نوبچية البوابات الغزاوية
تاريخ النشر: 20th, December 2023 GMT
بقلم: كمال فتاح حيدر ..
لا تحدثوا الناس بعد الآن عن عذاب القبر، فعذاب القبر له رب غفور رحيم، بل حدثوهم عن عذاب الفقر، وعذاب التجويع، ودور مصر والأردن في تفعيله لخدمة اسرائيل. حيث لا توجد قوة دولية تمنع النظامين (المصري والأردني) من بيع المواد الغذائية والعلاجية لسكان غزة وبالعملة الصعبة. ولا توجد قوة دولية تمنعهما من فتح قنوات التبادل التجاري مع القطاع على غرار القنوات المفتوحة الآن على مصراعيها مع تل ابيب.
لم يطلب قادة المقاومة الدعم الحربي من الجيش الأردني، ولا من الجيش المصري، ولم يستنجدوا بهم، ولم يتوقعوا منهم الوقوف معهم في خنادق القتال. لكنهم يتضورون الآن جوعا وعطشا، ولديهم المال الكافي لشراء ما يحتاجونه من مصر والأردن. .
لقد أهدت الأردن كميات هائلة من الفواكة والخضروات إلى تل ابيب وبلا مقابل مادي، منها 500 طن من البندورة (الطماطم). ومازالت طرق التموين اللوجستي سالكة بين الأردن واسرائيل وبمرونة تامة. اما بخصوص التبادل التجاري بين اسرائيل ومصر. فقد تكفلت شركة أوشين نيتوورك إكسبرس (Ocean Network Express)، بتقديم خدماتها المكوكية بين ميناء دمياط في مصر ومينائي حيفا وأسدود في شرق البحر المتوسط. وقالت الشركة المعروفة اختصارا باسم (ONE)، في بيان لها على موقعها الرسمي: انها أنشأت خدمة النقل الجديدة، Israel Express (ILX)، استجابة للطلبات المتزايدة على استيراد وتصدير البضائع بين البلدين. واشارت بيانات وزارة التجارة الإسرائيلية إلى ارتفاع معدلات التبادل التجاري مع مصر إلى 700 مليون دولار هذا العام، مقابل 300 مليون دولار في العام الماضي. .
اما بخصوص الشحن الجوي بين مصر واسرائيل، وبين الأردن واسرائيل، فهو مستمر ومتواصل بما يضمن تلبية الاحتياجات الفورية الشاملة لتل ابيب وبتكاليف رمزية. .
لكن أبواب الشحن التجاري موصدة براً وبحراً وجواً بوجه سكان غزة. وبات واضحا ان الدولتين (مصر والأردن) أعلنتا الحصار على القطاع، واستجابتا لتوجيهات نتنياهو في حرمان السكان من الغذاء والدواء والماء وحليب الأطفال. .
نسمع بين الفينة والأخرى بمساعدات طارئة تأتي من بعيد. من الكويت أو من قطر إلى المحاصرين في غزة، لكنها لن تأتي من الأردن، ولن تأتي من مصر التي أغلقت بوابات معبر رفح وأقفلتها بالضبة والمفتاح. في حين نلمس العجب العجاب في تصاعد مؤشرات التبادل التجاري بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل، وذلك من خلال فاعليته في تعزيز التعاون الاقتصادي بين الطرفين. ويرى رئيس المفوضية الأوروبية (خوسيه باروسو) إن إسرائيل تشكل شريكا مهما للاتحاد الأوروبي في مواجهة تحديات الأمن الغذائي. .
حتى مقررات وتوصيات جامعتنا الموميائية لم تتطرق إلى السبل الكفيلة بتجهيز سكان غزة بما يحتاجونه من مستلزمات الحد الادنى للبقاء على قيد الحياة. .
واضح جداً أنهم حشروا غزة في زاوية ضيقة، وحاربوها بلقمتها، فاقتصرت مطالبها على الأمور المعيشية، ثم اختزلوا التفاوض في حدود هذه الزاوية المصطنعة، فهبت رياح الخذلان من ديار الأخوة الأعداء. .
كلمة اخيرة: إذا كنتم تفتحون معابركم بأوامر من اسيادكم، وتغلقونها بتوجيهات منهم، فأنتم لا تملكون السيادة عليها. ولا فرق بينكم وبين النوبچية، ومفردة (nöbetçi) باللغة التركية تعني: بواب. وهي متداولة عند حراس بواباتكم الموصدة بوجه جياع غزة. . .
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات التبادل التجاری
إقرأ أيضاً:
يوم التحرير التجاري.. خطة ترامب الجمركية تهديد للاقتصاد العالمي
في خطوة تعيد إلى الأذهان سياسات الحماية الاقتصادية التي اتبعتها الولايات المتحدة في عهدها السابق، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب عزمه تنفيذ تصعيد واسع النطاق في سياسته التجارية، وذلك من خلال ما وصفه بـ"يوم التحرير" التجاري في الثاني من أبريل/نيسان المقبل.
ووفقا لما نشرته فايننشال تايمز، يعتزم ترامب فرض رسوم جمركية انتقامية شاملة على شركاء الولايات المتحدة التجاريين، مما قد يفتح الباب أمام موجة جديدة من الحروب التجارية ويضع النظام التجاري العالمي أمام تحديات غير مسبوقة.
"يوم التحرير".. تفاصيل خطة ترامب التجاريةوتتضمن خطة ترامب عدة مراحل، تبدأ بوصول تقارير تحقيقات تجارية أمر بإعدادها منذ يوم تنصيبه، وتستهدف تقييم العلاقات التجارية الأميركية مع عدد كبير من الدول.
هذه التحقيقات، التي من المقرر أن تُرفع له في الأول من أبريل/نيسان، تمهّد للإعلان الرسمي في اليوم التالي عن رسوم "متبادلة" تهدف لمعادلة ما تراه الإدارة ضرائب غير عادلة، ودعما صناعيا مفرطا، أو حواجز تنظيمية تفرضها الدول الأخرى على المنتجات الأميركية.
وفي هذا السياق، نقلت فايننشال تايمز عن الرئيس ترامب قوله -في منشور له على منصة تروث سوشيال- "لقد جرى استغلال أميركا لعقود من كل دولة في العالم، حان الوقت لنسترد أموالنا واحترامنا".
وفي 26 مارس/آذار الجاري، استبق ترامب الإعلان الرسمي وفرض رسوم جمركية بنسبة 25% على واردات السيارات، كما لمّح إلى إمكانية فرض رسوم إضافية على واردات الرقائق الإلكترونية والأدوية، وإن كان الإعلان عنها قد يُؤجَّل لموعد لاحق.
إعلانكذلك، يُتوقع أن تُعاد فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على جميع واردات الولايات المتحدة من كندا والمكسيك، بعدما منح الرئيس إعفاء مؤقتا للسلع المطابقة لشروط اتفاقية التجارة الموقعة بين الدول الثلاث عام 2020.
تعريف "الرسوم المتبادلة" وتطبيقهاوبحسب فايننشال تايمز، تسعى إدارة ترامب إلى تطبيق هذه الرسوم بشكل انتقائي "حسب الدولة"، بناء على الفروقات في الرسوم الجمركية والسياسات التنظيمية بين واشنطن وشركائها.
من الأمثلة التي ذكرها مسؤولون أميركيون مرارا ضريبة القيمة المضافة في الاتحاد الأوروبي، التي يعتبرونها تمييزا ضد المنتجات الأميركية، وكذلك الضرائب الرقمية المفروضة على شركات التكنولوجيا الأميركية.
وفي حال تنفيذ الرسوم فورا، قد تلجأ الإدارة إلى قوانين طوارئ مثل "قانون الصلاحيات الاقتصادية الدولية للطوارئ" أو المادة 338 من قانون الجمارك لعام 1930، والتي تسمح بفرض رسوم تصل إلى 50%.
الرسوم الحالية وردود الفعل العالميةوفرضت إدارة ترامب بالفعل رسوما بنسبة 20% على جميع الواردات من الصين، و25% على واردات الصلب والألمنيوم، إضافة إلى قائمة واسعة من المنتجات المصنعة بهذه المعادن.
كما فرضت رسوما بنسبة 25% على جميع الواردات من المكسيك وكندا في محاولة للحد من الهجرة غير الشرعية وتدفق الفنتانيل.
وأصدر ترامب في 24 مارس/آذار أمرا تنفيذيا بفرض "رسوم ثانوية" على الدول التي تشتري النفط من فنزويلا، بدءا من الثاني من أبريل/نيسان، لتستمر لمدة عام ما لم تُلغَ بقرار من كبار المسؤولين الأميركيين.
ردود الفعل لم تتأخر، فقد أعلن الاتحاد الأوروبي أنه سيرد برسوم على منتجات أميركية تصل قيمتها إلى 28 مليار دولار، في حين فرضت الصين رسوما على صادرات زراعية أميركية بقيمة 22 مليار دولار، مثل فول الصويا، ولحم الخنزير، والذرة.
وفرضت كندا رسوما على منتجات أميركية بقيمة 21 مليار دولار في مارس/آذار، تبعتها حزمة ثانية بالقيمة ذاتها. أما بريطانيا، ففضّلت التفاوض بدلا من التصعيد.
وحسب ما ورد في فايننشال تايمز، تشمل قائمة الدول المستهدفة بالرسوم: اليابان، والهند، والاتحاد الأوروبي، والبرازيل، ودول مجموعة العشرين، فضلا عن الدول التي تمتلك أكبر عجز تجاري مع الولايات المتحدة، مثل تركيا، وفيتنام، وماليزيا.
إعلانويخشى مسؤولو مجلس الاحتياطي الفدرالي (البنك المركزي الأميركي) من أن تؤدي هذه الإجراءات إلى موجة تضخمية واسعة، خصوصا أن الاقتصاد الأميركي لم يتعافَ بالكامل من موجة التضخم الكبيرة التي ضربته مؤخرا. وعلّق الخبير الاقتصادي ستيفن مور من مؤسسة هيريتدج قائلا إن الرد بالمثل "خطأ كبير ويزيد من تعنت ترامب".
وتخلص فايننشال تايمز إلى أن "يوم التحرير"، كما تصفه إدارة ترامب، قد يصبح يوم اضطراب عالمي في العلاقات التجارية، مع تصاعد التوترات وردود الأفعال المتبادلة.
وبينما يرى ترامب في هذه الخطوة استعادة للعدالة التجارية، فإن شركاء واشنطن التجاريين يستعدون لمواجهة موجة جديدة من الحرب التجارية المتعددة الجبهات.