بقلم : هادي جلو مرعي ..

إسرائيلية كانت مستعبدة مع قومها تحت حكم أحد الجبابرة، كانت تعذب وتضرب بالسياط، وكان طفلها الصغير معها تحمله وهي تعمل بالسخرة، وكانت تبكي وطفلها يئن من الجوع والوجع، وكانت تنظر الى السماء وتنادي الرب: هل أنت نائم؟ وظلت تئن وتعمل وتتوجع وتتحمل لسع السياط على جسدها الناحل، ومضت السنين وإذا بها على شاطيء البحر تغسل الثياب وإذا بيد تمتد من تحت الموج وتقترب منها فتذعر منها وتشهق رعبا وتظهر جثة ثم نداء من السماء وجواب عظيم: لست بنائم، وتمعنت في تلك الجثة وفي ذلك الوجه الشاحب وإذا به ذلك الحاكم الجبار الذي كان يسوم بني إسرائيل الويلات والعذاب والإهانة والتنكيل ويقتل أطفالهم ويستحيي نساءهم، فقصة الله مع اليهود تعد من أطول الروايات الكونية مازلت أقرأ فيها ولم أنته منها ولاأظنني سأنتهي إلا إذا أمر الرب العظيم الذي إبتلى هذا الكوكب بشرار خلقه وهم اليهود الذين يحاجج البعض أنهم بشر مثلنا طيبون محترمون قديرون يستحقون المحبة والسلام وإن من يقوم بأفعال الشرور ويتآمر على هذا العالم هم الصهاينة ولكن القرآن الذي تحدث عنهم مطولا وفي سور وآيات عدة لم يذكر مسمى الصهيونية بل تحدث عن شرور بني إسرائيل وطغيانهم وتجبرهم على الناس وتحديهم لإرادة الرب ووحشيتهم الكاملة وتعديهم على البشرية جمعاء وحذر منهم حين قال: ولتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود.

. وقد يحتج البعض بوجود يهود طيبين يرفضون أفعال قومهم وتعصبهم ويعترفون بزيف دعواهم في الحق التاريخي لهم في فلسطين.. وماالمانع في وجود خيرين في كل مكان وزمان وضمن أي أمة وأي تجمع بشري غير إنهم ليسوا بذي قيمة ولاأثر لأن الغالب على قومهم الطغيان والتجبر والظلم والتآمر وعدم الإعتراف بحقوق بقية البشر وكم من أمة هلكت وفيها أخيار ونساك وعباد.
فلسطينية تودع أبناءها الشهداء بقصف الدبابات والطائرات الصهيونية ولم تقل للرب: هل أنت نائم إنما تقول: حسبي الله ونعم الوكيل اللهم إجمعني بهم في الفردوس الأعلى، طفلة تودع أخاها الصغير الذي تقطعت أوصاله : مع السلامة ياأخوي مع السلامة ياحبيبي مع السلامة يانور عيوني. وطفل محاصر بين أنقاض المنزل الذي تهاوى ولايبدو منه سوى رأسه الجميل ووجهه الأجمل بينما يد تمتد ترشفه الماء من فتحة بين الأحجار والحديد وتضع الماء في غطاء قنينة الماء الزرقاء فيرشف القليل منه، فلسطيني يحمل حفيدته بين يديه وقد فارقت الحياة وهو يناديها ياروح الروح، وفلسطيني وفلسطيني وفلسطيني وفلسطينية وفلسطينية وفلسطينية وووووو. والعالم صامت كله صامت والعالم متواطيء كله متواطيء بالصمت بالعجز بالإنكسار ، أو بالحقد والتضامن مع اليهود والرغبة في الإنتقام، بينما نداء يرتفع: متى تنتهي قصة الرب مع اليهود فقد مضت آلاف من السنين وهم محور الشرور ومنبته ومصدره وهم يتآمرون ويخربون ويفسدون وينشرون شرورهم ومكائدهم في أنحاء الكوكب، لم يفضل الله قوما عليهم لافي حكم ولافي طعام ولافي شراب وإبتلاهم مثلما إبتلى غيرهم وأعطاهم مالم يعط لغيرهم لكنهم قابلوا إحسانه باللؤم والتجبر والطغيان والمعاصي والتعدي على الغير فجعلوا لهم إلها خاصا بهم وعالما يتحكمون به وكتابا زائفا يتبجحون بمافيه من كذب وإدعاء. يقتحمون عليك بيتك وحين تقاوم تتحول الى إرهابي والعالم كله يؤيدهم في حربهم عليك وتدميرهم لوجودك وحياتك ونفيك وعدم الإعتراف بك بل وبرغم كل هذا الغرور والوحشية يتجمع كل الباطل من حولهم ويسايرهم ويبعث لهم بالمال والسلاح وكل آلات الحرب البغيضة ليستمروا في القتل والتدمير.
أنا متيقن إن الله ليس بنائم، ولكنه صبور على عباده، وسيضربهم ضرب عزيز منتقم في لحظة فارقة كما فعل بالظالمين من قبلهم في مواضع شتى من الأرض، وجعلهم عبرة وحكاية وعضة وأمثولة..

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

عودة: ألم يحن الوقت ليكون لنا وطن يجمعنا ولا تمزقه خلافات الزعماء؟

ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها المطران الياس عودة خدمة القداس الإلهي في كاتدرائية القديس جاورجيوس.

بعد قراءة الإنجيل ألقى عظة قال فيها: "نعيد اليوم لدخول ربنا يسوع المسيح إلى الهيكل، إتماما للشريعة. يعتبر هذا العيد أحد الأعياد السيدية الإثني عشر الكبيرة من السنة الطقسية، ونحن نتعلم فحواه اللاهوتي من أيقونة العيد وتراتيله. تظهر أيقونة العيد والدة الإله وسمعان الشيخ في الواجهة، فيما يرسم يوسف الخطيب وحنة النبية في الجزء الخلفي للأيقونة. أتت مريم إلى الهيكل في اليوم الأربعين لتطهيرها طاعة للشريعة (لا 12)، حاملة زوج يمام أو فرخي حمام لتقدم ابنها لله كباكورة ثمارها كما نقرأ في سفر العدد أن «كل فاتح رحم من كل جسد يقدمونه للرب» (لا 18: 15). وقف سمعان الشيخ أمام المذبح مادا يديه لاستقبال الرجاء الذي كان ملتهبا في داخله، وداخل ضمير كل أبرار العهد القديم الذين يمثلهم سمعان. ولما حمل الطفل يسوع، نطق نشيده الشهير: «الآن تطلق عبدك أيها السيد على حسب قولك بسلام...» الذي نتلوه في نهاية صلاة الغروب، متنبئا بأن الطفل سيكون «نور إعلان للأمم ومجدا لشعبك إسرائيل».

أضاف: "لقد قدمت والدة الإله ابنها إلى الهيكل «كما هو مكتوب في ناموس الرب أن كل ذكر فاتح رحم يدعى قدوسا للرب» (لو 2: 23). بعد مباركة الطفل قال سمعان لمريم: «ها إن هذا قد وضع لسقوط وقيام كثيرين في إسرائيل وهدفا للمخالفة، وأنت سيجوز سيف في نفسك»، ولعل هذه هي النبوءة الأولى التي يوردها الإنجيلي لوقا وتتعلق بآلام المسيح المقبلة. نرتل في صلاة سحر العيد: «لقد سبق سمعان فتنبأ لوالدة الإله قائلا: وأنت أيتها البريئة من الفساد، سيجوز سيف في نفسك، لأنك ستشاهدين على الصليب ابنك الذي نهتف نحوه قائلين: مبارك أنت يا إله آبائنا». إن النور الممنوح للأمم ولكل مؤمن هو نور الثالوث القدوس غير المخلوق. فكما نال إشعياء تطهيرا عندما مس السيرافيم شفتيه بالجمرة المحرقة (إش 6)، هكذا نال الشيخ سمعان تطهيرا ومعرفة الخلاص عندما سلمته العذراء مريم الرب، «النور الذي لا يعروه مساء»، كما نرتل في صلاة السحر".

وتابع: "عندما حمل سمعان النور بين يديه امتلأ نورا، وتغذى بجسد الرب، تماما مثل مؤمني الأجيال اللاحقة الساكنة في نور المسيح، لإن تقبل المسيح هو مثال الذبيحة الإفخارستية غير الدموية. تضع تراتيل اليوم على لسان سمعان، فيما هو منطلق إلى الموت بعدما عاين الرب المخلص متجسدا، المهمة التي سيقوم بها بعد موته، إذ ينطلق ويأخذ رتبة الأنبياء ليبشر بخلاص الجنس الترابي بنزول الرب إلى الجحيم. تقول الترانيم: «لقد هتف سمعان قائلا: إنني ماض لأظهر لآدم الثاوي في الجحيم وأقدم البشائر لحواء، مستبشرا مع الأنبياء وهاتفا: مبارك أنت يا إله آبائنا» وأيضا: «إن الإله يوافي إلى الجحيم، منقذا الجنس الترابي، فيمنح العتق لجميع المأسورين والبصر للعميان، وكذا للبكم أن يصرخوا: مبارك أنت يا إله آبائنا». للقاء بين سمعان الشيخ والمسيح الطفل يمثل اللقاء بين العهدين القديم والجديد. إنه احتفال بتحقيق وعد الله بالعتق والخلاص لمن يسميهم الرسول بولس «إسرائيل الله» -الكنيسة، وللعالم من خلال الكنيسة. لكن العتق والخلاص لا يتحققان إلا عبر آلام الرب المصلوب وموته. الطفل الصغير، الإله الأزلي، يتمم مهمته بإرادته الطوعية في السير نحو الصليب. لذا، يعتبر هذا العيد من الأعياد الكبيرة في الكنيسة".

وقال: "في هذا العيد يقدم الحمل والراعي ليستقبله ليس سمعان فقط، بل نحن أيضا. هو آت إلينا، يلاقينا حيث نحن، في وسط عذاباتنا وتطلعاتنا لكي ننال الظفر الذي حققه لنا. نستقبله مثل سمعان ونرحب به، نستقبله داخلنا، لا بل نأكله ونشربه في الإفخارستيا، في كل مرة نتناول جسده ودمه الكريمين. لذا، فإن دعوتنا في هذا العيد المبارك أن ننتظر الرب بشوق، ونتلهف للقياه في المناولة المقدسة، وهذا يتم عبر التوبة الصادقة والعمل بوصاياه، وأولاها المحبة. ألا أهلنا الرب أن نكون مستعدين للإنطلاق بسلام، وأن تكون أواخر حياتنا مسيحية سلامية بلا حزن ولا خزي وجوابا حسنا لدى منبر المسيح المرهوب، متممين بقية زمان حياتنا بسلام وتوبة كما نطلب في كل صلواتنا".

أضاف: "قدمت والدة الإله أثمن ما لديها، ابنها، إلى الهيكل. فلنتعلم من هذا العيد أن ننذر قلوبنا للرب، ونقدم أقصى ما لدينا للوطن: حبنا وولاءنا ودعمنا. ألم يحن الوقت ليكون لنا وطن يجمعنا ولا تمزقه خلافات الزعماء ومن ينصبون أنفسهم قادة، وأهواؤهم ومصالحهم وشبقهم إلى السلطة أو التسلط؟ هل كثير أن يحلم اللبنانيون بوطن متماسك، محكوم من سلطة قوية، عادلة، تفرض هيبتها على الجميع بقوة القانون والعدالة؟ المساومات والترقيع والحلول الوسط لا تبني دولة. الحلول الجذرية المبنية على الدستور والقانون هي التي تؤدي إلى قيام الدولة، ووحدهم رجال الدولة يعملون بتجرد، ويتخذون القرارات الصعبة التي تضع مصلحة البلد فوق كل المصالح، ويجاهدون من أجل تغيير العقلية والنهج اللذين أوصلا البلد إلى الإنهيار والتفكك، ولا يخضعون لأي ضغط أو ابتزاز أو تهديد. بالتصميم والشجاعة والإصلاح والشفافية، لا بالتعلق بأعراف غريبة عن روح الدستور ونصه، تستعيد الدولة دورها، وتستعيد ثقة أبنائها واحترام الخارج. عندها فقط يلتفت العالم إليها ويساعدها على النهوض وبناء ما قد هدمته الحروب المدمرة والمواقف العبثية".

وختم: "صلاتنا أن يعود الجميع إلى رشدهم ويسمعوا صوت الضمير والواجب، ويضعوا مصلحة البلد قبل شغفهم بالسلطة، ويلتفتوا إلى معاناة المواطنين، وفي طليعتهم من هجروا من أرضهم أو فقدوا أحباءهم أو خسروا منازلهم وأرزاقهم، لتستقيم الأمور ويخلص لبنان. الوقت ثمين ولبنان بحاجة إلى عمل مضن وجهد كبير. أملنا ألا يطول".

مقالات مشابهة

  • شبيه النبي الذي رآه ليلة الإسراء والمعراج وأوصاه بـ 5 كلمات
  • عودة: ألم يحن الوقت ليكون لنا وطن يجمعنا ولا تمزقه خلافات الزعماء؟
  • لازم تقيف ..طالما استخدمت قحتقدم هذا الشعار بالتزامن والتناسق مع الإرهاب الذي يمارسه حلفاؤهم
  • بعد الخسارة أمام بيرميدز.. نجم الزمالك يوجّه رسالة للجمهور «موّتنا نفسنا لآخر دقيقة»
  • هل أصلح صناع فيلم بضع ساعات في يوم ما أخطاء الرواية؟
  • أدعية شهر شعبان.. فيها مفاتيح الجنان
  • ما الصلاة التي يجوز فيها ترك القبلة؟ عالم أزهري: في هذه «الصلوات فقط»
  • «المفتي»: الأمن في الأوطان هو المظلة التي تحفظ المقاصد الشرعية
  • بينهم القبطان الذي خُطِفَ في البترون.. هل يُطلق سراح إليزابيث تسوركوف مقابل أسرى حزب الله؟
  • سنن الجمعة الأولى من شعبان الواردة عن رسول الله.. اغتنمها فيها خير كثير