس) ، حتى صار شبابنا لا يدري الى أين يذهب أو بمن يستجير وتحول (بفارمان) كيزاني من أعظم شباب الكرة الأرضية والذي تمكن من خلال ثورة سلمية شهد لها العالم أن يهز عرش أكبر دكتاتورية تتمشدق بالدين الى مطارد فاقداً المستقبل والطريق.
ويبدو أن الكيزان الذين عجزوا وفقدوا الأمل في تحقيق نصر حاسم قد وجدوا الفرصة خلال هذه الحرب (للإنتقام) من شباب المقاومة الذين إنتزعوا ملكهم من خلال ثورة ديسمبر العظيمة والتي نحتفل هذه الأيام بذكراها الخالدة وأعادوا منهم مانهبوه خلال سنوات جبروتهم وهم يحاولون إستخدام الحرب للقضاء على الدعم السريع وشباب المقاومة معاً، والقضاء علي ثورة ديسمبر وهم يجهلون أن الثورة ليس مواجهة بالسلاح بل فكرة لاتموت وستتوارثها الأجيال، ومحاولات القضاء عليها بإستهداف شبابها فكرة ساذجة فهؤلاء ماهم الا جزء يسير من حلقة كبيرة موجودة داخل كل بيت سوداني. ومحاولات القضاء على الثورة يعني محاولة القضاء على كل الشعب السوداني
أطفال قصر لم يبلغ بعضهم الحلم تم القبض عليهم مشاركين في هذه الحرب ولم يعنِ ذلك شيئا لطرفي النزاع، الآلاف من النازحين واللاجئين المشردين والملايين صاروا بلا مآوي، وهم مازالوا يطاردون شباب ثورة ديسمبر او ذلك الهاجس الذي صار يوجعهم أكثر من خسائر الحرب وسقوطهم المدوي ولكن هيهات فنحن اليوم نقف إجلالا لمن هم أفضل منا جميعاً ونحي في الذكري الخامسة من ضحوا بارواحهم من أجل أن ينعم الوطن بالسلام والمحبة ونعاهدهم رغم التآمر الذي مازال مستمراً بأننا على الدرب سائرون ولن نتراجع حتى تحقيق حلمهم ، فهم خالدون في ذاكرتنا وذاكرة التأريخ والوطن
والثورة مستمرة
والقصاص أمر حتمي
والمجد والخلود للشهداء...
الجريدة
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: هذه الحرب
إقرأ أيضاً:
في ذكرى ثورات الخريف العربي.. نعيد قراءة التاريخ بواقعية
انطلقت ثورة في مصر ضد نظام الرئيس الأسبق مبارك، وبعد ثلاثة أيام من بداياتها السلمية في ميدان التحرير بالقاهرة في 25 يناير (كانون الثاني) 2011، تكشَّف الوجه الحقيقي للتظاهرات.
لم تكن كما ادُّعي أنها سلمية، ولا يمكن اعتبارها ثورة، بل كانت انقلاباً على الدولة المصرية وهويتها وثوابتها ومؤسساتها.
اتضح هذا بعد اقتحام السجون في 28 يناير 2011، عبر عناصر من حماس وحزب الله لتهريب قيادات جماعة الإخوان الإرهابية.
وفي الوقت نفسه، هاجمت الجماعة أقسام الشرطة في مختلف المحافظات لتُحرق جميع المراكز، ويُصبح الشارع المصري تحت رحمة سلاح جماعة الإخوان الإرهابية.
في الجمعة التالية، 4 فبراير (شباط) 2011، تحدث المرشد الأعلى للثورة الإسلامية، علي خامنئي، لأول مرة باللغة العربية في طهران، محمساً الثوار في مصر وتونس وليبيا، مطالباً الشعوب العربية بإسقاط حكوماتها.
وصرح خامنئي قائلاً: "يا أحفاد حسن البنا، تقدموا واستولوا على السلطة"، في تحريض صريح على بث الفوضى وزعزعة الاستقرار في المنطقة.
لم يكن تدمير مصر وبقية الدول العربية نتيجة لمخطط حديث، ففي عام 2003، بعد غزو العراق، قال جورج بوش: "لقد أخطأنا بدخولنا للعراق، فمفتاح المنطقة في مصر وليس في العراق، والمنطقة العربية ستخضع لمرحلة دمقرطة".
وعام 2004، عقد حلف الأطلسي اجتماعه في إسطنبول وأعلن عن مبادرة "تركيا والشرق الأوسط الجديد"، حيث تم تحديد دور تركيا في الخريطة الجديدة للمنطقة.
وفي 2006، صرحت كونداليزا رايز بأن تنفيذ "خريطة الشرق الأوسط الجديد" أصبح ضرورة ملحة.
وفي نفس العام، صرح رئيس وكالة المخابرات الأمريكية CIA السابق، جيمس وولسي، قائلاً: "سنصنع لهم إسلاماً يناسبنا، ثم نشعل الثورات، ليحدث انقسام طائفي، وبعدها نكون قد بدأنا الزحف وننتصر".
وفي 2009، وجه الرئيس الأمريكي باراك أوباما دعوة لقيادات الإخوان في مصر لحضور كلمته في جامعة القاهرة، لتصرح كونداليزا رايز لاحقاً بأن الولايات المتحدة لا تمانع في وصول جماعة الإخوان إلى الحكم.
وفي 23 يناير 2011، أرسل محرك بحث غوغل دعوات على البريد الإلكتروني للتظاهر في 25 يناير، وفي 28 يناير، خلال انقطاع الإنترنت في مصر، أرسل غوغل شفرات الأقمار الصناعية لنشطاء سياسيين لضمان التواصل بينهم.
وفي نفس اليوم، تم استهداف أقسام الشرطة المصرية بشكل ممنهج، وفتحت المعتقلات التي تضم أعضاء من جماعة الإخوان وحماس وحزب الله.
وبعد ساعات، ظهر الهاربون من حركة حماس على قناة الجزيرة من قطاع غزة، بعد اتصال مباشر مع أعضاء مكتب الإرشاد الهاربين من سجن وادي النطرون. وكان من بين هؤلاء محمد مرسي العياط.
مرت الساعات ببطء على شعب استشعر أن تاريخه وحضارته أصبحا في مهب الريح، مع سرقة المتحف المصري وتسريب أخبار عن تهريب الآثار، تذكَّر الجميع ما حدث في العراق عام 2003.
فهل لا يزال هناك من يصدق أن ما حدث في 2011 كان ثورة سلمية برغبة من شعوب المنطقة؟